الرئيسية منتديات مجلس الثقافة الأدبية والشعر رسالة في ليلة التنفيذ

مشاهدة 10 مشاركات - 1 إلى 10 (من مجموع 10)
  • الكاتب
    المشاركات
  • #76114
    كاره
    مشارك

    رسالة في ليلة التنفيذ

    .

    أبتاه، مــاذا قد يخط بنانـي والحبــل والجلاد منتظـران

    هــذا الكتاب إليك من زنزانة مقرورة صخريـة الجـدران

    لـم تبـقَ إلا ليلة أحيـا بهـا وأحـس أن ظلامهـا أكفانـي

    ستمر يا أبتاه – لست أشك في هـذا – وتحمل بعدها جثماني

    *******

    الليــل من حولي هدوء قاتل والذكريات تمـور في وجداني

    ويهدنـي ألمـي، فأنشد راحتي فـي بضـع آيات من القرآن

    والنفس بيـن جوانحي شفافـة دب الخضـوع بها فهز كياني

    قد عشت أومن بالإله ولـم أذق إلا أخيــرًا لــذة الإيمـان

    شكرًا لهم، أنا لا أريد طعامهم فليرفعــوه، فلست بالجوعان

    هذا الطعام المر ما صنعته لي أمـي، ولا وضعوه فوق خوان

    كلا، ولم يشهده يا أبتـي معي أخــوان لـي جاءاه يستبقان

    مدوا إليّ بـه يـدًا مصبوغـة بدمي، وهـذي غاية الإحسان

    والصمت يقطعه رنين سلاسل عبثت بهـن أصابـع السجان

    ما بين آونـة تمـر. . وأختها يرنو إليّ بمقلتـي شيطــان

    من كوة بالباب يرقـب صيده ويعود في أمـنٍ إلى الدوران

    أنا لا أحس بأي حقد نحــوه ماذا جنـي؟ فتمسـه أضغاني

    هو طيب الأخلاق مثلك يا أبي لم يبد في ظمــأ إلى العدوان

    لكنه إن نــام عنـي لحظـة ذاق العيــال مرارة الحرمان

    فلربما وهـو المروع سحنـة لو كان مثلـي ـشاعرًا لرثاني

    أو عاد– من يدري؟–إلى أولاده يومًا وذكـر صورتي لبكانـي

    وعلى الجدار الصلب نافذة بها معنى الحياة غليظة القضبـان

    قد طالمـــا شارفتها متأملاً في الثائرين على الأسى اليقظان

    فأرى وجومًا كالضباب مصورًا ما في قلوب الناس مـن غليان

    نفس الشعور لدى الجميع وإن همُ كتموا، وكان الموت في إعلاني

    ويدور همس في الجوانح ما الذي بالثورة الحمقاء قـد أغرانـي؟

    أولم يكن خيرًا لنفسي أن أرى مثل الجميع أسير فـي إذعان؟

    ما ضرني لـو قد سكت، وكلما غلب الأسى بالغت في الكتمان

    هذا دمي سيسيل، يجري مطفئًا ما ثار في جنبي مـن نيـران

    وفؤادي المــوار في نبضاته سيكف في غده عـن الخفقـان

    والظلـم باق، لـن يحطم قيده موتي، ولـن يودي به قرباني

    ويسير ركب البغي ليس يضيره شاة إذا اجتثت مـن القطعـان

    *******

    هذا حديث النفس حين تشف عن بشريتـي.. وتمور بعد ثـوان

    وتقول لــي: إن الحياة لغاية أسمى من التصفيق للطغيــان

    أنفاسك الحرى وإن هي أخمدت ستظل تغمــر أفقهم بدخـان

    وقروح جسمك وهو تحت سياطهم قسمــات صبح يتقيه الجاني

    دمع السجين هناك في أغلالـه ودم الشهيـد هنـا سيلتقيـان

    حتى إذا ما أفعمت بهما الربـا لــم يبق غير تمرد الفيضان

    ومن العواصف ما يكون هبوبها بعـد الهـدوء وراحـة الربان

    إن احتدام النار في جوف الثرى أمـر يثيـر حفيظـة البركان

    وتتابع القطـرات ينزل بعـده سيــل يليـه تدفـق الطوفان

    فيموج.. يقتلـع الطغاة مزمجرًا أقوى من الجبروت والسلطـان

    أنا لست أدري، هل ستُذكر قصتي أم سوف يعروها دجى النسيان؟

    أم أنني سأكـون فـي تاريخنا متآمــرًا أم هــادم الأوثان؟

    كل الذي أدريـه أن تجرعـي كأس المذلة ليـس في إمكاني

    لو لم أكن في ثورتـي متطلبًـا غير الضيـاء لأمتــي لكفاني

    أهوى الحياة كريمة.. لا قيد..لا إرهاب.. لا استخفاف بالإنسان

    فإذا سقطت سقطت أحمل عزتي يغلي دم الأحرار في شريانـي

    *******

    أبتاه، إن طلع الصباح على الدنى وأضاء نور الشمس كـل مكان

    واستقبل العصفور بين غصونه يومًـا جديدًا مشرق الألـوان

    وسمعت أنغام التفـاؤل ثـرة تجـري علـى فم بائع الألبان

    وأتى – يدق كما تعود – بابنا سيدق باب السجـن جـلادان

    وأكون بعـد هنيهة متأرجحًـا في الحبل مشدودًا إلـى العيدان

    ليكـن عزاؤك أن هذا الحبل ما صنعته في هذي الربـوع يدان

    نسجـوه فـي بلد يشع حضارة وتُضاءُ منه مشاعل العرفـان

    أو هكذا زعموا، وجيء به إلى بلدي الجريح على يد الأعوان

    أنا لا أريدك أن تعيش محطمًـا في زحمـة الآلام والأشجـان

    إن ابنك المصفود في أغلالـه قد سيق نحو الموت غير مدان

    فاذكر حكايات بأيـام الصبـا قد قلتها لي عن هوى الأوطان

    وإذا سمعت نشيج أمي في الدجى تبكي شبابًا ضاع فـي الريعان

    وتكتم الحسـرات فـي أعماقها ألمًا تواريـه عـن الجيـران

    فاطلب إليها الصفح عني، إنني لا أبتغي منهــا سوى الغفران

    ما زال في سمعي رنين حديثها ومقالها فـي رحمـة وحنـان

    أبنيَّ: إني قـد غـدوت عليلة لم يبق لي جلد على الأحـزان

    فأذق فؤادي فرحة بالبحث عن بنت الحلال ودعك من عصياني

    كــانت لهـا أمنيـة.. ريانة يا حسن آمـال لهـا وأمـان!

    غزلت خيوط السعد مخضلا ولم يكن انتقاض الغزل في الحسبان

    والآن لا أدري بـأي جوانـح ستبيـت بعدي أم بأي جنـان

    *******

    هـذا الـذي سطرته لك يا أبي بعض الذي يجري بفكر عـان

    لكن إذا انتصر الضياء ومزقت بيد الجموع شريعة القرصـان

    فلسـوف يذكرني ويكبر همتي من كان في بلدي حليف هـوان

    وإلـى لقاء تحت ظـل عدالـة قدسيــة الأحكـام والميـزان

    *******

    **هاشم الرفاعي**

    #859570

    كلام جميل وحساس ويعبر عن تميزك الجميل

    تقبلي مروري

    #859758
    كاره
    مشارك

    هذه القصيدة لهاشم الرفاعي ليلة اعدامه
    شاعر مصري

    منقوووووووووووووووووووووولة
    يعني مو بتاعي ولا تميز ولا غيرو ههههههههههه
    يعني بلاش مدح لاصير مشرف على الفاضي ههههههههه
    تحياتي خيو

    #859783
    صياد بابل
    مشارك

    اخي الغالي كاره

    اشكرك على هذه الكلام الجميل ونقله الجميله

    الله يوفقك يارب … نتمنى التوفيق لك اخي العزيز

    اخوك الصياد

    #859925

    كاره الغالي ان تميزك في النقل انما يدل على ابداعك
    كلام جميل يلامس شغاف القلب من شاعر ذو حس
    مرهف وهو يواجه مصيره المحتوم رحم الله القائل
    وبارك الله في الناقل تقبل فائق اشتياقي واحترامي
    لك اخي الحبيب مع امنياتي لك بالتوفيق دمت بخير

    #860021
    كاره
    مشارك

    ضغيم والصياد لكم مني اجمل تحية اخواي
    أطلبوا فتح الدردشة من مدة ما تلاقينا

    تقبلو احترامي

    #860044

    كاره انا والله اعرف انك ما تجدر تكتب كذيه خخخخخخخخخخ

    بس القصيدة رائعة لشاعر من شعراء الثورة … واختيارك للقصيدة هو الاروع

    #860089
    كاره
    مشارك

    الرد على :


    كاره انا والله اعرف انك ما تجدر تكتب كذيه خخخخخخخخخخ


    لا الكتابة خليتها لكم يا ثرثارة هههههههههههه

    #862065

    كاره رائع يا كاره

    لا تحرمنا من مواهبك

    #862083
    (( تيتو ))
    مشارك

    رحم الله هشام الرفاعى

    شكرا اخى الغالى كارة وشكرا على النقل الجيد

    تحياتى

    تيتو

مشاهدة 10 مشاركات - 1 إلى 10 (من مجموع 10)
  • يجب تسجيل الدخول للرد على هذا الموضوع.

يستخدم موقع مجالسنا ملفات تعريف الارتباط الكوكيز لتحسين تجربتك في التصفح. سنفترض أنك موافق على هذا الإجراء، وفي حالة إنك لا ترغب في الوصول إلى تلك البيانات ، يمكنك إلغاء الاشتراك وترك الموقع فوراً . موافق إقرأ المزيد