الرئيسية › منتديات › مجلس الفقه والإيمان › قصة مؤثرة جدا
- This topic has 4 ردود, 5 مشاركون, and was last updated قبل 17 سنة، شهرين by أبو قصي.
-
الكاتبالمشاركات
-
22 أغسطس، 2007 الساعة 3:26 م #79584السراج المنيرمشارك
مؤثرة بمعنى الكلمة ؟؟ مات اخوه اليوم فانظر كم يوم عاش بعده !!!!!!!!!!
ورقة صغيرة كُتبت بخطٍ غير واضح ، تمكنت من قراءتها بصعوبة بالغة … مكتوب بها
فضيلة الشيخ : هل لديك قصة عن أصحاب أو أخوان … أثابك الله …
كانت صيغة السؤال غير واضحة ، والخط غير جيد…
سألت صديقي : ماذا يقصد بهذا السؤال ؟
وضعتها جانباً ، بعد أن قررت عدم قراءتها على الشيخ …
ومضى الشيخ يتحدث في محاضرته والوقت يمضي …
أذن المؤذن لصلاة العشاء …
توقفت المحاضرة ، وبعد الآذان عاد الشيخ يشرح للحاضرين ، طريقة تغسيل وتكفين الميت عملياً …
وبعدها قمنا لآداء صلاة العشاء …
وأثناء ذلك أعطيت أوراق الأسئلة للشيخ ومنحته تلك الورقة التي قررت أن استبعدها ، ظننت أن المحاضرة قد انتهت …
وبعد الصلاة طلب الحضور من الشيخ أن يجيب على الأسئلة …
عاد يتحدث وعاد الناس يستمعون …
ومضى السؤال الأول والثاني والثالث …
هممت بالخروج ، استوقفني صوت الشيخ وهو يقرأ السؤال …
قلت : لن يجيب فالسؤال غير واضح …
لكن الشيخ صمت لحظة ثم عاد يتحدث …
جاءني في يوم من الأيام جنازة لشاب لم يبلغ الأربعين ، ومع الشاب مجموعة من أقاربه ، لفت انتباهي ، شاب في مثل سن الميت يبكي بحرقة ، شاركني الغسيل ، وهو بين خنين ونشيج وبكاء رهيب يحاول كتمانه ، أما دموعه فكانت تجري بلا انقطاع …
وبين لحظةٍ وأخرى أصبره وأذكره بعظم أجر الصبر …
ولسانه لايتوقف عن قول : إنا لله وإنا إليه راجعون ، لاحول ولاقوة إلا بالله …
هذه الكلمات كانت تريحني قليلاً …
بكاؤه أفقدني التركيز ، هتفت به بالشاب …
– إن الله أرحم بأخيك منك ، وعليك بالصبر
التفت نحوي وقال : إنه ليس أخي
ألجمتني المفاجأة ، مستحيل ، وهذا البكاء وهذا النحيب
– نعم إنه ليس أخي ، لكنه أغلى وأعز أليّ من أخي…
سكت ورحت أنظر إليه بتعجب ، بينما واصل حديثه …
– إنه صديق الطفولة ، زميل الدراسة ، نجلس معاً في الصف وفي ساحة المدرسة ، ونلعب سوياً في الحارة ، تجمعنا براءة الأطفال مرحهم ولهوهم…
– كبرنا وكبرت العلاقة بيننا ، أصبحنا لا نفترق إلا دقائق معدودة ، ثم نعود لنلتقي ، تخرجنا من المرحلة الثانوية ثم الجامعة معاً…
التحقنا بعمل واحد …
تزوجنا أختين ، وسكنا في شقتين متقابلتين …
رزقني الله بابن وبنت ، وهو أيضاً رُزق ببنت وابن …
عشنا معاً أفراحنا وأحزاننا ، يزيد الفرح عندما يجمعنا ، وتنتهي الأحزان عندما نلتقي …
اشتركنا في الطعام والشراب والسيارة …
نذهب سوياً ونعود سوياً …
واليوم . توقفت الكلمة على شفتيه وأجهش بالبكاء …
– يا شيخ هل يوجد في الدنيا مثلنا…
خنقتني العبرة ، تذكرت أخي البعيد عني ، لا .. لا يوجد مثلكما ..
أخذت أردد ، سبحان الله ، سبحان الله ، وأبكي رثاء لحاله …
أنتهيت من غسله ، وأقبل ذلك الشاب يقبله …
لقد كان المشهد مؤثراً ، فقد كان ينشق من شدة البكاء ، حتى ظننت أنه سيهلك في تلك اللحظة …
راح يقبل وجهه ورأسه ، ويبلله بدموعه …
أمسك به الحاضرون وأخرجوه لكي نصلي عليه …
وبعد الصلاة توجهنا بالجنازة إلى المقبرة …
أما الشاب فقد أحاط به أقاربه …
فكانت جنازة تحمل على الأكتاف ، وهو جنازة تدب على الأرض دبيباً …
وعند القبر وقف باكياً ، يسنده بعض أقاربه …
سكن قليلاً ، وقام يدعو ، ويدعو …
انصرف الجميع …
عدت إلى المنزل وبي من الحزن العظيم ما لا يعلمه إلا الله ، وتقف عنده الكلمات عاجزة عن التعبير …
وفي اليوم الثاني وبعد صلاة العصر ، حضرت جنازة لشاب ، أخذت اتأملها ، الوجه ليس غريب ، شعرت بأنني أعرفه ، ولكن أين شاهدته …
نظرت إلى الأب المكلوم ، هذا الوجه أعرفه …
تقاطر الدمع على خديه ، وانطلق الصوت حزيناً …
يا شيخ لقد كان بالأمس مع صديقه …
يا شيخ بالأمس كان يناول المقص والكفن ، يقلب صديقه ، يمسك بيده ، بالأمس كان يبكي فراق صديق طفولته وشبابه ، ثم انخرط في البكاء …
انقشع الحجاب ، تذكرته ، تذكرت بكاءه ونحيبه …
رددت بصوت مرتفع :كيف مات ؟
– عرضت زوجته عليه الطعام ، فلم يقدر على تناوله ، قرر أن ينام ، وعند صلاة العصر جاءت لتوقظه فوجدته ، وهنا سكت الأب ومسح دمعاً تحدر على خديه ، رحمه الله لم يتحمل الصدمة في وفاة صديقه ، وأخذ يردد : إنا لله وإنا إليه راجعون …
– إنا لله وإنا إليه راجعون ، اصبر واحتسب ، اسأل الله أن يجمعه مع رفيقه في الجنة ، يوم أن ينادي الجبار عز وجل: أين المتحابين فيِّ اليوم أظلهم في ظلي يوم لاظل إلا ظلي…
قمت بتغسيله ، وتكفينه ، ثم صلينا عليه …
توجهنا بالجنازة إلى القبر ، وهناك كانت المفاجأة …
لقد وجدنا القبر المجاور لقبر صديقه فارغاً …
قلت في نفسي مستحيل : منذ الأمس لم تأت جنازة ، لم يحدث هذا من قبل …
أنزلناه في قبره ، وضعت يدي على الجدار الذي يفصل بينهما ، وأنا أردد ، يالها من قصة عجيبة ، اجتمعا في الحياة صغاراً وكباراً ، وجمعت القبور بينهما أمواتاً …
خرجت من القبر ووقفت ادعو لهما : اللهم أغفر لهما وأرحمهما ، اللهم واجمع بينهما في جنات النعيم على سرر متقابلين ، في مقعد صدق عند مليك مقتدر ، ومسحت دمعة جرت ، ثم انطلقت أعزي أقاربهما …
السراج المنير
22 أغسطس، 2007 الساعة 3:40 م #896554لؤلؤة النجاحمشاركقصة مؤثرة بمعنى الكلمة
بارك الله فيك على الموضوع
جزاك الله خيرا
22 أغسطس، 2007 الساعة 5:50 م #896618كبرياءمشاركبارك الله فيك على هذه القصة
هذا ما أسميه الإخلاص و الحب في الله
شكراً
أخوكم هيثم24 أغسطس، 2007 الساعة 5:19 ص #897138أسـ الشوق يـر MNمشاركشكرااااااااااااااا اخي
بارك الله فيكسلمت لنا اناتملك
24 أغسطس، 2007 الساعة 10:35 ص #897210أبو قصيمشاركبالفعل قصة مؤثرة
مشكور أخونا الفاضل ( السراج )
سلام عليكم
-
الكاتبالمشاركات
- يجب تسجيل الدخول للرد على هذا الموضوع.