الرئيسية منتديات مجلس الفقه والإيمان سلسلة ” ماقبل الزواج ” متجدد

مشاهدة 14 مشاركة - 1 إلى 14 (من مجموع 14)
  • الكاتب
    المشاركات
  • #77187
    كبرياء
    مشارك

    بسم الله الرحمن الرحيم

    السلام عليكم ورحمة الله و بركاته

    موضوع جميل جداً و لكنه كبير أحببت أن أنقله إليكم على شكل حلقات

    حتى لا يتسلل إليكم الملل و أيضاً حتى تعم الفائدة نبدأ بسم الله

    هذه وصايا ونصائح إليك أخي قبل دخولك في عش السعادة والمودة ، عش الزوجية…….

    أولاً: من هي زوجتك…..؟!

    من هي الزوجة التي ستكون لك أنساً ومودةً ورحمة..؟!
    من الزوجة التي ستكون حاملةً لهمومك وغمومك..؟!
    من الزوجة التي ستكون أمينة سرك وحافظة عهدك..؟!
    من الزوجة التي ستكون أمَّا وراعية لفلذات كبدك..؟!
    من الزوجة التي ستكون معك فيما بقي من حياتك أو حياتها.؟ نعم إنها أسئلة تدور في أذن كل شاب يريد أن يبني بيته وعشه الذي يتمنى أن يكون عشاً عامراً بالسعادة والمحبة ولذيذ العيش.

    حقاً لك أن تسأل هذه الأسئلة…

    إليك هذا الدواء الشافي الكافي في باقةٍ عبقة قالها المصطفى (صلى الله عليه وسلم):

    روى البخاري ومسلم أن رسول الله (صلى الله عليه وسلم) قال:« تنكح المرأة لأربع لمالها , ولحسبها ولجمالها , ولدينها , فاظفر بذات الدين تربت يداك » [صحيح الجامع: 3003]

    فهل علمت من هي زوجتك التي تختار..!!

    كلاَّ إنها ليست الغنية كثيرة المال ، وليست الجميلة الحسناء ، وليست صاحبة النسب العالي.
    كلاَّ أخي كلاَّ..
    فالغنى بلا دين ضياعٌ ومذلة
    والجمال بلا دين تكبرٌ وفساد
    والنسب بلا دين سرابٌ وزوال

    وكم من الذين تعرفهم ونعرفهم بحثوا عن الغنى والجمال والحسب والنسب ولكنهم بعد فترة من الزمن انقلبوا خاسرين لحياتهم الزوجية.

    وكم من الذين تزوجوا من ذات الدين فجمعوا السعادة تحت أطناب بيوتهم

    من خير ما يتخذ الإنـــسان فــــي دنياه كيما يستقيم دينه

    قلبٌ شكــورٌ ولســــــــــــانٌ ذاكــــرٌ وزوجــةٌ صـالحـــةٌ تـعينه

    فهل علمت من هي الزوجة التي تختار؟؟

    أخي وكما أن الزوج يبحث عن الزوجة الصالحة ومطالب بها ، فإنه يجب على وليِّ أمر المرأة أن يحسن اختيار الرجل المناسب لموليته.

    وإنه لمن المؤسف أن يستحوذ السؤال عن المنصب والمكانة والوظيفة على ذهن الوليِّ ويتناسى الدين الذي لا يجوز التنازل عنه البتة. وليس اهتمامه بالأمور الأخرى مضر إلا إذا اقتصر عليها وتنازل عن رأس الأمر كله وهو الدين ، قال رسول الله (صلى الله عليه وسلم): « إذا أتاكم من ترضون دينه وخلقه فزوجوه إلاَّ تفعلوه تكن فتنةٌ في الأرض وفسادٌ كبير » [غاية المرام: 219]

    وقد سئل فضيلة الشيخ محمد بن صالح العثيمين
    رحمه الله..
    عن أهم الأمور التي على أساسها تختار الفتاة زوجها فأجاب:.

    (أهم الأوصاف التي ينبغي للمرأة أن تختار الخاطب من أجلها هي الخلق والدين ، أمَّا المال والنسب فهذا أمرٌ ثانوي لكن أهم شيء أن يكون الخاطب ذا دين وخلق ، لأنَّ صاحب الدين والخلق لا تفقد المرأة منه شيئاً إن أمسكهَا أمسكها بمعروف وإن سرَّحهَا سرَّحها بإحسان ثمَّ إنَّ صاحب الدين والخلق يكون مبارك عليها وعلى ذريتها تتعلم منه الأخلاق والدين ، أمَّا إن كان غير ذلك فعليها أن تبتعد عنه لاسيما بعض الذين يتهاونون بأداء الصلاة أو من عرف بشرب الخمر والعياذ بالله ، أمَّا الذين لا يصلون أبداً فهم كفار لا تحل لهم المؤمنات ولاهم يحلون لهن ، والمهم أن تركز المرأة على الخلق والدين. أما النسب فإن حصل فهذا أولى لأن الرسول (صلى الله عليه وسلم) قال: « إذا أتاكم من ترضون دينه وخلقه فأنكحوه » [إرواء الغليل: 1868], ولكن إذا حصل التكافؤ فهو أفضل).

    وسأل رجلٌ ((الحسن البصري)) فقال: يا إمام عندي ابنة فلمن أزوجها ، فقال له: (زوجها التقي فإنَّه إن أمسكها برَّها وإن طلَّقها لم يضرَّها).

    يتبـــــــــــــــ إن شاء الله ــــــــــــــــــــع

    و شكراً
    أخوكم هيثم

    #871690
    كبرياء
    مشارك

    بسم الله الرحمن الرحيم

    السلام عليكم ورحمة الله و بركاته

    ثانيا: رؤيتك للمخطوبة…

    …. « فإنَّه أحرى أن يؤدم بينهما »..

    سئل سماحة الشيخ العلاَّمة: عبد العزيز بن عبد الله بن باز -رحمه الله- عن عدم رؤية الزوج للمرأة قبل الدخول عليها ، وما هو تعليقه حول هذا الموضوع؟
    فأجاب:-

    (( لاشك أنَّ عدم رؤية الزوج للمرأة قبل النكاح ، قد يكون من أسباب الطلاق ، إذا وجدها خلاف ما وصفت له ، ولهذا شرع الله- سبحانه- للزوج أن يرى المرأة قبل الزواج ، حيث أمكن ذلك ، فقال الرسول (صلى الله عليه وسلم): « إذا خطب أحدكم المرأة فإن استطاع أن ينظر منها إلى ما يدعوه إلى نكاحها فليفعل ، فإنَّ ذلك أحرى إلى أن يؤدم بينهما » ..

    وروى أحمد والترمذي والنسائي وابن ماجه عن المغيرة بن شعبة -رضي الله عنه- أنه خطب امرأة ، فقال النبي (صلى الله عليه وسلم): « انظر إليها فإنَّه أحرى أن يؤدم بينكما » [صحيح الترمذي: 868]

    وروى مسلم في صحيحه عن أبي هريرة -رضي الله عنه- أن رجلاً ذكر لرسول الله (صلى الله عليه وسلم) أنَّه خطب امرأة ، فقال له رسول الله (صلى الله عليه وسلم): « أنظرت إليها؟ » [غاية المرام: 211]

    وهذه الأحاديث وما جاء في معناها كلها تدل على شرعية النظر للمخطوبة قبل النكاح ، لأن ذلك أقرب إلى التوفيق وحسن العاقبة.

    وهذا من محاسن الشريعة ، التي جاءت بكلِّ ما فيه صلاحٌ للعباد ، وسعادةٌ للمجتمع في العاجل والآجل ، فسبحان الذي شرعها وأحكمها! وجعلها كسفينة نوح ، من ثبت عليها نجا ومن خرج عنها هلك )).

    أعلمت أخي فوائد النظر إلى المخطوبة قبل النكاح وكيف يجمع المودة بين الزوجين بعد الزواج ، ويكفيك أيها المسلم أن تعلم أن رسول الله (صلى الله عليه وسلم) حثَّ على ذلك ورغَّب فيه ولكن يجب أن تعلم أنَّ النظر إلى المخطوبة لا يعني الخلوِّ بها والاجتماع بها عند غير أهلها أو المقابلة في الحدائق والمنتزهات أو الحديث عبر سماعة الهاتف ساعات تلو الساعات كلاَّ ثم كلاَّ لأنَّ مثل هذا دعوة للرذيلة والفاحشة وقد قال رسول الله (صلى الله عليه وسلم): « لا يخلونَّ رجلٌ بامرأة فإنَّ الشيطان ثالثهما » [مشكاة المصابيح: 3054]

    ولك أن تتخيل حال رجل وامرأة التقيا على غير طريقة شرعية وكان الشيطان ثالثهما يأزهما إلى الحرام أزاً.

    وبهذا نعلم خطأ الذين يجعلون من أيام الخطبة أيام للخلوِّ والنزهة ولربما للسفر والمتعة.

    يقول ابن قدامة في كتابه المغني (ولا يجوز للخاطب الخلوة بالمخطوبة لأنَّها محرَّمة ، ولم يرد الشرع بغير النظر ، ولأنه لا يؤمن مع الخلوة مواقعة المحظور)

    يزعم الذين انحرف بهم المسار عن دين الله وشرعه أنَّ مصاحبة الخاطب للمخطوبة ، والخلوة بها ، والسفر معها ، أمرٌ لابد منه لأنَّه يؤدي إلى تعرّف كلاً من الخاطبين إلى صاحبه.

    من نظر في مسيرة الغرب في هذه المسألة وجد أنَّ سبيلهم لم يؤد التعارف والتآلف بين الخاطبين ، فكثيراً ما يهجر الخاطب خطيبته ، بعد أن يفقدها شرفها ، وقد يتركها ، ويترك في رحمها جنيناً تشقى به وحدها ، وقد ترميه من رحمها من غير رحمةٍ حتى الذين توصلهم الخطبة إلى الزواج كثيراً ما يكتشف كلٌ من الزوجين أنَّ تلك الخطبة الطويلة لم تكشف له الطرف الآخر. ذلك أنَّ كل واحد منهما كان يتكلف غير طباعه أثناء تلك الفترة حتى إذا استقر بهما المقام بالزواج عاد كل واحد منهما طباعه الحقيقية ، ولذلك يصاب كثير من الأزواج بصدمة بعد الزواج يشعر أنَّ الطرف الآخر قد مكر به.

    والكشف عن أخلاق الطرف الآخر وطباعه يمكن التعرف عليها ممن جاوروا الفتاة وأهلها ، أومن عرفهم عن طريق الصداقة والقرابة.

    فهل عرفت أخي المبارك كيف يكون النظر للمخطوبة على سنَّة خير الأنام (صلى الله عليه وسلم)؟.. إذا عرفت فالزم.
    وأسأل الله أن يقرَّ عينك وييسر لك أمرك.

    يتبع

    و شكراً
    أخوكم هيثم

    #872487

    وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته

    بارك الله لك وعليك وفيك *اخي هيثم *على السلسلة المميزة والمهمة

    للمقبلين على الزواج

    قال تعالى : (ومن آياته أن خلق لكم من أنفسكم أزواجا لتسكنوا

    إليها وجعل بينكم مودة ورحمة إن في ذلك لآيات لقوم يتفكرون)

    (الروم / 21) .

    جزاك الله خير الجزاء على ما تقدم لأخوانك واخواتك

    اشكرك اخي

    أختكم في الله

    تفضل بزيارة موقعي

    الضحى

    #872996
    كبرياء
    مشارك


    السلام عليكم ورحمة الله و بركاته

    تشرفت بمرورك أختي الكريمة ” أم أيمن ”

    و لك إن شاء الله مثل ما دعوتي لي

    شكراً
    أخوكم هيثم

    #877598
    كبرياء
    مشارك

    بسم الله الرحمن الرحيم

    السلام عليكم ورحمة الله و بركاته

    ثالثا:- لا تخطب على خطبة أخيك المسلم…

    اعلم بارك الله فيك أنه لا يجوز لك أن تخطب على خطبة أخيك المسلم فقد نهاك المصطفى (صلى الله عليه وسلم)

    عن هذا فقال: « لا يخطب الرجل على خطبة أخيه حتى ينكح أو يترك » [إرواء الغليل: 1816]

    فاحذر أيها الخاطب أن تخطب أو تهمس إلى امرأة قد خطبها رجلٌ قبلك حتى ينكح ، فتبارك له ، ويعوضك الله خيراً منها

    إن شاء الله ، وإن تركها فعند ذلك إن أردت خطبتها فتقدم لها واسأل الله التوفيق والصلاح.

    رابعاً:- إياك ثم إياك…

    إنَّ من الخطأ الجلل الذهاب إلى الكهَّان والعرَّافين والمنجَّمين وضاربي الودع والرمل من قبل الخاطب أو المخطوبة ،

    لمعرفة نجم الخاطب أو المخطوبة ، ولكشف سر هذا الزواج وما يحدث بعده ، فإن ذكر له أن فيه خير قدم على الزواج

    وإن كان العكس أحجم عنه. ونسي هؤلاء الجهلة دعاء الاستخارة الشرعية التي علمنا إيَّاها رسول الله (صلى الله

    عليه وسلم) ، وقد كان رسول الله (صلى الله عليه وسلم) يعلِّم أصحابه دعاء الاستخارة كما يعلِّمهم السورة من

    القرآن. [صحيح أبي داود: 1361]

    وفات أولئك الجهلة أنَّه لا يجوز الذهاب إلى السحرة والكهَّان والعرَّافين ، فقد قال رسول الله (صلى الله عليه وسلم): «

    من أتى كاهناً أو عرَّافاً فصدَّقه بما يقول فقد كفر بما أنزل على محمد » [شرح الطحاوية: 768], وقال أيضا: « من أتى

    كاهنا فسأله عن شيءٍ لم تقبل منه صلاة أربعين ليلة »

    فاحذر أيها الأخ المبارك أن تتبع أهواء المضلِّين عن سبيل الله.

    يتبع إن شاء الله

    و شكراً
    أخوكم هيثم

    #878699
    كبرياء
    مشارك

    بسم الله الرحمن الرحيم

    السلام عليكم و رحمة الله و بركاته

    خامسا:- عادةٌ سيئةٌ منتشرة…

    لا شك أيها الخاطب أنَّ العادات والتقاليد منها ما هو حسن ، وطيب, وموافق لهدي المصطفى (صلى الله عليه وسلم) فهذا لا بأس به إن شاء الله. ومنها ما هو مخالفٌ لهدي المصطفى (صلى الله عليه وسلم) فهذا معلوم حرمته عند من أراد النجاة يوم لا ينفع مالٌ ولا بنون.

    ومن هذه العادات المنتشرة بين بني الإسلام وللأسف هي:-

    خاتم الخطبة (الدبلة):
    وهي عادة من عادات النصارى القديمة ، حيث كان العريس يضع الخاتم على رأس إبهام العروسة اليسرى ، ويقول: باسم الأب ، فعلى رأس السبابة ويقول: باسم الابن ، فعلى رأس الوسطى ، فيقول: باسم روح القدس ، وأخيراً يضعه في البنصر -حيث يستقر- ويقول: آمين.

    والعجيب أنَّ هناك من المسلمين من أصبح يقلِّدهم في لبس هذه الدبلة.
    بل إنَّ بعض الناس يعتقد أنَّ أمر العقد مرتبط بهذه الدبلة ، فإن أبقاها بقيت زوجته ، وإن نزعها نزع زوجته من عصمته. ومنهم من إذا سألته: (هل أنت متزوج..؟) قال لك: (انظر إلى الدبلة إنَّها في اليسرى). والآخر يقول لك: (انظر إلى الدبلة إنَّها في اليمنى فأنا خاطب).
    فقل لي من أين أتوا بهذه الدبلة والرسول (صلى الله عليه وسلم) يقول: « من تشبَّه بقوم فهو منهم » [صحيح الجامع: 6149] ونهى أن نحدث في دين الله ما لم يشرع فقال: « من أحدث في أمرنا هذا ما ليس منه فهو رد » [صحيح ابن ماجه: 14]

    وقد سئل سماحة الشيخ عبد العزيز بن عبد الله بن باز -رحمه الله-:- ما حكم لبس ما يسمى بالدبلة في اليد اليمنى للخاطب واليسرى للمتزوج ، علماً أنَّ هذه الدبلة من غير الذهب؟

    فأجاب: ( لا نعلم لهذا العمل أصلاً في الشرع ، والأولى ترك ذلك سواء كانت من الفضة أو غيرها لكن إذا كانت من الذهب فهي حرام على الرجل لأنَّ الرسول (صلى الله عليه وسلم) نهى عن التختم بالذهب ) [صحيح الجامع:6869]

    خير الصداق أيسره

    سئلت عائشة كم كان صداق نساء النبي (صلى الله عليه وسلم), قالت: “صداقه في أزواجه اثنتي عشرة أوقيه ونشا , هل تدري ما النش؟ هو نصف أوقية وذلك خمس مائة درهم” [صحيح ابن ماجه:1531]

    وعن أبي العجفاء ، واسمه هرم بن نسيب ، قال: سمعت عمر يقول: ((لا تغلوا صداق النساء فإنَّها لو كانت مكرمة في الدنيا أو تقوى في الآخرة كان أولاكم بها النبي (صلى الله عليه وسلم) ، ما أصدق رسول الله (صلى الله عليه وسلم) امرأة من نسائه ولا أصدق امرأة من بناته ، أكثر من اثنتي عشرة أوقية)).

    وكما هو معروف ، الأوقية أربعون درهم ، والدرهم الإسلامي مقداره ربع ريال سعودي ، فخمسمائة درهم مجموعها مائة ريال سعودي فضة وخمسة وعشرون ريالاً. هذا هو مقدار صداق الرسول (صلى الله عليه وسلم) لأزواجه وبناته.

    والله سبحانه يقول:{ لَقَدْ كَانَ لَكُمْ فِي رَسُولِ اللَّهِ أُسْوَةٌ حَسَنَةٌ لِمَنْ كَانَ يَرْجُو اللَّهَ وَالْيَوْمَ الْآخِرَ وَذَكَرَ اللَّهَ كَثِيراً } [الأحزاب: 21]

    فالمغالاة في الصداق ليست مكرمة في الدنيا ، ولا تقوى في الآخرة ، بل إسراف والله لا يحب المسرفين.

    وعن أنس -رضي الله عنه- أنَّ النبي (صلى الله عليه وسلم ) رأى على عبد الرحمن بن عوف أثر صفرة فقال ما هذا أو مه فقال: يا رسول الله إني تزوجت امرأة على وزن نواة من ذهب, فقال: « بارك الله لك أولم ولو بشاة » [صحيح ابن ماجه: 1548]

    هذا صداق عبد الرحمن بن عوف -رضي الله عنه- ، مع العلم أنَّه من أغنياء الصحابة ، والمراد بالنواة ، هي نواة التمر ، وقدَّرها بعض العلماء بربع دينار ، والدينار أربع أسباع جنيه سعودي ، وربع الدينار قيمته خمسة دراهم ، والدراهم الخمسة ، هي ريال وربع ريال سعودي من الفضة ، وفي ذلك عبرة لمن اعتبر.

    وعن عقبة بن عامر قال: قال رسول الله (صلى الله عليه وسلم): «خير الصداق أيسره» [صحيح الجامع: 3279].

    فيا سبحان الله العظيم أين هذه الأمثلة العالية الرفيعة مما يسمع في هذا الزمن من التنافس في غلاء المهور ، وكسر ظهور الشباب الذين يريدون الزواج من أجل العفاف؟

    رجلٌ يطلب لابنته مهراً بمئات الآلاف ، وآخر يشترط لنفسه سيارة أو منزلاً ، وغيرها من الشروط التي تنفِّر الشاب من الزواج ، حتى إذا تزوج تحمَّل بالديون الثقال إلى سنين طوال بل إن بعضهم يبلغ ولده إلى سن الحلم وهو حتى الآن لم ينته من تلك الديون. والله المستعان.

    وهذا سؤال أوجِّهه إلى كل وليِّ أمر ولاَّه الله رعاية أمة من إمائه فأقول:

    هل تريد أن تكون حياة ابنتك بعد الزواج مع زوجها ، حياةً سعيدة ، بعيدةً عن هم الديون والفقر؟.
    أم تريد أن تكون حياتها بعد الزواج مع زوجها ، حياةً ممتلئةً بالأحزان والهموم ، والمطالبة بالديون ، بل ربما حاول زوجها الانفصال عنها حتى يسدد الديون التي كانت من وراء زواجه منها؟

    لاشك ولا ريب أنَّ الأب الحنون المؤمن بالله والسائر على سنة رسول الله (صلى الله عليه وسلم) لا يريد إلاَّ الحياة السعيدة المطمئنة ، لابنته ولزوجها.
    فإذا كان هذا فاتبع هدي الحبيب (صلى الله عليه وسلم) في صداق ابنتك وكن كما قال (صلى الله عليه وسلم): « يسِّروا ولا تعسِّروا » [صحيح الترغيب: 2674]

    وإليك هذه القصة التي سجلها التاريخ ، وتحدث الناس بها ، إنها قصة ذلك العالم الجليل ، النقيِّ التقيِّ ، سيد التابعين ، وفقيه المدينة النبوية ، إنه سعيد بن المسيب (رحمه الله).

    ( قال ابن كثير في البداية والنهاية: وقد زوج سعيد بن المسيب ابنته ، على درهمين لكثير بن أبي وداعة ، وكانت من أحسن النساء ، وأكثرهم أدباً ، وأعلمهم بكتاب الله وسنة رسوله (صلى الله عليه وسلم) ، وأعرفهم بحق الزوج ، وكان زوجها فقيراً فأرسل إليه خمسة آلاف ، وقيل بعشرين ألفاً وقال: استنفق هذه ، وقد كان عبد الملك خطبها لابنه الوليد فأبى سعيدٌ أن يزوجه بها ).

    فرحم الله سعيد بن المسيب فإنَّه لم يزوِّج ابنته من أجل المال والرياء والسمعة ، وإنما زوجها من أجل الدين والستر والأخلاق الفاضلة والاستقامة ، وهكذا ينبغي أن يزوج الأولياء مولياتهم إن كانوا رجالاً مؤمنين ناصحين.

    وقد سئل فضيلة الشيخ العلاَّمة: عبد العزيز بن عبد الله بن باز -رحمه الله- ، فيمن يغالون في المهور ويطلبون عند تزويج بناتهم مبالغ كبيرة إضافةً إلى المشترطات الأخرى… فهل هذه الأموال حلال أم حرام؟

    فأجاب:- ( المشروع تخفيف المهر وتقليله وعدم المنافسة في ذلك عملاً بالأحاديث الكثيرة الواردة في ذلك ، وتسهيلاً للزواج ، وحرصاً على عفة الشباب والفتيات ، ولا يجوز للأولياء اشتراط أموال لأنفسهم لأنه لاحق لهم في ذلك ، بل الحق للمرأة وحدها إلاَّ الأب خاصة فله أن يشترط مالا يضرّ بالبنت ولا يعيق تزويجها ، وإن ترك ذلك فهو خيرٌ له وأفضل ، وقد قال تعالى: { وَأَنْكِحُوا الْأَيَامَى مِنْكُمْ وَالصَّالِحِينَ مِنْ عِبَادِكُمْ وَإِمَائِكُمْ إِنْ يَكُونُوا فُقَرَاءَ يُغْنِهِمُ اللَّهُ مِنْ فَضْلِهِ وَاللَّهُ وَاسِعٌ عَلِيمٌ } [النور: 32]

    وقال (صلى الله عليه وسلم) من حديث عقبة بن عامر -رضي الله عنه- : « خير الصداق أيسره » [صحيح الجامع: 3279].

    وقال (صلى الله عليه وسلم) لمَّا أراد أن يزوج أحد أصحابه ، امرأةً وهبت نفسها له (صلى الله عليه وسلم): « التمس ولو خاتماً من حديد » فلمَّا لم يجد زوَّجه إيَّاها على أن يعلَّمها من القرآن سوراً عدّدها الخاطب. [صحيح أبي داود: 1856]

    وكانت مهور نسائه (صلى الله عليه وسلم) خمسمائة درهم تعادل اليوم مائة وثلاثين ريالاً تقريباً. ومهور بناته أربعمائة درهم تعدل اليوم مائة ريال سعودي تقريباً ، وقد قال الله تعالى: { لَقَدْ كَانَ لَكُمْ فِي رَسُولِ اللَّهِ أُسْوَةٌ حَسَنَةٌ } [الأحزاب من الآية: 21] وكلما كانت التكاليف أقل وأيسر سهل إعفاف الرجال والنساء وقلَّت الفواحش والمنكرات وكثرت الأمة.

    وكلَّما عظمت التكاليف وتنافس الناس في المهور قلَّ الزواج وكثر السفاح وتعطل الشباب والفتيات إلاَّ من شاء الله.

    فنصيحتي لجميع المسلمين في كلِّ مكان تيسير النكاح وتسهيله والتعاون في ذلك والحذر كل الحذر من المطالبة بالمهور الكثيرة والحذر أيضاً من التكاليف في الولائم والاكتفاء بالوليمة الشرعية التي لا تكلِّف الزوجين كثيراً أصلح الله حال المسلمين جميعاً ووفقهم للتمسك بالسنة في كلِّ شيء.

    في صالة الأفراح

    لا شك أن للزواج فرحته وبهجته ، وللزواج قيمته ونعمته ، وقد جاءت الشريعة الغرَّاء المطهرة لتقرير هذه الحقيقة ولتجعل من ليلة الزفاف ليلة سعادةٍ وأنسٍ ومحبة ، في حدود ما سنَّه لنا خير المرسلين صلى الله عليه وسلم.

    فليس الإسلام الذي يمنعك من التمتع في ليلة عرسك وفرحتك. وليس الإسلام الذي يجعل من ليلة عرسك ، ليلةً جامعةً للأحزان.

    وأيضاً…
    ليس الإسلام الذي يبيح لك أن تقترف ما تشاء من المعاصي والآثام ، بحجة أن هذه هي ليلة الأفراح.

    يتبع إن شاء الله

    و شكراً
    أخوكم هيثم

    #879161

    موضوع اكثر من رائع
    بارك الله فيك اخي الفاضل و جعله في ميزان حسناتك
    تقبل خالص تحياتي

    #883106

    الســــــــــلام عليكــــــــــــــــــم

    أخـــــــــــــــــــــــي العزيـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــز هيــــثم

    مشكــــــــــــور على مجهودك الملحوض والجميل

    الله يعطيك الف عافية يلغالي على ماقدمته من ابداع رائع

    ونتمنا من الله عزه وجل ان يطول هذا الابداع يلغالي

    بارك الله فيك وننتضر الافضل ان شاء الله

    تقبل مروري

    ولك مني احر التحية

    #883243
    كبرياء
    مشارك


    و عليكم السلام ورحمة الله و بركاته

    تشرفت بمرورك أخي الفاضل ” ديما دموع “

    بارك الله فيك

    شكراً
    أخوكم هيثم

    #886041

    السلام عليكم و رحمه الله و بركاته
    بارك الله فيك اخي هيثم و الي الامام دائما

    #886247
    كبرياء
    مشارك


    بسم الله الرحمن الرحيم

    و عليكم السلام ورحمة الله و بركاته

    أختي الكريمة “الملكة المتوجة “

    تشرفت بمرورك

    جزاك الله خيراً و بارك الله فيك

    شكراً
    أخوكم هيثم

    #886713
    إبن النيل
    مشارك

    السلام عليكم ورحمه الله وبركاته
    اخى الحبيب هيثم
    سلسله جميله من الاستعداد والاعداد للزواج ذاك الرباط المقدس الذى يستحل به الرجل لنفسه نكاح انثى اجنبيه

    والدين الاسلامى ورسولنا الحبيب لم يترك لنا امر الا وشرعه بالحمد لله على نعمه الاسلام وكفى

    الرد على :


    فأجاب:- ( المشروع تخفيف المهر وتقليله وعدم المنافسة في ذلك عملاً بالأحاديث الكثيرة الواردة في ذلك ، وتسهيلاً للزواج ، وحرصاً على عفة الشباب والفتيات ، ولا يجوز للأولياء اشتراط أموال لأنفسهم لأنه لاحق لهم في ذلك ، بل الحق للمرأة وحدها إلاَّ الأب خاصة فله أن يشترط مالا يضرّ بالبنت ولا يعيق تزويجها ، وإن ترك ذلك فهو خيرٌ له وأفضل ، وقد قال تعالى: { وَأَنْكِحُوا الْأَيَامَى مِنْكُمْ وَالصَّالِحِينَ مِنْ عِبَادِكُمْ وَإِمَائِكُمْ إِنْ يَكُونُوا فُقَرَاءَ يُغْنِهِمُ اللَّهُ مِنْ فَضْلِهِ وَاللَّهُ وَاسِعٌ عَلِيمٌ } [النور: 32]

    وقال (صلى الله عليه وسلم) من حديث عقبة بن عامر -رضي الله عنه- : « خير الصداق أيسره » [صحيح الجامع: 3279].

    وقال (صلى الله عليه وسلم) لمَّا أراد أن يزوج أحد أصحابه ، امرأةً وهبت نفسها له (صلى الله عليه وسلم): « التمس ولو خاتماً من حديد » فلمَّا لم يجد زوَّجه إيَّاها على أن يعلَّمها من القرآن سوراً عدّدها الخاطب. [صحيح أبي داود: 1856]

    وكانت مهور نسائه (صلى الله عليه وسلم) خمسمائة درهم تعادل اليوم مائة وثلاثين ريالاً تقريباً. ومهور بناته أربعمائة درهم تعدل اليوم مائة ريال سعودي تقريباً ، وقد قال الله تعالى: { لَقَدْ كَانَ لَكُمْ فِي رَسُولِ اللَّهِ أُسْوَةٌ حَسَنَةٌ } [الأحزاب من الآية: 21] وكلما كانت التكاليف أقل وأيسر سهل إعفاف الرجال والنساء وقلَّت الفواحش والمنكرات وكثرت الأمة.

    وكلَّما عظمت التكاليف وتنافس الناس في المهور قلَّ الزواج وكثر السفاح وتعطل الشباب والفتيات إلاَّ من شاء الله.

    فنصيحتي لجميع المسلمين في كلِّ مكان تيسير النكاح وتسهيله والتعاون في ذلك والحذر كل الحذر من المطالبة بالمهور الكثيرة والحذر أيضاً من التكاليف في الولائم والاكتفاء بالوليمة الشرعية التي لا تكلِّف الزوجين كثيراً أصلح الله حال المسلمين جميعاً ووفقهم للتمسك بالسنة في كلِّ شيء.


    اقتبست هذا الجزء من السلسله لانى اسميه العلاج الاقتصادى للعنوسه

    ولو عملنا به لازالت العنوسه من مجتمعنا الاسلامى

    اشكرك اخى الكريم على هذه السلسله المباركه وادعو الله ان ينفع الجميع بها وان يجعلها فى ميزان حسناتك

    اخوكم فى الله ومحبكمفى الله المبتهج

    #886845
    كبرياء
    مشارك


    بسم الله الرحمن الرحيم

    السلام عليكم ورحمة الله و بركاته

    أخي الكريم ” المبتهج “

    يسعدني تواجدك و رأيك

    بالفعل أخي الكريم مشكلة العنوسة في أغلب البلدان سببها الرئيس هو غلاء المهور

    و طبعاً بالإضافة الى الأسباب الأخرى ” الحروب , …

    زيادة عدد الإناث على الذكور بشكل عام

    و غيرها من الأمور

    و شكراً

    أخوكم هيثم

    #887501
    كبرياء
    مشارك


    بسم الله الرحمن الرحيم

    السلام عليكم ورحمة الله و بركاته

    مر معنا أعلاه العادات السيئة التي تنتشر في أيامنا هذه عندما يرد الزوج و الزوجة أن يضعا حجر الأساس لبناء الأسرة

    من المعلوم أن الشرع الإسلامي شرع لنا الوليمة من باب الإشهار في النكاح و لكن…


    إليك هذه الوصايا والنصائح من هدي الحبيب (صلى الله عليه وسلم) وأصحابه الكرام -رضي الله عنهم- في وليمة العرس ، مع ذكر بعض المنكرات الواردة في هذا العصر داخل صالات الأفراح على سبيل الإيجاز لا الحصر والله المستعان:

    أولاً: الدعوة إلى الوليمة…

    من تدعو إلى حفل عرسك…؟
    هل ستدعو الأغنياء والوجهاء.. وتنسى الفقراء والمساكين.. ولربما تقول لماذا أدعو الفقراء والمساكين ، وما الذي أستفيد وأرجو من ورائهم?
    أقول لك تذكر قول حبيبك (صلى الله عليه وسلم) حينما قال: « شرّ الطعام طعام الوليمة , يدعى إليها الأغنياء ويترك المساكين , ومن لم يأت الدعوة فقد عصى الله ورسوله » [صحيح الترغيب:2152]

    فهل تريد أن يكون حفل عرسك من شرِّ الطعام…..

    ولا تنس دعوة الصالحين من عباد الله أغنياءً كانوا أو فقراء فقد قال رسول الله (صلى الله عليه وسلم): « لا تصاحب إلاَّ مؤمناً ولا يأكل طعامك إلاَّ تقيِّ » [صحيح أبي داود: 4045]

    و احذر أيها الأخ الكريم من التكلِّف والمباهاة في كروت الدعوة حتى أنَّ هناك من الناس من يطبع كرت عرسه وفرحه بمئات الريالات ، ونسي أنَّ هذا الفعل من الإسراف والتبذير.

    إذاً أخي بارك الله فيك ادعُ من شئت من أحبابك وخلاَّنك وأقربائك وجيرانك. ولكن احذر التبذير وطرد المساكين.

    وينبغي عليك البعد عن استئجار قصور الأفراح الغالية التي ترهقك بكثرة أسعارها ، والاقتصار على مكانٍ آخر لا يكلِّف كثيراً ، و احذر بارك الله فيك من الرياء والسمعة في كلِّ ذلك فقد قال (صلى الله عليه وسلم): « من سـمَّع سمَّع الله به ، ومن يرَاء يراء الله به » [صحيح الترغيب: 26]

    ثانياً: لا تسرف في طعام الوليمة…

    إنَّ مما يحزن ما نراه في كثير من الحفلات من الإسراف والتبذير في المأكولات والمشروبات. وليت شعري هل هذا الإسراف فيه شهامةٌ وكرامةٌ أو نخوةٌ وأصالة ، كلاَّ وربي ، بل فيه سخطٌ وندامةٌ ، ومحاسبةٌ وإهانة.

    عجيبٌ حال أمتنا بعد أن كنَّا جياعاً لا نجد ما نأكل ، منَّ الله علينا فأغدق علينا نعمه ظاهرةً وباطنة ، فيا ليتنا صنَّا هذه النعمة وحفظناها ، ولكن أصبح الكثير منَّا يتفاخر بالإسراف فيها فالله المستعان.

    فاحذر أخي من الإسراف في حفل عرسك ، واصنع من الطعام قدر الكفاية لمن دعوت ، واحذر أخي من سخط الله وعقابه ، ولا أظنه يخفاك قول الباري عز وجل: { وَكُلُوا وَاشْرَبُوا وَلا تُسْرِفُوا إِنَّهُ لا يُحِبُّ الْمُسْرِفِينَ } [الأعراف من الآية: 31], وقوله: { إِنَّ الْمُبَذِّرِينَ كَانُوا إِخْوَانَ الشَّيَاطِينِ وَكَانَ الشَّيْطَانُ لِرَبِّهِ كَفُوراً } [الإسراء: 27]

    ثمَّ إن كان هناك فائضٌ من الطعام بغير قصدٍ منك ، فاصرفه على المساكين والفقراء ، أو إلى الجمعيات الخيرية لجمع الفائض من الطعام.

    ثالثاً: كيف تحيي ليلة العرس..

    لا بأس من إظهار الفرح والسرور في ليلة العرس , وقد قال رسول الله (صلى الله عليه وسلم): « فصل ما بين الحلال والحرام الدفّ والصوت في النكاح » [صحيح ابن ماجه: 1538], وعن عائشة أنَّها زفت امرأة إلى رجلٍ من الأنصار فقال النبي (صلى الله عليه وسلم): « يا عائشة ما كان معهم من لهو؟ فإنَّ الأنصار يعجبهم اللهو » [غاية المرام: 397]

    وإلى مزيدٍ من الإيضاح ، استمع إلى كلام مفتي عام المملكة العربية السعودية ، سماحة الشيخ العلاَّمة: عبد العزيز بن باز -يرحمه الله- ، حيث قال في هذه القضية:-
    ( أمَّا الزواج فيشرع فيه ضرب الدفِّ مع الغناء المعتاد الذي ليس فيه دعوةٌ إلى محرَّمٍ ولا مدح لمحرَّم في وقتٍ من الليل للنساء خاصة لإعلان النكاح والفرق بينه وبين السفاح كما صحَّت بذلك السنة من النبي صلى الله عليه وسلم.
    أمَّا الطبل فلا يجوز ضربه في العرس بل يكتفى بالدفِّ خاصة. ولا يجوز استعمال مكبرات الصوت في إعلان النكاح ويقال فيه من الأغاني المعتادة لما في ذلك من الفتنة العظيمة والعواقب الوخيمة وإيذاء المسلمين.
    ولا يجوز أيضاً إطالة الوقت في ذلك بل يكتفى بالوقت القليل الذي يحصل به إعلان النكاح لأنَّ إطالة الوقت تفضي إلى إضاعة صلاة الفجر والنوم عن أدائها في وقتها وذلك من أكبر المحرَّمات ومن أعمال المنافقين) أ. هـ.

    والملاحظ هنا أنَّ إحياء الزواج إنَّما يكون بالدفِّ وأنَّه خاصٌ بالنساء ، خالي من كلام الفحش , والرذيلة ، نقيٌّ من الغيبة والنميمة ، ولا يكون في أوقاتٍ طويلةٍ وساعاتٍ متأخرةٍ من الليل.

    ولكن الذي نراه هذه الأيام في كثيرٍ من الأفراح شيئاً عجيباً.. توضع مكبرات الصوت ، ويؤتى بالمطربات ومعهنَّ الطبول والمزامير والعود ، وإذا تعبت المطربة وتعب صوتها فإنَّ إلى جانبها آلة التسجيل تفتحها وتضع الموسيقى والغناء ، ناهيك عن رقص النساء الكاسيات العاريات ، وقد حرَّم الله سبحانه وتعالى المزامير وحرَّم آلات الطرب فقال عز وجل: { وَمِنَ النَّاسِ مَنْ يَشْتَرِي لَهْوَ الْحَدِيثِ لِيُضِلَّ عَنْ سَبِيلِ اللَّهِ بِغَيْرِ عِلْمٍ وَيَتَّخِذَهَا هُزُواً أُولَئِكَ لَهُمْ عَذَابٌ مُهِينٌ*وَإِذَا تُتْلَى عَلَيْهِ آيَاتُنَا وَلَّى مُسْتَكْبِراً كَأَنْ لَمْ يَسْمَعْهَا كَأَنَّ فِي أُذُنَيْهِ وَقْراً فَبَشِّرْهُ بِعَذَابٍ أَلِيمٍ } [لقمان: 6, 7], يقول الصحابي الجليل عبد الله بن مسعود -رضي الله عنه- حينما سئل عن هذه الآية : (الغناء ، والذي لا إله إلاَّ هو ، يرددها ثلاث مرات). وقال قتادة عن هذه الآية: (والله لعله لا ينفق فيه مالاً ، ولكن شراؤه استحبابه ، بحسب المرء من الضلالة أن يختار حديث الباطل على حديث الحق وما يضرّه على ما ينفعه).

    فأين من يقول إذا نصح عن جلب الغناء والمزامير في ليلة عرسه قال بقلبٍ قاسي:

    (أتريد أن يكون فرحنا عزاءً)

    فيا سبحان الله أ أصبح من يتمسك بما أمر الله به ويتجنب سخط الله أصبح فرحه عزاءً؟!

    إذاً فماذا نقول في عرس صحابة رسول الله (صلى الله عليه وسلم) ، بل قبلهم عرس رسول الله (صلى الله عليه وسلم).

    أخي والله إنَّ العزاء والتعاسة فيمن لوَّث ليلة عرسه بهذه المنكرات ، ولا تكون هذه المقولة إلاَّ ممن انتكست فطرته وقلَّت مخافة الله في قلبه.

    فاحذر أيها المؤمن بأحكام الله من أن تلوث ليلة عرسك بهذه المنكرات ومزامير الشيطان ، سواءً عند الرجال أو عند النساء.

    وأسأل الله العليَّ العظيم أن يهدي قلوبنا وينوِّر صدورنا.

    رابعاً: منكرٌ عظيمٌ وقبيح…

    و احذر من أن تتبع أقوال الوشاة والمقلِّدين الذين يجرون وراء كلَّ ناهقةٍ وناعقة ويطالبون بأشياءٍ وتقاليدٍ تخالف عاداتنا وتقاليدنا وما مضى عليه آباؤنا من الحياء والغيرة فضلاً عمَّا يأمرنا به ديننا الحنيف من التعفف والحياء ، ولعلَّ من هذه المنكرات ، منكرٌ عظيمٌ وقبيح تتقذر منه النفوس المؤمنة لله وترفضه النفوس التي تربَّت على الشهامة والحياء والشجاعة والغيرة على المحارم. وهي ما تسمى (بالمنصة أو الزفة) حيث يخرج الرجل مع عروسه ليلة عرسه أو يجلس بجوارها مع رجالٍ ونساء أو نساءٍ فقط من غير محارمهم. لينظر الرجال إلى العروس وجمالها ، وينظر النساء إلى العريس وابتساماته. مما يزيد الطينة بلة أن يقف الرجل مع عروسه بين النساء وهنَّ من غير محارمه فينظر إليهنَّ وهنَّ يرقصن ويتمايلن ويغنين ولربما كنَّ كاشفات عن عوراتهنَّ بلباس الخنا والفجور لباسٌ خالي من المروءة والشيم. أضف إلى ذلك التصوير الذي يكشف عورات نساء المسلمين.

    فقل لي بربك أيها المؤمن الغيور:

    أين الحياء عند مثل هذه الحال…

    (( ومن الأمور المنكرة التي استحدثها الناس في هذا الزمن وضع منصةٍ للعروس بين النساء ويجلس إليها زوجها بحضرة النساء السافرات المتبرجات وربما حضر معه غيره من أقاربه أو أقاربها من الرجال ، ولا يخفى على ذوي الفطرة السليمة والغيرة الدينية ما في هذا العمل من الفساد الكبير وتمكِّن الرجال الأجانب من مشاهدة الفتيات المتبرجات وما يترتب على ذلك من العواقب الوخيمة. فالواجب منع ذلك والقضاء عليه حسماً لأسباب الفتنة وصيانةً للمجتمعات النسائية مما يخالف الشرع المطهر )) أ. هـ .

    أخي المقبل على الزواج والله ما أظنك إلا رجلاً غيوراً على عرضك وأعراض المسلمين محباً للحياء كارهاً لأعمال أهل السفور…

    إذاً فلا تتبع مثل هذه المنكرات وحارب أهلها. وفقك الله لما يحبه ويرضاه.

    تمــــــــــ ا لنهاية هذه السلسلة ـــــــــت

    و شكراً
    أخوكم هيثم

مشاهدة 14 مشاركة - 1 إلى 14 (من مجموع 14)
  • يجب تسجيل الدخول للرد على هذا الموضوع.

يستخدم موقع مجالسنا ملفات تعريف الارتباط الكوكيز لتحسين تجربتك في التصفح. سنفترض أنك موافق على هذا الإجراء، وفي حالة إنك لا ترغب في الوصول إلى تلك البيانات ، يمكنك إلغاء الاشتراك وترك الموقع فوراً . موافق إقرأ المزيد