في يوم من الأيام يحس أحدنا بالضعف وإن كان ما كان. فيحاسب نفسه على ما قصر. ويعيد ترتيب أوراقه وخريطة سيره في الحياة. وها أنا أعاتب نفسي وأعنفها:
سلمت الأذى ودمت كذا منك الهناء ومنا الفدى . فتلك الدوائر أيا صديق تبدأ وتلتقي كمثل كذا . فافسح صدرك لما يضيق وانشر بسمات في الفضاء . وانظر كيف كنت وما صرت إليه وستكون عندما . تذكر أيام كنت فتى هتالك في لعب وفي هَذاء . معارض الدنيا قريبك المدى تقوم وتنشز عند وكلما . لمحت نارا كنت لهيبها فلما انطفت صرت كمثلها . ظننت نفسك راكبا مع فرسان وما أنت إلا مرتجلا . كل الصحاب ومن إبتل بالماء وأنت تسبح وحدك في الفضاء . ولا نجمك كان في الأرض ولا نبت زرعك في السماء . ولا أسرفت إدخار ليل و ما عرفت يوما فائدة الضحى . وقوفك والقوم ضفة معا فهل ترى لهم حولك أثرا. وهمت السير فلم تنها كقدم تتبع دونها تترا. أينعكس وجهك سحورا على ندى صحرا فوق صخرا. أم بلك سراب نور الليل فظلك فوق جفنك شعرا . ولا تنم.. فليت لي نثرا يوسعك مني قدرا وذكرا . تلك الرجال مكان وسم محلهم لمن مثلك دونه قِصرا ولا تغاضب على كل حال فليس في الحياة من فخرا . فما فاتك من عكسك وما لم يفت هباء إلا سُلما. لعل الرياح كلما أفسدت عودا تصفر وآخر تُخضرا مصانع النفس ما خلت دوما تحييك ساعة وتقهرك دهرا . واتخذ لها ميزان العز قيما ولا تطع فيها إدا ولا خِلا. وراجع درسها ضاحكا متأملا أن تصدقك قضيت العمر متى لما. ومنا ومنكم سلام عليكم يقيكم الحق شر الأذى .
يستخدم موقع مجالسنا ملفات تعريف الارتباط الكوكيز لتحسين تجربتك في التصفح. سنفترض أنك موافق على هذا الإجراء، وفي حالة إنك لا ترغب في الوصول إلى تلك البيانات ، يمكنك إلغاء الاشتراك وترك الموقع فوراً . موافقإقرأ المزيد