الرئيسية منتديات مجلس الثقافة العامة سقراط وبقراط وافلاطون وارسطو …هل هم عظماء ام ……..

مشاهدة 11 مشاركة - 1 إلى 11 (من مجموع 11)
  • الكاتب
    المشاركات
  • #74577

    بسم الله الرحمن الرحيم
    كتاب تهافت الفلاسفة

    للإمام، حجة الإسلام، أبي حامد
    محمد بن محمد بن محمد الغزالي، الطوسي.
    المتوفى: سنة 505، خمس وخمسمائة.
    1 – الدعاء الى الله
    نسأل الله تعالى بجلاله، الموفى على كل نهاية، وجوده المجاوز كل غاية؛ أن يفيض علينا أنوار الهداية، ويقبض عنا ظلمات الضلال والغواية، وأن يجعلنا ممن رأى الحق حقاً فآثر اتباعه واقتفاءه، ورأى الباطل باطلا فاختار اجتنابه واجتواءه، وان يلقنا السعادة التى وعد بها انبياءه وأولياءه، وأن يبلغنا من الغبطة والسرور والنعمة والحبور، اذا ارتحلنا عن دار الغرور، ما ينخفض دون اعليها مراقى الافهام، ويتضاءل دون اقاصيها مرامى سهام الاوهام، وان يُنيلنا، بعد الورود على نعيم الفردوس والصدور من هول المحشر ، ما لا عين رأت ولا اذن سمعت ولا خطر على قلب بشر، وأن يصلى على نبينا المصطفى محمد خير البشر ، وعلى آله الطيّبين وأصحابه الطاهرين مفاتيح الهدى ومصابيح الدجى ، ويسلم تسليماً.
    2 – اعراض البعض عن الدين…
    أما بعد فإني رأيت طائفة يعتقدون في أنفسهم التميز عن الأتراب والنظراء، بمزيد الفطنة والذكاء، قد رفضوا وظائف الإسلام من العبادات، واستحقروا شعائر الدين من وظائف الصلوات، والتوقي عن المحظورات، واستهانوا بتعبدات الشرع وحدوده، ولم يقفوا عند توفيقاته وقيوده، بل خلعوا بالكلية ربقة الدين، بفنون من الظنون. يتبعون فيها رهطاً يصدون عن سبيل الله، ويبغونها عوجاً، وهم بالآخرة هم كافرون، ولا مستند لكفرهم غير تقليد سماعي، ألفي كتقليد اليهود و النصارى. إذ جرى على غير دين الإسلام نشؤهم وأولادهم، وعليه درج آباؤهم وأجدادهم، لا عن بحث نظري، بل تقليد صادر عن التعثر بأذيال الشبه الصارفة عن صوب الصواب، والانخداع بالخيالات المزخرفة كلا مع السراب. كما اتفق لطوائف من النظار في البحث عن العقائد والآراء من أهل البدع والأهواء.
    3 – لما بلغهم عن الفلاسفة من حسن السمعة
    وإنما مصدر كفرهم سماعهم أسامي هائلة كسقراط وبقراط وأفلاطون وأرسطاطاليس وأمثالهم، وإطناب طوائف من متبعيهم وضلالهم في وصف عقولهم، وحسن أصولهم، ودقة علومهم الهندسية، والمنطقية، والطبيعية، والإلهية، واستبدادهم لفرط الذكاء والفطنة، باستخراج تلك الأمور الخفية. وحكايتهم عنهم أنهم مع رزانة عقلهم، وغزارة فضلهم، منكرون للشرائع والنحل، وجاحدون لتفاصيل الأديان والملل، ومعتقدون أنها نواميس مؤلفة، وحيل مزخرفة.
    4 – ضلالهم
    فلما قرع ذلك سمعهم، ووافق ما حكى من عقائدهم طبعهم، تجملوا باعتقاد الكفر، تحيزاً إلى غمار الفضلاء بزعمهم، وانخراطاً في سلكهم، وترفعاً عن مساعدة الجماهير والدهماء، واستنكافاً من القناعة بأديان الآباء ظناً بأن إظهار التكايس في النزوع عن تقليد الحق بالشروع في تقليد الباطل جمال وغفلة منهم، عن أن الانتقال إلى تقليد عن تقليد خرف وخبال. فأية رتبة في عالم الله سبحانه وتعالى أخس من رتبة من يتجمل بترك الحق، المعتقد تقليداً بالتسارع إلى قبول الباطل، تصديقاً دون أن يقبله خبراً وتحقيقاً. والبلة من العوام بمعزل عن فضحية هذه المهواة، فليس في سجيتهم حب التكايس بالتشبه بذوى الضلالات، فالبلاهة أدنى إلى الخلاص من فطانة بتراء، والعمى أقرب إلى السلامة من بصيرة حولاء.
    5 – الكتاب هذا رد على الفلاسفة
    فلما رأيت هذا العرق من الحماقة نابضاً على هؤلاء الأغبياء، ابتدأت لتحرير هذا الكتاب، رداً على الفلاسفة القدماء، مبيناً تهافت عقيدتهم، وتناقض كلمتهم، فيما يتعلق بالإلهيات، وكاشفاً عن غوائل مذهبهم، وعوراته التي هي على التحقيق مضاحك العقلاء، وعبرة عند الأذكياء. أعني: ما اختصوا به عن الجماهير والدهماء، من فنون العقائد والآراء.
    6 – أكابر الفلاسفة لا ينكرون وجود الله
    هذا مع حكاية مذهبهم على وجهه، ليتبين هؤلاء الملاحدة تقليداً، اتفاق كل مرموق من الأوائل ةالأواخر، على الإيمان بالله واليوم الآخر . وأن الاختلافات راجعة إلى تفاصيل خارجة عن هذين القطبين، الذين لأجلهما بعث الأنبياء المؤيدون بالمعجزات، وأنه لم يذهب إلى إنكارهما إلا شرذمة يسيرة، من ذوى العقول المنكوسة، والآراءة المعكوسة، الذين لا يؤبه لهم ، ولا يعبأ بهم فيما بين النظار، ولا يعدون إلا من زمرة الشياطين الأشرار ، وغمار الأغبياء والأغمار، ليكف عن غلوائه من يظن أن التجمل بالكفر تقليداً يدل على حسن رأيه؛ ويشعر بفطنتو وذكائه ؛ إذ يتحقق أن هؤلاء الذين يشتبه بهم من زعماء الفلاسفة ورؤسائهم برآء عما قذفوا به من جحد الشرائع، وأنهم مؤمنون بالله ، ومصدقون برسله ، وأنهم اختيطوا في تفاصيل بعد هذه الأصول ، قد زلوا فيها، فضلوا وأضلوا عن شواء السبيل.
    7 – سبب انخداعهم
    ونحن نكشف عن فنون ما انخدعوا به، من التخابيل والأباطيل؛ ونبين أن كل ذللك تهويل، ماوراءه تحصيل، والله تعالى ولى التوفيق، لإظهار ما قصصدناه من التحقيق.
    ولنُصَدِّر الآن الكتاب بمقدمات تُعرب عن مساق الكلام في الكتاب.
    مقدمة

    ليعلم أن الخوض في حكاية اختلاف الفلاسفة تطويل، فإن خبطهم طويل، ونزاعهم كثير، وآراءهم منتشرة، وطرقهم متباعدة متدابرة ، فلنقتصر على إظهار التناقض في رأي مقدمهم الذي هو الفليسوف المطلق، والمعلم الأول، فإنه رتب علومهم وهذّبها بزعمهم، وحذف الحشو من آرائهم، وانتقى ما هو الأقرب إلى أصول أهوائهم، وهو ((أرسطاطاليس))؛ وقد رد على كل من قبله حتى على أستاذه الملقب عندهم بأفلاطون الإلهى، ثم اعتذر عن مخالفته أستاذه بأن قال: (( أفلاطن صديق والحق صديق ولكن الحق أصدق منه)).
    وإنما نقلنا هذه الحكاية ليعلم أنه لا تثبت ولا إتقان لمذهبهم عندهم، وأنهم يحكمون بظن وتخمين، من غير تحقيق ويقين، ويستدلون على صدق علومهم الإلهية، بظهور العلوم الحسابية، والمنطقية ، ويستدرجون به ضعفاء العقول، ولو كانت علومهم الإلهية متقنة البراهين، نقية عن التخمين، كعلومهم الحسابية، لما اختلفوا فيها، كما لم يختلفوا في الحسابية. ثم المترجمون لكلام أرسطو لم ينفك كلامهم عن تحريف وتبديل، محوج إلى تفسير وتأويل، حتى أثار ذلك أيضاً نزاعاً بينهم، وأقومهم بالنقل من المتفلسفة الإسلامية: أبو نصر الفارابي، وابن سينا.
    فنقتصر على إبطال ما اختاروه، ورأياه الصحيح من مذهب رؤسائهما فى الضلال، فإن ما هجراه واستنكفا من المتابعة فيه لا يتمارى في اختلاله، ولا يقتقر إلى نظر طويل في إبطاله، فليعلم أنا مقتصرون على رد مذاهبهم بحسب نقل هذين الرجلين، كي لا ينتشر الكلام بحسب انتشار المذهب.
    مقدمة ثانية
    ليعلم أن الخلاف بينهم وبين غيرهم ثلاثة أقسام:
    قسم <الأول>: يرجع النزاع فيه إلى لفظ مجرد، كتسميتهم صانع العالم –تعالى عن قولهم – جوهراً، مع تفسيرهم الجوهر: بأنه الموجود لا في موضوع أى القائم بنفسه الذى لا يحتاج إلى مقوم يقومه، ولم يريدوا به الجوهر المتحيز، على ما أراده خصومهم.
    ولسنا نخوض في إبطال هذا، لأن معنى القيام بالنفس إذا صار متفقاً عليه، رجع الكلام في التعبير باسم الجوهر عن هذا المعنى، إلى البحث عن اللغة، وإن سوّغت اللغة إطلاقه ، رجع جواز إطلاقه في الشرع، إلى المباحث الفقهية، فإنّ تحريم إطلاق الأسامى وإباحتها يؤخذ مما يدل عليه ظواهر الشرع.
    ولعلك تقول:
    القسم الثاني: ما لا يصدم مذهبهم فيه أصلاً من أصول الدين، وليس من ضرورة تصديق الأنبياء والرسل منازعتهم فيه، كقولهم: إن كسوف القمر، عبارة عن انمحاء ضوء القمر بتوسط الأرض بينه وبين الشمس، والأرض كرة والسماء محيطة بها من الجوانب، وإن كسوف الشمس، وقوف جرم القمر بين الناظر وبين الشمس عند اجتماعهما في العقيدتين على دقيقة واحدة.
    وهذا الفن أيضاً لسنا نخوض في إبطاله إذ لا يتعلق به غرض ومن ظن أن المناظرة في ابطال هذا من الدين فقد جنى على الدين، وضَعَّف أمره، فإن هذه الأمور تقوم عليها براهين هندسية حسابيَّة لا يبقى معها ريبة. فمن تطلَّع عليها، ويتحقَّق أدلّتها، حتى يُخبر بسببها عن وقت الكسوفين وقدرهما ومدة بقائهما إلى الانجلاء، إذا قيل له إن هذا على خلاف الشرع، لم يسترب فيه، وإنما يستريب في الشرع، وضرر الشرع ممَّن ينصره لا بطريقه أكثر من ضرره ممّن يطعن فيه بطريقة. وهو كما قيل: عدوّ عاقل خير من صديق جاهل.
    فان قيل: فقد قال رسول الله صلى الله عليه وسلَّم: (( ان الشمس والقمر لآيتان من آيات الله لا يخسفان لموت أحد ولا لحياته، فاذا رأيتم ذلك فافزعوا الى ذكر الله والصلاة)) ، فكيف يلائم هذا ماقالوه؟ قلنا: وليس فى هذا ما يناقض ما قالوه ، اذ ليس فيه الا نفى وقوع الكسوف لموت احد او لحياته والامر بالصلاة عنده. والشرع الذى يأمر بالصلاة عند الزوال والغروب والطلوع من أين يبعد منه ان يأمر عند الكسوف بها استحباباً؟ فان قيل: فقد روُى انه قال فى آخر الحديث: (( ولكن الله اذا تجلىّ لشىء خضع له)) فيدلّ على ان الكسوف خضوع بسبب التجلى، قلنا: هذه الزيادة لم يصحّ نقلها فيجب تكذيب ناقلها، وانما المروى ما ذكرناه كيف، ولو كان صحيحاً، لكان تأويله أهون من مكابرة أمور قطعية. فكم من ظواهر أُوّلت بالأدلة العقليَّة التي لا تنتهي في الوضوح إلى هذا الحد.
    وأعظم ما يفرح به المُلحدة، أن يصرح ناصر الشرع بأن هذا، وأمثاله على خلاف الشرع، فيسهل عليه طريق إبطال الشرع، ان كان شرطع امثال ذلك. وهذا: لأنّ البحث في العالم عن كونه حادثاً أو قديماً، ثم إذا ثبت حدوثه فسواء كان كرة، أو بسيطاً، أو مثمناً، أو مسدّساً، وسواء كانت السماوات، وما تحتها ثلاثة عشرة طبقة، كما قالوه، أو أقلّ، أو أكثر، فنسبة النظر فيه الى البحث الالهىّ كنسبة النظر الى طبقات البصل وعددها وعدد حبّ الرمان. فالمقصود: كونه من فعل الله سبحانه وتعالى فقط، كيف ما كانت.
    الثالث: ما يتعلق النزاع فيه بأصل من أصول الدين، كالقول في حدوث العالم، وصفات الصانع، وبيان حشر الأجساد والابدان، وقد أنكروا جميع ذلك. فهذا الفن ونظائره هو الذى ينبغي أن يظهر فساد مذهبهم فيه دون ما عداه.
    مقدمة ثالثة
    ليُعلم أن المقصود تنبيه من حسُن اعتقاده في الفلاسفة، وظن أن مسالكهم نقية عن التناقض، ببيان وجوه تهافتهم، فلذلك أنا لا أدخل في الاعتراض عليهم إلا دخول مطالب منكر، لا دخول مدع مثبت. فأبطل عليهم ما اعتقدوه مقطوعاً بإلزامات مختلفة، فألزمهم تارة مذهب المعتزلة وأخرى مذهب الكرامية؛ وطوراً مذهب الواقفية، ولا أتهض ذاباً عن مذهب مخصوص بل أجعل جميع الفرق إلباً واحداً عليهم، فإن سائر الفرق ربما خالفونا فى التفصيل، وهؤلاء يتعرضون لأصول الدين، فلنتظاهر عليهم فعند الشدائد تذهب الأحقاد.
    مقدمة رابعة
    من عظائم حيلهم في الاستدراج – إذا أورد عليهم إشكال في معرض الحجاج – قولهم: إن هذه العلوم الإلهية غامضة خفية، وهى أعصى العلوم على الأفهام الذكية؛ ولا يتوصل إلى معرفة الجواب عن هذه الإشكالات، إلا بتقديم الرياضيات، والمنطقيات. فيمن يقلدهم في كفرهم، إن خطر له إشكال على مذهبهم، يحسن الظن بهم، ويقول: لا شك فى أن علومهم مشتملة على حله، وا إنما يعسر علىّ دركه لأني لم أحكم المنطقيات ولم أحصل الرياضيات.
    فنقول: أما الرياضيَّات التى هى نظر فى الكم المنفصل – وهو الحساب – فلا تعلق للإلهيات به، وقول القائل: ان فهم الالهيِّات يحتاج اليها خُرْق، كقول القائل: ان الطب والنحو واللغة يحتاج اليها أو الحساب يحتاج الى الطب.
    وأما الهندسيات، التى هى نظر فى الكم المتصل يرجع حاصله الى بيان ان السموات وتحتها الى المركز كرىّ الشكل ، وبيان عدد طيقاتها ، وبيان عدد الاكر المتحرّكة فى الافلاك ، وبيان مقدار حركاتها ، فلنسلم لهم جميع ذلك فى شىء من النظر الالهىّ ، وهو كقول القائل: العلم بان هذا البيت حصل بصنع بناء عالم مريد قادر حىّ يفتقر الى أن يعرف ان البيت مسدس أو مثمن وان يعرف عدد جذوعه وعدد لبناته ، وهو هذيان لا يخفى فساده. وكقول القائل: لايعرف كون هذه البصلة حادثة ما لم يعرف عدد طبقاتها ، ولا يعرف كون هذه الرمانة حادثة ما لم يعرف عدد حباتها ، وهو هجُر من الكلام مستغثّ عند كل عاقل.
    نعم قولهم: إن المنطقيات لا بدّ من إحكامها، فهو صحيح، ولكن المنطق ليس مخصوصاً بهم، وإنما هو الأصل الذي نسمّيه في فن (الكلام) (كتاب النظر) فغيّروا عباراته إلى المنطق تهويلاً، وقد نسمّيه (كتاب الجدل)، وقد نسمّيه (مدارك العقول)، فإذا سمع المتكايس المستضعف، اسم المنطق، ظن أنه فن غريب، لا يعرفه المتكلِّمون، ولا يطلع عليه إلا الفلاسفة.
    ونحن، لندفع هذا الخبال، واستئصال هذه الحيلة فى الضلال، نرى ان نفرد القول فى مدراك العقول فى هذا الكتاب ونهجر فيه ألفاظ المتكلِّمين والاصوليّين، بل نوردها بعبارات المنطقيّين ونصبّها فى فوالبهم ونقتفى آثارهم لفظا لفظا.
    ونناظرهم فى هذا الكتاب بلغتهم، أعنى بعباراتهم في المنطق، ونوضح ان ما شرطوه فى صحة مادة القياس وماوضعوه من الاوضاع فى ايساغوجى وقاطيغورياس التى هى من اجزاء المنطق ومقدّماته لم يتمكنوا من الوفاء بشىء منه فى علومهم الالهية.
    ولكنا نرى أن نورد (مدراك العقول) فى آخر الكتاب فأنه كالآلة لدرك مقصود الكتاب، ولكن رب ناظر يستغنى عنه من لا يحتاج إليه، ومن لايفهم فى آحاد المسائل فى الرد عليهم، فينبغى أن يبتدئ أولا يحفظ كتاب (معيار العلم) الذى هو الملقب بالمنطق عندهم.
    ولنذكر الآن بعد المقدمات:
    فهرست المسائل
    التي أظهرنا تناقض مذهبهم فيها في هذا الكتاب.
    وهي عشرون مسألة:
    المسألة الأولى: إبطال مذهبهم في أزلية العالم.
    المسألة الثانية: إبطال مذهبهم في أبدية العالم.
    المسألة الثالثة: بيان تلبسهم في قولهم: أن الله صانع العالم، وأن العالم صنعه.
    المسألة الرابعة: في تعجيزهم عن إثبات الصانع.
    المسألة الخامسة: في تعجيزهم عن إقامة الدليل على استحالة الهين.
    المسألة السادسة: في نفي الصفات.
    المسألة السابعة: في قولهم: إن ذات الأول لا ينقسم بالجنس والفصل.
    المسألة الثامنة: في قولهم: إن الأول موجود بسيط بلا ماهية.
    المسألة التاسعة: في تعجيزهم، عن بيان إثبات أن الأول ليس بجسم.
    المسألة العاشرة: في تعجيزهم، عن إقامة الدليل على أن للعالم صانعاً، وعلة.
    المسألة الحادية عشرة: في تعجيزهم عن القول: بأن الأول يعلم غيره.
    المسألة الثانية عشرة: في تعجيزهم عن القول: بأن الأول يعلم ذاته.
    المسألة الثالثة عشرة: في إبطال قولهم: أن الأول لا يعلم الجزئيات.
    المسألة الرابعة عشرة: في إبطال قولهم: أن السماء حيوان متحرك بالإرادة.
    المسألة الخامسة عشرة: فيما ذكروه من العرض المحرك للسماء.
    المسألة السادسة عشرة: في قولهم: أن نفوس السماوات، تعلم جميع الجزئيات الحادثة في هذا العالم.
    المسألة السابعة عشرة: في قولهم: باستحالة خرق العادات.
    المسألة الثامنة عشرة: في تعجيزهم عن إقامة البرهان العقلي، على أن النفس الإنساني جوهر روحاني.
    المسألة التاسعة عشرة: في قولهم: باستحالة الفناء على النفوس البشرية.
    المسألة العشرون: في إبطال إنكارهم البعث، وحشر الأجساد، مع التلذذ والتألم بالجنة والنار، بالآلام واللذات الجسمانية.
    فهذا ماأردنا أن نذكر تناقضهم فيه من جملة علومهم الإلهية والطبيعية، وأما الرياضيات فلا معنى لإنكارها ولاللمخالفة فيها، فإنها ترجع إلى الحساب والهندسة.
    وأما المنطقيات فهى نظر في آلة الفكر فى المعقولات، ولايتفق فيه خلاف به مبالاة، وسنورد فى كتاب ((معيار العلم)) من جملته ما يحتاج إليه لفهم مضمون هذا الكتاب إن شاء الله.

    مسألة في إبطال قولهم بقدم العالم
    مذهب الفلاسفة
    تفصيل المذهب: اختلفت الفلاسفة في قدم العالم. فالذي استقر عليه رأي جماهيرهم المتقدمين والمتأخرين القول بقدمه وأنه لم يزل موجوداً مع الله تعالى ومعلولاً له ومسوقاً له غير متأخر عنه بالزمان مساوقة المعلول للعلة ومساوقة النور للشمس وأن تقدم الباري عليه كتقدم العلة على المعلول وهو تقدم بالذات والرتبة لا بالزمان. وحكي عن أفلاطن أنه قال: العالم مكون ومحدث.
    ثم منهم من أول كلامه وأبى أن يكون حدث العالم معتقداً له. وذهب جالينوس في آخر عمره في الكتاب الذي سماه ” ما يعتقده جالينوس رأياً ” إلى التوقف في هذه المسألة. وأنه لا يدري العالم قديم أو محدث. وربما دل على أنه لا يمكن أن يعرف وأن ذلك ليس لقصور فيه بل لاستعصاء هذه المسألة في نفسها على العقول ولكن هذا كالشاذ في مذهبهم وإنما مذهب جميعهم أنه قديم وأنه بالجملة لا يتصور أن يصدر حادث من قديم بغير واسطة أصلاً.
    اختيار أشد أدلتهم وقعاً في النفس إيراد أدلتهم.
    لو ذهبت أصف ما نقل عنهم في معرض الأدلة وذكر في الاعتراض عليه لسودت في هذه المسألة أوراقاً ولكن لا خير في التطويل. فلنحذف من أدلتهم ما يجري مجرى التحكم أو التخيل الضعيف الذي يهون على كل ناظر حله. ولنقتصر على إيراد ما له وقع في النفس مما لا يجوز أن ينهض مشككاً لفحول النظار فإن تشكيك الضعفاء بأدنى خبال ممكن.
    وهذا الفن من الأدلة ثلاثة:

    الأول يستحيل حدوث حادث من قديم مطلقاً قولهم يستحيل صدور حادث من قديم مطلقاً لأنا إذا فرضنا القديم ولم يصدر منه العالم مثلاً فإنما لم يصدر لأنه لم يكن للوجود مرجح بل كان وجود العالم ممكناً إمكاناً صرفاً فإذا حدث بعد ذلك لم يخل إما أن تجدد مرجح أو لم يتجدد فإن لم يتجدد مرجح بقي العالم على الإمكان الصرف كما قبل ذلك وإن تجدد مرجح فمن محدث ذلك المرجح ولم حدث الآن ولم يحدث من قبل والسؤال في حدوث المرجح قائم. وبالجملة فأحوال القديم إذا كانت متشابهة فإما أن لا يوجد عنه شيء قط وإما أن يوجد على الدوام فأما أن يتميز حال الترك عن حال الشروع فهو محال. لم لم يحدث العالم قبل حدوثه… وتحقيقه أن يقال: لم لم يحدث العالم قبل حدوثه لا يمكن أن يحال على عجزه عن الأحداث ولا على استحالة الحدوث فإن ذلك يؤدي إلى أن ينقلب القديم من العجز إلى القدرة والعالم من الاستحالة إلى الإمكان وكلاهما محالان. ولا أمكن أن يقال: لم يكن قبله غرض ثم تجدد غرض ولا أمكن أن يحال على فقد آلة ثم على وجودها بل أقرب ما يتخيل أن يقال: لم يرد وجوده قبل ذلك. فيلزم أن يقال: حصل وجوده لأنه صار مريداً لوجوده بعد أن لم يكن مريداً فيكون قد حدثت الإرادة.
    أو قبل حدوث الإرادة وحدوثه في ذاته محال لأنه ليس محل الحوادث وحدوثه لا في ذاته لا يجعله مريداً. ولنترك النظر في محل حدوثه. أليس الإشكال قائماً في أصل حدوثه! وأنه من أين حدث ولم حدث الآن ولم يحدث قبله أحدث الآن لا من جهة الله فإن جاز حادث من غير محدث فليكن العالم حادثاً لا صانع له وإلا فأي فرق بين حادث وحادث وإن حدث بإحداث الله فلم حدث الآن ولم يحدث من قبل ألعدم آلة أو قدرة أو غرض أو طبيعة فلما أن تبدل ذلك بالوجود وحدث عاد الإشكال بعينه. أو لعدم الإرادة فتفتقر الإرادة إلى إرادة وكذى الإرادة الأولى ويتسلسل إلى غير نهاية. فإذن قد تحقق بالقول المطلق أن صدور الحادث من القديم من غير تغير أمر من القديم في قدرة أو آلة أو وقت أو غرض أو طبع محال وتقدير تغير حال محال لأن الكلام في ذلك التغير الحادث كالكلام في غيره والكل محال ومهما كان العالم موجوداً واستحال حدثه ثبت قدمه لا محالة. وهذا أقوى أدلتهم فهذا أخبل أدلتهم. وبالجملة كلامهم في سائر مسائل الإلهيات أرك من كلامهم في هذه المسألة إذ يقدرون هاهنا على فنون من التخييل لا يتمكنون منه في غيرها. فلذلك قدمنا هذه المسألة وقدمنا أقوى أدلتهم.
    لماذا يستحيل حدوث حادث بإرادة قديمة الاعتراض من وجهين: أحدهما أن يقال: بم تنكرون على من يقول: إن العالم حدث بإرادة قديمة اقتضت وجوده في الوقت الذي وجد فيه وأن يستمر العدم إلى الغاية التي استمر إليها وأن يبتدئ الوجود من حيث ابتدأ وأن الوجود قبله لم يكن مراداً فلم يحدث لذلك وأنه في وقته الذي حدث فيه مراد بالإرادة القديمة فحدث لذلك فما المانع لهذا الاعتقاد وما المحيل له قولهم: لكل حادث سبب… فإن قيل: هذا محال بين الإحالة لأن الحادث موجب ومسبب. وكما يستحيل حادث بغير سبب وموجب يستحيل وجود موجب قد تم بشرائط إيجابه وأركانه وأسبابه حتى لم يبق شيء منتظر البتة ثم يتأخر الموجب بل وجود الموجب عند تحقق الموجب بتمام شروطه ضروري وتأخره محال حسب استحالة وجود الحادث الموجب بلا موجب. فقبل وجود العالم كان المريد موجوداً والإرادة موجودة ونسبتها إلى المراد موجودة ولم يتجدد مريد ولم يتجدد إرادة ولا تجدد للإرادة نسبة لم تكن فإن كل ذلك تغير فكيف تجدد المراد وما المانع من التجدد قبل ذلك وحال التجدد لم يتميز عن الحال السابق في شيء من الأشياء وأمر من الأمور وحال من الأحوال ونسبة من النسب بل الأمور كما كانت بعينها. ثم لم يكن يوجد المراد وبقيت بعينها كما كانت فوجد المراد ما هذا إلا غاية الإحالة. وذلك في الأمور الوضعية أيضاً في الطلاق مثلاً وليس استحالة هذا الجنس في الموجب والموجب الضروري الذاتي بل وفي العرفي والوضعي فإن الرجل لو تلفظ بطلاق زوجته ولم تحصل البينونة في الحال لم يتصور أن تحصل بعده لأنه جعل اللفظ علة للحكم بالوضع والاصطلاح فلم يعقل تأخر المعلول إلا أن يعلق الطلاق بمجيء الغد أو بدخول الدار فلا يقع في الحال ولكن يقع عند مجيء الغد وعند دخول الدار فإنه جعله علة بالإضافة إلى شيء منتظر. فلما لم يكن حاضراً في الوقت وهو الغد والدخول توقف حصول الموجب على حضور ما ليس بحاضر فما حصل الموجب إلا وقد تجدد أمر وهو الدخول وحضور الغد حتى لو أراد أن يؤخر الموجب عن اللفظ غير منوط بحصول ما ليس بحاصل لم يعقل مع أنه الواضع وأنه المختار في تفصيل الوضع. فإذا لم يمكننا وضع هذا بشهوتنا ولم نعقله فكيف نعقله في الإيجابات الذاتية العقلية الضرورية المقصود فعله لا يتأخر إلا بمانع وأما في العادات فما يحصل بقصدنا لا يتأخر عن القصد مع وجود القصد إليه إلا بمانع فإن تحقيق القصد والقدرة وارتفعت الموانع لم يعقل تأخر المقصود وإنما يتصور ذلك في العزم لأن العزم غير كاف في وجود الفعل بل العزم على الكتابة لا يوقع الكتابة ما لم يتجدد قصد هو انبعاث في الإنسان متجدد حال الفعل فإن كانت الإرادة القديمة في حكم قصدنا إلى الفعل فلا يتصور تأخر المقصود إلا بمانع ولا يتصور تقدم القصد فلا يعقل قصد في اليوم إلى قيام في الغد إلا بطريق العزم. وإن كانت الإرادة القديمة في حكم عزمنا فليس ذلك كافياً في وقوع المعزوم عليه بل لا بد من تجدد انبعاث قصدي عند الإيجاد وفيه قول بتغير القديم. لماذا يحدث القصد ثم يبقى عين الإشكال في أن ذلك الانبعاث أو القصد أو الإرادة أو ما شئت سمه لم حدث الآن ولم يحدث قبل ذلك فإما أن يبقى حادث بلا سبب أو يتسلسل إلى غير نهاية. ورجع حاصل الكلام إلى أنه وجد الموجب بتمام شروطه ولم يبق أمر منتظر ومع ذلك تأخر الموجب ولم يوجد في مدة لا يرتقي الوهم إلى أولها بل آلاف سنين لا تنقص شيئاً منها ثم انقلب الموجب بغتة من غير أمر تجدد وشرط تحقق وهو محال في نفسه. قولنا: من أين تعرفون الأمر… والجواب أن يقال: استحالة إرادة قديمة متعلقة بإحداث شيء أي شيء كان تعرفونه بضرورة العقل أو نظره وعلى لغتكم في المنطق تعرفون الالتقاء بين هذين الحدين بحد أوسط أو من غير حد أوسط. فإن ادعيتم حداً أوسط وهو الطريق النظري فلا بد من إظهاره وإن ادعيتم معرفة ذلك ضرورة فكيف لم يشارككم في معرفته مخالفوكم والفرقة المعتقدة بحدث العالم بإرادة قديمة لا يحصرها بلد ولا يحصيها عدد ولا شك في أنهم لا يكابرون العقول عناداً مع المعرفة فلا بد من إقامة برهان على شرط المنطق يدل على استحالة ذلك إذ ليس في جميع ما ذكرتموه إلا الاستبعاد والتمثيل بعزمنا وإرادتنا وهو فاسد فلا تضاهي الإرادة القديمة القصود الحادثة وأما الاستبعاد المجرد فلا يكفي من غير برهان. … من ضرورة العقل فإن قيل: نحن بضرورة العقل نعلم أنه لا يتصور موجب بتمام شروطه من غير موجب ومجوز ذلك مكابر لضرورة العقل. خصومكم يقولون القول نفسه في علم الله قلنا: وما الفصل بينكم وبين خصومكم إذا قالوا لكم: إنا بالضرورة نعلم إحالة قول من يقول: إن ذاتاً واحداً عالم بجميع الكليات من غير أن يوجب ذلك كثرة ومن غير أن يكون العلم زيادة على الذات ومن غير أن يتعدد العلم مع تعدد المعلوم وهذا مذهبكم في حق الله وهو بالنسبة إلينا وإلى علومنا في غاية الإحالة ولكن تقولون: لا يقاس العلم القديم بالحادث. وطائفة منكم استشعروا حالة هذا فقالوا: إن الله لا يعلم إلا نفسه فهو العاقل وهو العقل وهو المعقول والكل واحد. فلو قال قائل: اتحاد العقل والعاقل والمعقول معلوم الاستحالة بالضرورة إذ تقدير صانع للعالم لا يعلم صنعه محال بالضرورة والقديم إذا لم يعلم إلا نفسه – تعالى عن قولكم وعن قول جميع الزائغين علواً كبيراً – لم يكن يعلم صنعه البتة. بل لا نتجاوز إلزامات هذه المسألة. دورات الفلك: إن كان لا نهاية لأعدادها لا يكون لها أقسام فنقول: بم تنكرون على خصومكم إذ قالوا: قدم العالم محال لأنه يؤدي إلى إثبات دورات للفلك لا نهاية لأعدادها ولا حصر لآحادها مع أن لها سدساً وربعاً ونصفاً فإن فلك الشمس يدور في سنة وفلك زحل في ثلاثين سنة فتكون أدوار زحل ثلث عشر أدوار الشمس وأدوار المشتري نصف سدس أدوار الشمس فإنه يدور في اثني عشر سنة. ثم كما أنه لا نهاية لأعداد دورات زحل لا نهاية لأعداد دورات الشمس مع أنه ثلث عشره بل لا نهاية لأدوار فلك الكواكب الذي يدور في ستة وثلاثين ألف سنة مرة واحدة كما لا نهاية للحركة المشرقية التي للشمس في اليوم والليلة مرة. فلو قال قائل: هذا مما يعلم استحالته ضرورة فبماذا تنفصلون عن قوله بل لو قال قائل: أعداد هذه الدورات شفع أو وتر أو شفع ووتر جميعاً أو لا شفع ولا وتر. ولا تكون شفع أو وتر فإن قلتم: شفع ووتر جميعاً أو لا شفع ولا وتر فيعلم بطلانه ضرورةً. وإن قلتم: شفع فالشفع يصير وتراً بواحد فكيف أعوز ما لانهاية له واحد وإن قلتم: وتر فالوتر يصير بواحد شفعاً فكيف أعوز ذلك الواحد الذي به يصير شفعاً فيلزمكم القول بأنه ليس بشفع ولا وتر. قولهم: المتناهي وحده يوصف بالشفع والوتر فإن قيل: إنما يوصف بالشفع والوتر المتناهي وما لا يتناهى لا يوصف به. قولنا تكون هناك جملة آحاد قلنا: فجملة مركبة من آحاد لها سدس وعشر كما سبق ثم لا توصف بشفع ولا وتر يعلم بطلانه ضرورة من غير نظر فبماذا تنفصلون عن هذا قولهم: ليست هنالك جملة آحاد فإن قيل: محل الغلط في قولكم أنه جملة مركبة من آحاد فإن هذه الدورات معدومة. أما الماضي فقد انقرض وأما المستقبل فلم يوجد والجملة إشارة إلى موجودات حاضرة ولا موجود هاهنا!. قولنا لا بأس قلنا: العدد ينقسم إلى الشفع والوتر ويستحيل أن يخرج عنه سواء كان المعدود موجوداً باقياً أو فانياً. فإذا فرضنا عدداً من الأفراس لزمنا أن نعتقد أنه لا يخلو من كونه شفعاً أو وتراً سواء قدرناها موجودة أو معدمة. فإن انعدمت بعد الوجود لم تتغير هذه القضية. أمر نفس الإنسان على أنا نقول لهم: لا يستحيل على أصلكم موجودات حاضرة هي آحاد متغايرة بالوصف ولا نهاية لها وهي نفوس الآدميين المفارقة للأبدان بالموت فهي موجودات لا توصف بالشفع والوتر فبم تنكرون على من يقول: بطلان هذا يعرف ضرورة وهذا الرأي في النفوس هو الذي اختاره ابن سينا ولعله مذهب رسطاليس. قولهم: النفس واحدة فإن قيل: فالصحيح رأي أفلاطن وهو أن النفس قديمة وهي واحدة وإنما تنقسم في الأبدان فإذا فارقتها عادت إلى أصلها واتحدت. قولنا: هذا مما يخالف ضرورة العقل… قلنا: فهذا أقبح وأشنع وأولى بأن يعتقد مخالفاً لضرورة العقل. فإنا نقول: نفس زيد عين نفس عمرو أو غيره فإن كان عينه فهو باطل بالضرورة فإن كل واحد يشعر بنفسه ويعلم أنه ليس هو نفس غيره. ولو كان هو عينه لتساويا في العلوم التي هي صفات ذاتية للنفوس داخلة مع النفوس في كل إضافة. وإن قلتم: إنه غيره وإنما انقسم بالتعلق بالأبدان قلنا: وانقسام الواحد الذي ليس له عظم في الحجم وكمية مقدارية محال بضرورة العقل فكيف يصير الواحد اثنين بل ألفاً ثم يعود ويصير واحداً بل هذا يعقل فيما له عظم وكمية كماء البحر ينقسم بالجداول والأنهار ثم يعود إلى البحر. فأما ما لا كمية له فكيف ينقسم ولذا هم مفحمون والمقصود من هذا كله أن نبين أنهم لم يعجزوا خصومهم عن معتقدهم في تعلق الإرادة القديمة بالأحداث إلا بدعوى الضرورة وأنهم لا ينفصلون عمن يدعي الضرورة عليهم في هذه الأمور على خلاف معتقدهم وهذا لا مخرج عنه. قولهم: إن الله قبل خلق العالم… فإن قيل: هذا ينقلب عليكم في أن الله قبل خلق العالم كان قادراً على الخلق بقدر سنة أو سنتين – ولا نهاية لقدرته – فكأنه صبر ولم يخلق ثم خلق ومدة الترك متناه أو غير متناه. فإن قلتم: متناه صار وجود الباري متناهي الأول وإن قلتم: غير متناه فقد انقضى مدة فيها إمكانات لا نهاية لأعدادها. راجع الدليل الثاني قلنا: المدة والزمان مخلوق عندنا. وسنبين حقيقة الجواب عن هذا في الانفصال عن دليلهم الثاني. قولهم: ما الذي ميز وقتاً معيناً عما قبله وعما بعده… فإن قيل: فبم تنكرون على من يترك دعوى الضرورة ويدل عليه من وجه آخر وهو أن الأوقات متساوية في جواز تعلق الإرادة بها فما الذي ميز وقتاً معيناً عما قبله وعما بعده وليس محالاً أن يكون التقدم والتأخر مراداً بل في البياض والسواد والحركة والسكون فإنكم تقولون: يحدث البياض بالإرادة القديمة والمحل قابل للسواد قبوله للبياض فلم تعلقت الإرادة القديمة بالبياض دون السواد وما الذي ميز أحد الممكنين عن الآخر في تعلق الإرادة به ونحن بالضرورة نعلم أن الشيء لا يتميز عن مثله إلا بمخصص ولو جاز ذلك لجاز أن يحدث العالم وهو ممكن الوجود كما أنه ممكن العدم ويتخصص جانب الوجود المماثل لجانب العدم في الإمكان بغير مخصص. .. وما الذي خصص الإرادة وإن قلتم: إن الإرادة خصصت فالسؤال عن اختصاص الإرادة وأنها لم اختصت. فإن قلتم:
    القديم لا يقال له لم فليكن العالم قديماً ولا يطلب صانعه وسببه لأن القديم لا يقال فيه: لم. فإن جاز تخصص القديم بالاتفاق بأحد الممكنين فغاية المستبعد أن يقال: العالم مخصوص بهيئات مخصوصة كان يجوز أن يكون على هيئات أخرى بدلاً عنها. فيقال: وقع كذلك اتفاقاً كما قلتم: اختصت الإرادة بوقت دون وقت وهيئة دون هيئة اتفاقاً. وإن قلتم: إن هذا السؤال غير لازم لأنه وارد على كل ما يريده وعائد على كل ما يقدره فنقول: لا بل هذا السؤال لازم لأنه عائد في كل وقت وملازم لمن خالفنا على كل تقدير. قولنا: الإرادة تميز الشيء عن مثله قلنا: إنما وجد العالم حيث وجد وعلى الوصف الذي وجد وفي المكان الذي وجد بالإرادة والإرادة صفة من شأنها تمييز الشيء عن مثله ولولا أن هذا شأنها لوقع الاكتفاء بالقدرة. ولكن لما تساوى نسبة القدرة إلى الضدين ولم يكن بد من مخصص يخصص الشيء عن مثله فقيل: للقديم وراء القدرة صفة من شأنها تخصيص الشيء عن مثله فقول القائل: لم اختصت الإرادة بأحد المثلين كقول القائل: لم اقتضى العلم الإحاطة بالمعلوم على ما هو به فيقال: لأن العلم عبارة عن صفة هذا شأنها فكذى الإرادة عبارة عن صفة هذا شأنها بل ذاتها تمييز الشيء عن مثله.
    في الأمرين تناقض فإن قيل: إثبات صفة شأنها تمييز الشيء عن مثله غير معقول بل هو متناقض فإن كونه مثلاً معناه أنه لا تميز له وكونه مميزاً معناه أنه ليس مثلاً ولا ينبغي أن يظن أن السوادين في محلين متماثلان من كل وجه لأن هذا في محل وذاك في محل آخر وهذا يوجب التميز. ولا السوادان في وقتين في محل واحد متماثلان مطلقاً لأن هذا فارق ذلك في الوقت فكيف يساويه من كل وجه. وإذا قلنا: السوادان مثلان عنينا به في السوادية مضافاً إليه على الخصوص لا على الإطلاق وإلا فلو اتحد المحل والزمان ولم يبق تغاير لم يعقل سوادان ولا عقلت الإثنينية أصلاً. العطشان إذا كان بين يديه قدحان متساويان لا يمكن أن يأخذ أحدهما بدون تمييز يحقق هذا أن لفظ الإرادة مستعارة من إرادتنا ولا يتصور منا أن نميز بالإرادة الشيء عن مثله بل لو كان بين يدي العطشان قدحان من الماء يتساويان من كل وجه بالإضافة إلى غرضه لم يمكن أن يأخذ أحدهما بل إنما يأخذ ما يراه أحسن أو أخف أو أقرب إلى جانب يمينه إن كان عادته تحريك اليمين أو سبب من هذه الأسباب إما خفي وإما جلي وإلا فلا يتصور تمييز الشيء عن مثله بحال. إنكار الأمر في حق الله… الأول أن قولكم: إن هذا لا يتصور عرفتموه ضرورة أو نظراً ولا يمكن دعوى واحد منهما وتمثيلكم بإرادتنا مقايسة فاسدة تضاهي المقايسة في العلم وعلم الله يفارق علمنا في أمور قررناها فلم تبعد المفارقة في الإرادة بل هو كقول القائل: ذات موجودة لا خارج العالم ولا داخله ولا متصلاً ولا منفصلاً لا يعقل لأنا لا نعقله في حقنا. قيل: هذا عمل توهمك وأما دليل العقل فقد ساق العقلاء إلى التصديق بذلك فبم تنكرون على من يقول: دليل العقل ساق إلى إثبات صفة لله تعالى من شأنها تمييز الشيء عن مثله فإن لم يطابقها اسم الإرادة فلتسم باسم آخر فلا مشاحة في الأسماء. وإنما أطلقناها نحن بإذن الشرع وإلا فالإرادة موضوعة في اللغة لتعيين ما فيه غرض ولا غرض في حق الله وإنما المقصود المعنى دون اللفظ. .. وفي حق الإنسان فإنه إذا كانت بين يديه تمرتين متساويتين يأخذ إحداهما. على أنه في حقنا لا نسلم أن ذلك غير متصور فإنا نفرض تمرتين متساويتين بين يدي المتشوف إليهما العاجز عن تناولهما جميعاً فإنه يأخذ إحداهما لا محالة بصفة شأنها تخصيص الشيء عن مثله. وكل ما ذكرتموه من المخصصات من الحسن أو القرب أو تيسر الأخذ فإنا نقدر على فرض انتفائه ويبقى إمكان الأخذ. فأنتم بين أمرين: إما إن قلتم: إنه لا يتصور التساوي بالإضافة إلى أغراضه فقط وهو حماقة وفرضه ممكن وإما إن قلتم: التساوي إذا فرض بقي الرجل المتشوف أبداً متحيراً ينظر إليهما فلا يأخذ إحداهما بمجرد الإرادة والاختيار المنفك عن الغرض وهو أيضاً محال يعلم بطلانه ضرورةً. فإذن لابد لكل ناظر شاهداً أو غائباً في تحقيق الفعل الاختياري من إثبات صفة شأنها تخصيص الشيء عن مثله. لماذا اختص العالم ببعض الوجوه… الوجه الثاني في الاعتراض هو أنا نقول: أنتم في مذهبكم ما استغنيتم عن تخصيص الشيء عن مثله فإن العالم وجد من سببه الموجب له على هيئات مخصوصة تماثل نقائضها فلم اختص ببعض الوجوه واستحالة تميز الشيء عن مثله في الفعل أو في اللزوم بالطبع أو بالضرورة لا تختلف. .. قولهم: بضرورة النظام الكلي فإن قلتم: إن النظام الكلي للعالم لا يمكن إلا على الوجه الذي وجد وإن العالم لو كان أصغر أو أكبر مما هو الآن عليه لكان لا يتم هذا النظام وكذا القول في عدد الأفلاك وعدد الكواكب. وزعمتم أن الكبير يخالف الصغير والكثير يفارق القليل في ما يراد منه فليست متماثلة بل هي مختلفة إلا أن القوة البشرية تضعف عن درك وجوه الحكمة في مقاديرها وتفاصيلها وإنما تدرك الحكمة في بعضها كالحكمة في ميل فلك البروج عن معدل النهار والحكمة في الأوج والفلك الخارج المركز والأكثر لا يدرك السر فيها ولكن يعرف اختلافها ولا بعد في أن يتميز الشيء عن خلافه لتعلق نظام الأمر به. وأما الأوقات فمتشابهة قطعاً بالنسبة إلى الإمكان وإلى النظام ولا يمكن أن يدعي أنه لو خلق بعد ما خلق أو قبله بلحظة لما تصور النظام فإن تماثل الأحوال يعلم بالضرورة. قولنا: لا. مثلان…
    فنقول: نحن وإن كنا نقدر على معارضتكم بمثله في الأحوال إذ قال قائلون: خلقه في الوقت الذي كان الأصلح الخلق فيه لكنا لا نقتصر على هذه المقابلة بل نفرض على أصلكم تخصصاً في موضعين لا يمكن أن يقدر فيه اختلاف: أحدهما اختلاف جهة الحركة والآخر تعين موضع القطب في الحركة عن المنطقة. … مثل القطب الشمالي والقطب الجنوبي أما القطب فبيانه أن السماء كرة متحركة على قطبين كأنهما ثابتان وكرة السماء متشابهة الأجزاء فإنها بسيطة لا سيما الفلك الأعلى الذي هو التاسع فإنه غير مكوكب أصلاً وهما متحركان على قطبين شمالي و جنوبي. فنقول: ما من نقطتين متقابلتين من النقط التي لا نهاية لها عندهم إلا ويتصور أن يكون هو القطب. فلم تعينت نقطتا الشمال والجنوب للقطبية والثبات ولم لم يكن خط المنطقة ماراً بالنقطتين حتى يعود القطب إلى نقطتين متقابلتين على المنطقة فإن كان في مقدار كبر السماء وشكله حكمة فما الذي ميز محل القطب عن غيره حتى تعين لكونه قطباً دون سائر الأجزاء والنقط وجميع النقط متماثلة وجميع أجزاء الكرة متساوية وهذا لا مخرج عنه قولهم لعل ذلك الموضع يفارق غيره بخاصية فإن قيل لعل الموضع الذي عليه نقطة القطب يفارق غيره بخاصية تناسب كونه محلاً للقطب حتى يثبت فكأنه لا يفارق مكانه وحيزه ووضعه أو ما يفرض إطلاقه عليه من الأسامي وسائر مواضع الفلك يتبدل بالدور وضعها من الأرض ومن الأفلاك والقطب ثابت الوضع فلعل ذلك الموضع كان أولى بأن يكون ثابت الوضع من غيره. تقولون بتشابه السماء… قلنا: ففي هذا تصريح بتفاوت أجزاء الكرة الأولى في الطبيعة وأنها ليست متشابهة الأجزاء وهو على خلاف أصلكم إذ أحد ما استدللتم به على لزوم كون السماء كرى الشكل أنه بسيط الطبيعة متشابه لا يتفاوت وأبسط الأشكال الكرة فإن التربيع والتسديس وغيرهما يقتضي خروج زوايا وتفاوتها وذلك لا يكون إلا بأمر زائد على الطبع البسيط. … ومن أين تلك الخاصية ولكنه وإن خالف مذهبكم فليس يندفع الإلزام به فإن السؤال في تلك الخاصية قائم إذ سائر الأجزاء هل كان قابلاً تلك الخاصية أم لا فإن قالوا نعم فلم اختصت الخاصية من بين المتشابهات ببعضها وإن قالوا: لم يكن ذلك إلا في ذلك الموضع وسائر الأجزاء لا تقبلها فنقول: سائر الأجزاء من حيث أنها جسم قابل للصور متشابه بالضرورة وتلك الخاصية التي يستحقها ذلك الموضع بمجرد كونه جسماً ولا بمجرد كونه سماء فإن هذا المعنى يشاركه فيه سائر أجزاء السماء فلا بد وأن يكون تخصيصه به بتحكم أو بصفة من شأنها تخصيص الشيء عن مثله وإلا فكما يستقيم لهم قولهم: إن الأحوال في قبول وقوع العالم فيها متساوية يستقيم لخصومهم أن أجزاء السماء في قبول المعنى الذي لأجله صار ثبوت الوضع أولى به من تبدل الوضع متساوية وهذا لا مخرج منه. ما سبب تباين حركات السماء الإلزام الثاني تعين جهة حركة الأفلاك بعضها من المشرق إلى المغرب وبعضها بالعكس مع تساوي الجهات ما سببها وتساوي الجهات كتساوي الأوقات من غير فرق قولهم: تلك المناسبات مبدأ الحوادث في العالم فإن قيل: لو كان الكل يدور من جهة واحدة لما تباينت أوضاعها ولم تحدث مناسبات الكواكب بالتثليث والتسديس والمقارنة وغيرها ولكان الكل على وضع واحد لا يختلف قط وهذه المناسبات مبدأ الحوادث في العالم. قلنا: لسنا نلزم اختلاف جهة الحركة بل نقول: الفلك الأعلى يتحرك من المشرق إلى المغرب والذي تحته بالعكس وكل ما يمكن تحصيله بهذا يمكن تحصيله بعكسه وهو أن يتحرك الأعلى من المغرب إلى المشرق وما تحته في مقابلته فيحصل التفاوت وجهات الحركة بعد كونها دورية وبعد كونها متقابلة متساوية فلم تميزت جهة عن جهة تماثلها قولهم: الجهتان متضادتان فإن قالوا: الجهتان متقابلتان متضادتان فكيف يتساويان قولنا: والأوقات! قلنا: هذا كقول القائل: التقدم والتأخر في وجود العالم يتضادان فكيف يدعي تشابههما ولكن زعموا أنه يعلم تشابه الأوقات بالنسبة إلى إمكان الوجود وإلى كل مصلحة يتصور فرضه في الوجود. فكذلك يعلم تساوي الأحياز والأوضاع والأماكن والجهات بالنسبة إلى قبول الحركة وكل مصلحة تتعلق بها. فإن ساغ لهم دعوى الاختلاف مع هذا التشابه كان لخصومهم دعوى الاختلاف في الأحوال والهيئات أيضاً. الاعتراض الثاني: صدور حادث من قديم الاعتراض الثاني على أصل دليلهم أن يقال: استبعدتم حدوث حادث من قديم ولا بد لكم من الاعتراف به فإن في العالم حوادث ولها أسباب. فإن استندت الحوادث إلى الحوادث إلى غير نهاية فهو محال وليس ذلك معتقد عاقل. ولو كان ذلك ممكناً لاستغنيتم عن الاعتراف بالصانع وإثبات واجب وجود هو مستند الممكنات. وإذا كانت الحوادث لها طرف ينتهي إليه تسلسلها فيكون ذلك الطرف هو القديم فلا بد إذن على أصلهم من تجويز صدور حادث من قديم.
    قولهم: في حصول الاستعداد وحضور الوقت فإن قيل: نحن لا نبعد صدور حادث من قديم أي حادث كان بل نبعد صدور حادث هو أول الحوادث من القديم إذ لا يفارق حال الحدوث ما قبله في ترجح جهة الوجود لا من حيث حضور وقت ولا آلة ولا شرط ولا طبيعة ولا غرض ولا سبب من الأسباب. فأما إذا لم يكن هو الحادث الأول جاز أن يصدر منه عند حدوث شيء آخر من استعداد المحل القابل وحضور الوقت الموافق أو ما يجري هذا المجرى. قولنا: ومن أين ذلك قلنا: فالسؤال في حصول الاستعداد وحضور الوقت وكل ما يتجدد قائم فإما أن يتسلسل إلى غير نهاية أو ينتهي إلى قديم يكون أول حادث منه. قولهم: وجود الحركة الدورية… فإن قيل: المواد القابلة للصور والأعراض والكيفيات ليس شيء منها حادثاً والكيفيات الحادثة هي حركة الأفلاك أعني الحركة الدورية وما يتجدد من الأوصاف الإضافية لها من التثليث والتسديس والتربيع وهي نسبة بعض أجزاء الفلك والكواكب إلى بعض وبعضها نسبة إلى الأرض كما يحصل من الطلوع والشروق والزوال عن منتهى الارتفاع والبعد عن الأرض بكون الكوكب في الأوج والقرب بكونه في الحضيض والميل عن بعض الأقطار بكونه في الشمال والجنوب وهذه الإضافة لازمة للحركة الدورية بالضرورة فموجبها الحركة الدورية. وهي سبب الحوادث في العناصر… وأما الحوادث فيما يحويه مقعر فلك القمر وهو العناصر بما يعرض فيها من كون وفساد وامتزاج وافتراق واستحالة من صفة إلى صفة فكل ذلك حوادث مستند بعضها إلى بعض في تفصيل طويل وبالآخرة تنتهي مبادئ أسبابها إلى الحركة السماوية الدورية ونسب الكواكب بعضها إلى بعض أو نسبتها إلى الأرض. … وهي قديمة… فيخرج من مجموع ذلك أن الحركة الدورية الدائمة الأبدية مستند الحوادث كلها ومحرك السماء حركتها الدورية نفوس السموات فإنها حية نازلة منزلة نفوسنا بالنسبة إلى أبداننا ونفوسها قديمة فلا جرم الحركة الدورية التي هي موجبها أيضاً قديمة. ولما تشابه أحوال النفس لكونها قديمة تشابه أحوال الحركات أي كانت دائرة أبداً. ولها أجزاء حادثة فإذن لا يتصور أن يصدر الحادث من قديم إلا بواسطة حركة دورية أبدية تشبه القديم من وجه فإنه دائم أبداً وتشبه الحادث من وجه فإن كل جزء يفرض منه كان حادثاً بعد أن لم يكن فهو من حيث أنه حادث بأجزائه وإضافاته مبدأ الحوادث ومن حيث أنه أبدي متشابه الأحوال صادر عن نفس أزلية. فإن كان في العالم حوادث فلا بد من حركة دورية وفي العالم حوادث فالحركة الدورية الأبدية ثابتة. قولنا: هذا كلام باطل! إذ لا بد من سبب آخر قلنا: هذا التطويل لا يغنيكم فإن الحركة الدورية التي هي المستند حادث أم قديم فإن كان قديماً فكيف صار مبدأ لأول الحوادث وإن كان حادثاً افتقر إلى حادث آخر وتسلسل. وقولكم: إنه من وجه يشبه القديم ومن وجه يشبه الحادث فإنه ثابت متجدد أي هو ثابت التجدد متجدد الثبوت. فنقول: أهو مبدأ الحوادث من حيث أنه ثابت أو من حيث أنه متجدد فإن كان من حيث أنه ثابت فكيف صدر من ثابت متشابه الأحوال شيء في بعض الأوقات دون بعض وإن كان من حيث أنه متجدد فما سبب تجدده في نفسه فيحتاج إلى سبب آخر ويتسلسل فهذا غاية تقرير الإلزام. سيأتي الكلام عن ذلك ولهم في الخروج عن هذا الإلزام نوع احتيال سنورده في بعض المسائل بعد هذه كيلا يطول كلام هذه المسألة بانشعاب شجون الكلام وفنونه. على أنا سنبين أن الحركة الدورية لا يصلح أن تكون مبدأ الحوادث وأن جميع الحوادث مخترعة لله ابتداءً ونبطل ما قالوه من كون السماء حيواناً متحركاً بالاختيار حركة نفسية كحركاتنا.
    الثاني قولنا: ليس الله متقدماً بالذات فقط… زعموا أن القائل بأن العالم متأخر عن الله والله متقدم عليه ليس يخلو إما أن يريد به أنه متقدم بالذات لا بالزمان كتقدم الواحد على الاثنين فإنه بالطبع مع أنه يجوز أن يكون معه في الوجود الزماني وكتقدم العلة على المعلول مثل تقدم حركة الشخص على حركة الظل التابع له وحركة اليد مع حركة الخاتم وحركة اليد في الماء مع حركة الماء فإنها متساوية في الزمان وبعضها علة وبعضها معلول إذ يقال: تحرك الظل لحركة الشخص وتحرك الماء لحركة اليد في الماء ولا يقال تحرك الشخص لحركة الظل وتحرك اليد لحركة الماء وإن كانت متساوية. فإن أريد بتقدم الباري على العالم هذا لزم أن يكونا حادثين أو قديمين واستحال أن يكون أحدهما قديماً والآخر حادثاً. وإن أريد به أن الباري متقدم على العالم والزمان لا بالذات بل بالزمان فإذن قبل وجود العالم والزمان زمان كان العالم فيه معد

    #840270

    بارك الله فيك أخي الكريم فداء الدين

    ولكني لم أقرأ الموضوع بالكامل وستكون لي عودة مرة أخرى

    فقط وددت الإشادة بمجهودك وشكرا جزيلا لك

    #840271

    اهلا

    عزيزي العلماء والفلاسفه اللي مثل ارسطو وغيره اكتشوا اشياء كثيره بالتفكير والذكاء والجهد وليس بالاعتماد على الدين

    انظر الى العلم الان الى اي حد وصل مابقى شي اسمعه مستحيل تقريبا كل شي ممكن حتى الجنين يقدرون تغيير ملامحه على طلب الاهل
    بالحقيقه انتم ما تقراون الكثير عن التطورات وهذا باعتراف اكثر مفكرين ومثقفي العرب حتى الانتر نت تستعملوه لاشياء غير مفيده وهذا عن كلام مندوب جوجل حيث اعطى بعض المعلومات عن ما اللذي يتصفهون بالشرق الوسط قال اكثر تصفحهم على المواقع الاباحيه والتسليه

    الشي الاخر تخيل لو ان الله نزل القران على قوم غير العرب
    السؤال هل كنتم تصلون الى ما وصله الغرب من العلوم والثقافه
    اكثر الناس تقول ان الغرب لا يعطينا المعلومات ولا يسمح لنا ان نتعلم الكثير تعرف هذه حجج بلهاء لان كما يعرف الكل القران فيه كل شي
    ومنهج متكامل فلماذا لا يتعلمون منه العلوم

    بس فالحين ان هذا اخطى وهذا ما اعطى دليل

    تحياتي

    #840414

    الرد على :


    عزيزي العلماء والفلاسفه اللي مثل ارسطو وغيره اكتشوا اشياء كثيره بالتفكير والذكاء والجهد وليس بالاعتماد على الدين


    شكراً
    ارى انك لاتفهم شيء من الكلام الي انا قمت بنسخه
    اول سؤال لك
    ماذا اكتشف ارسطو وغيره ومن تقصد بغيره ومن هو استاذ ارسطو
    ثانيا لانك للاسف جاهل ولاتعرف شيء
    ارسطو وهو تلميذ افلاطون ظهرو بعد انتشار الاديان اقصد بعد ان اعتمدو
    وعرفو عن شريعه موسى وبني اسرائيل
    لانهم ظهرو قبل الميلاد بفتره وجيزه جدا
    وهم بلاصح ارادو ان يثبتو وجود الله ولكنهم ظلو

    الرد على :


    انظر الى العلم الان الى اي حد وصل مابقى شي اسمعه مستحيل تقريبا كل شي ممكن حتى الجنين يقدرون تغيير ملامحه على طلب الاهل


    هههههههههههههههه
    العلم لم يتقدم ياحبيبي ويا قره فؤادي
    الا لان الغرب تخلى عن تعاليم الكنيسه الفلسفيه الي كثير منها خالفت العلم
    ولو رجعت الى كلام ارسطو وغيره لوجدت ان العلم قد فضح ظلالهم واكاذيبهم
    لكن لانك لاتقراء وانما ترد بلا علم فالذنب ذنبك
    وارجع الى فلاسفه الاسلام العضماء
    كالغزالي وابن رشد وابن سيناء والفاربي كلهم كانو عباقره وفطاحله وافادو العلم بالشيء الكثير
    ولاتنسى ان الغرب ظل يعتمد على كتاب القانون في الطلب لابن سيناء الى منتصف القرن الثامن عشر
    وكتاب الكليات لابن رشد
    وكثير من فلاسفه الغرب يشيدون لابن رشد
    وبعدين كل ما تقدم العلم كلما وجدو المستحيلات
    اليس علاج الايدز اليوم مستحيل
    طيب لو كان اليوم لايوجد مستحيل
    اطلب من الغرب يخلق لي ذباب
    اطلب من الغرب يحيي الموتى
    اطلب من الغرب يفسر لي النوم والروح والموت والحياه ….. وقفو عاجزين وسيقفو عاجزين
    وما اوتيتم من العلم الا قليلا

    الرد على :


    بالحقيقه انتم ما تقراون الكثير عن التطورات وهذا باعتراف اكثر مفكرين ومثقفي العرب حتى الانتر نت تستعملوه لاشياء غير مفيده وهذا عن كلام مندوب جوجل حيث اعطى بعض المعلومات عن ما اللذي يتصفهون بالشرق الوسط قال اكثر تصفحهم على المواقع الاباحيه والتسليه



    الكلام عن الفلاسفه فما دخل العرب فيه ؟؟؟؟؟
    وبعدين انت تريد ان اوضح للكل انك مصري وتزعم انك عائش في الغرب وانك مواطن غربي وانك وانك وانك
    لماذا الحقد على الشرق الاوسط كما يحلو لك ان تسميه
    ولولا اهميه الشرق الاوسط لما تقدمت امريكا ولا الغرب
    مااسباب الحرب العالميه الاولى ياحبيبي واين كانت مكانها
    اليس سقوط الخلافه كان هدف غربي
    اليس احتلال القدس والاهميه للشرق الاوسط ولما منحه الله من معادن ونفط وكنوز
    هي من جعلت الغرب يلهت ممدودا لسانه كلكلب امام ثروتنا

    الرد على :


    الشي الاخر تخيل لو ان الله نزل القران على قوم غير العرب
    السؤال هل كنتم تصلون الى ما وصله الغرب من العلوم والثقافه
    اكثر الناس تقول ان الغرب لا يعطينا المعلومات ولا يسمح لنا ان نتعلم الكثير تعرف هذه حجج بلهاء لان كما يعرف الكل القران فيه كل شي
    ومنهج متكامل فلماذا لا يتعلمون منه العلوم

    بس فالحين ان هذا اخطى وهذا ما اعطى دليل

    تحياتي


    دوما وابدا
    العلم ليس وليد اليوم
    العلم وليد سنين طويله
    كل الحضارات من البابليين
    والمصريين او الفراعنه
    واليونان
    وفارس
    والهند والصين واليابان
    والحضاره الاسلاميه
    والحضاره الغربيه اليوم
    كل هؤلا شاركو في العلم
    ولم يصل العلم الى ماوصل اليه الا بجهود مئات السنين
    ومئات الملايين من البشر
    وحتى اليوم الهندي والياباني والصيني والروسي
    كل هؤلا ليسو غربيين بل شرقيين وهم عباقره ومخترعون ومهندسون وعلماء
    فليس الغرب كما تزعم مصدر الحضاره
    بل للحضاره الاسلاميه وهي مؤسسه العلم التجريبي ياحبيبي الذي لولاه لما قامت للغرب حضاره
    لماذا هذا التنكر
    لماذا هذا الحقد على الاسلام وكتابه القران

    #840444

    هههههههههههه

    اهلا مره اخرى

    انا معك في كل ماقلت لكن سؤال ماهي اول حضاره عرفها العالم واين كانت وماكان مقوماتها فياريت تقدر تجاوب

    وسؤال اخر كيف تطور الانسان

    انتظر اجابتك طبعا لو كنت تعرف
    تحياتي

    #840496
    كبرياء
    مشارك

    الرد على :


    وسؤال اخر كيف تطور الانسان


    هل صح ما قاله داروين

    الإنسان منذ أن خلقه الله سبحانه و تعالى هو إنسان

    إنسان عادي و ليس قرد داروين هو القرد بس أما إحنا فنحن خلقنا من الإنس و سنبقى إنس إلى أن يتوفانا الله عز وجل .

    و على فكرة نظرية التطور خاطئة و لو انها صحيحة لما توقف تطور الإنسان
    يعني كان غوريلا و صار قرد و بعدين صار داروين و بعد داروين ليش ما صار جحش أنا لا أدري .

    و شكراً

    ملاحظة
    لم أعلق على ما كتبت أخي فداء الدين لأنني أو ل ما دخلت فتح عندي صفحة الرد هذا و إضطررت للرد عليه .

    #840560

    كان يعتقد أن أقدم حضارة وجدت في مدينتين سومريتين في الهلال الخصيب في جنوب العراق
    ولكن
    كشفت تنقيبات في شمال شرق سوريا عن أدلة تشير إلى أقدم مدينة أثرية في سوريا تمثل أول حضارة استعمارية تم تدميرها بسبب الحرب منذ 5,500. ويشير اكتشاف هذه البقايا للمدينة الأثرية إلى الفطرة البشرية في الهجوم والتدمير ومن ثم إعادة البناء.

    المدينة التي تعرف اليوم باسم تل حموقار كانت تجربة مبكرة لحضارة الأوروك في منطقة ما بين النهرين لإنشاء أول حضارة استعمارية. وكانت تلك الحضارة تحاول حينها إنشاء دولة استعمارية تمتد إلى أكثر من ألف كيلومتر عن مركزها.

    وتم اكتشاف موقع تل حموقار عام 1999 من قبل فريق تنقيب سوري-أميركي مشترك بقيادة عالم الآثار مغواير غيبسون من معهد أورينتال في مدينة شيكاغو الأميركية.

    اما تطور الانسان

    مجددا ثار الجدل في الولايات المتحدة حول”التصميم الذكي” أو المفهوم الذي يرى أن “خالقا ذكيا خلق الإنسان والكائنات على هيئتها الحالية”؛ حيث دعا علماء أمريكيون الجماعات الدينية الرئيسية في البلاد إلى نبذ المفهوم، طالبين المساعدة في المقابل في الترويج لدعم تدريس نظرية التطور (النشوء والارتقاء) للعالم تشارلز داروين في المدارس الأمريكية.

    ومنذ العام الماضي، يشهد المجتمع الأمريكي على أصعدة دينية واجتماعية وعلمية وسياسية جذبا وشدا بين مؤيدي نظرية داروين من جهة، والتي تقول بأن الكائنات الحية ظلت تتطور ذاتيا من أشكال بسيطة بدأت بالخلية الواحدة متجهة نحو التعقيد إلى أن بلغت ذروتها ممثلة في الإنسان.

    من جهة أخرى، يتكتل اليمين المحافظ في الولايات المتحدة الأمريكية وجماهير كثيرة من المتدينين وراء مفهوم جديد أطلق عليه “التصميم الذكي” يرى أن أشكالا معينة في الطبيعة معقدة بدرجة كبيرة لا تسمح لها بأن تتطور من خلال الانتخاب الطبيعي بل من صنع “خالق ذكي”.

    ووصلت آخر تطورات ذلك الشد والجذب بإصدار”الرابطة الأمريكية لتقدم العلم”، وهي أكبر تجمع للعلماء في العالم، بيانا شديد اللهجة حول ما تقوم به حاليا نحو 14 ولاية أمريكية بدراسة إمكانية استصدار وسن تشريعات تمنع تدريس نظرية داروين في تطور الكائنات الحية بالنشوء والارتقاء.

    واستنكر البيان الذي أصدرته الرابطة خلال انعقاد مؤتمرها السنوي في سانت لويس، وانتهت فعالياته يوم 20-2-2006 ما أسموه بـ”الضغط الديني” في المدارس العامة لمنع تدريس نظرية داروين، معتبرا أن ذلك التحرك “لا يمثل جدلا علميا سليما حول صحة نظرية التطور”، ودعا الكنائس للتوقف عنه.

    مواجهة مستمرة

    ويعد هذا التطور هو الأخير في سلسلة الهجمات التي يشنها قطاع عريض من العلماء في الولايات المتحدة الأمريكية ضد “التصميم الذكي”، والذي يرون أنه لا يرقى حتى إلى مستوى التطور.

    وأبدى الرئيس الأمريكي جورج بوش المعروف بنزعة متدينة تأييده لتدريس “التصميم الذكي” للطلبة في المدارس الحكومية بجانب نظرية “التطور” للعالم البريطاني تشارلز داروين في القرن التاسع عشر.

    وفي إحدى حلقات الشد والجذب بين العلماء والكنائس، حكم في ديسمبر 2005 قاضي في ولاية بنسلفانيا لصالح مجموعة من الآباء رفعوا دعوى طالبوا فيها بضرورة تدريس نظرية داروين باعتبارها حقيقة، وفيما كان يفكر مجموعة من مديري المدارس الأمريكية في تدريس “التصميم الذكي”، اعتبر القاضي جون جونز في حيثيات حكمه أن ذلك يعد خرقا للدستور الأمريكي الذي يفصل بين الكنيسة والدولة.

    وفيما أثار حكم القاضي حفيظة مؤيدي التصميم الذكي، فإن بيان الرابطة الأمريكية لتقدم العلوم رأى أن “مبادرة الولاية لتدريسه يضعف تدريس العلوم في الولايات المتحدة الأمريكية”، معللين ذلك بأنه لا يهدد فقط تدريس التطور، ولكنه “يهدد المستوى العلمي للطلبة الذين يدرسون العلوم الحيوية والفيزيائية والجيولوجية”.

    وبحسب وكالة الأسوشيتد برس، فقد ذهب “جيلبرت أومن” رئيس الرابطة إلى أبعد من ذلك عندما تخوف من أن يدرس المدرسون المؤيدون للتصميم الذكي عملية النشوء والارتقاء لداروين باعتبارها نظرية فقط “لا حقيقة”، في حين أن الممارسات العلمية وحساباتها تعتد بها كحقيقة علمية لا كنظرية، مؤكدا أن هناك “تراكما كبيرا من الأدلة والقرائن على صحتها”.

    وفيما لم يظهر الرئيس الأمريكي الذي أبدى تأييده للتصميم الذكي أين يمكن أن يتم تدريسه، هل في حصص العلوم أم في حصص الدين؟، استنكرت الرابطة الأمريكية لتقدم العلوم تدريسه في الأولى، وترى مشكلة بسيطة في تدريسه في الثانية.

    وأثارت تصريحات بوش انتقادات حادة من جانب خصوم نظرية “التصميم الذكي” الذين يقولون: إنه لا يوجد دليل علمي على تأييدها، ولا يوجد أساس تربوي لتدريسها. ويقول الجانب الأكبر من العلماء في المؤسسة البحثية العلمية: إن “التصميم الذكي” لم تختبر، ولكنها مجرد مسعى يتم التسويق له ببراعة لإدخال التفكير الديني -خاصة المسيحي- في تفكير التلاميذ.

    ويقول معارضو تدريس هذه النظرية: إن منظمات كنسية تسعى من أجل تدريس النظرية عبر قنوات سياسية بدلا من أن تحشد الدعم أولا من خلال مراجعة علمية لفروضها.

    ولم تستطع نظرية داروين أن تقدم دليلاً علميًّا مؤكدا على صحتها، ولم يستطع أحد من العلماء الذين ينادون بها أن يبرهنوا على صحتها؛ لأنها بنيت على الفلسفة والملاحظات الشخصية وقوة المخيلة وليس على التجربة العلمية.

    ضد نظرية داروين

    وكان اكتشاف عالم النبات النمساوي “جريجور مندل” لقوانين الوراثة سنة 1865م، والذي ولد على أثرها علم الوراثة في القرن العشرين، من أقوى الضربات التي وجهت لنظرية داروين التي رفضها معظم العلماء في نهاية القرن العشرين، وكتبت ضدها مئات الكتب التي تثبت عدم صحتها.

    ولاقى التصميم الذكي قبولا حذرا متحفظا في العالم الإسلامي؛ حيث يراه البعض أفضل كثيرا من المفهوم السائد عن تطور الخلق صدفة بحتة، بدءا من كائن عبارة عن خلية واحدة إلى كائنات أكثر تعقيدا، ثم تطورها عبر ملايين السنين إلى كائنات لها أعضاء وظيفية تطورت هي الأخرى مع الزمن حتى وصلت إلى كائنات لها أجهزة من عدة أعضاء، ووصلت في أعلى سلم التطور إلى الثدييات، ثم الثدييات العليا متمثلة في القرود، وهي الحلقة قبل الأخيرة في السلم، والتي تطورت مباشرة في شكل إنسان بدائي تطور بدوره إلى أن وصل إلى الشكل الحالي.

    ويعتبر الترحيب الحذر للتصميم الذكي بين المسلمين أن هذا المفهوم أقرب لهم نسيبا من المفهوم الإلحادي الذي يقصي فكرة الخالق تماما؛ حيث يؤمن المسلمون أن الله خلق الإنسان بيديه ونفخ فيه من روحه، وسخر له الكون في مقابل اضطلاع بني البشر بأمانة عمارة الكون وعبادة الخالق

    #840686

    اهلا اخي

    اولا هل رايت كيف كان شكل الانسان القديم طبعا لا
    لكن علماء العلوم الوراثيه و علماء الاثار وجدوا ادله دامغه على ان الانسان القديم لم يكن قرد لكنه شبيه له او قريب منه فهذا هو الفرق
    واعطيك دليه اقرب كان حي للانسان هو الشمبنزي هذه اولا
    الشي الثاني نعم كل كائن حي تطور مع مر العصور ففي الماضي كان حجمها اكبر منما عليه وهناك طيور مثلا كانت تعتمد على الطير في الفضاء والان لا تقدر بسبب تحول تكوينها

    واسالك هل رايت الفرق بين القط البري والقط العادي
    ناتي للانسان اليس هناك فرق بين تركيبه الانسان الاسيوي عن الاوروبي عن الافريقي
    لماذا لان المناخ لعب دوره وهذا ايضا دليل على ان الانسان تطور
    على حسب بيئته
    المهم سوف انزل موضوع كامل عن تطوير الانسان
    تحياتي

    #840703

    الرد على :


    المهم سوف انزل موضوع كامل عن تطوير الانسان


    مشكور على
    الرد ايها
    القرد عفوا ايها
    الكلب لالالالا
    ايها الحمار
    لاتزعل من كلامي فانت قلت ان الانسان تطور ولامانع ان تكون انت من سلاله الحمير والدواب والكلاب والقرود
    اما انا فلا
    اؤمن بنظريه لم يثبت العلم صحتها لان الخليه الوراثيه بها كل تفاصيل الانسان
    الصبغه الوراثيه الدي ان اي
    واثبت العلم ان الانسان هو هو لم يتطور
    صحيح ان الحيوانات والقرود ووو الخ بها بعض الشبه
    دليل على وحدانيه خالقها
    لكن ليس معنى هذا ان الانسان كان يوم من الايام قرد
    اسئلك سؤال لماذا بقيه القرود الحاليه ولم تتطور ؟؟؟؟؟؟؟
    العلم اثبت ان الجنيوم البشري الي فيه كل تفاصبل الانسان من طول وعرض ولون وووووو الخ
    ينتقل وراثيا من جنس الى جنس
    وصدق من قال
    ((
    ما اشهدتهم خلق السموات والارض ولا خلق انفسهم
    اريد من ان تتكلم عن علم
    لانك لم تشهد خلق الانسان حتى تثبت انه كان قرد
    وانما هي نظريه
    اريد ان تثبت لي
    وما دام انك جريء وعالم الى هذه الدرجه
    اتمنى ان تطلع في التلفزيون وتشهد الناس وتبرهن لهم بالدليل القاطع انهم تطورو وانهم كانو قرود
    وتنال جائزه نوبل
    انت للاسف من يوم عرفتك
    وظيفتك فقط
    التشويش على الجهله وتغريرهم بانك مثقف وعالم ووووو الخ
    ولكن للاسف انت مجرد بغبغى تردد ما قيل وليته قيل في الوقت المعاصر وانما تردد ما يقال في القرن التاسع عشر
    اتمنى تثبت لي جدارتك ان كنت تستحق ان تسمى اوربي ايه المصري المغرور

    وحتى لو افترضنا وهو مستحيل ان الانسان تطور ما معنى هذا
    من خلق الخليه الاولى

    #840713

    رحلة تطور الإنسان إلى البشرية الكاملة

    تعتبر هذه المرحلة الأخيرة في حلقات تطور الإنسان فالمرحلة الأولى تعرضت لتطور العائلة الحيوانية حتى أشباه البشر وأسلافهم ، والمرحلة الثانية استمرت مع الإنسان في مرحلة الآدمية حتى بداية أول نوع بشري ، وهذه المرحلة تستكمل رحلة التطور البشري إلى النوع الحديث العاقل والتي تكونت منه الأجناس الرئيسية .

    كيفية تأريخ التطور الإنساني:

    يعتمد البحث في تطور الإنسان عبر الأزمنة والعصور على الإنسان الحفري أو الإنسان المتحجر الذي يعثر عليه في الطبقات الجيولوجية .

    كيف تتحجر العظام ؟

    تتحجر العظام من تشبع أنسجتها بالأملاح المعدنية بحيث تحل محلها الأملاح تدريجياً حتى تأخذ شكل العظام ثم تحجرها وتحولها إلى حفرية وتسجل الهياكل والجماجم المتحجرة التي تم العصور عليها في الطبقات المختلفة تطور ملامح وخصائص الإنسان عبر الأزمنة المختلفة وتساعد الحفريات الحيوانية في رسم ظروف بيئة الإنسان في كل فترة ومثال على ذلك :

    – الدفن في التربة الطينية :

    حيث يتم في الرسوبيات المسامية التي تتكون من الرمال والتراب والذي يُكون الطين وبالتالي ينفذ من خلال المسام الهواء ثم يبدأ بتحلل الكائن في الجزء الرخو ثم الجزء الصلب أي العظام في الحفريات الفقارية ولكن هناك مياه جوفية تسير ما بين مسام الصخور الرسوبية مما يؤدي إلي إذابة المعادن التي توجد في الصخور فتصل المياه إلى مرحلة التشبع بالمعادن فترسب ما بها من معادن زائدة داخل مسام العظام فتعمل إضافة معدنية للعظام مما يؤدي إلي تحجر العظام .

    قياس عمر الحفرية :-

    تتحلل العناصر المشعة بمعدلات تتبع قوانين إحصائية محددة بعضها بتحلل نصف عدد ذراتها فى زمن قدره 14 بليون سنة مثل نظير الثوريوم 232 232 Th) ( والبعض الآخر فى زمن قصير نسبيا بالساعات أو بالدقائق أو الثواني

    .

    ومن أهم هذه العناصر عنصر الكربون 1414 C7 وهو نظير للكربون 12 12 C6) (العادي ويختلف عنه أن نواته أثقل والنسبة بين عدد ذرات

    12C,14C نسبة ثابتة لا تتغير وهى موجودة فى غاز ثاني أكسيد الكربون وتحتوى كل المواد العضوية الحية Living Materials على هذه النسبة الثابتة من عنصر الكربون ثم يتحلل الكربون 14 بسبب عميلة تبادل ثاني أكسيد الكربون المستمر مع الوسط المحيط .

    وعندما يموت أي كائن حي سواء كان حيواناً أو نباتاً تتوقف عملية التبادل وبالتالي يتوقف امتصاص 14C من الوسط المحيط ويظل هذا العنصر فى

    تحلل مستمر بسبب انطلاق جسيمات( بيتا) منه وبذلك تقل نسبة عدد ذرات 14C إلى عدد ذرات 12C وبقياس كمية الكربون 14 فى أي كائن بعد موته أو حفرية يمكن حساب الزمن الذي مضى على موت هذا الكائن (يمكن حساب عمر هذه الحفرية) .

    · ولمعرفة نوع الحفرية

    ذلك بواسطة التحليل الطيفي والمقصود به تحليل الإشعاعات المنبعثة من الحفرية بهدف معرفة التركيب الجزيئي لها وبذلك يتم تحديد إلى أي سلاله تنتمي هذه الحفرية .

    تصنيف الاكتشاف
    الزمن
    المكتشف أو الدارس
    المكان
    نوع الاكتشاف

    القرد الجنوبي

    أواخر البلايوسين وأوائل البلايستوسين
    ريموندرت
    ريموندرت
    1- إنسان جوهانسبرج

    طلائع البشرية
    أواخر البلايوسين وأوائل البلايستوسين
    دارت
    تاونجس
    2- القرد الجنوبي الأفريقي

    أواخر البلايوسين وأوائل البلايستوسين
    دارت
    دكانان
    3- القرد مكتشف النار

    أواخر البلايوسين وأوائل البلايستوسين
    بروم
    ستركفونتين
    4-شبيه البشر الترانسفالى

    أواخر البلايوسين وأوائل البلايستوسين
    بروم
    كرومدارى
    5- شبيه البشر الضخم

    أواخر البلايوسين واوائل البلايستوسين
    بروم
    سواتكرانز
    6- شبيه البشر

    أواخر البلايوسين واوائل البلايستوسين
    ليكى
    بحيرة توركانا(اثيوبيا)
    7- إنسان توركانا

    الإنسان القرد المنتصب القامة (مزيف)
    من أوائل البلايوستوسين حتى أواسطه
    ديبورا
    جاوة (اندونيسيا)
    8-إنسان جاوة

    فاندنريخ
    شوكوتين(بكين)
    9- إنسان الصين(بكين )

    تشارلز داوسون
    سسكس
    10- إنسان بلتدون

    نياندرتال
    منذ نصف مليون سنه من300-320الف سنه ق.م
    اوتوشوتنساك
    هيدلرج
    11-فك مادر

    (هيدلرج)

    نياندرتال

    فيمار بألمانيا
    12-حفريات (هرتجزدرف)

    نياندرتال

    شتاينهيم بألمانيا
    13- حفريات شتاينهيم

    نياندرتال

    وادي نياندر
    14- إنسان نياندرتال

    نياندرتال

    الطابوق (جبل طارق)
    15- جمجمة جبل طارق

    نياندرتال
    من 45 -30 الف ق.م

    بروكن- جبل بروديسيا(موزمبيق )
    16- إنسان روديسيا

    نياندرتال
    45-30 الف ق.م

    سولو-جاوة
    17- حفريات سولو

    نياندرتال

    الكرمل-فلسطين
    18- حفريات الطابوق

    الإنسان الحديث

    إنجلترا
    19- فوكس هوك

    الإنسان الحديث

    التيمس-لندن
    20- إنسان جالي هل

    الإنسان الحديث

    ليكي
    كينيا
    21- إنسان كاثام وكانجبرا

    الإنسان الحديث
    منذ 14 ألف ق.م

    جنوب نهر التيمس(إنجلترا)
    22- إنسان سوانسكمب

    الإنسان الحديث

    جبل الكرمل بفلسطين
    23- إنسان السوخول

    الإنسان الحديث

    مونت كارلو( بين فرنسا وإيطاليا)
    24- إنسان جريمالدي

    الإنسان الحديث

    25- إنسان شانسليد

    اعقد هذا رد جيد عليك وبعدين اقولك شي
    معلومات صفر بالرارء وحتى العلميه وصدقني لولا الايات والاحاديث اللي تكتبها ماكان عرفت تناقش واتحداك مره تناقش نقاش علمي وبس
    تحياتي

    #840934

    الرد على :


    اعقد هذا رد جيد عليك وبعدين اقولك شي
    معلومات صفر بالرارء وحتى العلميه وصدقني لولا الايات والاحاديث اللي تكتبها ماكان عرفت تناقش واتحداك مره تناقش نقاش علمي وبس


    طيب انت طلبت التحدي وانا مستعد
    بس بسئلك سؤال من اين نسخت الموضوع ههههههههههههه ولم تكتب منقول اين الامانه العلميه الي تعلمتها كما تزعم في ارقى جامعات اوربا ام ان اوربا لم تعلمك حقوق الغير
    ثانيا

    عرضت قناة mbc
    برنامجا تعليميا عن علم البرمجة اللغوية العصبية .. الى هنا والأمر مقبولا نوعا ما
    بسبب الاختلاف في هذا العلم او هذه الدراسة
    ولكن المصيبة عندما نقلت القناة ايضا حديثا عن احد العلماء النفسيين الغربيين يتحدث
    عن هذا العلم وارتباطه بنظرية داروين.. تحدث ذلك الرجل باسهاب عن هذه النظرية
    ومدى صدقها وواقعيتها .. انتظرت حتى نهاية البرنامج لعل القناة تبين الرأي الاسلامي
    او حتى العلمي لهذه النظرية ولكن !!!
    للأسف هذه القناة لم تعد تتلاعب بأخلاق المشاهدين بل اصبحت تستهدف معتقداته
    بحثت في الانترنت عن أفضل رد على هذه النظرية ووجدت رد الشيخ الزنداني وفقه الله
    انقله اليكم … :
    نظريـــة داروين

    رغم أن اليهودي داروين قد هلك وهلكت معه نظريته التي أثبت نضج البشرية العقلي والعلمي بطلانها، مما أدى إلى إصدار بعض القوانين التي تمنع تدريسها في أماكن مختلفة كما حدث مؤخراً في ولاية كولورادو الأمريكية ، إلا أن إخوانه من أبناء القردة والخنازير اليهود ، يطلعون علينا من حين لآخر بمحاولة إحياء نظريته، فنجدهم يحاولون إيهامنا بأن الله قد خلق الإنسان شبيهاً بالحيوان ، ثم تحول الانسان من حيوان ، منفعل بالبيئة من حوله إلى كائن ملاحظ !!! وقد أدت جملة من التطورات التي طرأت عليه إلى أن يًصبح ناطقاً!
    لا أعرف إن كان لهذا الرأي تفسير سوى أنه كفر بواح وإهانة للإنسان وجهل ما بعده جهل ، فقد قال عز وجل في كتابه الكريم )وَعَلَّمَ آدَمَ الْأَسْمَاءَ كُلَّهَا ثُمَّ عَرَضَهُمْ عَلَى الْمَلائِكَةِ فَقَالَ أَنْبِئُونِي بِأَسْمَاءِ هَؤُلاءِ إِنْ كُنْتُمْ صَادِقِينَ) (البقرة:31 )

    يقول سيد قطب رحمه الله في تفسيره لهذه الآية الكريمة:
    ها نحن أولاء- بعين البصيرة في ومضات الاستشراف- نشهد ما شهده الملائكة في الملأ الأعلى…ها نحن أولاء نشهد طرفاً من ذلك السر الإلهي العظيم الذي أودعه الله هذا الكائن البشري ، وهو يسلمه مقاليد الخلافة. سر القدرة على الرمز بالأسماء للمسميات. سر القدرة على تسمية الأشخاص والأشياء بأسماء يجعلها- وهي ألفاظ منطوقة- رموزاً لتلك الأشخاص والأشياء المحسوسة. وهي قدرة ذات قيمة كبرى في حياة الانسان على الأرض. ندرك قيمتها حين نتصور الصعوبة الكبرى لو لم يوهب الإنسان القدرة على الرمز بالأسماء للمسميات والمشقة في التفاهم والتعامل………….” انتهى كلامه رحمه الله

    أعود فأقول : لماذا القردة؟ لماذا اختار الداروينييون القرد ليشبهوا الإنسان به؟؟؟
    يقول عز وجل)وَلَقَدْ عَلِمْتُمُ الَّذِينَ اعْتَدَوْا مِنْكُمْ فِي السَّبْتِ فَقُلْنَا لَهُمْ كُونُوا قِرَدَةً خَاسِئِينَ)(البقرة:65)
    جاء في تفسير ابن كثير لهذه الآية الكريمة أن الله عاقب من اعتدى من اليهود على حرمة يوم السبت باحتيالهم لصيد الحيتان، فحولهم إلى قردة عاشت ثلاثة أيام ليتعظ الآخرين لا يأكلون ولا يشربون ولا يتناسلون ثم ماتوا.

    يبدو لي – والله أعلم- أن تلك المحنة ما زالت تؤرق اليهود فتجعلهم يحقدون على سائر البشر مما يجعلهم يحاولون تعميمها على البشرية جمعاء، فتفتقت عبقريتهم عن تلك النظرية الفاسدة.!!!.

    – الانتخاب الطبيعي: تقوم عوامل الفناء بإهلاك الكائنات الضعيفة الهزيلة، والإبقاء على الكائنات القوية، وذلك ما يًسمى بزعمهم بقانون “البقاء للأصلح” فيبقى الكائن القوي السليم الذي يُورث صفاته القوية لذريته، وتتجمع الصفات القوية مع مرور الزمن مكونة صفة جديدة في الكائن وذلك هو “النشوء” الذي يجعل الكائن يرتقي بتلك الصفات الناشئة إلى كائن أعلى وهكذا يستمر التطور. وذلك هو الارتقاء.

    2- الانتخاب الجنسي: وذلك بواسطة ميل الذكر والأنثى إلى التزوج بالأقوى والأصلح، فتورث بهذا صفات الأصلح، وتنعدم صفات الحيوان الضعيف لعدم الميل إلى التزاوج بينه وبين غيره.

    3- كلما تكونت صفة جديدة، وُرثت في النسل

    تفنيد الأساس الذي قامت عليه النظرية:-
    لا يزال علم الحفريات ناقصاً فلا يدعي أحد أنه قد أكمل التنقيب في جميع طبقات الأرض وتحت الجبال والبحار، فلم يجد شيئاً جديداً ينقض المقررات السابقة. وعلى فرض ثبات مقررات هذا العلم فإن وجود الكائنات الأولى البدائية أولاً، ثم الأرقى ليس دليلاً على تطور الكائنات الراقية من الكائنات الأدنى ، بما هو دليل على ترتيب وجود هذه الكائنات فقط عند ملاءمة البيئة لوجودها على أية صورة كان هذا الوجود، وإذا كانت الحفريات في زمن داروين تقول إن أقدم عمر للإنسان هو ستمائة ألف سنة فإن الاكتشافات الجديدة في علم الحفريات قد قدرت أن عمر الإنسان يصل إلى عشرة ملايين من السنين. أليس هذا أكبر دليل على أن علم الحفريات متغير لا يُبنى عليه دليل قطعي؟ وأنه قد يُكشف في الغد من الحقائق ما كنا نُؤَمل؟
    وليس هناك دليل على أن الظروف الطبيعية تُنشىء صفات جديدة متسقة محكمة كما أن علم الحفريات ( على افتراض صحة وثبات الترتيب الذي فيه) فإنه يعطي نتيجة واحدة هي : أن الحيوان الأرقى جاء وظهر إلى الوجود بعد الحيوان الأدنى، وليس هناك دليل على أن الحيوان الأرقى جاء من الحيوان الأدنى.

    ——————————————————————————–

    winner15-02-07, 03:33 AM
    فمثلاً لو أن باحثين في طبقات الأرض الأولى جاءوا بعدنا بمليون عام، فعثروا في الطبقات الأولى على بقايا عربة يد، وفي الثانية بقايا عربة خيل، وفي الثالثة بقايا سيارة حديثة، وفي الرابعة بقايا طائرة حديثة، وفي الخامسة بقايا صاروخ، وفي السادسة بقايا سفينة فضائية، فهل يدل هذا الترتيب الزمني في الظهور على أن عربة اليد قد تطورت بفعل الظروف الطبيعية إلى سفينة فضاء؟

    أم أن هذا الترتيب الزمني يدل فقط على أن عربة الخيل جاءت بعد عربة اليد، وليس منها. وكذلك الترتيب الزمني لوجود الكائنات الأرقى بعد الأدنى يدل على أن الأرقى جاء بعد الأدنى ولا يدل على أنه تطور منه كما زعم داروين.

    يقول البروفيسور كيث: إننا لا نستطيع أن ننسب الإنسان إلى أي من هذه الأنواع. أما البروفيسور برانكو فيقول: إن علم الباليونتولوجيا لا يعرف للإنسان أسلافاً، إن ما يُسمى بإنسان جاوه الذي اكتشفه العالم دبوا سنة 1891 ليس الذي يدندن حوله النشوئيون، فلقد أثبت البروفيسور فيرشو في المؤتمر الثالث الذي انعقد في ليد بأن عظمة الجمجمة التي تُنسب إلى إنسان جاوة ما هي إلا قطعة من جمجمة شمبانزي وأن عظمة الفخذ هي لرجل.

    أما إنسان بيلتدون فقد جُمع من شظايا جمجمة إنسان، وفك من بقايا شمبانزي كما أثبت ذلك التقرير الذي وضعه البروفيسور هردليكا ، أما آرثر كيث فقد أكد أن ضم هذه الشظايا يُفترض أنها لمخلوق لا يستطيع أن يتنفس أو يأكل، ويؤكد البروفيسور فيشو أن فكرة القرد-الإنسان هي محض خرافة.

    يقول الدكتور سوريال في كتابه ” تصدع مذهب داروين” :-
    1- إن الحلقات المفقودة ناقصة بين طبقات الأحياء، وليست بالناقصة بين الإنسان وما دونه فحسب، فلا توجد بين الحيوانات الأولية ذات الخلية الواحدة والحيوانات ذوات الخلايا المتعددة، ولا بين الحيوانات الرخوة ولا بين المفصلية، ولا بين الحيوانات اللافقرية والفقرية، ولا بين الأسماك والحيوانات البرمائية، ولا بين الأخيرة والزواحف، والطيور، ولا بين الزواحف والحيوانات الأديمية وقد ذكرتها على ترتيب ظهورها في العصور الجيولوجية.

    ويقول الكونت دي نوي: “كل مجموعة، كل فصيلة تبدو وكأنها جاءت إلى الوجود فجأة، إننا لم نعثر على أي شكل انتقالي، ومن المستحيل أن ننسب أي مجموعة حديثة إلى أخرى أقدم”
    يقول الدكتور جمال الدين الفندي أستاذ الفلك في كلية العلوم بجامعة القاهرة :
    ” إن من الأدلة التي تنفي نظرية داروين أن عمر الأرض كلها كما قدره الفلكيون والطبيعيون لا يربو على ثلاثة بلايين سنة ، بينما يُقدر علماء الحياة أن المدة اللازمة لتطور الأحياء على الأرض إلى حين عصور الحياة القديمة تزيد على سبعة بلايين سنة، بمعنى أن عمر الأرض لا بد أن يكون عشرة بلايين سنة أي ضعف عمر الشمس”.
    كيف ذلك وقد نتجت الأرض عن انفصالها عن الشمس؟؟؟

    2- تشابه أجنة الحيوانات:
    ذلك خطأٌ كبير وقع فيه نتيجة لعدم تقدم الآلات المكبرة التي تبين التفاصيل الدقيقة التي تختلف بها أجنة الحيوانات بعضها عن بعض في التكوين والتركيب والترتيب ، إلى جانب التزييف الذي قام به واضع صور الأجنة المتشابهة العالم الألماني أرنست هيكل فإنه أعلن بعد انتقاد علماء الأجنة له أنه اضطر إلى تكملة الشبه في نحو 8% من صور الأجنة لنقص الرسم المنقول.

    وقال:” إن عدداً من رسومي كانت تزويراً محضاً ، وإن مئات من علماء الحيوان قد ارتكبوا نفس الخطيئة” جاء هذا في مجلة الجماين زيتنج-ميونخ.

    3- أما وجود الزائدة الدودية في الإنسان كعضو أثري للتطور القردي، فليس دليلاً قاطعاً على تطور الإنسان من القرد، بل يكون سبب وجودها هو وراثتها من الإنسان الجد الذي كان اعتماده على النباتات، فخلقت لمساعدته في هضم تلك النباتات. لقد عُرف أخيراً أن الزائدة الدودية تقوم بوظيفة صمام أمن ضد العفونات في الأمعاء. كما أن العلم قد يكشف أن لها حكمة أخرى لا تزال غائبة عنا حتى اليوم. فالعلم كل يوم في ازدياد، وإذا كانت الخنوثة صفة من صفات الكائنات الأولية الدنيا، والزوجية من خصائص الكائنات الراقية، فإن الثدي من إمارات الأنوثة، ونجد الفيل الذكر له ثدي كما للإنسان، في حين ذكور ذوات الحوافر كالحصان والحمار لا ثدي لها إلا ما يشبه أمهاتها. فكيف بقي أثر للخنوثة في الإنسان، ولم يبق فيما هو أدنى منه.
    ويقول البروفيسور( أ . س . جودريتش) من جامعة أوكسفورد :” من الحماقة القول بأن أي جزء من الإنسان لا فائدة له”.

    1- يقول داروين إن هناك قانوناً يعمل على إفناء الكائنات الحية، فلا يبقى إلا الأصلح الذي يُورث صفاته لأبنائه فتتراكم الصفات القوية حتى تُكون حيواناً جديداً. وحقاً إن هناك نظام وناموس وقانون يعمل على إهلاك الكائنات الحية جميعها قويها وضعيفها، لأن الله قدر الموت على كل حي، إلا أن نظاماً وناموساً يعمل بمقابلة هذا النظام، ذلك هو قانون التكافل على الحياة بين البيئة والكائن، لأن الله قدر الحياة فهيأ أسبابها، فنجد الشمس والبحار والرياح والأمطار والنباتات والجاذبية كل هذه وغيرها تتعاون للإبقاء على حياة الإنسان وغيره من الحيوانات، فالنظر إلى عوامل الفناء وغض النظر عن عوامل البقاء يُحدثُ خللاً في التفكير، فإذا كان هناك سُنة للهلاك فهناك سُنة للحياة ولكل دور في هذه الحياة، وإذا كانت الظروف الطبيعية: من رياح ورعد وحرارة وماء وعواصف وغيرها قادرة على تشويه الخلق أو تدمير صنعه كطمس عين أو تهديم بناء فإنه من غير المعقول أن تقدر هذه الظروف الطبيعية الميتة الجامدة والبليدة أن تُنشىء عيناً لمن لا يملك عيناً أو تُصلح بناءً فيه نقص، إن العقل يقبل أن تكون الظروف الطبيعية صالحة لإحداث الخراب والهلاك، لكنه من غير المعقول أن تكون هذه الظروف صالحة لتفسير الخلق البديع والتصوير والتكوين المنظم المتقن. إن أي عضو من أعضاء الكائنات الحية قد رُسم بإتقان ، وكُوّن بنظام، ورُتبت أجزاؤه بحكمة بالغة مُحيرة ، ونُسق عمله مع غيره في غاية الإبداع. ومن المحال أن يُنسب ذلك الإتقان والنظام البديع إلى خبط الظروف الطبيعية العشواء.
    ويقول البروفيسور لوك من جامعة كمبردج : ” إن الاختيار سواء كان طبيعياً أو صناعياً لا يمكن أن يخلق شيئاً جديداً “.

    ——————————————————————————–

    winner15-02-07, 03:36 AM
    2- أما الانتخاب الطبيعي الذي يكون به الميل في التناسل بين الأفراد القوية مما سبب اندثار الأفراد الضعاف، وبقاء الأقوى فليس ذلك دليلاً على حدوث تطور في النوع، بل يُفهم منه بقاء النوع من نفس النوع واندثار النوع الضعيف. أما إذا قيل بأن تطوراً يحدث على كائن ما فإنه يُحدث فيه فتوراً جنسياً لأن الألفة بين الذكور والإناث تنقص بقدر التباعد والاختلاف بينهما في الشكل. ذلك ما يقوله دويرزانسكي أشهر المختصين بالجيولوجية النوعية عام 1958 بعد قرن من داروين: المخالفة في الشكل تُضعف الميل التناسلي منه ، فالميل إلى التناسل يُضعف بين الأشكال والأنواع المختلفة بقدر ذلك الاختلاف. وليس صحيحاً أن الصفات الحسنة في فرد من الأفراد تُنقل بواسطة الوراثة، فمثلاً هذا الحداد قوي العضلات لا تنتقل قوة عضلاته إلى ذريته، كما أن العالم الغزير العلم لا ينتقل علمه بالوراثة إلى أبنائه.

    3- أما القول بحدوث نشوء لبعض الخصائص والصفات العارضة ثم توريثها في النسل فذلك يرفضه علم الوراثة الحديث. فكل صبغة لا تكمن في الناسلة ولا تحتويها صبغة من صبغاتها فهي صفة عارضة لا تنتقل إلى الذرية بالوراثة. يقول الأستاذ نبيل جورج أحد ثقات هذا العلم إن الانتخاب الطبيعي لأجل هذا لا يصلح لتعليل مذهب النشوء- أو مذهب التطور- لأنه يعلل زوال غير الصالح ولا يعلل نشأة المزايا الموروثة بين الأفراد، والقائلون بالطفرة يقصدون أن الحيوان الذي لم يكن له عين، فجأة بواسطة الأشعة تكون له تلك العين!

    فقد ثبت لدى المختصين أن الأشعة السينية تغير العدد في الناسلات لكن أثر الأشعة تغيير لما هو موجود لا لإنشاء ما ليس له وجود، فعدد ناسلات القرد غير عدد ناسلات الإنسان، والأشعة لا تؤثر إلا في الناسلات الموجودة فضلاً عن أن تُحدث هذه الأشعة التي لا عقل لها ولا إدراك، عقلاً للإنسان يمتاز به عن القرد وغيره من سائر الحيوانات. إن الأشعة تؤثر على الناسلات تأثيراً أقرب إلى التشويه منه إلى الإصلاح كما يحدث من الأشعة الذرية.

    وإلى جانب مخالفة علم الوراثة لنظرية داروين فإن التجربة تنقصه فهاهم اليهود والمسلمين من بعدهم يختنون أبناءهم، ولكن ذلك كله لم يُسبب أن وُلد أطفالهم بعد مرور السنين مختونين.

    1- لو كانت النظرية حقاً لشاهدنا كثيراً من الحيوانات والإنسان تأتي إلى الوجود عن طريق التطور، لا عن طريق التناسل فقط، وإذا كان التطور يحتاج إلى زمن طويل فذلك لا يمنع من مشاهدة قرود تتحول إلى آدميين في صورة دفعات متتالية كل سنة، أو كل عشر سنوات، أو كل مائة سنة!!
    2- لو سلمنا أن الظروف الطبيعية والانتخاب الطبيعي قد طورت قرداً إلى رجل –مثلاً- فإنا لن نسلم أبداً بأن هذه الظروف قد قررت أيضاً أن تُكوِّن امرأة لذلك الرجل ليستمرا في في التناسل والبقاء مع الموازنة بينهما.
    ولأن ذلك الرجل – مثلاً – الذي تطور إلى قرد سيموت ولن يكون له نسل لأنه لا
    يمكن أن يتزوج قردة، ولو تزوج قردة لما أنجبت له!!! وهكذا يموت ولا يبقى!!
    3- إن القدرة على التكيف التي نشاهدها في المخلوقات – كالحرباء – مثلاً التي تتلون بحسب المكان هي مقدرة كامنة في تكوين المخلوقات. فمثلاً إذا جاءت ظروف حارة عرق جسم الإنسان، بينما إذا أنزلنا حجرة من بلد إلى بلد أخرى في الصيف فإنها لن تعرق لأنه لم يُخلق معها غدد عرقية، فتكيف الجسم بالعرق عند درجة حرارة معينة. وإذا تعود الإنسان رفع الأثقال، فإن عضلاته تقوى وإذا رفع الإنسان الأثقال بالعصا مع مرور الوقت تضعف وتنكسر فالتكيف الموجود في العضلات صفة كامنة تخلق مع الإنسان ولا تكونها الظروف الطبيعية. إن القدرة على التكيف ليست صفة متطورة كما يزعم الدارونيون وإلا كانت البيئة فرضت التكيف على الأحجار والأتربة وغيرها من الجمادات.
    4- تمتاز الضفادع على الإنسان بمقدرة على الحياة في البر والماء، كما تمتاز الطيور عليه بمقدرة على الطيران المباشر والانتقال السريع وذلك بدون آلة، كما أن أنف الكلب أكثر حساسية من أنف الإنسان، فهل أنف الكلب أكثر رقياً من أنف الإنسان؟ وهل الضفادع والطيور أرقى من الإنسان في بعض الجوانب؟
    كما أن عين الجمل أو الخيل أو الحمار ترى في النهار وفي المساء على السواء في حين تعجز عين الإنسان عن الرؤية في الظلام كما أن عين الصقر أشد من عين الإنسان. فهل الصقر أو الحمار أرقى من الإنسان؟ وإذا أخذنا الاكتفاء الذاتي أساساً للرقي كما هو بالنسبة لحال الدول فإن النبات عندئذ يفوق الإنسان وجميع الحيوانات. لأنه يصنع طعامه وطعام غيره دون أن يحتاج لغذاء من غيره.

    عن كتاب ” توحيد الخالق”
    فضيلة الشيخ : عبدالمجيد عزيز الزنداني

مشاهدة 11 مشاركة - 1 إلى 11 (من مجموع 11)
  • يجب تسجيل الدخول للرد على هذا الموضوع.

يستخدم موقع مجالسنا ملفات تعريف الارتباط الكوكيز لتحسين تجربتك في التصفح. سنفترض أنك موافق على هذا الإجراء، وفي حالة إنك لا ترغب في الوصول إلى تلك البيانات ، يمكنك إلغاء الاشتراك وترك الموقع فوراً . موافق إقرأ المزيد