قبل أن أطرح قصيدتي هذه التي نضمتها في ليلة العيد الوطني التاسع والعشرون أريد أن أتقي رصاص فئتين:

الأولى أرباب اللغة النحوية عذرا

الثانية فحول الشعراء عذرا

وإنما أني نظرت للمعاني وليس للكيفية فأتمنا منكم أن تفعلوا المثل وهي هذه في 29 بيت:

كنتم سماء على السماء ولربما * صرتم على ضؤ النهار نهارا

بمعاهد العلم كانت أفعالكم * قبل المدارس تفتح الأبصارا

لنا في نجوم الليل هدي نحو * وقابوس في العالمين قبس منارا

يا كوكبا زان قطبه الوقارا * فكيف لا تحج به الأقمارا

نطقت باسم العروبة رزينا * فصدعت كلماتك صدى الأحجارا

يا لحن الخريف ساقه الضباب * بين شموخ خضر فألهم السمارا

يا نسيم الصحاري بكورا عللا * بدوِ بين غريد وشعارا

سحب الظلام قبلكم عمان * غيمت, فأمنعتها نظرة الزوارا

فقدمتم والغيوم يوما معا * فقدتم ورائكم سحب الأمطارا

كتاب سطر التاريخ مجده * كفاحا حتى حارت به الأفكارا

ما خلا الزمان بالدرر ظنينا * حتى جادة بكم ليلة الأقدارا

فليت لي من القسط رزن * هوجدا, علم محبة في الأسفارا

صيرتم السلم فعلا حليما * فصرتم في الحكماء المستشارا

موازين الدولة منخولة الخطا * من كل فن منقوشة الأشجارا

ساس البلاد سياسة فارس * لجامه تحتذي به سائر الأمصارا

فامضي بنا حيثما شأت خليفة * فدونكم العمر إذانقضت الأعمارا

ويا جبال الألب انحني لمسيره * وصفقي ببعضك تلال الصحارا

ويا بحار دقي طبولك تلاطما * واعزفي بموجك أعذب الأوتارا

فصيح المنطق إذ يعلو منبرا * بين الفحول حجة لا تبارا

لهاج اللسان في كل منهج * حتى كاد الطير يعرب أسرارا

وأيه عمان إشرحي صدرا * وعانقي كدحا مسيرة الإعمارا

تكاد المكارم تخليكم مجلسا * والجود من دونكم صفرٌ يسارا

حبلي دوما فوق صخر أثْرا * أنقش صورتكم مرارا وتكرارا

مستقبلي يغض قلق تارة * فأذكر وجودك فتنجلي الأخطارا

فكل ما حولي يشير إليكم * يغني به عن صحف النشارا

مقامكم في كل الأسماء لازم * لزوم أل وإن لم فإضمارا

ويا مولاي رجائي أشرف ببسمة * أُكحل عينا من ثغر أزهارا

فسلام من الله عليكم كلما * أظل بنا ظل وسار سيارا

واكتملت فيكم الصفات حتى * أنفذت قلمي حبر البحارا