السلام عليكم

لست متأكدا و لكني اعتقد بأن حلقة المسلسل العماني اليوم كان الحلقة الأخيرة و إن لم يكن كذلك فيا ليت إدارة التلفزيون أن تعفينا من أية حلقات كئيبة أخرى.

عمان دولة ناهضة لم يمض على نهضتها سوى ثلاثون عاما و خلال هذا الزمن القصير لا زالت هناك الكثير من الثغرات و القصور و المشاكل في نسيج هذا المجتمع الناهض، و هذا المجتمع أحوج ما يكون إلى كل جهد ديني و إداري و فني و تعليمي و إرشادي ليرى طريقا منيرا يخلصه من هذه الثغرات و هذا القصور و ليحل عن طريقه مشاكله. كما أن المجتمع العماني و هو الغارق تحت وطئة الضغوط الإقتصادية و التعليمية و يعيش الكثير من أفراده تحت وطئة الديون كما يعاني الكثير من شبابه من مشكلة البطالة و الفراغ و في حاجة ماسة لتساعده وسائل الإعلام المختلفة في كشف اسباب هذه العلل و إيجاد حلول لها.

و لربما كان شهر رمضان و اجتماع الأسرة العمانية حول التلفزيون بعد الإفطار فرصة ثمينة لهذا الصرح العماني ليقدم للمواطنين هذه المساعدة التي يحتاجها و ذلك عن طريق مسلسل هادف خفيف الظل و الروح، يستفيد منه المواطن في الترويح عن نفسه بعد يوم من الصيام و يستفيد و يتعلم و يتثقف و يتفاعل عن طريق موضوعه إيجابا في سبيل النهوض بهذا المجتمع.

أما ما شاهدته من مقتطفات من بعض حلقات هذا المسلسل فإني اعتبره عارا على جبين إدارة التلفزيون العماني و على جبين القائمين على شؤونه. لأنه من المعروف أن كل قصة أو مسلسل يدور حول نقطة مركزية فهل يمكننا أن نقول بأن النقطة المركزية لهذا المسلسل هو ” الفساد المستشري في العائلة و المجتمع العماني بالإضافة إلى الفساد المستشري في الشركات العاملة في عمان” بالمناسبة لم نشاهد مسلسلا واحدا على مر الأعوام الماضية يتحدث عن فساد ما في جهة حكومية أو بين موظفين يعملون في الحكومة.

هل هذا المسلسل يتحدث عن شريحة واسعة من شرائح مجتمعنا العماني؟ هل مجتمعنا العماني فيه كل هذ الكم الهائل من انحطاط الخلق و قلة الأدب و الحياء؟ هل نساء مجتمعنا يغلب عليهن من هن من أمثال هذه الأم المستهترة؟ هل هذه صورة الأم التي نريها لجيلنا الجديد؟ و متى؟ في شهر رمضان الفضيل.

يقول الحديث الشريف من رأى منكم منكرا فليغيره بيده فإن لم يستطع فبلسانه و إن لم يستطع فبقلبه و هذا أضعف الإيمان. إني هنا أدعوا شبابنا الغيور على دينه و دولته و مجتمعه أن يقول كلمة الحق في هذا المسلسل على شكل تحليل و نقد هادف عسى أن يقرأه المسؤولون فيجتنبون أمثاله في قادم الأيام

و على الله نتكل و أنا في الإنتظار

أخوكم

الحبيب العماني