الرئيسية › منتديات › مجلس الثقافة العامة › (( اعدام سقراط ))
- This topic has رديّن, مشاركَين, and was last updated قبل 17 سنة، 6 أشهر by عاشق للحرية.
-
الكاتبالمشاركات
-
6 يونيو، 2007 الساعة 10:46 ص #74589عاشق للحريةمشارك
بسم الله الرحمن الرحيم ولد سقراط في أثينا عام 469 ق.م لعائلة بسيطة فقيرة ، و بدأ حياته نحاتاً “صانعاً للتماثيل” كوالده ، و قد هجر هذه الصناعة في سنٍ مبكرة إلى حياة الفلسفة ، إذ أنّه كان يعتقد أن رسالته في الفلسفة قد حددتها له الآلهة .
فكان يجوب المدينة يتحدّث إلى المارّة و يستوقف الشباب ليفقههم في أمور الدنيا و الوجود و يصغي الجميع إلى مناقشاته و آرائه و أسئلته العسيرة التي لا تنتهي: ما هي الفضيلة؟ ما هو العدل؟ ما هو الحق؟ ماذا تعرف عن … الخ ، و هكذا يظهر عن سقراط قوله: إنّ الذين يُحسنون استخدام متى؟ و كيف؟ هم القادرون قبل غيرهم على رؤية التحليل النهائي لكل كلمة ، و لكل قضية ، و لكل حدث .
و كان سقراط يجد المتعة في تمضية وقته يناقش المسائل الفلسفية مع كل من يرغب الحديث معه ،
و هكذا نجد أنّ سقراط لم يكن يكتفي بأن يحيا ما يعتقد ، بل يريد بسبب تخاطبه للبشر أن يجذب إليه طريقة الآخرين و هو بهذا أقرب ما يكون إلى شخصيّة المبشّر ، و كان يردّد للآباء: “لا تكرهوا أولادكم على آثاركم ، فإنّهم مخلوقون لزمانٍ غير أيّامكم” .
و قد آمن سقراط بأنّ الآثام كلّها وليدة الجهل ، و أنّ النّاس لو عرفوا فقط ما هو الحق لما وجدوا صعوبة في إتّباعه ، فالفضيلة في نظره هي المعرفة لذا كانت غايته إيقاظ عقول طلاّبه و ضمائرهم ، فمتى استيقظت عقولهم مضوا في طريق المعرفة و الحقيقة غير مكترثين بمظاهر الحياة و قشورها ،
و قد وُصِفَ سقراط بالفيلسوف و هو لفظ يوناني يعني “الحكمة و المعرفة” . و يمكننا أن نقول أنّ صورة سقراط عند شعبه يمكن تلخيصها في كلمة واحدة أنّه “حكيم” .و قد أوجزَ سقراط غاياته من التعليم بعبارة “اعرف نفسك بنفسك” ، و هذا الشعار السقراطي هو الذي يفصل بين مرحلتين في تاريخ الفكر الإغريقي ، مرحلة ما قبل سقراط و ما بعده .
و يمكن أن نحدّد الفكر السقراطي من خلال جوانب ثلاثة :
• موقف سقراط من الدولة :
فقد أدّى سقراط واجباته المدنيّة بصورة كاملة ، فاشترك في ثلاث حملات عسكرية ، و ضرب مثلاً طيّباً في الإقدام و الشجاعة ، و كان عضواً في مجلس الحكومة إلاّ أنّه لم يَعنِ بالسّياسة .• موقف سقراط من الدين :
و إذا أردنا الحديث عن فكر سقراط الديني فإن الإجابة عن هذا السؤال قد تعني: هل كان سقراط مؤمناً بالآلهة؟ الجواب الدقيق هنا أنّه كان يؤمن على الأقل “بآلهة” إله معبد دلفي ، و قد ردّ على الاتّهام الموجّه إليه بعدم الإيمان بآلهة المدينة بالقول: “ما أبعد هذا عنّي لأني أعتقد فيهم أكثر من أيّ واحد ممّن يتهمني ، و أضع نفسي بين أيديكم و بين يدي الآلهة للفصل فيما يجب أن يكون أفضل لي و لكم” .• موقف سقراط من الفلسفة :
الحديث عن الفلسفة قبل عصر سقراط لا تعني شيئاً آخر غير البحث عن الطبيعة ، كانت الفلسفة قاصرة على اهتماماتها نحو دراسة الطبيعة الخارجية للوجود و مسائل أخرى كوجود العالم و من أي شيء صُنِع و ما إلى ذلك .
.و كان سقراط يرى أنّ الطريق مباشر من العلم إلى العمل ، فمن يعلّم الخير يفعله دائماً و من يدرك الشرّ ينتهي عنه فوراً .
و قد سعى لتحليل معاني الألفاظ تحليلاً دقيقاً و تحديدها ، حتى يتجنّب استعمال اللفظ الواحد في أكثر من معنى .
و عن حياته الخاصة ، فقد كان سقراط تعساً في زواجه ، و كانت متاعبه مع زوجته لا تنتهي ، و قد خرج بنصيحة رادعة لشاب مُحجِم عن الزواج قائلاً له: “فلتتزوّج على أيّ حال ، فإن حصلت على زوجة صالحة غدوتَ رجلاً صالحاً ، و إن كانت من نصيبك امرأة سيئة الخلق غدوتَ فيلسوفاً ، و كلا النتيجتين نافعة للإنسان” .
لذا اشتهر عنه عبارة: “تجنّب حُبّ المرأة .. و لا تخف من كراهية الرجل” .
و حينما سُئِل سقراط يوماً عمّا إذا كان من الأفضل للرجل أن يتزوج أو يظلّ أعزب ، فكان جوابه: “فليتّخذ الطريق الذي يروقه
و نعود الآن للمنهج السقراطي الذي اشتهر به و هو منهج التهكّم و التوليد .فأمّا التهكّم: فقد نشأ من اكتشافه جهل الآخرين و عدم معرفتهم بحقيقة الأشياء .
و كان سقراط لا يفرض رأياً معيّناً مع المتحاورين معه ، إذ أنّ حكمته أن يعلم بجهله للحقيقة بينما يدّعي الآخرين معرفتهم بها . و هنا يتظاهر بالتسليم بأقوال محدّثيه أي يتصنّع الجهل ثم يُلقي بالأسئلة و يوضح الشكوك .و أما التوليد: فيعرّفه سقراط بأنّه مرحلة توليد الأفكار من العقول . و كان يرى أنّ عمله في تلك المرحلة يشبه عمل أمه “إذ كانت قابلة” ، و الفارق بينهما أنّها كانت تولّد الأجسام ، أمّا هو فيولّد الحقيقة من العقول .
و في عام 399 ق.م أخذ كلّ من :
1- أنيتوس “أحد أصحاب رؤوس الأموال” و المحرّض الأوّل على اتهامه .
2- مليتوس “شاعر كسول” و مقدّم الإدّعاء الرّسمي .
3- لوكون “خطيب” لعلّ مهمّته الرئيسيّة كانت تأييد مليتوس في اتهامه .أخذوا على عاتقهم اتهام سقراط و إقامة دعوى عليه في المحاكم بحجّة أنّه قد أفسد عقول الشباب و سفّه من أمر الشعراء و الخطباء ، و انتقد النظام الديمقراطي بما عبّر عنه من استيائه لآراء الآلهة و دعوته للتفكير الشخصي ، و ما يدّعيه من الرّوح الإلهية . و قد طلب هؤلاء توقيع عقوبة الإعدام على سقراط ، على الرغم من أنّ أثينا في ذلك الوقت كانت أشهر البلاد ديمقراطيّة و حرّية .
و قد قدّمته الحكومة الديمقراطيّة إلى المحاكمة بتهمة كفرانه بالآلهة التي تعبدها أثينا ، و تمّت محاكمته في محاكمة علنيّة في الهواء الطّلق ، تكوّنت من (501) مُحَلِّف بطريقة القرعة (في كل عام يُختَار ألف مواطن بطريقة القرعة لإصدار الأحكام القضائية) ، و قد وقف رئيس الجلسة موجهاً الاتّهام لسقراط “و قد بلغ السبعين من عمره” بعدم الإيمان بالآلهة التي تؤمن بها ، و دعوته لعبادة جديدة و فلسفة غريبة ، و في إثارة النفوس و إفساد الشباب ، و كانت عقوبة تلك التّهم هي الإعدام .
و حينما سُئِل الشُّهود جاءت أقوالهم ما بين التأييد و المعارضة ، و بسؤال سقراط عن التّهمة المنسوبة إليه أنكرها – و من المعروف أنّه لم يُحضِر دفاعاً مكتوباً – و يُقال أنّه رفض أيضاً من كاتبٍ خطيب شهير “لوسياس” لِيُعِدَّ له دفاعه على الطريقة المعتادة مع أيّ إنسان يبدو أنّه عاقل ، إذ يجب على كلّ فرد مهما تكن النتيجة أن يُقاوِم كل ما يراه ظلماً ، سواءً أُصدِر ذلك عن شخص صاحب نفوذ أم عن محكمة ، كما أنّه يجب ألاّ مُطلقاً عن القول بأنّ في المناقشة الحرّة مصلحة للكافّة و ضماناً أكيداً للعلم الصحيح ، فرجُل الفضيلة لا يجب أن يحسب حساب الحياة أو الموت ، و إنّما المعيار الوحيد لسلوكه يجب أن يكون العدل و تجنّب الظلم حتّى لو كان ذلك يضعه أمام خطر الموت .
و هكذا استمرّ سقراط في مجادلة أعضاء المحكمة حتى أوقعهم في حرجٍ شديد دون أن يسلُك مسلَك المُستَعطَف المُهِين للتأثير على المحلُّفين كما يفعل عادةً المُتَّهمُون ، إذ كان يعتقِد أنّ هدفه الأول قول الحقيقة فقط ، لذلك لم يستخدم الخطب المنسّقة و لا الكلمات الفلسفيّة ، ففضيلة الخطيب في نظره أن يقول الحقيقة ، بينما فضيلة القاضي أن يبحث عن الحقّ .. لهذا فهو بدأ يدفع التّهمة و هدمها .. ثمّ علّل الحقد عليه بكرامة رسالته و شرف قوّته إلى الحقّ و الفضيلة ،
أمّا عن العقوبة ، فقد اقترح البعض إعدامه ، بينما رأي سقراط وفقاً للعرف السائد في ذلك الوقت “بأن يُعَيِّن المتَّهَم العقوبة التي يراها مناسبة له” أنّه لا يستحق عقوبةً ما ، و إنّما يرى حقّه مكافأة تليقُ به ، و هي أن يعيش بقية أيّامه على نفقة الدولة ، إلاّ أنّ غالبيّة الأعضاء نصحوا بإعدامه و استسلم سقراط للحكم مقرّراً بأنّه “يُخطِئ” الذين يظنّون أنّ الموت شرّ .. سيذهب كلٌّ منّا في طريقه ، أنا في طريقي إلى الموت و أنتم في طريقكم لتعيشوا ، و الله أعلم أيّ الفريقين أهدى سبيلاً …
و قد علّق سقراط على الحكم قائلاً: “ما أُدِنتُ افتقاراً إلى خطب في الواقع ، بل افتقاراً إلى الجسارة و الوقاحة ، و كتب أفلاطون: أن سقراط لم يكترث بهذا الحكم و أنّه لا يأسف على شيء ، لأنّه لم يفعل و لم يقُل إلا ما بدا له حقّ ، إذ أنّه يعتبر نفسه مصلحاً اجتماعياَ .
و قد قدّم أفلاطون في كتابه “دفاع سقراط” نصوصاً لخطاب سقراط وقت محاكمته ، و وصفه لتلك المحاكم ، و هي من أعظم كتابات الأدب الإغريقي .
و في الفترة التي أمضاها سقراط في سجنه ، كان يلتقي بأصدقائه و يتحدّث معهم و يناقشهم كعادته غير مكترث بالموت على نحوٍ أدهش الجميع ، و قد رتّب له تلاميذه و مُريدُوه الطريق للهروب من السجن و ذلك برشوة الحارس ، ولكنّه رفض أن يهرب ، قائلاً إنّه يفضّل الرّضوخ لحكم الأثينيين حتى و لو كان ظالماً ، إذ أنّه لا يجب رد الظلم بالظلم ، و أنّه ملتزم بقوانين بلاده حتى و لو كانت هذه القوانين جائرة . و ابتسم لهم قائلا: “لا تحزنوا يا أصدقائي و لا تيأسوا .. و حين توسدوني قبري اعلموا أنّكم تدفنون جسدي وحده دون روحي” ..
و لمّا حان موعد تنفيذ العقوبة بتناول كأس السّم “الشوكران” و هي الطريقة المتّبعة في تنفيذ عقوبة الإعدام في ذلك الوقت و تناوله عن آخره دون تردّد ، و أجهش تلاميذه بالبكاء بينما كان سقراط هادئاً و معاتباً لهم قائلاً: “ما هذا السُّخف ؟ لقد أبعدت النّساء خصّيصاً كي أتجنّب هذا المنظر .. هدوء يا رفاقي و دعوني أرحل بسلام” .. بينما كان يسير بخطواتٍ بطيئة حتّى ثقلت قدماه و استلقى على ظهره و أخذ في نهايته حتى انتهى الأجل ، و مات مرتاح الضمير هادئ النّفس ، و تفرّق تلاميذه بعد مقتله مرعوبين ، و لكن لم تمضي عشر سنوات حتى عادوا ليعلّموا الناس فلسفته ..
و هكذا انتهت حياة فيلسوف أجمع الكتّاب و المؤرّخون على عظمته ، و قد وصفه أفلاطون “بأنّه أحكم الناس و أعدلهم و أعظمهم جميعاً ..
و قال عنه أرسطو وقت هروبه من أثينا حينما اتّهم بالإلحاد أنّه “لن يسمح لأثينا أن ترتكب خطيئة ثانية ضدّ الفلسفة” ..
و قال عنه شيشرون خطيب الإمبراطوريّة الرّومانية: “أنّه أنزل الفلسفة من السماء إلى الأرض” ، أي نقل اهتمامها من أمور الطبيعة إلى أمور البشر .
و قال عنه المؤرّخ الألماني “هارناك” في كتابه “سقراط و تعاليمه” : “أنّ ما يجب أن نعلّمه للأجيال القادمة أنّ سقراط كان المعلّم الأمثل و الباحث الموفّق الذي لا تكلّ عزيمته عن الحقّ” .
و تناول سيرته المفكّر “خالد محمد خالد” في كتابه “الوصايا العشر لمن أراد أن يحيا” قائلاً: “إنّ سقراط لم يؤلّف كتباً ، و مع هذا فهو في الصّف الأوّل دوماً والمكان الأعلى بين مفكّري البشريّة كلّها” ..
لماذا و هو لم يؤلّف كتاباً ..؟؟
لأنّه عاش مفكّراً ، و عكس على الحياة صورة تفكيره ، و بذلك استطاع أن يؤلّف مكان الكتب جيلاً من الفلسفة ، لا يزال الفكر الإنساني و سيظلّ يُقبل على موائده مفتوح الشهيّة ..7 يونيو، 2007 الساعة 7:46 ص #841036((أحلى دنيا))مشاركالسلام عليكم هلا وغلا عاشق للحرية
موضوع جميل جدا ومفيد
قرأته بالكامل
اسمح لى اريد ان اعرف رأيك فى بعض الأقوال التى وردت فى الموضوع
“لا تكرهوا أولادكم على آثاركم ، فإنّهم مخلوقون لزمانٍ غير أيّامكم” .
“تجنّب حُبّ المرأة .. و لا تخف من كراهية الرجل” .
النّاس لو عرفوا فقط ما هو الحق لما وجدوا صعوبة في إتّباعه
<<<<< نظااام تدبيس
دمت بود
7 يونيو، 2007 الساعة 5:56 م #841352عاشق للحريةمشاركهههههههههههههههههههه
اهلا دنيا
منورة الموضوع
حلو اوي نظام التدبيس ده ههههههههههههههه
الرد على :
اسمح لى اريد ان اعرف رأيك فى بعض الأقوال التى وردت فى الموضوع
“لا تكرهوا أولادكم على آثاركم ، فإنّهم مخلوقون لزمانٍ غير أيّامكم” .
“تجنّب حُبّ المرأة .. و لا تخف من كراهية الرجل” .
النّاس لو عرفوا فقط ما هو الحق لما وجدوا صعوبة في إتّباعه
ربما اختلف معه و ذلك راجع لاختلاف الزمان و لكن ايضا اتفق معه في الكثير .
و بالطبع سوء الاختلاف او الاتفاق لن يقلل من مش شأن الفيلسوف (( سقراط )) كما قال البعض و كما قراتي بالموضوع ان مولده كان سنة 469 ق.م و مع ذلك حتي الان يتم دراسة فكرة و الشهادة له من كبار الفلاسفة
تحياتي الخاصة
-
الكاتبالمشاركات
- يجب تسجيل الدخول للرد على هذا الموضوع.