لن أسامحك وإن اقتلعت رياح حبك جذور قلبي لأفعل ذلك .. لن أسامحك ولو توسلتني ليالي العشق وساعات الغرام لأفعل ذلك ..لن أسامحك وإن

سالت دموعك ودياناً و أنهاراً في صحراء روحي .. لن أفعل ذلك لن أسامحك و إن أهديتني ورود الحب وقصائد الغزل ونظرات العاشقين .. لن أفعل

ذلك ..
ما زلت أذكر وقفتي أمامك ..كسيرة .. ذليلة .. أنتظر عطفك .. أنتظر حنانك .. وأنتظر حكمك .. ما زلت أذكر نظراتك الجامدة ..

نظراتك القاتلة .. نظراتك المتكبرة .. ما زلت أذكر دموعي التي نزفتها من قلبي في تلك الليلة .. ما زلت أذكر انكسار حيلتي .. ما زلت أذكر

كلماتك المسددة سيوفاً وسهاماً إلى صدري .. ما زلت أذكر كيف انسحبت من حياتك في ليلة باردة .. اصطكت فيها أسناني .. واحتبست فيها

أنفاسي .. وتجمدت فيها الدماء في عروقي و أوصالي.. ما زلت أذكر كيف مرضت بعد فراقك كثيراً .. و تألمت كثيراً .. وعانيت كثيرا ..

وتمنيت فقدان ذاكرتي كثيراً .. وبكيت كثيراً .. واشتقت للموت كثيرا ً.. أجل أخطأت وكنت أستحق العقاب .. وقد اخترت طريقة عقاب فريدة من

نوعها ..لم ينفذها قبلك أحد ولم تخطر في بال أحد بعدك .. فلك مني كل التهنئة على ذكائك ..
فلتعلم بأني أكرهك .. أجل أكرهك .. بعدد دموعي التي لم تتوقف منذ فارقتني .. بقدر إذلالك لي أكرهك .. بقدر فقداني الثقة في كل من

حولي أصبحت أكرهك ..كرهي لك أصبح بعظم الجبال الرواسي .. بقدر البحار و المحيطات الجواري .. أكرهك بقدر قوة الرياح و العواصف

تخيلت لوهلة بأنني قد وجدت أمنيتي التي حلمت بها كثيراً .. تخيلت لوهلة بأن الدنيا ما زالت بخير .. تخيلت لوهلة بأن الحب مازال يعمر أرجاء الكون

.. تخيلت لوهلة بأن الجراح يمكن أن تندمل و تختفي آثارها إلى الأبد .. تخيلت لوهلة بأنه من الممكن تحقيق الأحلام وإن طال أمدها .. ولكني

أخطأت .. نعم سقطت ثانية وفي وقت قصير .. نعم تعثرت خطواتي مجدداً ، نعم تفتقت الجروح وسالت دمائي من جديد ..

ليتني عرفت ما كان يكنه قلبك لي ، ليتني عرفت ما دار في خلدك ، ليتني عرفت ما كان يجول في خاطرك ..أصبحت أفكاري مبعثرة فلم أعد واثقة من

معرفتي بك ، لقد جعلت الشك يداخل قلبي وعقلي من ناحيتك ….فأين أنت الآن؟.. نعم لم تعد كما كنت ، لم تعود ذلك الحبيب الذي يتلهف على

سماع صوتي ، لم أعد أستطيع أن أحس بذلك الشوق في همساتك .. فلم هذا التغيير؟ أريد أن أعرف ماذا حدث؟ لماذا تحاول الابتعاد ، لم يعد بيننا ذلك

التواصل … أحببتك؟ أجل و لكني أحس بأن كرامتي بدأت تندثر، تتبعثر بسبب هذا الحب .. لم أكن أريد ذلك و لكن في كل مرة أجبر فيها نفسي

على الابتعاد عنك أجد لنفسي ولك الأعذار لأعود إليك أكثر اشتياقاً لسماع صوتك ، للإحساس بك ، و للعودة إلى قربك ولكني اليوم أقولها لك سأبتعد

…. سأجبر نفسي على قطع كل رباط بيني و بينك ..
عندما بدأت علاقتي بك بذلت في سبيلها كل غالٍ و رخيص و لم يهمني أي شئ ، لم أكترث بأنه لربما علم أحد بما أحمل لك في صدري ، كل ما كان يهمني

هو وجودك إلى جانبي و الاستمتاع بحبك لي .. علمتك الحب و جعلتك تطير في سمائه محلقتاً بين الغيوم ، سقيتك من رحيق حبي ، أذقتك كل ما هو لذيذ

فيه و لكنك رفضت كل ذلك و ليتني أعرف ما كنت تريد مني ..

كلمة أخيرة:
فراقك صعب ، نار تستعر في وسط صدري كالجحيم ، ولكنه أفضل من البقاء في عالم الضياع إلى جانبك !!

منقول