هزني حنيني إليك..
فبكيت وبكت معي ذكرياتي..
انهمرت الدموع تتساقط من عيني كحبات المطر في فصل الشتاء..
وما أن سقطت.. إنتهت رحلتها في هذه الحياة…
وهذا يعني أنني أموت..
مع كل دمعة تهاوت من عيني…
أذرف الدموع العطشة المشتاقة
التي ما زالت تنتظر قدومك…
تنتظر عودتك..
لترحل معي ونرحل معاً إلى عالماً ليس به غيرك والحب…

هزني حنيني إليك..
كلما تذكرت ما كان يدور بيننا من أحاديث..
ما حدث لنا من مواقف فرحة ومحزنة..
ومواقف حرجة ومضحكة..
ما كنا نبتسم ونضحك من أجله..
وما كنا نحزن ونبكي بسببه..
تذكرت الأيام الرائعة العطرة التي قضيناها سوياً..
تذكرت نظراتنا ضحكاتنا همساتنا لمساتنا..
تذكرت المكان الذي كنت قد إلتقيت بك فيه لأول مرة..
والمكان الذي فيه أثبت حبك..
والمكان الذي عرفت فيه خبر رحيلك..
ومكان وقفاتنا ودموعنا عند الوداع الأخير..
تذكرت خطواتك المتقدمة نحوي..
ولمسة يديك في يدي..
وإبتسامة عينيك في عيني..
تذكرت منظر تأملك فيما حولك من بعيد..
وتذكرت لحظة شرودك في السماء…
تذكرت كل ما كان يحدث وما كان قد حدث..
تذكرت كل شيء..
حديثك معي…
نظراتك الصلبة إليَّ من قدمي إلى رأسي..
ضحكاتك المغرورة..
وغيرتك علي على روحي وعلى نفسي..

تبكي عيني بصمت مؤلم كلما سمعت إسمك..
فإنه يتراقص على مسامعي..
كلما أردت أن أشغل ذاتي بشيء..
وأن أغلق سمعي لأسمع حديث آخر..
تأبى مسامعي إستماع غيرك..
فتفضحني عيناي حين أشرد بعقلي وكياني بك
فأصبح لا أرى غيرك..
ولا أسمع سوى صوتك..
ولا أنطق إلا بإسمك..!
تعذبني الإبتسامة التي تتبسم بها شفاتي..
فلا أحب الإبتسامة إلا من قلبي..
أما ضحكاتي..
فهي ضحكات تطعن قلبي بسيوف ورماح وسهام تتقاذف إلى نبعي العذب..
فأضحك بعذاب وبآلام..
أسمع حينها صرخات أنين قلبي المكتومة ممزوج بآهاته..
يصرخ في ضجيج العذاب المؤلم..
فلا سامع ولا مجيب..
أنادي بالآهات التي تعتصرني…
فلا أسمع سوى صدى صوتي المحمل بألعذاب والألم..
المثقل بالهم والحزن….
أسأل نفسي ألف مرة..!؟
متى سأراك أمامي وليس في أحلامي..؟؟؟
متى تعود؟! متى أضحك بفرح؟!
متى أشعر بوجودك قربي..؟!
متى أهمس لك بشفاهي..
أحـبك حتى الجنون؟
أحبك رغم السكون؟
أحــبــك حتى الوفاة؟
أحتاجك وأحتاج قربك..
لأنعم بالحياة ولو لثانية قبل موعد رحيلي..
ألا تعلم أني سأتوفى..؟!
إما من عذاب إنتظاري..!؟
وإما من نار إشتياقي..!؟
وإما بسهام الصبر المفقود..؟!

منقول