الرئيسية منتديات مجلس الثقافة العامة من هو أشهر رجل مخابرات فى العالم ؟

مشاهدة 9 مشاركات - 1 إلى 9 (من مجموع 9)
  • الكاتب
    المشاركات
  • #72936
    kisha
    مشارك

    نقلا عن

    دكتور / سمير محمود قديح
    باحث في الشئون الامنية والاستراتيجية

    لو أنك طرحت هذا السؤال على أية شريحة من البشر ، فى أية دولة فى العالم ، لحصلت بسرعة على اول جواب يقفز إلى الأذهان ، وأول اسم يرتبط بالوجدان ، عند الحديث عن عالم المخابرات ..
    أية مخابرات ..
    (جيمس بوند) ..

    فذلك البريطانى ، الذى يحمل رقم 007 ، مع تصريح بالقتل ، ويرتكب كل خطايا ومبوقات الدنيا ، فى سبيل خدمة التاج ، صار منذ الخمسينات وحتى الان ، أشهر جاسوس تتداول اسمه الألسن وتربح منه السينما الملايين والملايين كل عام ، وهو يواجه أصابع ذهبية ، وعيون ذهبية ، ومسدسات ذهبية ، دون جرام واحد من الفضة ..
    الكل يعرفه ..
    ويحفظ اسمه عن ظهر قلب ..
    ولكن القليلين فقط من يعرفون اسم مبتكره (ايان فليمنج) ..
    والأقل جداً .. بل والندرة ، هم من يعلمون أن (فليمنج) نفسه كان جاسوس مدهشاً ، ورجل مخابرات لا يشق له غبار ، ولا تفشل واحدة من خططه وأفكاره المبتكرة قط ..
    و (أيان فليمنج) هذا ولد لأبوين بالغى الثراء ، من أبناء الطبقة الأرستقراطية الأنجليزية ، وقضى الشطر الأكبر من عمره كطالب مواظب ، انيق الملبس والأسلوب ، إلا أنه اشتهر دائما بالنشاط الزائد ، والأنخراط فى كل الأنشطة الممكنة ، من جماعات الخطابة إلى الكشافة البحرية ، كما أظهر ميلاً ملحوظاً للمغامرة والمخاطرة ، وخاصة فى فترات المعسكرات الصيفية والرحلات الخلوية ..
    لكن كل هذا لم يشفع له فى النجاح أو التفوق إذا وأنه – و على رغم كل هذا النشاط – كان يعانى كسلاً بالغاً كلما تعلق الأمر بأستذكار دروسه و آداء واجباته ، حتى أنتهى به الأمر إلى الفصل من المدرسة الفخمة ، التى ألحقه بها والده ، بسبب مغامراته التى تجاوزت كل الحدود المعقولة ..
    ولأن والدته كانت أنجليزية عريقة ، من طراز لا يقبل الفشل ، فقد قررت أن تلعب دور الأب والأم معاً ،بعد وفاه زوجها ، وأجبرت (آيان) على الألتحاق بإحدى الكليات العسكرية ، التى قبلته بين صفوفها ، أحتراماً لذكرى والده ، ولوساطة امه ، الذين يحتلون كلهم مكانة سياسية رفيعة ..
    والتحق (فيلمنج) بالكلية العسكرية البريطانية ، إلا أن هذا كان آخر شئ يناسب طبيعته ، إذا لم يلبث أن عاد إلى عبثه ومغامراته ، وتورط فى مشكلة عاطفية مع زوجة قائد الكلية ، مما دفع هذا الأخير إلى فصله بلا رجعة ..
    وهكذا استقر الحال بالشاب المغامر فى شركة السمسرة والأوراق المالية ، التى تمتلكها أسرته والتى مازالت تحمل لقبها حى أيامنا هذه ، فى بورصة الأوراق المالية فى لندن ..
    كان هذا فى صيف 1939م ، عندما بلغ (فليمنج) 31 من عمره ، وحصل على منصبه الرفيع فى الشركة ..
    والعجيب أن (فليمنج) قد حقق نجاحاً مدهشاً ، خلال فترة عمله القصيرة ، ووضع بعض الافكار المبتكرة ، التى ضاعفت الأرباح مرتين ، قبل أن يمل هذا العمل المكتبى ، ويقدم أستقالته إلى أمه ، التى جن جنونها ، وحاولت منعه من هذا ن واقناعه بالعودة إلى الشركة ، مواصلةخطة زيادة الارباح ، إلا انه فر من لندن كلها ، هربا من مواجهتها ، وراح يقضى بعض الوقت فى منزل تمتلكه الأسرة فى ليفربول ..
    والعجيب أن قراره هذا كان مدخله إلى عالم المخابرات ، الذى قدر له أن يضع عليه بصمته ، ويحفر فيه اسمه بحروف من ذهب ..
    ففى ليفربول التقى (فيلمنج) بصديق قديم لأسرته ، وهو الدميرال (جون جودفرى) ، الذى كان يشغل – فى تلك الفترة- منصب رئيس المخابرات البحرية البريطانية ، والذى لفت الشاب انتباهه بنشاطه الجم وذكائه الواضح ، وعقليته المتفتحه الإبداعية الخلاقة ..
    ولأن (جودفرى) كان على ثقة – بحكم منصبه وخبراته – فى ان الحرب آتية بلا ريب ، فقد وضع (فليمنج) فى رأسه كما يقولون ، وراح يدرس تصرفاته وأسلوبه ، طوال فترة وجودهما معاص فى ليفربول ، ثم لم يلبث أن واجهه ذات صباح ، قائلاً :
    – (آيان) …. هل تعلم فيم أعمل بالضبط؟!
    ابتسم الشاب أبتسامة خبيثة ، وهو يجيب :
    – لا اعتقد ان هذا يخفى على أحد يا أدميرال .
    بدا له (جودفرى) صلباً صارماً ، جامد الوجه والملامح كعادته ، وهو قول :
    – هل ترغب فى العمل معى إذن ؟!
    أجاب الشاب فى سرعة :
    – من يمكن أن يرفض امراً كهذا؟!
    وهكذا ، وبتلك البساطة ، صار طالب الكلية العسكرية المفصول ، وسمسارة البورصة السابق ، يحمل رتبة ضابط فى البحرية ..
    ولقب رجل مخابرات بريطانى ..
    وما أن أندلعت الحرب العالمية الثانية ، حتى تفجرت كل المواهب الخلاقة فى اعمال (آيان فليمنج) ..
    وكل الأفكار المجنونة ..
    فى البداية ، خُيل للأدميرال (جودفرى) انه قد أساء الاختيار ، ووقع على أرستقراطى مخبول ، لا تتفق افكاره قط مع الواقع والعقل ..
    ولكنه أنتبه فجأة ، إلى أن (فليمنج) هذا رجل مخابرات عبقرى ، وانه ما خلق لعمل إلا لهذا المضمار بالذات ..
    فكل أفكار (فليمنج) كانت تصدم سامعيها فى البداية ، ثم لا تلبث أن تجد صدى فى عقولهم ، منها إلى قلوبهم ، وتقفز بعدها لتحتل مكانة لا مثيل لها ،فى عالم الأبتكار والنجاح ..
    ولعل أبرز هذه الأفكار كان الإذاعة الألمانية الموجهة ..
    فطوال فترة الحرب ، كان الألمان يستمعون إلى إذاعة ألمانيا ، ناطقة بالعامية ، تنقل إليهم أخبار قادتهم وجبهاتهم ، على نجو يوحى بان فريقاً من جنرالات الجيش ، المعارضين للنازية هم من يبثها ، من مكان مجهول داخل ألمانيا ، وتهاجم الحلفاء وقادتهم ، إلى حد الذى وصفت فيه رئيس الوزراء البريطانى ( وينستون تشرشل) بأنه يهودى بدين مصاب بامراض … ، وأشبه بالخنزير المريض ..
    وربما كا هذا الوصف وما يشبهه ، هو السبب فى كل ما تصوره الألمان عن تلك الأذاعة المجهولة ن والسبب فى أرتباطهم بها بشدة ، دون ان يخطر ببال احدهم ، حتى قادتهم انفسهم ، أنها إذاعة بريطانية بحته ، يتم بثها من قلب لندن ، تحت أشراف (فليمنج) نفسه الذى كان يدس السم فى العسل يومياً ، ويتسلل إلى أعماق الروح المعنوية الألمانية ، لينسفها نسفاً ، من خلال قصص ملفقة عن قادة ألمان وساستهم ، وعن الجنرال المسرف ، الذى أبتاع لصديقته معطفاً من الفراء ، يكفى ثمنه لإطعام لواء كامل ، ولآخر الذى ترك المعركة على الجبهة الروسية ، لينعم بالدفء فى البلقان ، تاركاً جنوده يغرقون فى الجليد حتى آذنهم ، وأقدامهم تتجمد فى البرد .. و… و…
    والطريف أن (فليمنج) قد تعرض للمساءلة بسبب وصفه للساسة البريطانيين ، والذى يبدوا بذيئاًللغاية ، عندما يلقى بالعامية الألمانية ، إلا أنه دافع عن نفسه بأنه لو لم يفعل هذا لما أستطاع جذب الألمان إلى سماع إذاعته ، أو إقناعهم بكل ما يدسه لهم من اخبار ..
    وانتهى التحقيق بحصول (آيان فليمنج) على مكافأة سخية ، وإطلاق يده فى نسج المزيد والمزيد من تلك الأفكار المجنونة ..
    وهذه النقطة الأخيرة بالذات كانت أكبر مكافأة حصل عليها (فليمنج) فى حياته كلها ..
    ان تطلق يده فى الأفكار و الأبتكارات ..
    مهما بلغ جنونها ..

    #823418

    إيان فليمنج (25 مايو 1908 – 12 أغسطس 1964) أديب وصحفي بريطاني بالإضافة إلى كونه ضابط بحري في الحرب العالمية الثانية، يشتهر بكونه مؤلف سلسلة روايات جيمس بوند وكذلك قصة الأطفال تشيتي تشيتي بانچ بانچ.

    خلال الحرب العالمية الثانية خدم إيان فليمنج في مخابرات البحرية البريطانية ومنها استوحى في تأليفه لسلسلة جيمس بوند. في إحدى مهامه أرسل فليمنج إلى جمايكا وأعجب فليمنج بهذه الدولة. بعد انتهاء الحرب ترك عمله في الجيش إثر خلاف مع مسؤوليه وسافر إلى جمايكا واستقر فيها، بنى بيتا على شاطئ البحر وعاش فيه حتى آخر أيامه. الاسم “جيمس بوند” أخذه من اسم مؤلف دليل “طيور جمايكا”.

    شكرا لك kisha

    #823752
    kisha
    مشارك

    جزاك الله خيرا
    أخى (((فتى العرين)))
    معلومات حاضرة
    أضافة هامة
    أنى سعيد أن تكون أول من يرد على الموضوع

    #823783

    اهلا

    شكرا اخواني على الموضوع والاضافه الرائعه
    بجد موضوع جميل
    تحياتي

    #823825

    مشكور اخى على المعلومات الجميلة عن

    فليمنج بجد استمتعت و انا اقرا تلك السطور

    تحياتى لك اخى

    #823958

    هلا وغلا كيشا منور المجلس كله شكرا على المعلومات الجيدة والمفيدة….
    تقبل تحياتى : صـــــــــــــــــــــــــــــــابر ..

    #824263
    kisha
    مشارك

    اشواق ناعمة
    منورة والحمد لله على الاستفادة وأنتظرى المزيد فى عالم المخابرات

    #824264
    kisha
    مشارك

    أخى
    @xXx Noor xXx@

    جزاك الله خيرا
    ويارب دائما
    الاستفادة فى أرجاء
    مجالسنا

    #824268
    kisha
    مشارك


    صابر على الحياة

    منور
    وجزاك الله خيرا
    وأنتظر المزيد
    لان
    القادم أحلى

مشاهدة 9 مشاركات - 1 إلى 9 (من مجموع 9)
  • يجب تسجيل الدخول للرد على هذا الموضوع.

يستخدم موقع مجالسنا ملفات تعريف الارتباط الكوكيز لتحسين تجربتك في التصفح. سنفترض أنك موافق على هذا الإجراء، وفي حالة إنك لا ترغب في الوصول إلى تلك البيانات ، يمكنك إلغاء الاشتراك وترك الموقع فوراً . موافق إقرأ المزيد