الرئيسية منتديات مجلس التعليم العصري طرق و أساليب التعليم ” 3 “

مشاهدة 4 مشاركات - 1 إلى 4 (من مجموع 4)
  • الكاتب
    المشاركات
  • #79627
    كبرياء
    مشارك


    بسم الله الرحمن الرحيم

    السلام عليكم ورحمة الله و بركاته

    تحدثنا في الحلقة السابقة عن أول و سيلة من و سائل الإتصال بين المعلم و المتعلم ’ و اليوم نتحدث عن الوسيلة الثانية و هي:

    الإتصال البصري

    الاتصال البصري : منه :

    إدامة الاتصال النظري بين المعلم والمتعلم :

    إن المحافظة على الاتصال النظري بين المعلم وتلميذه ، مفيد جداً للمعلم وللمتعلم . فالمعلم يبقي طلابه تحت

    سيطرته من خلال متابعته لهم بنظره ، ومن ثم يلاحظ الغافل فينبهه ، والناعس فيوقظه ، والمتلاعب فيزجره .. إلخ .

    ولذا كان حري بالمعلم أن يوزع نظره على عموم طلابه حتى يعتقد كل طالب أنه المعني بالكلام ، ولا يغفل عن طلابه

    أثناء الشرح ، فإن بعض المعلمين يصوب بصره على جهة معينة أثناء تدريسه ، وهذا خطأ يؤدي إلى فقدانه السيطرة

    على طلابه ، ومن ثم يعطي الطالب الفرصة بالتشاغل عن الاستماع والإنصات للدرس . ويستحب أن يكون مكان المعلم

    مرتفعاً ولو قليلاً عن طلابه لتحصل المتابعة الجيدة من قبله ، ولكي يتسنى لكل طالب متابعة معلمه دون عناء أو

    مضايقة ممن حوله . وأما المتعلم فمن خلال رؤيته المستمرة وإدامته لنظره لمعلمه ، يحصل له فهم أقوى لما يطرح

    ويقال في الدرس ، لأن اشتراك حاستين وهما السمع والبصر أقوى في التلقي من الاقتصار على واحدة .

    ولنا أن نلمس السبب من جعل المنبر عالياً . ولقد كان منبرة صلى الله عليه وسلم بارتفاع ثلاث درجات وهي كافية جداً

    في تبادل النظر بين الخطيب والمصلين .. يوضح ذلك :


    عن جابر بن عبد الله رضي الله عنه قال : « جاء رجل والنبي صلى الله عليه وسلم يخطب الناس يوم

    الجمعة فقال : أصليت يافلان ؟ قال : لا . قال قم فاركع »

    وعن أبي سعيد الخدري رضي الله عنه قال : « إن النبي صلى الله عليه وسلم جلس ذات يوم على المنبر

    وجلسنا حوله » والجلوس حول الخطيب يقتضي النظر إليه ، وكذا الجلوس حول المعلم يقتضي النظر إليه .

    وهذا الحديث أورده البخاري في صحيحه وعقد عليه باباً بقوله : باب (يستقبل الإمام القوم ، واستقبال الناس الإمام إذا

    خطب) قال الحافظ ابن حجر معلقاً : ومن حكمة استقبالهم للإمام التهيؤ لسماع كلامه وسلوك الأدب معه في استماع

    كلامه ، فإذا استقبله بوجهه وأقبل عليه بجسده وبقلبه وحضور ذهنه كان أدعى لتفهم موعظته ومافقته فيما شرع له
    القيام لأجله .


    استخدام تعابير الوجه :

    يغفل كثير من المعلمين عن توظيف هذه الطريقة في التعليم ، بل إنك لا تكاد تجد من يعمل بها ، إما لجهله بها أو

    لغفلته عنها . وهذه الطريقة تغني المعلم عن الإنكار باللسان ، أو ترديد عبارات الرضا والارتياح تجاه عمل معين أو قول

    معين ، وهذه الطريقة نافعة جداً مع فئة معينة من الناس ، فإن هناك من تؤثر فيه النظرة الحادة ، وهي كافية في

    زجرة وردعه ، وهناك من تؤثر فيه الابتسامة والبشاشة أكثر مما لو قلت له : أحسنت أو هذا جيد هكذا دون مشاركة

    تعابير الوجه التي تدل على الارتياح والرضا . وهناك من لا يؤثر فيه ذلك كله ، فيعامل كل بحسبه . ونبينا صلى الله عليه

    وسلم كان يعرض الغضب في وجهه .

    « قالت عائشة – رضي الله عنها – دخل علي رسول الله صلى الله عليه وسلم وفي البيت قرام فيه صور.

    فتلون وجهه ، ثم تناول الستر فهتكه . وقالت قال النبي صلى الله عليه وسلم : ” من أشد الناس عذاباً يوم القيامة

    الذين يصورن هذه الصور »

    « ويروي أنس رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم رأى نخامة في القبلة فشق ذلك عليه حتى

    رؤي في وجهه ، فقام فحكها بيده فقال : ” إن أحدكم إذا قام في صلاته فإنه يناجي ربه – أو إن ربه بينه وبين القبلة –

    فلا يبزقن أحدكم قبل قبلته ، ولكن عن يساره أو تحت قدمه ” ثم أخذ طرف ردائه فبصق فيه ، ثم رد بعضه على بعض

    فقال : ” أو يفعل هكذا » وفي قوله : « حتى رؤي في وجهه » يقول الحافظ : أي شوهد في وجهه أثر المشقة ،

    وللنسائي « فغضب حتى احمر وجهه » وللمصنف .. « فتغيظ على أهل المسجد » أهـ . فهذه الألفاظ كلها تدل على

    أن هذا الغضب أحدث عند الصحابة علماً جازماً بأن هذا الفعل الذي غضب منه الرسول صلى الله عليه وسلم منكراً ، ولو

    سكت النبي صلى الله عليه وسلم ولم يزد على ذلك ، لكان كافياً في الإنكار والردع ، ولكنه عليه الصلاة والسلام بين

    سبب الغضب لأنه في مقام التبليغ والتعليم .. والله أعلم .

    أما التبسم :
    فيقول جرير بن عبد الله البجلي : « ما حجبني النبي صلى الله عليه وسلم منذ أسلمت ولا رآني إلا تبسم

    في وجهي » ولا يخفى أثر ذلك الابتسام على جرير بن عبد الله رضي الله عنه

    مراعاة القصد في الكلام – أثناء الشرح – والترسل فيه ، والتوسط ، لا سريع مفرط ، ولا بطيء مخل

    الغاية من التوسط في الكلام وعد السرد السريع ، هو ضمان وصول المعلومات إلى ذهن الطالب بعيداً عن الإثارة

    والتشويش .
    تكلف الكلام خصلة ذميمة شرعاً وحساً وعقلاً .

    تكلف الكلام والإتيان بغرائبه ، يوجب النفرة بين المعلم والمتعلم .

    رفع الصوت أثناء التعليم ، وسيلة جيدة في جذب انتباه السامعين وفي الإنكار .

    قطع الشرح يسبب إرباكاً للطلاب ، ويفسد على المعلم تسلسل أفكاره ورط بعضها ببعض .

    على المعلم أن يطلب من طلابه أن يؤخروا أسئلتهم إلى أن يفرغ من الشرح .

    السكوت أثناء الشرح له فوائد منها : جذب انتباه الطلاب ، وتراد نفس المعلم ، وترتيب الأفكار .

    تبادل النظر بين المعلم والمتعلم ، عامل هام في سيطرة المعلم على طلابه ، وفي فهم المتعلم لما يلقى إليه من مسائل وعلوم .

    توظيف تعابير الوجه في التعليم ، يساعد المعلم في تحقيق أغراضه .

    مراعاة اختلاف الطلاب ، ومقدار تأثرهم بهذه الانفعالات ، فإن بعضهم لا تجدي معه مثل هذه التعابير الظاهرة .

    يتبع…

    و شكراً
    أخوكم هيثم

    #896967

    مواضيعك دوما متميزة
    وبالخصوص هذه الاجزاء
    مفيدة كثيييرا للقراء

    بارك الله فيك اخي
    وجعلها في ميزان حسناتك

    #899411

    السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

    مشكور هيثم شبانه

    مجهود رائع ومميز

    بارك الله فيك

    #899556
    كبرياء
    مشارك


    بسم الله الرحمن الرحيم

    السلام عليكم ورحمة الله و بركاته

    تشرفت بمروركم اخواتي الكريمات

    أختي” سميره “

    أختي” ساره سالم “

    أختي ” ميرا الأميرة “

    جزاكم الله خيراً

    و شكراً
    أخوكم هيثم

مشاهدة 4 مشاركات - 1 إلى 4 (من مجموع 4)
  • يجب تسجيل الدخول للرد على هذا الموضوع.

يستخدم موقع مجالسنا ملفات تعريف الارتباط الكوكيز لتحسين تجربتك في التصفح. سنفترض أنك موافق على هذا الإجراء، وفي حالة إنك لا ترغب في الوصول إلى تلك البيانات ، يمكنك إلغاء الاشتراك وترك الموقع فوراً . موافق إقرأ المزيد