كان لابد .. أن تخرج الزفرات من أحشائي .. لتبكي وتبكيني .. على رحيل من أحببت ..
إليكم نداء زفراتي .::::

أقبــــــلي !!

إلى اللقاء يا لحظاتي السعيدة .. مرحبا بك يا سنواتي التعيسة .. أقبلي علي فقد ذهب من ينفرك مني .. هيا .. تعالي إلى أحضاني .. فقد كانت جبهته تثلج صدري عندما تلامسه .. لم أجد بديلا غيرك .. يحل مكانه ..

رحل عني .. وتركني بين أربعة جدران .. أخذت أخاطب الجدران بلغتها .. التي لم أكن أعرفها .. ولكن .. تعودت عليها لكثرة اللقاء بها .. أخذت أناظر الزوايا والأمكنة التي شغلها .. التي كان يمرح ويلهو فيها .. أراه بجنبي دائما .. ولكـــن!! عندما أأتي لألمس يديه الناعمتين .. يختفي .. وألمس مقبض الكرسي العتيق ..

لم أتوقع أن أفقد قلبي .. وأظل حيـــاً .. حيا بروح ، وميت الجسد .. عيناي تتحركان وقدماي تمشيان .. ولكن ببطأ شديد .. وكل خطوة أسلكها كنت أبذل جهدا عاليا .. لا ادري لماذا ؟؟ ..

كل ما تمر ذكراه في مخيلتي .. أحس بالآآآآآهات والندم .. وكل يوم يقضي من تفارقنا .. يضيق قلبي من الحزنِ .. لا أبكي .. ولكن قلبي يبكي .. وأحس بنزيفه في أوردتي .. وأسمع صدى شجوه في أحشائي ..

لن أنســى أبداً تلك العينين .. التي عندما أراها أتيه فيها .. وأبحر وكأنني ملاح في سوادها .. أداعب أهداب عينيك الساحرة .. أستظل بها .. وأناعلى شاطئ عينيك.. أنتظر لحظة إغفائها .. لكي أختفي من على وجه البسيطة .. وأعيش في عالم ثان..

وشفتيك.. آه منهــا .. كانت عندي كدمية عزيزة على طفل .. يقبلها قبل نومه .. أناظرها بترقب .. حتى تتأتى لي الفرصة لأنقض عليها .. وأغرق في ورديتها .. وأنسى هموم العمل لو للحظات ..

لقــد قضت تلك الحقبة من الزمن .. ولا أزال أذكر كل تفاصيلها .. ولا أظن في لحظة من اللحظات أن أنساها .. وكيف لي أن أنسى من ملك قلبي ..وعقلي .. وروحي .. وفي بعض الأحيان لأحس بأننا سنحاسب معاً يوم الحساب ..
أقبلي علي يا سنين الحـــزن فقد ذهب من كــــان ينفـــــرك ..

..عكــــــس قـــــــــانونه..