السلام عليكم

كشفت الأرقام والتقارير الصادرة عن دولة كينيا إن نشاط عصابات تجارة المخدرات قد ازداد في الفترة الأخيرة وان هذه الدولة في طريقها لتصبح كولومبيا القارة الأفريقية، فمنذ بداية تسعينات القرن الماضي أصبحت المساحات المزروعة بأشجار القنب (سةءخخء ) في ازدياد مستمر وتطورت هذه المناطق وبدأت في زراعة الكوكا (COCA ) والخشخاش (POPPY) كما كشفت أجهزة مكافحة المخدرات الكينية عن اكتشافها لعدد من المعامل التي تصنّع الكوكايين من أوراق أشجار الكوكا، وأعلنت عن تواطؤ عدد كبير من ضباط الشرطة وموظفي الجمارك والخدمة المدنية مع تجار المخدرات·
تتم زراعة القنب الذي يعرف في كينيا باسم البانجو في عدد من أقاليم البلاد ولكن زراعته تتركز في وسط الغابات الطبيعية الضخمة وفي سفوح الجبال، وتقول تقارير أجهزة مكافحة المخدرات الكينية إن الأقاليم الغربية والمناطق المتاخمة لدولة تنزانيا تعتبر الأوسع في انتشار زراعة البانجو، وان إحدى حملات الشرطة بداية العام الجاري استطاعت تدمير نحو 500 هكتار تمّ زراعتها بالقنب داخل غابة بونشوق في غرب البلاد كما تم ضبط نحو 600 كيلوجرام من الماريجوانا في الموقع المدمر كانت جاهزة للتوزيع·
وأشار بيتر ادونق مسئول مكافحة المخدرات في كينيا انه دلالة على كثافة زراعة القنب وزيادة إنتاجه في كينيا في الفترة الأخيرة فقد انخفض السعر في العام الجاري إلى نحو 15 دولاراً فقط للكيلوجرام من مخدرات الماريجوانا بعد أن كان السعر المحلي في العام 1997 اكثر من 80 دولارا للكيلوجرام·
وتقول تقارير مكافحة المخدرات إن كينيا أصبحت المركز الرئيسي لكل منتجي المخدرات في الدول المجاورة، فهي تستقبل إنتاج أوغندا والصومال وجنوب السودان والكنغو وان عصابات منظمة يديرها أفارقة من نيجيريا ومالي وسيراليون وساحل العاج بالإضافة إلى المواطنين الكينيين على رأس شبكات تجارة المخدرات في شرق أفريقيا، وان هذه العصابات على صلة بشبكات الجريمة المنظمة العالمية·
وكشف ادونق إن كينيا أصبحت في السنوات الأخيرة اكبر مركز لعبور المخدرات في أفريقيا، وتستقبل كميات هائلة من الحشيش والكوكايين المنتج في باكستان وأفغانستان والهند وتايلاند وسيريلانكا وتعيد تصدير هذه المخدرات مرة أخرى عن طريق البحر أو خطوط الطيران إلى أوروبا والولايات المتحدة الاميركية، وأكد إن إدارته ضبطت الشهر الماضي 39 كيلوجراماً من الهيرويين وسط أكياس للأرز كانت قادمة من باكستان· وأضاف إن إحدى شبكات المخدرات التي تم ضبطها العام الماضي كانت تعيد تصدير الكوكايين في عبوات الشاي الكيني المتجه إلى روتردام وامستردام·

انهيار الأسعار

ويعتبر انهيار أسعار السلع الزراعية في شرق أفريقيا أحد اكبر الأسباب للمخاطرة وزراعة المخدرات فمع الانخفاض القياسي لأسعار البن والشاي والكاكاو الذي استمر للعام الخامس على التوالي اندفع بعض المزارعين إلى زراعة المخدرات لتعويض الخسائر الضخمة التي تعرضوا لها في الأعوام الماضية، خاصة وان الذين تحولوا إلى زراعة القات (مسموح رسميا بزراعته) في السنوات الماضية استطاعوا جني أرباح طائلة· وشهدت عواصم الأقاليم الأوغندية عددا من الجرائم ذات العلاقة بتجارة المخدرات وتقول تقارير الشرطة الكينية إن عدد جرائم المخدرات في البلاد في ارتفاع مستمر وان شبكات تجارة المخدرات العاملة في البلاد استطاعت الحصول على أسلحة نوعية خاصة مع وفرة السلاح القادم من مناطق الحروب الأهلية التي تحاصر البلاد من كل جانب فبالإضافة إلى الحروب الأهلية في الصومال وجنوب السودان والكنغو، استطاعت شبكات تهريب المخدرات الحصول على السلاح عبر السواحل الطويلة للبلاد على المحيط الهندي·
تقف الدولة الكينية في المركز الثاني أفريقيا من حيث فساد أجهزتها الإدارية والأمنية بعد دولة نيجيريا حسب تقييم المؤسسات المالية الدولية، وهو ما دفع العديد من المراقبين إلى ترشيح الدولة الكينية لان تصبح كولومبيا القارة الأفريقية في القريب العاجل، بل إن إدارة مكافحة المخدرات الكينية أكدت في تقرير رفعته للحكومة الشهر الماضي على ضرورة أن تتخذ الدولة إجراءات صارمة ضد زراعة وتجارة المخدرات في البلاد، وحذرت في تقريرها من أن تجارة المخدرات قد تخرج عن السيطرة في الأعوام القادمة إذا تأخرت الحكومة في اتخاذ الإجراءات المناسبة·

تحياتي
www