الرئيسية › منتديات › مجلس الثقافة الأدبية والشعر › رسالة في ليلة التنفيذ
- This topic has 9 ردود, 7 مشاركون, and was last updated قبل 17 سنة، 5 أشهر by (( تيتو )).
-
الكاتبالمشاركات
-
28 يونيو، 2007 الساعة 5:57 م #76114كارهمشارك
رسالة في ليلة التنفيذ
.
أبتاه، مــاذا قد يخط بنانـي والحبــل والجلاد منتظـران
هــذا الكتاب إليك من زنزانة مقرورة صخريـة الجـدران
لـم تبـقَ إلا ليلة أحيـا بهـا وأحـس أن ظلامهـا أكفانـي
ستمر يا أبتاه – لست أشك في هـذا – وتحمل بعدها جثماني
*******
الليــل من حولي هدوء قاتل والذكريات تمـور في وجداني
ويهدنـي ألمـي، فأنشد راحتي فـي بضـع آيات من القرآن
والنفس بيـن جوانحي شفافـة دب الخضـوع بها فهز كياني
قد عشت أومن بالإله ولـم أذق إلا أخيــرًا لــذة الإيمـان
شكرًا لهم، أنا لا أريد طعامهم فليرفعــوه، فلست بالجوعان
هذا الطعام المر ما صنعته لي أمـي، ولا وضعوه فوق خوان
كلا، ولم يشهده يا أبتـي معي أخــوان لـي جاءاه يستبقان
مدوا إليّ بـه يـدًا مصبوغـة بدمي، وهـذي غاية الإحسان
والصمت يقطعه رنين سلاسل عبثت بهـن أصابـع السجان
ما بين آونـة تمـر. . وأختها يرنو إليّ بمقلتـي شيطــان
من كوة بالباب يرقـب صيده ويعود في أمـنٍ إلى الدوران
أنا لا أحس بأي حقد نحــوه ماذا جنـي؟ فتمسـه أضغاني
هو طيب الأخلاق مثلك يا أبي لم يبد في ظمــأ إلى العدوان
لكنه إن نــام عنـي لحظـة ذاق العيــال مرارة الحرمان
فلربما وهـو المروع سحنـة لو كان مثلـي ـشاعرًا لرثاني
أو عاد– من يدري؟–إلى أولاده يومًا وذكـر صورتي لبكانـي
وعلى الجدار الصلب نافذة بها معنى الحياة غليظة القضبـان
قد طالمـــا شارفتها متأملاً في الثائرين على الأسى اليقظان
فأرى وجومًا كالضباب مصورًا ما في قلوب الناس مـن غليان
نفس الشعور لدى الجميع وإن همُ كتموا، وكان الموت في إعلاني
ويدور همس في الجوانح ما الذي بالثورة الحمقاء قـد أغرانـي؟
أولم يكن خيرًا لنفسي أن أرى مثل الجميع أسير فـي إذعان؟
ما ضرني لـو قد سكت، وكلما غلب الأسى بالغت في الكتمان
هذا دمي سيسيل، يجري مطفئًا ما ثار في جنبي مـن نيـران
وفؤادي المــوار في نبضاته سيكف في غده عـن الخفقـان
والظلـم باق، لـن يحطم قيده موتي، ولـن يودي به قرباني
ويسير ركب البغي ليس يضيره شاة إذا اجتثت مـن القطعـان
*******
هذا حديث النفس حين تشف عن بشريتـي.. وتمور بعد ثـوان
وتقول لــي: إن الحياة لغاية أسمى من التصفيق للطغيــان
أنفاسك الحرى وإن هي أخمدت ستظل تغمــر أفقهم بدخـان
وقروح جسمك وهو تحت سياطهم قسمــات صبح يتقيه الجاني
دمع السجين هناك في أغلالـه ودم الشهيـد هنـا سيلتقيـان
حتى إذا ما أفعمت بهما الربـا لــم يبق غير تمرد الفيضان
ومن العواصف ما يكون هبوبها بعـد الهـدوء وراحـة الربان
إن احتدام النار في جوف الثرى أمـر يثيـر حفيظـة البركان
وتتابع القطـرات ينزل بعـده سيــل يليـه تدفـق الطوفان
فيموج.. يقتلـع الطغاة مزمجرًا أقوى من الجبروت والسلطـان
أنا لست أدري، هل ستُذكر قصتي أم سوف يعروها دجى النسيان؟
أم أنني سأكـون فـي تاريخنا متآمــرًا أم هــادم الأوثان؟
كل الذي أدريـه أن تجرعـي كأس المذلة ليـس في إمكاني
لو لم أكن في ثورتـي متطلبًـا غير الضيـاء لأمتــي لكفاني
أهوى الحياة كريمة.. لا قيد..لا إرهاب.. لا استخفاف بالإنسان
فإذا سقطت سقطت أحمل عزتي يغلي دم الأحرار في شريانـي
*******
أبتاه، إن طلع الصباح على الدنى وأضاء نور الشمس كـل مكان
واستقبل العصفور بين غصونه يومًـا جديدًا مشرق الألـوان
وسمعت أنغام التفـاؤل ثـرة تجـري علـى فم بائع الألبان
وأتى – يدق كما تعود – بابنا سيدق باب السجـن جـلادان
وأكون بعـد هنيهة متأرجحًـا في الحبل مشدودًا إلـى العيدان
ليكـن عزاؤك أن هذا الحبل ما صنعته في هذي الربـوع يدان
نسجـوه فـي بلد يشع حضارة وتُضاءُ منه مشاعل العرفـان
أو هكذا زعموا، وجيء به إلى بلدي الجريح على يد الأعوان
أنا لا أريدك أن تعيش محطمًـا في زحمـة الآلام والأشجـان
إن ابنك المصفود في أغلالـه قد سيق نحو الموت غير مدان
فاذكر حكايات بأيـام الصبـا قد قلتها لي عن هوى الأوطان
وإذا سمعت نشيج أمي في الدجى تبكي شبابًا ضاع فـي الريعان
وتكتم الحسـرات فـي أعماقها ألمًا تواريـه عـن الجيـران
فاطلب إليها الصفح عني، إنني لا أبتغي منهــا سوى الغفران
ما زال في سمعي رنين حديثها ومقالها فـي رحمـة وحنـان
أبنيَّ: إني قـد غـدوت عليلة لم يبق لي جلد على الأحـزان
فأذق فؤادي فرحة بالبحث عن بنت الحلال ودعك من عصياني
كــانت لهـا أمنيـة.. ريانة يا حسن آمـال لهـا وأمـان!
غزلت خيوط السعد مخضلا ولم يكن انتقاض الغزل في الحسبان
والآن لا أدري بـأي جوانـح ستبيـت بعدي أم بأي جنـان
*******
هـذا الـذي سطرته لك يا أبي بعض الذي يجري بفكر عـان
لكن إذا انتصر الضياء ومزقت بيد الجموع شريعة القرصـان
فلسـوف يذكرني ويكبر همتي من كان في بلدي حليف هـوان
وإلـى لقاء تحت ظـل عدالـة قدسيــة الأحكـام والميـزان
*********هاشم الرفاعي**
29 يونيو، 2007 الساعة 5:52 ص #859570ساقي الغراممشارككلام جميل وحساس ويعبر عن تميزك الجميل
تقبلي مروري
29 يونيو، 2007 الساعة 10:33 ص #859758كارهمشاركهذه القصيدة لهاشم الرفاعي ليلة اعدامه
شاعر مصريمنقوووووووووووووووووووووولة
يعني مو بتاعي ولا تميز ولا غيرو ههههههههههه
يعني بلاش مدح لاصير مشرف على الفاضي ههههههههه
تحياتي خيو29 يونيو، 2007 الساعة 11:04 ص #859783صياد بابلمشاركاخي الغالي كاره
اشكرك على هذه الكلام الجميل ونقله الجميله
الله يوفقك يارب … نتمنى التوفيق لك اخي العزيز
اخوك الصياد
29 يونيو، 2007 الساعة 3:00 م #859925ضيغم العراقىمشارككاره الغالي ان تميزك في النقل انما يدل على ابداعك
كلام جميل يلامس شغاف القلب من شاعر ذو حس
مرهف وهو يواجه مصيره المحتوم رحم الله القائل
وبارك الله في الناقل تقبل فائق اشتياقي واحترامي
لك اخي الحبيب مع امنياتي لك بالتوفيق دمت بخير29 يونيو، 2007 الساعة 5:46 م #860021كارهمشاركضغيم والصياد لكم مني اجمل تحية اخواي
أطلبوا فتح الدردشة من مدة ما تلاقيناتقبلو احترامي
29 يونيو، 2007 الساعة 6:06 م #860044ام نــــورمشارككاره انا والله اعرف انك ما تجدر تكتب كذيه خخخخخخخخخخ
بس القصيدة رائعة لشاعر من شعراء الثورة … واختيارك للقصيدة هو الاروع
29 يونيو، 2007 الساعة 6:52 م #860089كارهمشاركالرد على :
كاره انا والله اعرف انك ما تجدر تكتب كذيه خخخخخخخخخخ
لا الكتابة خليتها لكم يا ثرثارة هههههههههههه
1 يوليو، 2007 الساعة 10:07 م #862065(((فتى العرين)))مشارككاره رائع يا كاره
لا تحرمنا من مواهبك
1 يوليو، 2007 الساعة 10:16 م #862083(( تيتو ))مشاركرحم الله هشام الرفاعى
شكرا اخى الغالى كارة وشكرا على النقل الجيد
تحياتى
تيتو
-
الكاتبالمشاركات
- يجب تسجيل الدخول للرد على هذا الموضوع.