~~

قطعة أرض عفنة .. سور عـتيق يحرس المكان ..

سماء رطبة وشمس رغم وقاحة لسانها إلا أنني لا أتخيل كيف سيكون

للشجر ظلال يعيش فيها الحب من دونها.. عند انحلال الخيط وظهور صاحب القناع .. القمر..

تظلم أروقـة الشجر .. ويجول في المكان ضباب أحمر يهين بقيامه هواء الدنيا وقدرة الحجر ..

قنديل يترنح .. لم يصبـه السكر ..

لكنه أصـاب صاحـبـة ذو العين الواحـدة الذي تتأفف منه ذرات الثرى ..

وتتمنى نزع روحه عصاه المعـذبـة.. يتجول ببطء كعادتـه بين ضواحي مربعـة .. يشتم هـذا ويواسي ذاك

.. يحدث الأطفال ويبكي على النساء .. ليلهيـه تعـبـه عن تحريك قدماه .. ويسـند لأطـرافه مهمـة الاتكاء على جـلمود نقش

على جبينه الخلود حتى الموت !

تناسى العجوز الكلام وتأنس بالذكرى .. دموعـه بدأت بالانحناء لتفاصيلـه الميتة .. يتذكر زمانـه الذي أباض سواده ..

يتذكر .. لينسى .. رهبـة العيش بلا حياة

.. بـعد لحظات من سكون الرياح ..

يسأل صديقـة القنديـل :

– أنحـكـي لرفقـتنا الحكايـة وقصصـناً التي بلا نهايـة .. أم أنهم ملوا سماعي ولم يعود لهم رغبة في بقائي

.. ما بك لما لا تجيـب على سؤالي ..

حـتى أنت ! .. لم تـعـد تبالي بكلامي ..

قـذف بالقـنديل وقام فيهم يـصـيح ..

أنـا حـارسها .. من بنيت بيوتـاً ليعذبوا أو يسعدوا فيها.. من أسمع صراخهم وندائهم بخيالي ..

من أسهر معهم وأعمل لهم في الصباح .. قيدتني الحياة عن المجىء لكم يا صغاري..

.. أوقف صراخـه بكاءه .. وسقط على الأرض يلوم حاله

ويشـكي ضياعـه .. ويذوق من التراب قـدر ما أقـترفـته أفـعالـه

.. عـلى بـعـد عـشرة أمتار .. تـوقـف رجـلان

سأل الأول الثاني .. من هـذا الثالث ؟ ..

أجـاب صديقـة :

الا تـعرفـه ! ..هـذا الشيخ عـمر .. سـيد القوم .. ومالك الجاه .. أصابـته لعنـة الشيطان ..

فـفـقـد كـل ما كان .. فـقـد المال والأهـل والأمـل .. فأصـبح حـارساً لهـذة المـقـبـرة ودافـن موتـى !

.. ولا يملك الآن إلا.. قـنديـل و قـطـعـة عـصا !..

أتـعلمـ يا صديقي .. هـذة الدنيا مجـرد هـمـ نحـمله نحـن وحـسرة يحملها هـو

.. ونـدمـ في جـوف أصحـاب المـقـبرة ! ..

~~

.. أتمنى أن تحـوز على رضاكمـ وأعجابكمـ ..