في تعبير عن التضارب الذي بات واضحا في مواقف المعارضة الشمالية ، و التحالف الأميركي الذي يسعى جاهدا لملء الفراغ السياسي الذي أحدثه الانسحاب المفاجئ لحركة طالبان الإسلامية ، صرح الرئيس الأفغاني المخلوع برهان الدين رباني في حوار مع صحيفة الزمان الصادرة من لندن أن المبعوث الخاص للأمم المتحدة الأخضر الإبراهيمي مارس ضغوطا عليه كي يسمح بإرسال وفد خاص إلى المؤتمر المزمع عقده في ألمانيا الأسبوع القادم …

وقال رباني لـ إن نائب الممثل الخاص للأمين العام للأمم المتحدة أجبرني علي إرسال ممثلين عن تحالف الشمال إلي مؤتمر بون ، موضحا ” لم اكن راغبا في إرسال أحد لحضور مؤتمرات خارج أفغانستان و أفضل انعقادها في الداخل لوجود الأمان ..
وقلل رباني من أهمية مؤتمر بون و أفاد أنه لن يتناول المسائل المهمة الخاصة بأفغانستان التي يجب دراستها هنا علي الأرض الأفغانية .
يذكر أن انعقاد المجلس الكبير للفصائل الأفغانية يتطلب ما يتراوح بين 6 ــ 8 أشهر لوصول زعماء العشائر من المناطق الجبلية والبعيدة حيث أغلقت الثلوج قسما منها بينما سيطر علي عدد آخر حركة طالبان التي انسحبت إلي المرتفعات والجبال .
من جانبه أكد وزير الثقافة و الإعلام الأسبق محمد صديق شكري أن الرئيس رباني يعتقد أن الأمم المتحدة لن تتمكن من جمع ممثلي القوميات والجماعات الأفغانية خلال أسبوع واحد فقط ، وأضاف معبرا عن حجم القلق و انعدام الثقة بين الطرفين الغربي و الشمالي : لا يوجد تفسير للاستعجال سوي وجود اتفاق مسبق علي أسماء المشاركين والشخصية التي ستتولى رئاسة الوزراء ..
وردا علي سؤال حول حصول تغيير في موقف تحالف الشمال من المؤتمر رد شكري : أنا انقل موقف الرئيس رباني من المؤتمر ولست معنيا بما يرد عن تحالف الشمال ، موضحا أن الرئيس مع عقد مؤتمر بون، لكنه لا يري أن من الإنصاف أن يأخذ هذا المؤتمر علي عاتقه اختيار حكومة أفغانية جديدة لضعف تمثيل القوميات والجماعات السياسية فيه .
وحول البديل المقترح قال شكري إن حكومة رباني الحالية مؤهلة للبقاء في السلطة ما يتراوح بين 4 ــ 6 اشهر تعد خلالها لمؤتمر جامع يعقد في داخل أفغانستان يأخذ علي عاتقه تشكيل حكومة جديدة ، و هو ماثبت فشله تمام وفق التجارب السابقة التي تثبت استحالة أن يقوم فصيل أفغاني مسيطر بترك مقاعد الحكم لأي سبب من الأسباب و لو كان الاختيار الجماعي لحكومة موحدة …
وكان الابراهيمي قد وجه الدعوات لـ18 من الزعماء الأفغان الذين سيشاركون في المؤتمر الذي اختيرت بون لانعقاده بدلا من العاصمة برلين كما كان مقررا.
ووفقا للمعلومات الواردة فإن تحالف الشمال في المؤتمر الذي يبدأ جلساته في فندق بيتر سبيرغ في منطقة كينيفسفيتز في ضواحي بون سيمثل بسبعة من قادته ومنح مؤتمر روما الذي يضم أنصار الملك ظاهر شاه عدد مماثل.
والمندوبون الأربعة الباقون يمثلون مجلس المهاجرين في بيشاور و أبرزهم سيد أحمد جيلاني ومجلس قبرص الذي يترأسه هابون جرير الذي تدعمه إيران ، و هو اختيار بين العجز ، و لا يعبر أبدا عن رأي أغلبية الشعب الأفغاني ، حيث أن ممثلي البشتون في المؤتمر أنصار الملك السابق و جيلاني ، لا يمثلون البشتون تمثيلا حقيقيا …

( مفكرة الاسلام )
________________________________________________________________________ كلي شوق لتحليلك