قد تطرقت في موضوعي السابق والذي كان بعنوان (من هو عدوك الاكبر) الى ذكر النفس وهذه هي تتمة الموضوع … …………………………… يلزم الانسان ان يشتغل بعلاج نفسه لان داءها اعضل الداء ودواؤها اشكل الدواء وانما ذلك لامرين: احدهما: .. انه عدو من الداخل واللص اذا كان من الداخل صعبت الحيلة فيه وعظم الضرر منه.. والثاني :.. انه عدو محبوب، والانسان اعمى عن عيب محبوبه لا يكاد يبصره… وقد قال النبي عليه السلام:(حبك الشئ يعمي ويصم) فلما كان حال النفس هكذا ،كان الانسان محتاجا الى ان يلجمها بلجام التقوى لتبقى له فلا تنقطع وتنقاد فلا تطغى وتمرح فيستعملها في الصالح والراشد ويجنبها طرق المهالك والمفاسد، لان هذه النفس دابة جموح ومطية صعبة ان اسرفت عليها في التاديب اهلكتها واهلكت نفسك وان اهملتها اضرت بك وصرعتك. فتحتاج الى طريقة من الطريقتين : تربية وتغذية بقدر ما تحتمل من فعل خير وترك شر فانت من امرها في علاج شديد ونظر لطيف. فاعلم ان العلماء قالوا:(انما تذلل النفس ويكسر هواها بثلاثة اشياء:: .. الاول: منع الشهوات بالصوم وغيره فالصوم يضعف النفس ويكسر شهواتها. والثاني::.. حمل اثقال العبادة عليها . والثالث::.. الاستعانة بالله والتضرع اليه ان يعينك والا فلا مخلص لك من شرها.. هذا ونسأل الله ان يعيننا على انفسنا وان لا يكلنا الى انفسنا طرفة عين وان يعيننا ابدا ودائما على ذكره وشكره وحسن عبادته انه على كل شئ قدير وبالاجابة جدير..