ما المراد من الاعتكاف، وما الدليل على مشروعيته، وما الثواب المترتب عليه؟ الاعتكاف معناه لزوم الشيء وحبس النفس عليه ، سواء أكان خيرًا أم شَرًّا، قال تعالى) : ما هذه التماثيلُ التي أنتم لها عَاكِفون ) (سورة الأنبياء : 52) أي مُقيمون على عبادتها، والمراد به شرعًا لزوم المسجد والإقامة فيه بنيّة التقرُّب إلى الله. والإجماع منعقد على مشروعيّته، فقد كان النبي ـ صلّى الله عليه وسلم ـ يعتكِف في كل رمضان عشرة أيام، فلما كان العام الذي قُبض فيه اعتكف عشرين يومًا كما رواه البخاري، واعتكف أزواجه من بعده كما روى البخاري ومسلم عن عائشة رَضي الله عنها . وحكمه أنه سُنّة، ويكون واجبًا عند النذر، ويتأكد فضله في رمضان وفي العشر الأواخر منه. والأحاديث التي وردت في فضله لم يُتّفق على صحّتها، وإن كانت تقبل في فضائل الأعمال منها ما رواه الطبراني والبيهقي والحاكم وصححه عن ابن عباس رضي الله عنهما:” ومن اعتكف يومًا ابتغاء وجه الله جعل الله بينه وبين النار ثلاثة خنادِق، أبعد مما بين الخافقين” وما رواه البيهقي:” من اعتكف عشرًا في رمضان كان كحجّتين وعُمرتينِ ” . وهناك ترغيب في الاعتكاف أقل من يوم، فقد روى الخطيب وابن شاهين عن ثوبان أن النبيّ صلّى الله عليه وسلم قال:” من اعتكف نفسه ما بين المغرب والعشاء في مسجد جماعة لم يتكلّم إلا بصلاة وقرآن كان حقًّا على الله تعالى أن يبنيَ له قصرًا في الجنة”.
قضاء رمضان بعد مرور رمضان آخر بعض الأئمة يقولون، بأنه إذا مرّ رمضان وجاء آخر ولم يقض ما عليه من أيام أفطرها في رمضان السابق، فعليه القضاء والفدية، وهي إطعام مسكين عن كل يوم مدًا من غالب قوت البلد، والمدّ يساوي تقريبًا نصف كيلو غرام، يزيد قليلاً. هذا في مذهب الشافعية، والحنابلة، عملاً بما جاء عن عدد من الصحابة، والأئمة الآخرون لم يوجبوا هذا. على كل حال، فإن حدث معه مثل هذا فعليه القضاء جزمًا، أما الإطعام أو الفدية فإن فعلها فحسن، وإن تركها فلا حرج عليه إن شاء الله، حيث لم يصح شيء في ذلك عن النبي – صلى الله عليه وسلم -. أما عند الشك في عدد الأيام، فيعمل الإنسان بغالب الظن، أو باليقين .. فلكي يطمئن الإنسان على سلامة دينه وبراءة ذمته، فليصم الأكثر، وله على ذلك مزيد الأجر والثواب 0
الى هنا وأنهي معكم سلسلة الفتاوي الرمضانية 00 أتمنى أن تكونوا قد أستفدتوا منها 00 وأتمنى أن أكون قد وفقت في أختيارها 00 كما لا يفوتني أن أشكر كل من تابعها 00 وكل من قرأها 00 وأتمنى أن تعم الفائدة على الجميع 00 أشكركم مرة أخرى 00 وأن شاء الله نلتقي في فتاوى رمضانية أخرى في شهر رمضان القادم اذا كان لنا حياه 0
يستخدم موقع مجالسنا ملفات تعريف الارتباط الكوكيز لتحسين تجربتك في التصفح. سنفترض أنك موافق على هذا الإجراء، وفي حالة إنك لا ترغب في الوصول إلى تلك البيانات ، يمكنك إلغاء الاشتراك وترك الموقع فوراً . موافقإقرأ المزيد