الرئيسية منتديات مجلس الفقه والإيمان رساله لمن يقيدون حريه المرأه في التجاره والعمل والدراسه ….

مشاهدة مشاركة واحدة (من مجموع 1)
  • الكاتب
    المشاركات
  • #74401

    روي أن جبريل قد بشر ام المؤمنين خديجه رضى الله عنها
    بقصر في الجنة من القصب وهو اللؤلؤ المجوف
    واقرأها جبريل السلام منه ومن الله عز وجل
    وهي مكانة كبري دللت علي علو مكانة أم المؤمنين خديجة
    ودورها المعروف في نصرة الرسول صلي الله عليه وسلم ونصرة الدين خاصة في ساعة العسرة
    لكننا آثرنا اليوم ان ندع الرجال لنتحدث عن النساء،
    فالمؤمنون والمؤمنات بعضهم أولياء بعض وهذا الدين كما قام علي الرجال قام علي النساء مما
    سجلته السيرة النبوية وسجله التاريخ أن أول صوت ارتفع بالاستجابة الي رسول الله صلي الله عليه وسلم
    كان صوت امرأة صوت خديجة
    واول دم أريق كان دم امرأة دم سمية
    ام عمار وزوجة ياسر..

    والمسلمة الاولي أول امرأة بل أول انسان في الاسلام وهو خديجة بنت خويلد
    الاسدية القرشية رضي الله عنها..

    وحكي عن ان أول ما تعرف النبي علي خديجة تعرف عليها ليعمل تاجرا معها
    او شريكا لها او مضاربا لها في تجارتها وكان العرب في الجاهلية قد عرفوا المضاربة التي اقرها الاسلام بعد ذلك والمضاربة هي ان يعطي الرجل ماله لمن يتاجر له فيه هناك رجل له مال وليس له خبرة للاتجار فيه وهناك رجل ليس له مال وعنده الخبرة والعمل ليتجر في المال فاذا اشترك الطرفان كان وراء ذلك خير وهذا ما فعله النبي صلي الله عليه وسلم وفعلته خديجة ان ضارب لها في مالها في التجارة.

    وقال: رعي النبي أول عهده الغنم ولم تكن غنمه فلم يكن يملك ابلا ولا بقرا ولا غنما لقد كان يتيما فقيرا آواه عمه ابو طالب وكان قليل المال كثير الاولاد فكان صلي الله عليه وسلم يكسب رزقه بكد اليمين وعرق الجبين فلم يتكل علي نسبه وشرف اسرته.. وجاء في حديثه ما بعث الله نبيا الا رعي الغنم وحين اراد عمه ان يخرجه من هذه المهنة المجهدة القليلة العائد فقال له يا ابن اخي اوشكت قافلة قريش ان تخرج الي الشام وخديجة تبعث رجالا من قريش ليتاجروا لها فلعلك تعرض نفسك عليها لتشاركها وتعطيك نصيبك فقال لعلها ترسل الي وماهي الا ايام كأنما سمعت خديجة فأرسلت الي محمد فقالت: قد بلغني عنك من حسن السمعة ومحاسن الاخلاق وصدق الحديث والامانة في التعامل مارغبني ان اشركك لتتاجر ببعض مالي واعطيك افضل مما كنت اعطيه للآخرين فرحب النبي بذلك وبعثت معه غلامها ميسرة وذهب صلي الله عليه وسلم ليتجر بمالها في الشام وعاد الرسول بعد اشهر من الرحلة اليها بالربح الوفير لكن غلامها ميسرة جاء بما هو اهم من الربح حدثها عن اخلاق وفضائل هذا الرجل وهو رفيق له في الرحلة فهفا قلبها اليه وتعلقت به وتمنت ان يكون شريكها في الحياة كما كان شريكها في التجارة..

    أشرفهن نسباً

    ووصفها بأنها كانت امرأة حكيمة اشرف نساء قريش نسبا واوسطهن دارا تزوجت قبل رسول الله رجلين ابا هالة بن زرارة التميمي وانجبت منه اثنين هندا وهالة (رجلين) وتزوجت بعده عتيق وانجبت منه بنتا سمتها هنداً وظلت أيماً يتهافت عليها رجال قريش يخطبونها فرغبت عنهم لكنها هذه المرة ارادت ان تتزوج هذا الشاب اليتيم الفقير لقد رأت ان الذين يخطبونها انما يخطبون مالها ولايخطبون شخصها.. ومن ذا الذي لاترغب فيمن تجمعت فيه الفضائل والمكارم؟

    دور نفيسة

    وذكر وسطت له صديقة اسمها نفيسة بنت منية فارسلتها وقالت له يامحمد ما يمنعك ان تتزوج؟ قال ليس لدي ما أتزوج به؟ قالت فاذا دعيت الي الشرف والمال والجمال والكفاءة؟ فهل تجيب؟ قال ومن هي قالت خديجة قال ومن لي بذلك؟ قالت انا علي ذلك.. قال وأنا افعل..

    ولما أخبرت خديجة قامت خديجة بالاتصال به مباشرة أن اخطبني من عمي عمرو بن أسد لأن أباها قد توفي في حرب الفجار، وجاء أبو طالب وحمزة عما النبي صلي الله عليه وسلم وخطبا خديجة لابن أخيهما محمد.

    خديجة أكبر منه

    وروي حقيقة التاريخ: أن خديجة كانت تكبر النبي بخمسة عشر عاماً علي أصح الأقوال، امرأة تكبره، ثيب ولكن النبي رضيها زوجاً وعاش معها أسعد ما يكون الأزواج، لم يكن محمد رجل شهوة، كما يصوره المستشرقون والمنصرون، وأنه كان يجري وراء النساء الجميلات.. لو كان محمد كذلك ما كان يمنعه أن يبحث عن فتاة بكر من فتيات قريش، صحيح أنه فقير، لكنه بقوة شخصيته وبحسن سمعته، وبشرف أسرته وبوسامة طلعته وما أشيع عنه من أنه الصادق الأمين، كما كانت خديجة تستطيع أن تجد من أثرياء قريش ومن وجهاء مكة من تتزوجه بدل هذا اليتيم الفقير، ولكن لم يكن أولي بخديجة من محمد ولا بمحمد من خديجة.. لم يكن أولي بالتي لقبوها بالطاهرة إلا بالرجل الذي لقبوه بالأمين، والله تعالي يقول والطيبات للطيبين والطيبون للطيبات .

    عطاء متواصل

    وفي الجاهلية وقبل الإسلام كانت حريصة علي إسعاده، وأن تكون الزوجة الوفية، راعت طموحه إلي الطهارة، لم يكن يشارك شباب مكة في لعبهم وسمرهم أو شربهم للخمر، كان حريصاً علي الطهارة، وعلي التعبد، ففي كل سنة يذهب خلال شهر رمضان ليتعبد في غار حراء، كما روت ذلك عائشة رضي الله عنها.. وكانت خديجة تذهب إليه في كل حين بالطعام والشراب، تبقي معه ساعات أو أياماً وتعود، رغم المشقة التي يعانيها الشباب في صعود جبل حراء، وهي فوق الأربعين، لتؤنس محمداً، كان كل ما لخديجة لمحمد وكل ما لمحمد لخديجة أصابت الناس سنوات جدباء فأقبل علي النبي من البادية حليمة السعدية مرضعة رسول الله في صغره، جاءت تطلب رفدة فلم تضن عليها خديجة بمالها، أعطتها أربعين رأساً من الغنم وبعيراً ليحمل الماء، أو أعطاها النبي من مال خديجة، فمال خديجة أصبح مال محمد كما قال الله تعالي لمحمد ووجدك عائلاً فأغني .

    لن يخزيك الله

    وعن موقف خديجة من محمد حين جاءه الوحي وهو في الأربعين من عمره، قال: جاءه وهو في غار حراء، حين جاءه جبريل فحضنه وضمه ضمة قوية.. ثم قال له اقرأ؟ قال ما أنا بقاريء ثلاثاً، ثم قال اقرأ باسم ربك الذي خلق.

    وعاد النبي من الغار إلي بيته وسكنه ومؤنسة وحشته، إلي خديجة، يرجف فؤاده ويرتعش ويقول: زملوني زملوني، من شدة ما يشعر به من البرد، فزملته، وقص عليها ما حدث له وكأنه خائف من هذا الشيء الجديد، ما كان يتوقع وحياً ولا أن يكون نبياً، ولكن هذه المرأة بنور بصيرتها وبحسن ادراكها، وبصدق احساسها قالت له هذه الكلمات: والله ما يخزيك الله أبداً، إنك لتصل الرحم وتحمل الكل، وتكسب المعدوم، وتقري الضيف وتعين علي نوائب الحق، عرفت أن من سنن الله أن رجلاً بهذه الخصال لا يمكن أن يخزيه.. إنما يخزي الله الفسقة والخونة، فكانت هذه الكلمات برداً وسلاماً علي قلب محمد.

    ابن عمها يطمئنها

    وقال إنها أخذته إلي ابن عمها ورقة بن نوفل الأسدي، وكان هذا الرجل قد تنصر في الجاهلية وقرأ كتب أهل الكتاب من التوراة والإنجيل، فأرادت أن تؤكد صدق ما أحسته علي الرجل الخبير في الأديان.. وأخبره محمد بما جري وما قاله له جبريل.. فقال أبشر هذا هو الناموس الذي أنزله الله علي موسي هذه هي الشريعة، هذا الوحي الذي ينزله الله علي النبيين، يا ليتني فيها جذعاً ليتني أكون حياً إذ يخرجك قومك فأنصرك نصراً نوراً.. فقال محمد: أو مخرجي هم قالها ببراءة الإنسان المخلص، لماذا يخرجونني، قال ورقة: ما جاء رجل قط بمثل ما جئت به إلا عودي.. وعاد صلي الله عليه وسلم إلي بيته مطمئن الفؤاد بما قالته خديجة وما أكده ورقة، فكانت خديجة أول صوت ارتفع يؤيد محمداً.. وظلت هكذا طوال سنوات بعثته: يكذبه قومه ويسبون أصحابه ويعذبونهم، ويأتي الرسول مهموماً محزوناً من شدة ما يعانون، فتربت خديجة علي كتفه، وتطمئنه وتقول له ما يذهب عنه الغم والهم، فيذهب غمه، فكانت أنسه في وحشته.

    ذرية من البنات

    وعن الحالة الأسرية قال: أنجبت من محمد كل أولاده إلا إبراهيم الذي أنجبته مارية القبطية، القاسم من خديجة، وعبدالله: ماتا في صغرهما، قبل الإسلام، وهناك أربع بنات: رقية وزينب وأم كلثوم وفاطمة وكلهن أسلمن وعشن وهاجرن مع النبي.. مات الذكور صغاراً وكان حرياً أن يحزن قلب خديجة.. لكنها كانت نعم المرأة الصابرة.. وبشر الصابرين الذين إذا أصابتهم مصيبة قالوا إنا لله وإنا إليه راجعون .

    صبر علي الحصار

    وحين حاصرتهم قريش وعزلتهم عن المجتمع، لا بيع ولا شراء ولا زواج، ظلوا ثلاث سنين، أكلوا فيها أوراق الشجر، وخديجة معه في ذلك وهي صاحبة المال وربيبة الرفاهية والنعيم، ولكنها صبرت وصابرت كما صابر النبي وأصحابه.. وبعد أن انتهت هذه المحنة، لم تعمر خديجة إلا قليلاً، ثم توفيت في السنة العاشرة من البعثة وعمرها خمس وستون سنة، وعمر النبي خمسون سنة، توفيت خديجة بعد وفاة أبي طالب عم النبي الذي كان يدافع عنه ويحميه من أذي قريش وكانت قريش تعمل له حساباً وترعي له اعتباراً، خاصة أنه لم يسلم وبقي علي دينهم فكان أبو طالب درعه في الخارج وخديجة ملاذه في الداخل، فسمي النبي هذا العام عام الحزن أسفاً علي موت خديجة وعمه قبلها.

    المرأة هي المرأة

    وتابع غسلت خديجة أم أيمن حاضنة النبي صلي الله عليه وسلم وقال عنها إنها أمي بعد أمي، وشاركت أم الفضل زوجة عمه العباس أيضاً، ودخل النبي حفرتها حين دفنها، ولم تكن شرعت صلاة الجنازة بعد، فلم تشرع إلا في المدينة فتوفيت خديجة، لكن ذكراها ظلت تملأ حياة النبي، وهي الكبيرة السن الثيب ظل يذكرها حتي إن عائشة أم المؤمنين وكانت أحب أزواج النبي إليه بعد ذلك قالت: ما غرت علي امرأة قدر ما غرت علي خديجة في قبرها، فهي لم ترها، ظل الرسول يذكرها.. فحين يذبح شاة يرسل إلي صديقات خديجة حتي قالت عائشة: كأنما لم تكن في الدنيا امرأة إلا خديجة؟! فقال لقد كانت كذا، وكذا وكان لي منها ولد.. وفي مرة ظل يذكر خديجة، والمرأة هي المرأة ولو كانت أم المؤمنين والغيرة هي الغيرة.. فقالت له: ما هذه العجوز الحمراء الشدقين التي تذكرها وقد أبدلك الله خيراً منها؟ فغضب النبي وقال ما أبدلني الله خيراً منها آمنت بي إذ كفر بي الناس وصدقتني إذ كذبني الناس، وواستني بنفسها ومالها حين حرمني الناس، فقلت والله لا أذكرها بسيئة بعدها أبداً.

    وفاء نادر

    ظل وفياً لها بعد وفاتها.. ووصفها بأنها الصديقة الكبري والأم الأولي للمسلمين، قال: كانت رضي الله عنها مثلاً عالياً، صادقاً، يأخذ منه المؤمنون زاداً لحياتهم، تستطيع المرأة المسلمة أن تأخذ من خديجة اسوة وقدوة في حياتها، كما اتخذنا من الرجال اسوة حسنة.

مشاهدة مشاركة واحدة (من مجموع 1)
  • يجب تسجيل الدخول للرد على هذا الموضوع.

يستخدم موقع مجالسنا ملفات تعريف الارتباط الكوكيز لتحسين تجربتك في التصفح. سنفترض أنك موافق على هذا الإجراء، وفي حالة إنك لا ترغب في الوصول إلى تلك البيانات ، يمكنك إلغاء الاشتراك وترك الموقع فوراً . موافق إقرأ المزيد