الرئيسية منتديات مجلس أخبار ومقالات ماذا حققت أمريكا حتى الآن من أهدافها ؟

مشاهدة مشاركة واحدة (من مجموع 1)
  • الكاتب
    المشاركات
  • #7474

    سارع الكثيرون إلى الإعلان عن انهيار حركة طالبان وانتصار الولايات المتحدة الأميركية، اثر دخول قوات المعارضة مدن مزار الشريف والعاصمة كابول، و حيرات، وغيرها من المدن الأخرى في الشمال والشرق والغرب.

    و تمضي صحيفة الوطن القطرية قائلة :

    واستند من تبنى وجهة النظر هذه في تحليله ورؤيته لانسحاب حركة طالبان إلى المناطق الجنوبية من أفغانستان، من دون قتال خصوصا في العاصمة كابول، إلى أن سقوط طالبان، يعود إلى:

    1 ــ افتقادها لأي حليف استراتيجي، كالذي كانت تحظى به أيام مقاومة الجيش السوفياتي، فيما لا تتمتع طالبان بدعم أي دولة من الدول المجاورة لافغانستان، حيث يدعم بعضها التحالف المناوىء لها، والبعض الآخر يدعم الموقف الأميركي .. وهذا الوضع جعل طالبان معزولة على الصعيد الدولي.

    2 ــ غياب الدعم المالي والعسكري الذي كان متوافرا للحركة في الحرب ضد السوفيات، حيث كانت طالبان تتلقى الدعم المالي من دول الخليج والذي بلغ حسب التقديرات ما يناهز الثلاثين مليار دولار، فيما كانت باكستان تتكفل ومعها بالطبع الولايات المتحدة بتأمين الدعم العسكري من سلاح وتدريب.

    3 ــ توحد المعارضة التي كانت مشتتة ضد طالبان، وهذه المعارضة تمثل الأقليات التي يشكل مجموعها حوالي الـ 50% من الشعب الأفغاني فيما الباشتون الذين يشكلون الـ 50% الباقية والذين تستند إليهم طالبان في قوتها، لم تتمكن طالبان من توحيدهم بالكامل، وامتنعت عن قبول التعاون مع زعيم الحزب الإسلامي قلب الدين حكمتيار الذي أعلن تجميد الخلافات مع طالبان واستعداده لمقاتلة الولايات المتحدة.

    4 ــ تبدل الولاءات لدى زعماء القبائل الأفغانية، عندما تتبدل موازين القوى، حيث سجل سقوط مدن أغلبيتها من الباشتون بأيدي زعماء القبائل الباشتونية المحلية هذه المؤشرات التي سيقت لتفسير انسحاب طالبان المفاجىء من مزار الشريف ومن ثم كابول والمدن الأخرى من دون قتال، هل هي كافية للقول ان ما حصل هو انهيار حركة طالبان، وبالتالي انتصار الولايات المتحدة فيما سعت اليه. في هذا المجال هناك اتجاه آخر يرى انه قد يكون انسحاب طالبان من دون قتال إلى الجنوب الأفغاني، انسحاب تكتيكي استراتيجي وليس تعبيرا عن انهيار كما يقال، فالانهيار يجب ان يتجلى بوقائع معينة أقلها:

    أ ــ حصول تداعيات في صفوف طالبان، مثل انقسام في داخلها وانحياز بعض قواتها او قياداتها الى صفوف المعارضة.

    ب ـ اعداد كثيرة من القتلى والجرحى ووقوع مثلهم في الأسر، وتدمير معدات عسكرية ذات شأن. ج ــ ترك دبابات او عربات عسكرية على الطرقات والذخيرة في المستودعات الرئيسية. ومثل هذه الوقائع عن حصول الانهيار التي شهدناها في الحروب،لم نشهدها إلا في منطقة الشمال حيث نفوذ المعارضة القوي، لكن في المدن الأخرى من كابول الى جلال أباد تمكنت فيما يبدو من سحب قواتها وأسلحتها وعتادها العسكري الى مواقع أخرى، وهي لا تزال تسيطر على مدينتين رئيسيتين، قندهار التي انطلقت منها وقندز التي تحصن فيها آلاف المقاتلين المحاصرين. أما على صعيد الانتصار الأميركي فإن الولايات المتحدة نفسها، رفضت الحديث عن تحقيق الانتصار، ذلك ان الانتصار يفترض تحقيق الأهداف التي أعلنت عنها أميركا عشية البدء بالحرب وهي: ــ قتل واعتقال بن لادن. ــ القضاء على تنظيم القاعدة. ــ اسقاط نظام طالبان والقضاء على قوة طالبان. ــ الاستيلاء على أفغانستان من أجل بسط النفوذ الأميركي على منطقة آسيا الوسطى حيث النفط والغاز. ماذا حققت واشنطن من هذه الأهداف؟ يمكن القول انها حققت هدفا من الأهداف الأربعة المذكورة وهو اخراج طالبان من السلطة. لكن القضاء على بن لادن وتنظيم القاعدة وحركة طالبان، والسيطرة على كامل افغانستان لم يتم. فطالبان والقاعدة وقياداتهما لا يزالون يسيطرون على قندهار وقندز وبعض الولايات الجنوبية ويتحصنون في الجبال مع كامل امكاناتهم العسكرية قوات وعتادا وحتى الهدف الذي تحقق بابعاد طالبان عن السلطة. لم يتم حسب ما هو واضح لصالح الولايات المتحدة ذلك ان تحالف الشمال الذي حل محل طالبان هو حليف روسيا وايران وليس حليفا لأميركا، مما جعل الكثير من المحللين يتحدثون عن نجاح روسي ــ ايراني في الاستفادة من القصف الجوي والصاروخي الأميركي بالسيطرة على الأرض عبر تحالف الشمال الذي لقي الدعم والمساندة من موسكو وطهران وهذا ما جعل واشنطن تشعر بالضيق من دخول قوات المعارضة العاصمة كابول قبل تشكيل حكومة أفغانية كما كانت تريد، الأمر الذي ظهر وكأن الولايات المتحدة وقعت في فخ نُصب لها، على خلفية تناقضات أفغانستان الداخلية و الاقليمية المحيطة بها، ذلك ان الولايات المتحدة بدأت الحرب على جناح السرعة دون اعارة الانتباه لصوت حليفتها باكستان، وقبل ايجاد الاطار او الائتلاف السياسي الذي يضمن لها حضورا ونفوذا في أي تركيبة سياسية تحل مكان طالبان، وبالتالي لم تتمكن من تحقيق ذلك فيما بعد، ولم يكن امامها من وسيلة تعتمد عليها في الميدان، بعد فشل أول عملية كوماندوز قامت بها قرب قندهار، سوى تحالف الشمال المعروف بروابطه الوثيقة مع روسيا وايران. وهذا الوضع ادى الى خلط الأوراق من جديد، فأميركا التي طالبت تحالف الشمال بعدم دخول كابول اضطرت الى الترحيب به بعد حصوله، فيما باكستان انتابها شعور بالخوف والريبة مما حصل وتحالف الشمال الذي انتصر ودخل كابول، لم يعد مستعدا لقبول ما كان مستعدا لقبوله عندما كان يسيطر فقط على وادي بانشير وبعض المناطق القليلة في الشمال، وهو ما جرى التعبير عنه بتصريح رباني الذي قال «لا مكان لظاهر شاه في أي حكومة و بإمكانه ان يعود الى أفغانستان كمواطن عادي»، فيما قوات المعارضة غير متحمسة فيما يبدو لمواصلة حربها ضد طالبان في الولايات الجنوبية وحيث الاغلبية الباشتونية، فهي كانت بالأساس تطمح لاستعادة السيطرة على مناطقها، الأوزبك بقيادة الجنرال عبدالرشيد دوستم سيطروا على مدينة مزار الشريف والطاجيك بقيادة الرئيس رباني استولوا على العاصمة كابول حيث الأغلبية من الطاجيك والهزارة بقيادة اسماعيل خان سيطروا على مدينة حيرات والمناطق ذات الأغلبية الشيعية، الى جانب ان المعارضة بعد ان حقق كل فريق فيها مراده، سوف تعود الخلافات المستحكمة بينها على تقاسم السلطة. إذا كان انسحاب طالبان يندرج في سياق تكتيكي استراتيجي منظم، وليس تعبيرا عن انهيار دراماتيكي، وإذا كانت طالبان قامت بذلك في سياق خطة جديدة تستهدف فعلا عسكريا: استدراج القوات الأميركية والبريطانية الى أفغانستان من اجل البدء بعد فترة بشن حرب العصابات ضدها، والتخلص من عبء السلطة في ظل قصف جوي وصاروخي على المدن، وبالتالي التفرغ لتنظيم حرب عصابات في أفغانستان وخارجها وسياسيا: اعادة خلط الأوراق، من خلال إثارة تناقضات بين صفوف المعارضة على السلطة وبين الدول المحيطة بأفغانستان، وهو ما بدأنا نتلمسه. إذا كان الأمر كذلك كما تظهر المؤشرات حتى الآن فمعنى ذلك ان طالبان قامت منذ اليوم الأول للحرب بسحب قواتها العسكرية وأسلحتها النوعية الى مواقع آمنة لحمايتها من القصف الجوي والصاروخي ، في إطار خطة منظمة اعدتها للقيام بعد فترة محددة تبرز خلالها تناقضات وظروف جديدة، بشن حرب عصابات ضد القوات الأميركية والبريطانية الموجودة على الأراضي الأفغانية، ولكن مع ذلك يبدو من المبكر الاجابة عن سؤال هل تملك طالبان امكانية خوض حرب عصابات طويلة في ظل غياب حليف استراتيجي تستند اليه كما في السابق بينما القوات الأميركية والبريطانية لم تصبح بعد قوات غازية بنظر الشعب الأفغاني وان بوادر ذلك قد بدأت من خلال رفض تحالف الشمال في كابول لنزول قوات بريطانية في قاعدة غرام قرب كابول، لأن مثل هذا الأمر يحتاج الى وقت سيكون بمثابة المحك لمدى قدرة طالبان على الصمود السلبي. في الخلاصة يمكن القول: ان الوضع مفتوح على اتجاهين اتجاه أن تكون طالبان نفذت استراتيجية وخطة منظمة شاملة لمنع الانهيار الشامل والمحافظة على قوتها والاستعداد لاستئناف حرب العصابات وكسب التأييد الشعبي الى جانبها من جديد. أو ان يكون ما حصل بداية هزيمة استراتيجية ستنتهي بالقضاء على طالبان والى ان تبين الأسابيع القادمة في أي اتجاه ستسير الأمور، فإن المعركة بين اطراف المعارضة المختلفة، والدول المحيطة بأفغانستان ومعها الولايات المتحدة ستكون على تشكيلة الحكومة الأفغانية، والتي ستكون لنتائجها انعكاسات على مجرى الصراع بكل تأكيد.

    ( مفكرة الاسلام )
    _______________________________________________________________________

    أخي الكبير في مقامه وعقله ورجولته VIP شوقي يسبقني على رؤية تعليقيك على هذه الأخبار .

مشاهدة مشاركة واحدة (من مجموع 1)
  • يجب تسجيل الدخول للرد على هذا الموضوع.

يستخدم موقع مجالسنا ملفات تعريف الارتباط الكوكيز لتحسين تجربتك في التصفح. سنفترض أنك موافق على هذا الإجراء، وفي حالة إنك لا ترغب في الوصول إلى تلك البيانات ، يمكنك إلغاء الاشتراك وترك الموقع فوراً . موافق إقرأ المزيد