الرئيسية منتديات مجلس الفقه والإيمان هناك من يسخر و من يكذب ومن يصدق ..كرامات الاولياء حقيقه ام .

مشاهدة 3 مشاركات - 1 إلى 3 (من مجموع 3)
  • الكاتب
    المشاركات
  • #77862
    عاشق مكه
    مشارك

    عرفت سنة 2006 لغطا شديدا وسجالات حادة بخصوص موضوع الرؤى والكرامات ، وقد تفاوتت المناولات التي قاربت هذا الموضوع بين مؤيد ومنكر ، و متهكم وساخر، وبين من وجد في هذا الموضوع بغيته ، فراح يوظفه كسلاح للتعبئة المضادة ، أو يسخره لخدمة أغراض سياسية ومذهبية ضيقة ، وأحيانا كمادة إعلامية للاستهلاك ليس إلا .

    في هذا الإطار يمكن فهم أغلب السجالات الفكرية التي أحاطت بالموضوع ، والتي كانت المنابر الإعلامية ساحة لها في الغالب ، ونسجل بداية أن تيار التهكم والتهوين من الرؤى والتشكيك فيها كان هو المهيمن على أغلب مانشر ، في الوقت الذي تنكبت فيه منابرإعلامية ـ ذات مصداقية ـ عن رسالتها ، إذ لم تسمح بنشر مجموعة من الدراسات العلمية الرصينة التي حاولت مقاربة هذا الموضوع برؤية علمية تأصيلية واضحة .
    والآن ، وقد خفتت حدة اللغط الذي صاحب هذا الموضوع منذ أن هلت علينا ” سنة الرؤى ” ، نعود لا لنصب الماء على الزيت ، لكن لنقف وقفة هادئة مع
    الموضوع ، وقفة نرجع فيها إلى قرنين من الزمان لنطل من جديد على موضوع الرؤى بعيدا عن ضغوط السياسة وإكراهات الواقع الذي أفرزته رؤى جماعة العدل والإحسان لسنة 2006 وما صاحبها من قراءات وتأويلات
    الرؤى بعين تراثية [1]:
    يهدف هذ المقال إلى نشر وثيقة فريدة ونادرة ، تنشر لأول مرة عن ” الرؤى وكرامات الأولياء وأنها حق ” لعََـلم من أعلام المغرب في القرن الثالث عشر الهجري ، هو العلامة ” سيدي محمد العربي” بن العالم العلامة المرحوم بكرم الله ” أبي عبيد الله محمد الهاشمي الحسني”.
    عثرت على هاته الوثيقة [2] ضمن مجموع وجدته في مكتبة والدي العالم العلامة الحاج محمد بن العربي صغيري رحمه الله وأسكنه فسيح جناته ، يحتوي هذا المجموع إضافة إلى هاته الوثيقة على ثلاثة عشر رسالة نفيسة في السلوك وآداب الطريق ، أغلبها جاء جوابا عن أسئلة وجهت لكل من العلامة ” محمد العربي ” و” سيدي محمد بن يوسف السنوسي ” و ” مولاي أحمد البدوي ” إضافة إلى بعض الفتاوى لابن حجر في الأخذ عن شيخين أو أكثر ، ونظمين لـ ” أحمد بن البنا السرقسطي” و”سيدي أحمد بن محمد بن أحمد البكري الشريشي “[3] .
    مناسبة الوثيقة وسبب تأليفها :
    نفهم من مضمون الوثيقة التي بين أيدينا أن العلامة ” ” سيدي محمد العربي” كتبها أثناء وجوده في زيارة لسجلماسة حيث تلقى رسالة من العلامة ” عمر بن محمد الصقلي ” نزيل حضرة فاس يستفسره فيها عن أمرين اثنين :
    الأول : تأويل رؤيا خاصة للصقلي ، يذكر فيها معانقته لـ” سيدي محمد العربي” في المنام .
    الثاني : الجواب عن سؤال بعث به مجموعة من علماء المدينة المشرفة إلى سلطان المغرب لحظتئذ، يطلبون منه عرض مجموعة من رؤى الطائفة النقشبندية على علماء المغرب للنظر فيها بتأويل أو غيره:” وحاصل ذلك حكاية كرامات صدرت من بعض الأولياء[4] ، منها أن والده شهد له ببلوغ مقامات الأنبياء ، بل أثبت له الترقي فوقها…”[5] ، وغير ذلك ” من الكلام الذي من رآه ووقف عليه علم أنه كذب وافتراء وتجرأ على الله والرسول والصحابة وسلف الأمة ، وهذا الكلام لا يرتضيه أحد من المسلمين ويؤدي إلى تشكيك عوام الموحدين”[6] ، ويظهر أن هاته الرؤى أثارت حفيظة علماء المدينة المشرفة وسببت اضطرابا استدعى توسيع المشاورة مع أكبر دائرة من العلماء [7]، فكانت النتيجة وصولها إلى المغرب لتُعرض على علمائه وفقهائه المشهود لهم بسعة الاطلاع وسديد النظر في مثل هاته النوازل والأقضية .
    ونفهم من جواب الشيخ ” سيدي محمد العربي” أن هاته الرسالة عُـرضت أول الأمر على العلامة ” عمر بن محمد الصقلي ” بفاس للإجابة عنها ، ولما حرر جوابه قام بإرساله مع نسخة من الرسالة الأصلية إلى الشيخ ” سيدي محمد العربي” طلبا للمشورة والتوجيه، فكان أن بادر الشيخ رحمه الله بتحرير رسالة في الموضوع رغم ضيق الوقت والانشغال بالسفر وتبعاته .

    قيمة الوثيقة التاريخية والعلمية :
    كُتبت هاته الرسالة في 24 ربيع الثاني عام 1224هـ أي أنها تعود لمائتي سنة خلت ، وتظهر قيمتها التاريخية والعلمية ،في كونها تضعنا أمام نموذج من المكاتبات التي كانت بين العلماء المغاربة أو بينهم وبين إخوانهم في المشرق العربي ، وهي مكاتبات تُظهر حرصهم على التثبت من المعارف والتدقيق فيها ، وتبين جميل أدبهم وحسن صنيعهم في الشورى والاستشارة ، إضافة إلى أنها تطلعنا على تقليد علمي لم نعد نلف له مثيلا في الأوساط العلمية المعاصرة ، وهو المتمثل في تداول إجابات العلماء حول نفس النازلة فيما بينهم طلبا للتسدسد والتصويب .
    من جهة أخرى تبين الوثيقة أن سلف هذه الأمة كانوا يهتبلون بالرؤى ويقدرونها قدرها ، وإلا ماكان لـ” عمر بن محمد الصقلي ” أن يخصها برسالة إلى ” سيدي محمد العربي” لمعرفة تأويل رؤيا رآها في منامه، وهي رؤيا لاتختلف عن رؤى عامة الناس فضلا عن خاصتهم ، ومع هذا لم نسمع منهم من يحتج على صنيعهم هذا أو ينكر عليهم بأي نوع من أنواع النكير.
    إلا أن الفائدة الأقوى التي يمكن لدارس هاته الوثيقة أن يخرج بها ، هي تلك المتعلقة بمن له الحق في تأويل الرؤيا ؟ ومن المؤهل لهذا الأمر الخاص ؟ ومن يحق له دون غيره تعبير الرؤى على هاته الشاكلة أو تلك ؟ وما هي حدود التعامل مع الرؤى ؟ وكيف ينبغي التعامل مع تلك الرؤى التي يدل ظاهرها على مايخالف المعلوم من الدين بالضرورة ؟
    إن الوثيقة التي بين أيدينا ، تبين بجلاء أن حمى الرؤى محرم على غير متقنٍٍٍٍٍ لصنعة التأويل ، وهي فرس جامح متفلت إلا على من أوتي تعبيرا يفك ألغازها ويجلي ماغمض فيها من صور وإشارات . تأسيسا على ذلك ، فالمؤهل لهذا الأمر من الناس ، بل من العلماء ، يعد قليلا من قليل ، وفي الوثيقة التي بين أيدينا شاهد لايخطئ ودليل لايرد : هاهم أولاء علماء المدينة المنورة في طليعة القرن الثالث عشر الهجري ، وهم من هم في الفضل والصلاح والمعرفة والعلم، ينتفضون لسماعهم مجموعة من الرؤى ، ويحتجون على قائلها ، بل ويرمونه بالكذب ويتهمونه بالافتراء والجرأة على الله والرسول والصحابة وسلف الأمة ، ويرون أن كلاما من هذا القبيل لا يرتضيه أحد من المسلمين لأنه يؤدي إلى تشكيك عوام الموحدين.
    إن الذي حمل هؤلاء العلماء على هذا القول هو وقوفهم على ظاهر الرؤى ، واكتفاؤهم بمنطوقها دونما إعمال للجهد في تبيُّن مدلولات مفهومها ومعاني رموزها وإشاراتها . إن الذي يسمع مثلا أن من كرامات هذا الشيخ النقشبندي :”
    أن والده شهد له في موضعٍٍٍٍٍٍٍٍٍٍٍ ببلوغ درجة الاجتهاد ، وفي موضع ببلوغ مقامات الأنبياء ، بل أثبت له الترقي فوقها ، وفي موضع آخر أنه شهد له ببلوغ درجة الاجتهاد ، وفي موضع آخر أنه وصل إلى مقام صار فيه قبلة لجميع العالم من العلويين والسفليين”[8] ، إن الذي يسمع مثل هذا الكلام دون أن يعرضه على من يعبره تعبيرا سليما ويكتفي بظاهره ، لاشك أنه يحكم بكفر قائله ، فمن من البشر يترقى على درجة الأنبياء عليهم السلام ؟ ومن منهم يصل إلى مقام يكون فيه قبلة لجميع العالم ؟ إن الشيخ ” سيدي محمد العربي” يكفينا عناء البحث عن إجابات لهذا الأسئلة عندما يشرع في تأويل رؤى الشيخ النقشبندي بالشكل الذي
    يناسب المقام ، ويريح الخائضين من الخواص والعوام

    رسالة علماء المدينة المنورة :
    حرص الشيخ ” سيدي محمد العربي” رحمه الله على تذييل كلامه بنص الرسالة التي توصل بها من الشيخ ” عمر بن محمد الصقلي ” بعد أن بين في المقدمة باختصار مضمون رسالة” الصقلي ” وما تضمنته من معاني المحبة والوفاء قبل الشروع في الجواب عن مضمونها.
    يقول رحمه الله :” ولنذكر نص السؤال الذي نتكلم عليه كما أتانا تتميما للفائدة وهو هذا من أوله إلى آخره : هذه صورة بعض ما انتقضه بعض الأفاضل العارفين باللغة الفارسية من كتاب “محمد مظهر النقشبندي” المجاور بالمدينة المنورة الذي ألفه في مناقبه ومناقب بعض آبائه باللغة الفارسية وطبعه بمطبعة من الهند ، وقسم كثيرا من نسخه على بعض تلامذته ، فذكر في مناقب نفسه في موضع أن والده شهد له ببلوغ درجة الاجتهاد ، وفي موضع ببلوغ مقامات الأنبياء ، بل أثبت له الترقي فوقها ، وفي موضع آخر أنه شهد له ببلوغ درجة الاجتهاد ، وفي موضع آخر أنه وصل إلى مقام صار فيه قبلة لجميع العالم من العلويين والسفليين من غائب وحاضر ، وحي وميت ، وشقي وسعيد ، وأنه صار عالما بها سميعا بصيرا بهم ، محييا مميتا ، ومعطيا ومانعا ورازقا وضارا ونافعا ، وأنه صار يسمعهم ويبصرهم ويعلم بهم في آن واحد ، بأحوالهم المتناسبة والمتضادة وأنه علم الأشياء قبل الأشياء ، وأن الحال استمر به نحو نصف ساعة ، وقال في موضع آخر أنه وصل إلى مقام عرف فيه ذات الله وصفاته الثمانية القدرة والإرادة والعلم والحياة والسمع والبصر والكلام وصفة التكوين ، وعرف تعلقاتها وشؤونها…، وقال في موضع آخر أنه كان يصلي صلاة الأوابين فرآى جميع الأنبياء عليهم الصلاة والسلام والأولياء يصلون خلفه إلى النبي صلى الله عليه و سلم ، فكأنه قام في مقامه ، وقال في موضع آخر أنه خلق من طينة النبي صلى الله عليه و سلم ،وقال في مناقب بعض آبائه أن ذاته جامعة لكمالات النبوءة والرسالة ، وأنه في الفضل بعد الخلفاء الأربعة، وفي موضع أنه في رتبة الصديق، وفي موضع أنه ليس في الأمة مثله ، وقال في بعضهم أنه يحس بالصلاة التي يصلونها الناس على النبي صلى الله عليه و سلم كأنها نازلة عليه ، وكذلك الأشعار البعثية التي يمتدح الناس بها النبي صلى الله عليه و سلم، وقال في بعضهم أن من استغفر له غفر له ومن رآه غفر له ، ومن أخذ قبضة من تراب مقبرته ووضعها في مقبرة غفر لأهلها ، وقال أن أباه أخبر بأن المهدي المنتظر يكون من تلامذته أحد أبنائه وكأنه يعني نفسه، وأنه يكون شيخا المهدي ،وغير ذلك من الكلام الذي من رآه ووقف عليه علم أنه كذب وافتراء وتجرأ على الله والرسول والصحابة وسلف الأمة . وهذا الكلام لا يرتضيه أحد من المسلمين ويؤدي إلى تشكيك عوام الموحدين “[9].
    جواب الشيخ ” سيدي محمد العربي” رحمه الله :
    بسم الله الرحمن الرحيم
    ولا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم ، وصلى الله وسلم وبارك على سيدنا ونبينا ومولانا محمد المصطفى الكريم ، وعلى آله وصحبه وكل من اقتدى به واهتدى بهديه إلى يوم الدين آمين .
    الحمد لله الذي فتح لأوليائه باب محبته ، وأنشط نفوسهم من عقال القطعة ، فقاموا له بوجود خدمته ، وأمد عقولهم بنوره ، فعاينت عجائب قدرته ، وحرص قلوبهم من الأغيار ، ومحى منها صور الآثار حتى ظفرت بمعرفته ، فصار بعضهم يستمد من البعض ، وبعضهم يمد البعض ، فبقي الدين المحمدي ثابتا باقيا ببقاء أهله ، والصلاة والسلام على سيدنا ومولانا محمد خيرة خلقه ، وعلى آله وصحبه وتابعيه بمنه وكرمه.
    سيدنا وبركتنا وأجل قدرا وتعظيما لدينا ، المحيي لدين سيدنا ومولانا وربنا ، الناصر لسنة وشريعة نبينا ورسولنا ، المُظهر لخدمة إلهنا وخالقنا ومعبودنا ومالكنا ، السيد الأكبر الدال عبيد الله على الله ، الأشهر الشريف المنيف الأنور ، الفقيه النبيه الأزهد ، الولي لله تعالى الأبر ، سيدنا ومولانا ” عمر بن محمد الصقلي ” نزيل حضرة فاس، أمنها الله وأهلها من كل باس . جعلني الله وإياك من أكابر الأعوان والأنصار لدين الله ولسنة سيدنا ومولانا رسول الله ، وعمر باطني وباطنك بأنوار مراقبته ومشاهدته ومعرفته ، ورسخ قدمي وقدمك على كل ما يقرب منه ويرضيه ، وشغل ظاهري وظاهرك بالاتباع لسنة نبيه ورسوله ، ومنَََََّ علي وعليك بتكثير المعينين على ذلك ، وأصحبني وأصحبك مع ذلك إلى لقائه بمنه .
    وسلام تام شامل عام عليك ورحمة الله تعالى وبركاته ، وعلى كافة أهلك وأولادك ، وكل من انضاف إليك وتعلق بك ، وكذا على سائر إخواننا في الله المستوطنين معك بتلك المدينة المباركة وبجوارها ، وعلى كل أخ لنا في الله أينما كان وتعين في بلاد الله من عباد الله ، أيد الله الجميع به له في كل الأحوال ، ورزقهم التآلف والتعاضد على خدمة سيدنا ومولانا وربنا الإله الكبير المتعال، وثبتهم على ذلك إلى لقاء مولانا عظيم الفضل والنوال بمنه وكرمه آمين .
    أما بعد ، فقد وصلني كتابك الأسعد المبارك الأمجد ، وفهمت مضمنه وما احتوى عليه من كمال المحبة وصفاء الطوية في جانب أهل الله، وتعظيمهم واحترامهم وتوقيرهم ونشر محاسنهم لعباد الله في بلاد الله ، إذ رب الكل واحد ، ودين الكل واحد ،والعبيد كلهم في الخدمة سواء ، قال الله سبحانه : } وما أمروا إلا ليعبدوا الله مخلصين له الدين {، }وما أمروا إلا ليعبدوا إلها واحدا { ، } قل يا أهل الكتاب تعالوا إلى كلمة سواء بيننا وبينكم الا نعبد إلا الله ولا نشرك به شيئا{ . وكيفية الخدمة وآدابها مستفادة ومأخوذة من الكتاب والسنة ودواوين سلف الأمة ، على يد الأحياء من أهل كل قرن ، قال صلى الله عليه وسلم : « في كل قرن من أمتي سابقون ، بعضهم يخلف بعضا ، وبعضهم ينوب عن بعض ، ما بين داع ومدعو،وعالم ومتعلم، وإمام ومأموم ، وشيخ ومريد، وراشد ومسترشد إلى قيام الساعة». قال الشيخ الأكبر القطب الواضح الأشهر سيدنا ومولانا “عبد السلام بن مشيش ” رضي الله عنه وعنا به : ” الزم الطهارة من الشرك ، وكلما أحدثت تطهرت من دنس حب الدنيا ، وكلما مِلت إلى شهوة أصلحت بالتوبة ما أفسدت بالهوى وكِِِِِدت ، وعليك بمحبة الله على التوقير والنزاهة “، وقال الإمام الأشهر سيدي ” ابن عطاء الله ” رضي الله عنه وعنا به : ” والمشتغل به هو الذي أحببته وسرعت إليه، والمشتغل عنه هو المؤثر عليه ، وأن من أيقن أن الله يطلبه ، صدق الطلب إليه ، وقد قيل : لكن سر الله في صدق الطلب، كم رِيءََ في أصحابه من العجب “. وصدق الطلب هو امتثال أوامر الله واجتناب نواهيه ظاهرا وباطنا مع صحبة العبيد الممتثلين لأمر الله المجتنبين لنهيه ، كذلك قال الله العظيم خطابا لنبيه الكريم ، عليه من الله أفضل الصلاة وأزكى التسليم : } واصبر نفسك مع الذين يدعون ربهم بالغدوة والعشي يريدون وجهه {. وقال سبحانه : } واتبع سبيل من أناب إلي { ، وقال صلى الله عليه وسلم : « اللهم احيني مسكينا وأمتني مسكينا واحشرني في زمرة المساكين »، فما تشرف سيدي من تشرف من العبيد إلا بالتحقق والتخلق بأوصافه التي هي سبب تغطيته بأوصاف سيده ، قال تاج العارفين ” سيدي بن عطاء الله ” رضي الله عنه وعنا به : ” تحقق بأوصافك يمدك بأوصافه ” .
    وما ذكرت سيدي في كتابك ، من رؤيتك لمعانقتنا في المنام ، فهي رؤيا حق لا أضغاث أحلام ، نرجو الله تبارك وتعالى أن يزيدنا ويزيدك تحقيقا في المصاحبة والمعانقة والمؤاخاة في الله للتعاون على البر والتقوى ، ولا يخفاك ما ورد في فضل المتحابين في الله ، جعلني الله وإياك والمحبين من أكابرهم .
    وكذا وصلنا السؤال المبعوث به من عند علماء المدينة المشرفة على ساكنها أفضل الصلاة والسلام للحضرة السلطانية نصرها الله وحرصها من كل بلاء وبلية ، الواصل إليك على يد القاضي أعزه الله ، سائلا منك الجواب عنه ، وكذا ما أجبت به المصحوب مع كتابك هذا فجزاك الله خيرا ووقانا وإياك بفضله شرا ، طالبا منا أن نجيب عنه ونرسل لك الجواب ، فها ما تيسر من الجواب لضيق الوقت لكوننا في السياحة المباركة السعيدة بسجلماسة ، نصه :
    بلغنا صورة حكايات صدرت من بعض الأكابر من أهل الله النقشبنديين ، طريقة المجاورين بحرم المدينة الشريفة المنورة ، في ذكر كرامات لهم في مناقبهم ومناقب أهل طريقهم على يد سيدنا وبركاتنا وأجل قدرا وتعظيما لدينا ، الشريف الأجل البركة المبجل الولي لله عز وجل ، المحب لله سيدنا ومولانا : ” عمر بن محمد الصقلي” بحضرة مدينة فاس نجاها الله من كل باس ، وحاصل ذلك حكاية كرامات صدرت من بعض الأولياء ، منها أن والده شهد له ببلوغ مقامات الأنبياء ، بل أثبت له الترقي فوقها ، فنقول بحمد الله وقوته :
    الذي ظهر لنا والعلم لله سبحانه في معنى ذلك أن شهادة والده له جائزة ، لأنه أخبر بوقوع ما ليس في وقوعه محال ، لأن بلوغه لمقامات الأنبياء الإسلامية والإيمانية والإحسانية ، التي هي مقامات لجميع المنعم عليهم من ساداتنا وموالينا النبيين والصديقين والشهداء والصالحين ، فيها رََََعََى الجميع ومنها شرِب كل على قدره : } قد علم كل أناس مشربهم {، وهي التي شهد له ببلوغها أبوه على قدره لا على قدرهم عليهم الصلاة والسلام ، لأن العلماء هم ورثة الأنبياء ، فحينئذ غاية ما شهد له به بلوغ مقامات العلماء ، قال صلى الله عليه وسلم : « علماء أمتي كأنبياء بني إسرائيل » ، وقال أيضا : « العالم في قومه كالنبي في أمته » ، وقال صلى الله عليه وسلم : « العلماء ورثة الأنبياء » ، ولم يقل أنه بلغ مقامات الرسل أو بلغ مرتبة الأنبياء على قدر مرتبة الأنبياء لأنه لا يصل إليها أحد وهو المحال ، وقد قيل : ” نهاية الولي هي بداية النبي ” لأن حضرة الدين التي اجتمعوا فيها واحدة ، كل على قدره فيها ، وقوله ” بل أثبت له الترقي فوقها ” أي المقامات التي وصلها هو على قدره، لا المقامات التي وصلها الأنبياء على قدرهم صلوات الله وسلامه عليهم ، إذ لا يصل أحد إلى مقامات الأنبياء على قدرهم بإجماع ، لأن عبوديتهم لله تبارك وتعالى عبودية خاصة بهم لا تليق بسواهم ، ويشهد لما قلناه شهادته له في موضع ببلوغ رتبة الاجتهاد ، وفي موضع آخر أنه قال فيه بلغ رتبة الصديق ، قلنا أي الصديقية ، ولا شك أيضا أن درجة الصديقين منحطة عن درجة الأنبياء ، وكلام ساداتنا أهل الله خاصة يفيد مطلقه، والمجتهد والصديق كلاهما ورثا رتبة النبي ، لأنهما مقرران لشريعة رسول الله صلى الله عليه و سلم ، واقفان على حدهما ، قائمان مقامه صلى الله عليه وسلم في إحيائها ، ويمكن لمن تفرد بهذا المقام في وقته أن يقال فيه : ليس في الأمة مثله أعني في وقته .
    ومنهاـ أي من الرؤى ـ :” أنه وصل إلى مقام صار فيه قبلة لجميع العالم “، فنقول بحول الله وقوته : لا شك بأنه إذا قبلنا شهادة والده له بأنه حصل له ميراث الأنبياء ، فكان مجتهدا في الوقت الذي فُقد فيه الاجتهاد ، وصِديقا في الوقت الذي انفردت به فيه الصديقية وانفرد بها ، فإنه يصير إمام الأئمة في وقته ، يقتدي به أهل القبلة في زمانه ، حيث صار عبدا محضا لله ، قد غطى الله تبارك وتعالى أوصافه بأوصافه ، كما أخبرنا الله تبارك وتعالى عن أهل هذا المقام الشريف ، إذ قال سبحانه في حديثه القدسي : « ما تقرب إلي المتقربون بمثل أداء ما افترضته عليهم ، ولا يزال عبدي يتقرب إلي بالنوافل حتى أحبه ، فإذا أحببته كنت سمعه الذي يسمع به وبصره الذي يبصر به » الحديث ، وفي رواية : ” كنت له سمعا وبصرا ولسانا وقلبا وعقلا ويدا ومؤيدا “، وفي رواية ” فإذا أحببته كُـنْـتُـهُ ” ، فإن جعله الله من أهل قرب الفرائض ، غطى سيده سبحانه ذاته بذاته ، فقال : ” كنته ” كما في بعض روايات الحديث ، وإن جعله الله من أهل قرب النوافل غطى أوصافه بأوصافه ، فقال كنت سمعه الخ ،أو كنت له سمعا كما في بعضها ، قال الله العظيم خطابا لمولانا رسول الله صلى الله عليه و سلم إمام أهل المقام الشريف في الحضرة المحمدية : } إن الذين يبايعونك إنما يبايعون الله { ، وقال تعالى : } من يطع الرسول فقد أطاع الله { ، مََنَّ الله علينا وعليكم بدوام الاقتداء بأهل هذا المقام الشريف ، وجعلنا وجعلكم من أكابر أهله المقتدين بأنبياء الله ورسله في العبودية لسيدنا ومولانا وربنا وإلهنا الملك العظيم ، قلت أي وصل إلى مقام صار فيه متبوع أهل القبلة وهم تابعون له .
    ومنها :” أنه وصل إلى مقام عرف فيه ذات الله وصفاته ثمانية ” ، فنقول بحول الله وقوته : المقام الذي يعرف فيه الإنسان ذات الله وصفاته ، هو بلوغه ووصوله إلى معرفة مقامات نفسه العبدية الخلقية ، التي يماثلها كل شيء ، لأنها جائزة الوجود وممكنته ، والتحقق بصفاتها الذاتية ، فإن من عرف ذاته بأنها ذات العبيد ، وصفته بأنها صفة العبيد ، العبد وما مََلك مِلكٌ لسيده ، عرف ذات ربه وسيده وإلهه ومولاه الحقية التي لا يماثلها شيء ، لأنها واجبة الوجود ، وعرف كمالات صفاته الذاتية وصفاته التكوينية ، وعرف ما تتعلق به صفات العبيد وما تتعلق به صفات الموالي ، فأعطى لصفات الموالي ما يليق بها من التعبد لها ، وأعطى لصفات العبيد ما يليق بها من التعبد للسادات والموالي والتذلل والخضوع . فقد ورد عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال : « من عرف نفسه فقد عرف ربه » . قلنا عفى الله عنا : من عرف نفسه بالعبودية عرف ربه بالربوبية ، قال الله العظيم : }ليس كمثله شيء وهو السميع البصير{،وهذا المقام الشريف من أوائل مقامات الإسلام إلى آخر نهاية الإحسان .
    ومنها :”أنه كان يصلي صلاة الأوابين، فرأى جميع الأنبياء عليهم الصلاة والسلام ، والأولياء رضي الله عنهم يصلون خلفه ” قلنا بحول الله وقوته : من تحقق بالمقام الذي ذكرنا أولا ، وأنه صار قبلة وإماما لأهل وقته ، وذلك بإذن الأموات له قبل موتهم والأحياء من أهل وقته ، فذلك هو معنى صلاتهم خلفه ، لأنهم أذنوه وقدموه ، ومن جملتهم إمامهم الأعظم سيدنا ومولانا محمد صلوات الله وسلامه عليه وعليهم أجمعين .
    ومنها :”أنه خُلق من طينة النبي صلى الله عليه وسلم” ، قلت : ولا يرث النبي صلى الله عليه وسلم إلا من كانت طينته من طينته صلى الله عليه وسلم ، إما خََلقا وإما خُلقا، وإما خََلقا وخُلقا .
    ومنها:” أن في مناقب بعض آبائه أن ذاته جامعة لكمالات النبوة والرسالة”، فنقول بحول الله وقوته : قد ذكر أهل العلم بالله العارفين بمراتب الوجود العلوية والسفلية ، وحقائق النفوس الذاتية والصفاتية ، أن نفس الإنسان نسخة من الوجود بأسره ، فهو الوجود الصغير ، كل ما جعل الله سبحانه بحكمته في الوجود الكبير ، جعل مثله بحكمته في الوجود الصغير ، قال صاحب المباحث الأصلية ” سيدي ابن البنا ” رضي الله عنه وعنا به آمين: ” ما الكون إلا رجل كبير وأنت أيضا مثله صغير” وقال قبله: ” اعقل فأنت نسخة الوجود ، لله ما أعلاك من موجود ، أليس فيك العرش والكرسي ، والعلم العلوي والسفلي ” ، وقال تاج العارفين ” سيدي ابن عطاء الله ” رضي الله عنه وعنا به آمين : ” جعلك في العالم المتوسط بين ملكه وملكوته ، ليعلمك جلالة قدرك بين مخلوقاته ، وأنك جوهرة تنطوي عليك أصداف مكوناته، وسعك الكون من حيث جثمانيتك ، ولم يسعك من حيث ثبوت روحانيتك” ، فكل من تحققت متابعته للأنبياء والمرسلين ، ورث من كمالاتهم على قدره لا على قدرهم ، فافهم تصب، واعط المراتب حقها تستفد.
    ومنها:” أنه في الفضل بعض الخلفاء الأربعة “، قلنا بحول الله وقوته : كل من كان خليفة الله في أرضه ، فهو بعد الخلفاء الأربعة ، لأنه لما ورث الخلافة من رسول الله صلى الله عليه وسلم ورثها من خلفائه وأتباعهم وأتباع أتباعهم إلى وقته وزمانه فصار خليفة لهم من بعدهم ، يُحيي سنتهم من بعدهم لأهل وقته : ” عليكم بسنتي وسنة الخلفاء الراشدين المهتدين من بعدي ، عضوا عليها بالنواجذ ” ، كما ورد عن النبي صلى الله عليه وسلم .
    ومنها:” أنه سمع كلام الله المنزه عن الحروف والأصوات الخ “، فنقول بحول الله وقوته : فيه بعض الحذف ، يعني أنه سمع كلام الله المنزه عن الحروف والأصوات ، المنزل على لسان العبد بالحروف والأصوات ، المنزه عن الحلول في شيء منها ، وهذا هو المناسب لفهم كلام أهل الله .
    ومنها :” أنه قال في بعضهم ، أنه يحس بالصلاة التي يصلونها الناس على النبي صلى الله عليه وسلم كأنها نازلة عليه “، فنقول بحول الله : هذه كرامة قد يكرم الله بعض أوليائه بها على سبيل خرق العادة الذي هو فوق طور العقول . وكل ما ذُكر بعدها إلى آخر كتابه فإنما هو من هذا القبيل .
    وحمل هذا الكلام المنسوب لأهل الله على هذه الوجوه أحسن وأحمد عاقبة ، لأن طريقنا والحمد لله مبنية على التسليم والتصديق ، كما أن مبنى طريق الفقه على البحث والتحقيق ، ولأن الاعتقاد عناية والانتقاد جناية قال صلى الله عليه و سلم : « خصلتان ليس فوقهما شيء من الخير : حسن الظن بالله وحسن الظن بعباد الله ، وخصلتان ليس فوقهما شيء من الشر : سوء الظن بالله وسوء الظن بعباد الله » ، ولأنه لا يجوز لنا أن نعتقد في كلمة صدرت من مسلم شرا ونحن نجد لها في الخير مََحْملا ، لقول أمير المومنين سيدنا ومولانا عمر ابن الخطاب رضي الله عنه وعنا به آمين : ” ضع أمر أخيك على إحسانه حتى يجيئك منه ما يغلبك ” ، ولم يأتنا شيء من هذا الكلام يغلبنا إن حملناه على هذه الوجوه التي ذكرنا ، وفي الحديث عن رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه قال : ” التمس لأخيك سبعين بابا من العذر”، فإن لم تجد فارجع على نفسك باللوم ، حيث لم تجد لأخيك بابا من الخير تدخله منها . وقال الإمام الأكبر الواضح الأشهر ، تاج العارفين ” سيدي ابن عطاء الله ” رضي الله عنه وعنا به آمين في ” لطائف المنن” : ” اعلم أن ظهور الكرامات من الأولياء ، لا يلزم منه محال عقلي ، وهي قسمان : حسية ومعنوية ، فعد من القسم الأول : طي الأرض والمشي على الماء والطيران في الهواء والاطلاع على الغيب وإجابة الدعاء ، الخ . ثم قال : وهذه كلها كرامات ظاهرة حسية ، وكراماتٌ هي عند الله أفضل منها وأجل ،وهي الكرامات المعنوية كالمعرفة بالله والرسوخ في اليقين والقوة في التمكين ، ودوام المتابعة والاستماع من الله والفهم عنه ، ودوام الثقة به وصدق التوكل عليه ، إلى غير ذلك ” . سمعت شيخنا أبا العباس رضي الله عنه يقول : ” الطي على قسمين : طي أصغر وطي أكبر ، فالطي الأصغر لعامة هذه الطائفة تطوى لهم الأرض من مشرقها إلى مغربها في نفس واحد والطي الأكبر طي أوصاف النفوس ” وصدق رضي الله عنه، فإن طي الأرض لو أعجزك الله عنه وأفقدك إياه ما نقص ذلك من رؤيتك عنده إذا قمت له بالوفاء بالعبودية ، وطي أوصاف النفوس لو لم تقدم به عليه لكنت من المعتوبين ، وحشرت في زمرة الغافلين ، وقال الشيخ أبو الحسن رضي الله عنه: « إنما هما كرامتان جامعتان محيطتان : كرامة الإيمان بمزيد الإيقان وشهود العيان ، وكرامة الاقتداء والمتابعين ومجانبة الدعاوي والمخادعة ، فمن أعطيهما ثم جعل يشتاق إلى غيرهما فهو عبد مُفْتَرٍٍٍٍٍٍٍٍٍٍٍٍٍٍٍ كذاب ، وذو خطأ في العلم والعمل بالصواب ، وكل كرامة لا يصحبها الرضى عن الله ومن الله ، فصاحبها مستدرج مغرور وناقص أو هالك مثبور»، إلى أن قال :” ثم ها أنا أدلك على أمور تسهل عليك التصديق بذلك :
    ـ منها أن اطلاع العبد المخصوص على غيب من غيوب الله ليس بجسمانية ولا بوجود صورة ، وإنما هو بوجود نور الحق فيه ، دليل ذلك قوله صلى الله عليه و سلم : « اتقوا فراسة المؤمن فإنه ينظر بنور الله ». وكذلك قوله في الحديث المتقدم : ” فإذا أحببته كنت سمعه الخ ،أو كنت له سمعا الخ ،أو كُنْتُهُ كما تقدم في تعدد الروايات “.
    ـ ومنها أن تعلم أن قدرة الله تعالى التي لا يكبر عليها شيء هي التي أظهرت الكرامة في هذا الولي ، فلا تنظر إلى ضعف العبد ولكن انظر إلى قدرة السيد .
    ـ ومنها أنها إنما ظهرت على يد هذا الولي ببركة متابعته لرسول الله صلى الله عليه و سلم ، وقد قالوا كل كرامة لولي فهي معجزة لذلك النبي الذي هذا الولي متَّبِعٌ له ، فلا تنظر إلى التابع ولكن انظر إلى عظيم قدر المتبوع .
    ـ ومنها أن تعلم أن الذي أعطاه الله سبحانه وتعالى لأوليائه من الإيمان واليقين مما أنت مصدق به ومثبت له أعظم من الكرامة التي ادعاها أو ادعيت في حقه ، إذ ما أكرم الله تعالى العباد كرامة في الدنيا والآخرة بمثل الإيمان به والمعرفة بربوبيته، لأن كل خير من خير الدنيا والآخرة إنما هو فرع عن الإيمان بالله من أحوال ومقامات وأوراد ، وكل نور وعلم وفتح ونفوذ إلى غيب وسماع مخاطبة وجريان كرامة ، وما تضمنته الجنة من حور وقصور وأنهار وأثمار ورضىًًًًًًً من الله وعن الله ورؤيته ، فكل ذلك إنما هو نتائج الإيمان ، جعلني الله وإياك من المومنين بربوبيته ، الإيمان الذي رضيه لخاصة عباده “.
    انتهى لفظ كلامه رضي الله عنه وعنا به آمين ببعض اختصار . قلت وكرامات الأولياء يجب الإيمان بها لأنها معجزة لرسول الله صلى الله عليه وسلم ، قال “سيدي البُصيري” y وعنا به :
    والكرامات منهم معجزات *** جازها من نوالك الأولياء
    ومعجزات رسول الله صلى الله عليه و سلم واجب الإيمان بها ، قال ” سيدي عبد الواحد بن عاشر” y وعنا به آمين :
    إذ معجزاتهم كقوله وبر *** صدق هذا العبد في كل خبر
    فكل من كذب كرامات الأولياء كذب معجزة رسول الله صلى الله عليه و سلم ، لأنها فرع عنها ، فحينئذ كرامات الأولياء لها جهتان ، جهة هي كرامات لهم من حيث ظهورها منهم ، ومعجزات من حيث ظهورها بالمتابعة له صلى الله عليه و سلم في أقواله وأفعاله وأخلاقه وأحواله .
    انتهى والله يتولى ، هدانا وإياكم بفضله ، وعاملونا بصالح دعائكم والوقت وأهله ، خصوصا السلطان نصره الله ، وشرح صدره لكل خير وأعانه عن كل شر بمنه آمين . وفي 24 ربيع الثاني عام 1224هـ
    عََبيد عَبيد عِباد الله المؤمنين ،عُبيد ربه تعالى ” محمد العربي” بن العالم العلامة المرحوم بكرم الله أبي عبيد الله سيدنا ومولانا “محمد الهاشمي
    الحسني ” اللهُ سيده ومولاه ومتوليه ومالكه ، وصلى الله على سيدنا ومولانا محمد وعلى آله وصحبه وسلم تسليما.
    اقتضت طبيعة المقال تقديمه عاريا عن الحواشي والتعليقات التي يتطلبها تحقيق النصوص وتقديمها لأول مرة إلى الناس ، ونترك ذلك إلى مناسبة مقبلة بإذن الله .

    [2] ـ كتبت هاته الوثيقة بخط مغربي واضح ومقروء ، وتقع في 15 صفحة ( 22،5 على 17،5 ) بمعدل 10 كلمات في السطر

    [3] ـ سأعمل على نشر بعض هاته الرسائل تباعا في هذا الوقع المبارك بحول الله وقوته .

    [4] ـ هو الشيخ ” محمد مظهر النقشبندي ”

    [5] ـ ص 3 من المخطوط

    [6] ـ من رسالة علماء المدينة المنورة لسلطان المغرب تعليقا على الرؤى التي يريدون تأويلها ، ص 15 من المخطوط

    [7] ـ سبب ذلك قيام الشيخ ” محمد مظهر النقشبندي ” بتوزيع كتاب له حول مناقبه ومناقب بعض آبائه على نطاق واسع بالمدينة المنورة .

    [8] ص 13 من المخطوط

    [9] ـ ص 15 من المخطوط

    #878651

    شكرا على المعلومات الجيده

    احسنت وبارك لله بيك

    #883108

    الســــــــــلام عليكــــــــــــــــــم

    أخـــــــــــــــــــــــي العزيـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــز

    مشكــــــــــــور على مجهودك الملحوض والجميل

    الله يعطيك الف عافية يلغالي على ماقدمته من ابداع رائع

    ونتمنا من الله عزه وجل ان يطول هذا الابداع يلغالي

    بارك الله فيك وننتضر الافضل ان شاء الله

    تقبل مروري

    ولك مني احر التحية

مشاهدة 3 مشاركات - 1 إلى 3 (من مجموع 3)
  • يجب تسجيل الدخول للرد على هذا الموضوع.

يستخدم موقع مجالسنا ملفات تعريف الارتباط الكوكيز لتحسين تجربتك في التصفح. سنفترض أنك موافق على هذا الإجراء، وفي حالة إنك لا ترغب في الوصول إلى تلك البيانات ، يمكنك إلغاء الاشتراك وترك الموقع فوراً . موافق إقرأ المزيد