أمريكا تهتم فقط بالقضاء على بن لادن و القاعدة و لا يهمها بعد ذلك ما سيحدث في أفغانستان

كلما اقتربت أمريكا من تحقيق أهدافها في أفغانستان‏,‏ بالقضاء علي طالبان وتنظيم القاعدة‏,‏ اتضح بجلاء أن الحملة الأمريكية ضد الإرهاب سوف تنتهي بأكبر نصيب من حمامات الدم والمذابح التي سوف تؤرخ للقرن الحادي والعشرين‏.

و يقول الكاتب سلامة أحمد سلامة في الأهرام :

‏ وتشير دلائل كثيرة إلي أن الاهتمام الرئيسي لواشنطن ينصب علي تمزيق القاعدة وقتل بن لادن‏,‏ أما ما يحدث بعد ذلك في أفغانستان نفسها فليس أمرا ذا بال‏.‏
وترتفع الآن أصوات كثيرة تحذر من عمليات القتل العشوائية التي يرتكبها التحالف الشمالي تحت إشراف القوات الأمريكية‏..‏ هناك تقارير مؤكدة من مفوضية حقوق الإنسان ـ التابعة للأمم المتحدة أكدتها ماري روبنسون ـ بأن عمليات انتقامية وإعدامات واسعة النطاق قامت بها قوات التحالف الشمالي في المدن التي استولت عليها في الطريق إلي كابول‏,‏ وذلك دون الحديث عن فظائع أخري من عمليات الاغتصاب وأخذ النساء سبايا والقتل الجماعي لما يسمي الأفغان العرب أو الغرباء‏.‏ وهم جماعات المقاتلين الذين ينتمون إلي العرب والباكستانيين والشيشان وغيرهم ممن انضموا إلي طالبان وتقدر أعدادهم بعدة آلاف‏.‏
وتسلط الأضواء الآن علي المحاصرين منهم في قندوز وقندهار‏,‏ حيث تجري مفاوضات بين قيادات تحالف الشمال هؤلاء المحاصرين لتسليم أسلحتهم وإطلاق سراحهم عن طريق إعطائهم ممرا آمنا خارج المدن وخارج البلاد‏.‏ ولكن القيادة الأمريكية ترفض هذه الترتيبات‏,‏ وقد اعترضت علي السماح للأفغان العرب بالاستسلام والخروج من أفغانستان‏,‏ كما أنها أعلنت أنها لا تريد أن تكون مسئولة عن الأسري‏,‏ وهو ما يعني بعبارة أخري أمرا لتحالف الشمال بالقضاء عليهم وذبحهم بعد استسلامهم‏.‏
والمعروف طبقا للقانون الدولي أن ثمة اتفاقيات دولية لمعاملة الأسري والحفاظ علي حياتهم بعد استسلامهم‏.‏ وهناك تصريحات عديدة وردت علي لسان وزير الدفاع الأمريكي رامسفيلد تشير إلي أن أمريكا ليست مهتمة بالأسري‏,‏ وأنها تعتبر أن مهمة القوات الخاصة الأمريكية هي العثور علي بن لادن والملا عمر وقتلهما والقضاء علي تنظيم القاعدة‏.‏
وقد لفتت دوائر دولية النظر إلي ما تتحمله أمريكا من مسئولية مشتركة إزاء هؤلاء الأسري‏,‏ سواء كانوا من الأفغان العرب أو من طالبان‏.‏ وهو ما سوف يعرضها لملاحقات قانونية باعتبارها شريكة في ارتكاب جرائم حرب وجرائم ضد القانون الإنساني الدولي‏.‏
ما مدي مسئولية الدول التي ينتمي إليها هؤلاء الأفغان العرب‏,‏ ولماذا لا يطالبون بتسليمهم ومحاكمتهم‏,‏ بدلا من السكوت علي تلك الجرائم البشعة التي ستحفر جذورا جديدة للإرهاب؟ .

( مفكرة الاسلام )
________________________________________________________________________ كلي شوق لتحليلك