لم يسع رؤوف رشيد الى هذا الدور الذي اخذ اسمه وصورته الملايين البيوت واقاصي الارض
هكذا يقول لكنه لم يحاول التملص من قدره حين وقع الاختيار عليه . اعتبر ان ليس
من حق القاضي التهرب من واجب لانه صعب او محفوف بالاخطار
كانت المهمه شاقه اصلا وضاعف من وعورتها ما كان يعيشه العراق بالتوازي مع جلسات
المحاكمه . لحظه تنفيذ الحكم كان رشيد بعيدا جدا عن المسرح . وليس سرا انه شعر بالاستياء
لخرق بعض القواعد ولرائحه الثأر التي فاحت من بعض الصيحات واعتبر القاضي طريقه
( تنفيذ الحكم ) غير حضاريه
قصدت منزله في اربيل برفقة صديقين استقبلنا الرجل الهادىء مبتسما ولا اعرف لماذا شعرت
ان صدام حسين كان الرجل الخامس في اللقاء . تقضي اللياقه بعدم تحويل زيارة مجامله الى
استجواب منذ اللحظه الاولى . بحثت عن مدخل لحديث اخر واسعفتني اللوحات الموزعه في
صالون المنزل العادي لمن بات اشهر قاض في الشرق الاوسط وربما خارجه
التقط القاضي الفرصه كأنه اراد القول ان قصته لم تيدا مع بدء المحاكمه . لمست لديه رغبه
في التذكير ب ( الوجه الاخر ) له . حكى انه عاشق كتب ولوحات . لم يخف ولعه بالمتنبي
واعجابه بالجواهري على رغم وعورة لغته احيانا ولم يكتم حبه لجبران خليل جبران وتقديره
لمخيلته وعذوبه لغته , وكشف انه يكتب منذ وقت طويل لكنه ليس من انصار النشر وعلى
رغم انتمائي المزمن لحزب المتنبي دفعت الحديث في اتجاه الرجل الخامس
اقسم رشيد انه لم يتعرض لاي ضغوط سواء كانت امريكيه او عراقيه وانه ما كان ليقبلها لو
حصلت واكد ان انتماءه الكردي لم يكن بين اسباب اختياره ولم يؤثر على تعامله مع المتهمين

تذكر الجدل المتكرر بينه وبين صدام حسين الذي كان يصر على انه رئيس العراق فيرد عليه
انك هنا في قفص الاتهام . يعترف بوجود شيء من الرهبه في بدايه المحاكمه
( اذ لصدام قدر من الحضور والهيبه ) . قال ان صدام كان حريصا على صورته في حضور وسائل الاعلام
يتحدث بقدر من التحدي والتشدد والعزم وكأنه يخاطب جمهوره . وفي غيابها يتحول الى رجل هادىء
اعترف بأن صدام كان صلبا متماسكا ويصر على حمل القرآن الكريم . وكان يكتب الشعر
في سجنه , وان تماسكه كان مصدر تماسك المتهمين الاخرين ومعنوياتهم المرتفعه
قال ان برزان الاخ غير الشقيق لصدام حسين كان شرسا ويلجأ احيانا الى الالفاظ النابيه
وقد اصطدم مع الحراس اكثر من مرة , وروى انه وفر لبرزان طبيبين امركيين لمعالجته من
السرطان فكان رده ( لا اثق بهؤلاء الملاعين ) عندها اوكل طبيبين عراقيين امر الاعتناء به

استغربت قوله ان طه ياسين رمضان كان لبقا ولا تنقصه البراعه في الاجايه , قال لرمضان ذات مره
انت جئت من اصول متواضعه واتيحت لك الفرصه الوصول الى الموقع فلماذا لم تخدم بلدك ؟.؟؟
ورد رمضان : انا خدمت بلدي خدمته على طريقتي

عدنا الى صدام حسين .. قال القاضي ان شخصيته تشبه في جانب منها شخصيه الحجاج بن يوسف
الثقفي الذي كان يرى ( رؤوسا قد اينعت وحان قطافها ) لكنه يلاحظ ان الحجاج كان مجرد
قروي عنيف في حين ( ان شحصية صدام حسين مليئه ) واكد انه لم يشعر حيال الرئيس القائد
صدام حسين لا بالشفقه ولا بالشماته واعترف ان صدام كان يطلب ان يراه ليطلب شيئا لرفاقه ولم يحدث ان
طلب لنفسه وقال انه شعر صدام بصدور حكم الاعدام , لكنه لم يظهر ضعفا او ارتباكا

م
ن
ق
و
ل

المخلص غالي حبكم