مشاهدة مشاركة واحدة (من مجموع 1)
  • الكاتب
    المشاركات
  • #7230
    الرئيس
    مشارك

    ثمة مفاهيم واقتناعات حول قضية المرأة تكونت وترسخت بفعل عوامل ومؤثرات عدة، وتحولت إلى بدهيات جعلت كثيراً من الناس ينطلق منها مباشرة ويغفل عن أصلها ومنشئها ومدى سلامتها واتفاقها مع المنهج الشرعي.

    ومنها أن للمرأة خصوصية فطرية، ترتب عليها بعض الخصوصية في الأحكام الشرعية مما تتميز به عن الرجال، وهذه الخصوصية إنما هي في أحوال استثنائية، إذ الأصل العموم، فخطاب الشرع يأتي عاماً يخاطب به الإنس والجن، الرجل والمرأة، الكبير والصغير.

    لكن بعضهم يعكس المسألة فيجعل الخصوصية هي الأصل، وتبدو مظاهر هذا الفهم في مطالب كثيرة بتوجيه حديث خاص للمرأة في كل قضية تطرح.

    ومن يتأمل سيرة النبي صلى الله عليه وسلم يرى التوازن في التعامل مع هذه القضية. فهو لا يهمل المرأة بل يوجه لها الخطاب الخاص فيما يخصها، ثم تبقى القاعدة بعد ذلك عموم الخطاب، فكل ما ورد عنه صلى الله عليه وسلم من توجيه وأمر ونهي ووعظ إنما يخاطب به الجميع دون استثناء، وإن كان قد استمعه الرجال، أو ورد بلغة التذكير.

    إن هذه النظرة علاوة على خطأ منطلقها، تورث عبئاً لا رصيد له يتضمن مزيداً من المطالبة بعطاء وخطاب خاص يوجه إلى ما لا يدخل ضمن دائرة خصوصيتها، وهي أيضاً تحرم المرأة من كثير مما يطرح في الساحة؛ نظراً لأنها تنتظر الخطاب الخاص في كل قضية .

    ويتمثل الشاهد لهذه الحقيقة في تراث الأمة فقد «عرف تراثنا التعامل مع خصوصيات المرأة. فكانت لها بعض الأحكام الفقهية التي قررها كتاب الله وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم ودونها علماء المسلمين وجلوها في مؤلفاتهم، كأحكام الطهارة والنكاح والميراث ونحو ذلك، كذلك أحكام الآداب الشرعية مثل اللباس وضوابط العلاقات الاجتماعية التي تكون فيها طرفاً مع آخرين، رجالاً ونساءً وأطفالاً وخدماً ونحو ذلك، وما وراء ذلك من خصوصيات فإن الخطاب الإسلامي كان خطاباً للإنسان بكامله، دون تفرقة بين أجناس أو طبقات أو نساء ورجال».

مشاهدة مشاركة واحدة (من مجموع 1)
  • يجب تسجيل الدخول للرد على هذا الموضوع.

يستخدم موقع مجالسنا ملفات تعريف الارتباط الكوكيز لتحسين تجربتك في التصفح. سنفترض أنك موافق على هذا الإجراء، وفي حالة إنك لا ترغب في الوصول إلى تلك البيانات ، يمكنك إلغاء الاشتراك وترك الموقع فوراً . موافق إقرأ المزيد