إلى كل من وقع في صورة من صور الغش ذُكرت أو لم تذكر نقول له: اتق الله يا أخي واستشعر رقابة علام الغيوب، وتذكر عقابه وعذابه { إِنَّ رَبَّكَ لَبِالْمِرْصَادِ } [الفجر: 14] واعلم أن الدنيا فانية وأن الحساب واقع على النقير والفتيل والقطمير، وأن العمل الصالح ينفع الذرية، والعمل السيئ يُؤثّر في الذرية، قال تعالى: { وَلْيَخْشَ الَّذينَ لَوْ تَرَكُوا مِنْ خَلْفِهِمْ ذُرّيَّةً ضِعَافاً خَافُوا عَلَيْهِمْ فَلْيَتَّقُوا اللهَ وَلْيَقُولُوا قَوْلاً سَدِيداً } [النساء: 9]. فمن تأمل هذه الآية خشي على ذريته من أعماله السيئة وانكفّ عنها، حتى لا يحصل لهم نظيرها.

من الخديعة و الغش السرقة الأدبية و من الخديعة و الغش إنتحال الشخصيات و من الخديعة و الغش إدعاء الخبرة في مجال ما و يثبت عدم الخبرة

الإسلام الدين الحنيف شرع لنا من الآداب و الأخلاق ما نقوم به سلوكنا و ندير به مجتمعنا

قال رسول الله صلى الله عليه و سلم :

“من غش فليس مني” وفي رواية ” من غشنا فليس منا ” وفي رواية ” ليس منا من غشنا “
[رواه مسلم]

ثلاث كلمات و حرف أخرجت الإنسان بغشه من التبعية للإسلام و المسلمين

كان الرسول صلى الله عليه و سلم حازماً مع الغش و هذا الحديث يدل على شناعة هذه الجريمة

و قال تعالى : ” و يل للمطففين “

التطفيف هو الغش سواء كان الغش بالميزان أو الغش في الكلام … إلخ

وعيد من الله للذين يغشون بأن لهم ويل , و ويل هو واد في جهنم

إننا في هذه الأيام و مع ما يشوب صفاء سماء الحقيقة وجب علينا أن نضع هذا الوعيد أمام أعيننا و أن نعرضه على قلوبنا.

من الواجب على المسلم أن يراقب الله في سره و علنه و يتقي الله في نفسه أولاً و في الآخرين .

وفاقاً لقوله تعالى :” يا أيها الذين آمنوا اتقوا الله حق تقاته ..”

الخديعة هي مرض من أمراض النفوس و الغش كذلك ’ فرسالة من مسلم إلى أخيه المسلم أن يتوب و يرجع إلى الله و لا يستغل الآخرين بكلام معسول و الكلام المعسول هو نوع من الغش ’ المجاملات غش و خديعة .

تذكر يا من تخدع الناس أنك تخدع نفسك أولاً فأنت لست أنت ’ أنت مجرد وهم و مصيرك الفضيحة .

قال تعالى :” أفحسبتم أنا خلقناكم عبثاً و أنكم إلينا لا ترجعون “

يا من تخدع الناس و تغش نفسك و الآخرين تذكر يوم الحساب ’ تذكر الوقوف أمام رب العباد ’ يا من ظلمت إنساناً غافلاً بكلمات كتبتها أو ضحكات كتمتها في نفسك ساخراً من أخيك المسلم ساقطاً في شبكة خداعك و غشك و زيفك ,إنك حاف عار أمام رب العالمين ليس لك من الحياة الدنيا إلا عملك إن صالحاً فهو خيرٌ لك و إن سوء فلك سوء مثله .

قال تعالى : ” إنما تجزون ما كنتم تعملون “

هل تعلم أن الغش ضعف في الإيمان

هل تعلم أن الغش دليل على دناءة النفس وخبثها، فلا يفعله إلا كل دنيء نفسٍ هانت عليه فأوردها مورد الهلاك والعطب.

هل تعلم أنك و بغشك و بخديعتك للناس تجلب لنفسك البعد عن الله وعن الناس.

أنا لا أريد أن أطيل إحذر أخي و أحذري أختي دعوة مظلوم فدعوته ليس بينها و بين الله حجاب

اذكروني بالخير ما دمت حياً

و إذا مت فانبشوا سيآتي

و اشتموني إن شئتم غير أني

أتمني ثناءكم في حياتي

نا فقوني حياً , و بعد مماتي

أصنعوا ما بدا لكم برفاتي

و شكراً

أخوكم هيثم