امرأة في منتصف الستينيات …ذات ملامح طفولية جميلة ….وصاحبة مبسم جميل
الجالس اليها لا يمل من الحديث معها ….دائما ما تثير في النفس تلك الرغبة في ان يرجع الانسان
ليرى ماذا فعل الانسان في الماضي وكيف كانت حياته متنقلا للبحث عن الرزق مليئة طرقه بالمغامرات
والتقلبات ….كثيرا ما تراها تحب ان تسمع كلمات الاعجاب من الاخرين وخاصة احفادها …احب الاستماع اليها وهي تترنم بشعر ابي العتاهيه_ وخاصة قصيدته فاز من قام الليالي _ تهوى قرآءة وحفظ الشعر, وتحفظ القرآءن,متتبعة للاخبار السياسيه دائما ما تفرض رأيها الناقد عما يدور من حولنا من المآسي بلسان امرأة رافضة حاقدة تطفو عليها لمسة الحزن والحنان الانثوي ….
الناظر اليها يحسب انها اخت لبناتها ليس لتقارب السن ولكن لمسة الراحة التي تصبغ عالي وجهها …لو اردت تصنيفها من بين النساء لقلت انه ام الثلاثة ارباع منها مثاليه …يوجد بها كما يوجد بغيرها من مكر الحماوات غير المستفعل رغم الحرقة التي تصيب اغلبية البعض وربما الكل لم يسلم منها
,لديها ما يميزها عن باقي النساء فهي محبوبة لدى الجميع رغم ما يتعرضون له من نقد لاسع ولاذع
فبرغم وجود تلك الصفات الرائعه بالمقابل يجب التعامل معها بحذر فهي كثيرا ما تكون متقلبة المزاج تارة ترفض الأمر وتارة تقبله لا ترسي على رأي واحد يجعلنا في مصاف _قنبلة ستنفجر قريبا _ممتليء الغيظ منها ….عندما تدور حلقاتنا العائليه تكون هي من اوائل الامور ما نتحدث عنه …فتصير جلساتنا نكهة الضحك من تصرفاتها فهي اشبه بالطفل الذي لا يستطيع تحديد ما يريده … كثيرا ما كنت بطلة مسلسلها وكان ذاك في يوم كنا عائدين من رحلة وكانت هي معنا وعلى طول مسافة العودة من ساعات وانا اردد على مسمعها عشائك الليلة معنا يا جدتي وهي غير مستقبلة للامر رافضة بحجة انها تعبه فلم اذعن لها اوصلتها معنا للبيت وحلفت انها سترجع مشيا ان لم اوصلها الي بيت اخيها …وكان لها ما ارادت …استقبلت بعدها بعدة ايام خبرا عنها انني لم ارد استقبالها ولم ادعها
الى العشاء عندنا … سامحك الله يا جده …معظمنا اصبح ابطال مسلسلاتها
جدتي العزيزه احبك كثيرا …فاعذريني يا جدتي وسامحيني لاني لم استطع توديعك فقد نسيتك هذه المره….تمنياتي لك بعمرة مقبوله وصيام مبارك
حفيدتك رقم 20
قرية