ببراءة الطفولة سألتني يوماً أبنتي لـُجين عندما رأت خبر مقتل استشهاد الشيخ أحمد ياسين رحمه الله تقول ( يا بابا ليش الكفار قتلوه مع أنه معاق ولا يمشي وعلى عربانة وكان طالع يصلي الفجر ) !

المحن التي تمر على أمتنا كثيرة والمواقف التي نشاهدها يومياً في التلفاز عصيبة ومريرة وحزينة ، ولكن دائماً أتساءل هل نحن نستغل هذه المواقف عندما نشاهدها وذلك في تعليم الأبناء هموم وقضايا أمتهم وخاصة فلسطين قضيتنا الأساسية ، والتي من الضروري أن نشعرهم بأهميتها وأهمية قضايا المسلمين ومتابعة أخبارهم في كل مكان ونوضح لهم ما يجري من حقائق في ظل تشويه وسائل الإعلام التي تحرّف الحقيقة ، فلا نريد من الطفل أن يتلقى من الإعلام الذي يضلل الحقائق ولا يجد من يصحح له بعض المفاهيم المهمة في مثل هذه القضايا الحساسة .

إنه ينبغي أن نعلم أطفالنا قضاياهم الإسلامية ونبين لهم أنه مهما تسلط الظلمة والمتكبرين في الأرض ، فإن الله تعالى سبحانه قادر على إبادتهم وله الحكمة سبحانه في تأخير النصر ، ونضرب لهم بعض الأمثلة من القرآن الكريم وما فعله الله بعاد وثمود وقارون وفرعون وغيرهم من الظلمة المتكبرين .

إن تعليم الأبن من الصغر على معرفة قضايا المسلمين المستضعفين وبذل العطاء لهم ومساعدتهم حسب الاستطاعة ومنها الدعاء له بالغ الأثر في نشأة الطفل وتعويده على هذا الأمر ، وهكذا تعليمهم القيم الإسلامية والحفاظ على العبادات والشعائر الدينية وعدم الكذب والصدق في كل الأمور .

وقد يقول قائل إنك بهذا توجعهم من الصغر وتشعرهم بالإحباط ، ولكن الصحيح غير ذلك فنحن نذكرهم بوعد الله تعالى ونصره للمؤمنين الصادقين ونعودهم على القوّة والثقة بالله تعالى والشعور بالعزة والتعلّم على الصبر وعدم الخوف ما دمنا على ثقة بنصر الله تعالى، ونضرب لهم أمثلة من سيرة النبي صلى الله عليه وسلم وصحابته رضوان الله عليهم وكيف كانوا ضعاف في بداية الأمر ثم انتصروا عندما تم لهم التمكين فنصرهم الله على أعدائهم وأعزّهم في دنياهم فأصبحوا سادة الدنيا .