“يا عبادي إني حرمت الظلم على نفسي وجعلته بينكم محرما فلا تظالموا ”

وقال عليه الصلاة و السلام ” الظلم ظلمات يوم القيامة “

سبحان الله خالق النفس عالم الغيب , حرم الظلم على نفسه وجعله بيننا محرم فالنفس لا تطيق أن يظلمها أحد بل

ولا تطيق تحمل الظلم فالموت أهون أحيانا من الظلم ، فيا من ظلم يوما ويا من يظلم كل يوم أقول لك ألم تعلم وأنت

تظلم أن الظلم ظلمات يوم القيامة وهل تذكرت انك لا تستطيع تحمل ظلمات الحياة فكيف بك بظلمات يوم القيامة

،كيف تقدر أن تظلم ؟ أين عقلك أين قلبك ساعة ظلمك هل ترضى لنفسك بان يظلمها أحد , ضع نفسك مكان المظلوم

بجراحه و أحزانه ومصيبته هل ستطيق هذا ؟ هل ترضاه لنفسك فلماذا ترضاه لغيرك ؟ عجبا تريد أن تظلم ولا تريد أن

تظلم ! تعتبر ظلم الناس لك جريمة وظلمك للناس حق ! فأي عقل يقبل هذا تذكر إن الدنيا دول ،تذكر يوم القيامة ، يوم

تقف بين يدي العزيز الجبار ، يوم لا يضيع حق مظلوم ولو كان مثقال ذرة فإذا كان الله سبحانه يقتص من الشاة ذات

القرون – وهي غير مكلفة- للشاة التي لا قرون لها فكيف بنا نحن المكلفين ؟!! كيف بنا وقد سمعنا قول ربنا سبحانه

،كيف بنا نحن وقد أرسل الله سبحانه لنا رسولا يعلمنا القران والسنة وينير دربنا ، كيف بنا

وقد جعل الله لنا عقول نميز بها .

قال حبيبنا محمد عليه الصلاة والسلام

“لتؤدن الحقوق إلى أهلها يوم القيامة حتى يقاد للشاة الجلحاء من الشاة القرناء”.

( * الجلحاء بالمد هي الجماء التي لا قرن لها)

فوالله لن يضيع حق مظلوم يوم القيامة يوم يجد الإنسان نفسه يبحث عن حسنة واحدة تدخله الجنة فلا يجد من الناس

من يعطيها له حتى أقرب الناس إليه فيتذكر عندها من ظلمهم فيتمنى لو أنه لم يفعل هذا فيحترق قلبه خوفا و حزنا

كما أحترق قلب من ظلمهم يوما، فسبحان الله

قال تعالى ..

“يَوْمَ تَجِدُ كُلُّ نَفْسٍ مَا عَمِلَتْ مِنْ خَيْرٍ مُحْضَراً وَمَا عَمِلَتْ مِنْ سُوءٍ تَوَدُّ لَوْ أَنَّ بَيْنَهَا وَبَيْنَهُ أَمَداً بَعِيدا” (آل عمران: من الآية
30)

فإذا كان العدل هو وضع الشيء في موضعه والقيام بالحقوق الواجبة فالظلم عكسه و للظلم أشكال وصور منها :-

1. الشرك بالله سبحانه وهو أعظم صور الظلم

قال تعالى ” إِنَّ الشِّرْكَ لَظُلْمٌ عَظِيمٌ” (لقمان: من الآية13) “

2. عدم القيام بالحقوق الواجبة اتجاه الله سبحانه ودينه ورسوله عليه الصلاة والسلام وقرأنه .

3. عدم القيام بالحقوق الواجبة اتجاه الوالدين أو شريك الحياة أو كل من له حق عليك.

4. ظلم الإنسان نفسه بأتباع طريق الظلال والبعد عن نور الله سبحانه ودينه وتعدي حدوده سبحانه.

قال تعالى ” وَنَفْسٍ وَمَا سَوَّاهَا * فَأَلْهَمَهَا فُجُورَهَا وَتَقْوَاهَا * قَدْ أَفْلَحَ مَنْ

زَكَّاهَا * وَقَدْ خَابَ مَنْ دَسَّاهَا ” (الشمس من الآية 7 إلى الآية 10)

5. التعدي على حقوق الناس وعدم الأنصاف والعدل.

6. الْجَهْرَ بِالسُّوءِ مِنَ الْقَوْلِ.

فيا من سمع كلماتي هذه ردد دائما قوله عليه الصلاة والسلام “الظلم ظلمات يوم القيامة ” حتى تستقر في قلبك

فتحرم الظلم على نفسك ،تذكر هذه الكلمات دوما لا تنسها وعود نفسك على البعد عن الظلم وكرهه، ولتبدأ مع أهلك

وزوجك وأبناءك ،أجلس مع نفسك وأسالها هل ظلمت أبي ،أمي ،أخي زوجي ،نفسي فإذا وجدت ظلما حاول أن ترده

وتستغفر منه ثم ابدأ صفحة جديدة في حياتك ، تكون كلماتك وأفعالك فيها تذكرك وتذكر من حولك بحب العدل وكره

الظلم ثم علم ذلك لمن حولك لتجد بيتك شمعة مؤمنة تبدد ظلمات الظلم لتجد نفسك بعد هذا في صلة مع الله فتندم

وتستغفر لما فاتك وتفتح صفحة جديدة مع الله سبحانه .

قال تعالى :

“فَإِنَّهَا لا تَعْمَى الْأَبْصَارُ وَلَكِنْ تَعْمَى الْقُلُوبُ الَّتِي فِي الصُّدُورِ” (الحج: الآية46)

وقال تعالى :

“قَالَ أَمَّا مَنْ ظَلَمَ فَسَوْفَ نُعَذِّبُهُ ثُمَّ يُرَدُّ إِلَى رَبِّهِ فَيُعَذِّبُهُ عَذَاباً نُكْراً”(الكهف:87)

وقال تعالى :

“إِلَّا مَنْ ظَلَمَ ثُمَّ بَدَّلَ حُسْناً بَعْدَ سُوءٍ فَإِنِّي غَفُورٌ رَحِيمٌ” (النمل:11)

وقال تعالى: ” أَلَمْ يَأْنِ لِلَّذِينَ آمَنُوا أَنْ تَخْشَعَ قُلُوبُهُمْ لِذِكْرِ اللَّهِ وَمَا نَزَلَ مِنَ الْحَقِّ (الحديد: من الآية16 )” وقال

تعالى “سَيَذَّكَّرُ مَنْ يَخْشَى وَيَتَجَنَّبُهَا الْأَشْقَى الَّذِي يَصْلَى النَّارَ الْكُبْرَى ثُمَّ لا يَمُوتُ فِيهَا وَلا يَحْيَى “(الأعلى:13) ” صدق

الله العظيم اللهم أهدنا وتقبل منا واغفر زلاتنا انك أنت الغفور الرحيم وصلى اللهم وبارك على حبيبنا محمد خير

المرسلين القائل :

” المسلم أخو المسلم، لا يظلمه ولا يسلمه، ومن كان في حاجة أخيه كان الله في حاجته، ومن فرج عن مسلم كربة

فرج الله عنه كربة من كربات يوم القيامة، ومن ستر مسلما ستره الله يوم القيامة “