الحب شيئ جميل. يجعل المسافات الطويلة قصيرة ولكنها موحشة. خرجت من صدري هذه الكلمات شوقا لرؤية الحبيب بعد غياب. وكان ذلك في رمضان لما رأيته بعد الفطور دونما سابق موعد إلا رفقا بحالي من الأقدار .

ذكرتك والرحل يسليها

ذكراك .. والشجون لله داعيها

وكنت قد امتطيت لها

ركوبا والفكر مني يداعبنيها

فأصبحت شوقا لطيفها

كالبراق لا .. بل لا يدانيها

وأضحيت بالنزل فاطراً

صائم الفؤاد من معانيها

وإذ به الخواطر شاغلة

أبصر وراء الزجاج صافيها

أراه ولا يراني كالغزال

يورد الماء والهيام أرانيها

فخرج محتشما مودعاً

مراعيا للدار حرمة لبانيها

فناديته.. إلى أين يا ذا

الخد كالوردة حمداً لساقيها

فاستدار طرفه آتيا لناحيتي

كما تنقاد الخيل الصلوح لراعيها

فاقتربت مني على إستحياءٍ

بخطً رقيقة مداسيها

واليد منها فوق اليد مطلوقة

المعصم والعين للأرض تراميها

فقلت لها بعد السؤال عن

حالها ولا زلت باليد أحاليها

جلبت ما كنت قد وعدتك به

بعيدك مبارك لك فافتحيها

فقالت على إستعجال.. ذوي وأهلي

يا صاح على إنتظار فمستعجليها

فرافقتها إلى الباب وبعد الباب

لا يطاوعني قلبي فراقنيها

فقلت لها وهي على عجلٍ

متحججاً بقصائد لي تناديها

فقالت إذ ذاك لا بأس لنعد

وكأن ما بي أماني أمانيها

وجلسنا متقاربين المجلس وكأن

البساط تحتي جزأ من مراسيها

وارتشفنا عذب القصائد معا

ممزوجة بمسك من عطر فيها

واستحسنت ما قلت من شعر

على خجل فمرجع القصد فيها

وقامت مستأذنة عجول

كما تقوم النساك لباريها

فرافقتها لخارج ساحة الدار

ولا أدري ما نعلها وما ترتديها

فلا زلت ناظرا لمحاسن منها بدت

على عفو منها رغم مراميها

وقلت لها وقد إستعدت للرحيل

أغار عليك ظلام الليل يغطيها

فلم ينقذ صريع الفؤاد إلا

صياح ربة الدار تناديها

إبنة العم لم تزدادي منا

فأخذت تُعد لها لأهاليها

وكأن ما قرضناه من لفيف معا

غير كافٍ لي وليس بكافيها

فأخذت أداعبها باللسان تارة

وتداعبني بالعيون غزلا لدارسيها

فأخذنا نكتم لهيب العشق عن

صاحبة الدار بمعاني منا نكنيها
……………………………………….
……………………………………….