مشاهدة 7 مشاركات - 1 إلى 7 (من مجموع 7)
  • الكاتب
    المشاركات
  • #75351
    طارق 999
    مشارك

    تدمر

    تدمر عبر التاريخ

    أدى وجود الماء في تدمر إلى استيطان الإنسان فيها منذ عصور ما قبل التاريخ .

    لقد دخل الإنسان إلى تلك المناطق في فترة العصر الحجري القديم منذ أكثر من مليون سنة قادماً من القارة الإفريقية

    سالكاً الممرات الطبيعية على امتداد سواحل المتوسط والانهدام السوري الإفريقي.

    وقد وجدت آثاره في العديد من المواقع المنتشرة على طول سواحل بلاد الشام المتوسطية ، أو في أحواض أنهار

    الأردن والليطاني والعاصي . أقام هذا الإنسان الذي كان من النوع المسمى الهومواركتوس (منتصب القامة)

    زمناً طويلاً في الأجزاء الغربية من بلاد الشام قبل أن يزحف باتجاه المناطق الصحراوية الفقيرة حالياً ، والغنية في

    عصور ما قبل التاريخ بكل مقومات الحياة من ماء وكلأ وطرائد وخامات صوانية استخدمت في صناعة أدوات

    إنسان ما قبل التاريخ.

    وتعد تدمر و صحراءها حيزاً فائق الأهمية فيما يتعلق بهذه العصور الضاربة في القدم . فمواقع ما قبل التاريخ الكثيرة

    التي تنتشر في المنطقة التدمرية ،تقدم تنوعاً كبيراً سواءً في أشكالها، كالكهوف والملاجئ والمواقع السطحية

    والمواقع المنخفضة ،

    أو في فتراتها الزمنية، فهي تقدم تسلسلاً كاملاً لفترات ما قبل التاريخ ابتداءً من الباليوليت الأدنى وصولاً إلى النيوليت

    المتأخر . وبالإضافة إلى مواقع كهف الدوارة وجرف العجلة وملجأ الحمامة المتمركزة في الصحراء القريبة نسبياً من

    مركز المدينة

    تقع أكثر بعداً ، وإلى الشمال الشرقي ، منطقة الكوم التي تعد استثنائية بغناها بمواقع العصور الحجرية التي يصعب

    إحصاؤها جيداً . من بعضها مواقع الميرا والندوية ( عين عسكر ) وبئر الهُمَّل وأم التليل وجوال

    والكدير وتل الكوم والطيبة .

    ولقد قدمت هذه المنطقة عبر موقع الندوية ( عين عسكر ) أقدم بقايا إنسانية في منطقة الشرق الأوسط ، تنسب إلى

    إنسان الهومواركتوس ( جزء من جدار الجمجمة )

    تعود لحوالي خمسمائة ألف عام . وقد أكد هذا الاكتشاف أن الصحراء السورية شكلت في العصر الحجري القديم

    طريقاً أساسياً إلى جانب الطريق الطبيعي الذي يؤلفه ممر وديان البحر الميت والأردن والبقاع ثم العاصي ،

    وقدم أيضاً فرضيات جديدة لمحاولة ملء الفراغ الجغرافي الذي كان يعرف حتى ذلك الوقت بين الهومواركتوس الآسيوي

    والإفريقي ، ولمعرفة أصولنا وانتشار أجدادنا البعيدين .

    هذا وإن أعمال التنقيب والأبحاث مازالت مستمرة في منطقة تدمر وصحرائها بما فيها منطقة الكوم. وستقدم تلك

    الأعمال إيضاحات أكثر عن عصر ما قبل التاريخ ليس في سورية فحسب ، بل في الشرق

    تدمر في العصر الروماني :

    يبدأ تاريخ تدمر المعروف مع محاولة السلب التي قام بها جنود أنطوان في عام 41 ق.م . و يروي المؤرخ أبيان أن الجنود

    وجدوا المدينة خالية لأن السكان كانوا قد علموا بمجيئهم وبالتالي فروا نحو الفرات،

    وهو ما يدل ربما على أنهم كانوا أشباه بدو .

    ضمت فيما بعد المدينة إلى الإمبراطورية الرومانية نحو 17_19ميلادي. وبدأت وقتها باستقبال تنظيمات مدنية نموذجية

    كي تصبح حاضرة يونانية (Polis) مماثلة لنظيراتها في مدن الشرق الروماني الأخرى كإنطاكية

    أو أفاميا أو مدن آسيا الصغرى.

    تعود الى عصور ما قبل التاريخ وكما في الكثير من مدن الإمبراطورية ، كان هناك عدد صغير من الأعيان يتمتع بالسلطة

    الحقيقية . ولدينا من جانب آخر أمثلة عن تماثيل لشخصيات في السلطة ، ولشخصيات خارجها

    لا يمارسون أية وظيفة حكومية .

    وكما هو الحال أيضاً في الحواضر اليونانية_الرومانية الأخرى ، كان هؤلاء الأعيان يساهمون بالتطور العمراني للمدنية

    ولو أن هناك خصوصية في تدمر تقضي بالأفضلية المعمارية للإنشاءات الدينية .

    وهذا الشيء يبين أن التدمريين حافظوا على تقاليدهم الخاصة ، ومحتمل أيضاً أن سكان المدينة ظلوا متأثرين

    بروابطهم القبلية أكثر من الطابع المدني . فنحن نعرف أن البدو الآراميين كما العرب ينتمون إلى قبائل لم تختفِ ولو أن

    التحضر قد أضعف تأثيرها .

    حيث امتلك زعماء القبائل سلطة كبيرة مع أنهم لم يمارسوا أي منصب حكومي . وإن الانضمام إلى الإمبراطورية

    الرومانية أدى إلى تطور هذه المجتمعات القبلية التي احتفظت بنفس الوقت ببعض بيئاتها .

    وتوضح كذلك النقوش الكتابية انطلاقاً من منتصف القرن الأول الميلادي أن سكان حاضرة تدمر كانوا مقسمين بأربع

    قبائل أو مجموعات مدنية ،كل واحدة حول معبد خاص بها . ولا نعرف تماماً على أي أساس قام هذا التوزع

    الجغرافي الذي لم يلغِ بشكل عام القبائل الأكثر قدماً .

    وبالطبع ، فإن التبني لهذا التأسيس قد يبدو أحياناً تبنياً خارجياً أو سطحياً في تفاصيله . ولكن مع ذلك عرفت تدمر كل

    الأنظمة المدنية التقليدية ، حيث كان يشرف عليها حكام مدنيين سنويين ( أمناء سر المجلس والشعب )

    يشرف على سلطاتهم مجلس الشيوخ و الشعب.و هم يذكرون غالباً في الكتابات كأشخاص يقومون بكتابة الإهداءات

    التي يمنحون من خلالها الشرف لأعيان الحاضرة .

    سوف اوفيكم في كل المعلومات

    وكل ما يتعلق فيها من أثاروالفنادق والمطاعم ان شاء الله

    حلوة يا بلدي

    #849283

    مشكور اخى طارق على المعلومه الهامة والقيمه

    بارك الله فيك

    الى الامام

    #849321

    اشكرك طارق على الموضوع

    جهد ملموس

    #849494
    noor_888
    مشارك

    رائعة كثير ومعلومات اروع

    تسلم طارق

    #851323
    طارق 999
    مشارك

    شكرآ لكم جميعآ يا أحلى أعضاء

    #851331
    طارق 999
    مشارك

    نبع أفقا قبل أن تطاله يد الانسان

    تتمتع تدمر بموقع جغرافي متميز ففي سورية تحيط الأرض القابلة للزراعة بالصحراء بشكل

    نصف دائري يكون مركزه واحة تدمر .

    تمتد إلى الغرب من هذه الواحة سهول حوران و واحة دمشق وسهول حمص و حماه وحلب

    ويقع إلى الشمال والشرق منها وادي الفرات الذي يجتاز مجراه الصحراء باتجاه جنوب شرق حتى يصل إلى منطقة

    البوكمال الحدودية

    ثم ينفذ إلى العراق محولاً اتجاهه نحو الشرق.

    إن قوس الدائرة هذا يشكل قمة ما أسميناه الهلال الخصيب الذي يمتد من فلسطين ليصل إلى الخليج العربي .

    إن الحاجز الجبلي الذي يغلق سورية في الغرب مقطوع عبر فتحة حمص على نفس ارتفاع طرابلس

    وعلى نفس خط عرض منعطف الفرات في البوكمال .

    إذا نظرنا إلى خريطة الشرق الأوسط في العصر الروماني ، نلاحظ أن تدمر تقع في منتصف الطريق الصحراوية

    المختصرة بين حمص والبوكمال أي بين بلاد الرافدين والبحر المتوسط

    الشيء الذي أعطاها أهمية استثنائية بالنسبة للقوافل .

    وإن السيطرة على هذا الطريق تجنب اللالتفاف من الشمال (طريق أنطاكية_الفرات الذي نتبعه فيما بعد نحو الخليج )

    وللتمكن من استخدامه يجب التحكم بالطرق الصحراوية لتفادي الأخطار

    التي قد تشكلها مجموعات البدو التي تسكن تلك البقاع .
    كان هناك طريقاً آخراً مستغلاً عبر الجنوب ، يمتد من غزة حتى الخليج العربي عبر الجزيرة العربية.

    لكن هذا الطريق الذي كان يتحكم به الأنباط قد تعرض للمنافسة من قبل الطريق البحري

    (عبر البحر الأحمر ومصر حتى الاسكندرية)

    بينما على العكس في الصحراء السورية ، فطرق قوافل التدمريين الواقعة شمال

    الطرق التي كان يستخدمها الأنباط قديماً

    لم تنافس من قبل أي طريق أخرى .

    وبهذا الموقع الاستراتيجي الهام ، استقبلت تدمر القوافل التي كانت تتنقل بين العراق وسورية

    وتلك التي كانت تسلك طريق الحرير آتية من تخوم الصين إلى البحر الأبيض المتوسط ، مروراً عبر تدمر وحمص.

    عدا عن ذلك ، فإن السلسلة الكلسية الطويلة التي تبرز في الصحراء الممتدة من دمشق إلى دير الزور بمحور جنوب

    غرب_شمال شرق

    تحتوي على أثلام قليلة تشكل ممراً للقوافل التجارية. وبهذا فإن تدمر تنبسط في

    المخرج الشرقي لأحد هذه الممرات الجبلية .

    إلى الجنوب من هذا الممر يوجد مياه كبريتية غزيرة جداً في حيز له شكل نفق طويل ، تروي بساتين النخيل الواسعة

    الاسم القديم للنبع هو ( أفقا )، وهي كلمة آرمية تعني منفذ أو مخرج

    وقد جاء ذكره في إحدى المخطوطات الآشورية العائدة للألف الثاني ق.م ، ونوه إليه في رقيمات ماري .

    إن تنوع الطرق التجارية يشير في كل الأحوال إلى بداية ونهاية عصر تدمر الحافل

    فمنذ منتصف القرن الأول ق.م حتى الربع الأخير من القرن الثالث الميلادي ، كان للتجارة الدور الأساسي للازدهار

    الاقتصادي والثقافي الذي عرفته تدمر

    وقد تأثرت حضارة تدمر كثيراً بهذا الدور كطريق للقوافل بين عالم البحر المتوسط الإغريقي الروماني ، وبلاد الرافدين

    والعالم الإيراني

    بيد أن المجتمع التدمري قد حافظ جيداً على صفاته الخاصة به .

    تنتصب المدينة الحديثة على هضبة قاحلة تقع شمال شرق الواحة

    بينما تنبسط الأطلال بشكل واسع إلى الشمال الغربي

    صاعدة حتى الممر الجبلي ، نافذة إلى وادي القبور الذي تزيد من طوله باتجاه الغرب

    إلى الجنوب وإلى الشرق ، يوجد شريط فضي اللون يعترض الصحراء

    هو عبارة عن ملاحات تمتد خلفها الهضبة الصحراوية على مد النظر .

    سورية هي احدى البلدان العربية القليلة التي لا يحتاج حاملو الجنسيات

    العربية الأخرى الى فيزا لزيارتها.

    أنت عربي ….فهذا بلدك اذن

    يتبع

    #862943

    شكرا لك على هذه المعلومات القيمة

    تحياتي لك

مشاهدة 7 مشاركات - 1 إلى 7 (من مجموع 7)
  • يجب تسجيل الدخول للرد على هذا الموضوع.

يستخدم موقع مجالسنا ملفات تعريف الارتباط الكوكيز لتحسين تجربتك في التصفح. سنفترض أنك موافق على هذا الإجراء، وفي حالة إنك لا ترغب في الوصول إلى تلك البيانات ، يمكنك إلغاء الاشتراك وترك الموقع فوراً . موافق إقرأ المزيد