لم أكن غادرت حين قررت أن أعود ، ولكنني كنت أحيا غريباً عن المكان تتجاذبني هالات عدة من أضواء المدينة ، أسرع في الخطى وأركض وقد أقفز أحيانا وسط دوامات الغنى والسطوة ،أتعلق بقشور الأماني وأسرح بخيالي في عالم يحدثونني عنه اعيش فيه ولا أعرفه وما أستطعت يوماً أن أمسك سوى بأطرافه ، لست أدري ما الذي يمنعنى من أقتحام المجهول الذي أصبو إلى جوهره ، ولست أدري أن كنت أسلك الطريق التي أريد ، وهكذا أنا عشت نيفاً من الدهر الاول ، هنا وهنالك هنا بجسدي وهنالك بروحي التى رفضت أن تغادر معي الى المدينة . حتى إستيقظت ذات صباح ليس ككل الصباحات العبثية التى تمرغ جبين الأنسانية بدعوى لقمة العيش ، لم أهتم إن كنت سأصل متأخرا كعادتي أو باكرا كما يتمنى الاخرون ولم يزعجني تداخل المخلوقات على الطرق صباحاً ، إهتممت فقط برائحة العطر الذي أيقظني وأعادني الى هنالك حقيقة الامر أنه فاجأني باصطدامه بي فأنا أعيش في وسط ابراج الحديد و غيوم الدخان حيث لا رائحة لشيء ولاطعم ولا لون ، بل لكل شيء قيمة فقط . ولكن يبدو أن القدر ساقها الي ذلك الصباح فقد جرب عمال البلدية غرس كل أنواع الاشجار رغبة في أن يتوصلوا الى نوع يتحمل كل هذا الحرق الاستهلاكي فلم يجدوا سوى شجرة النيم ليعيدوا زراعتها من جديد ،كان هذا قبل عدة أشهر عدة ولكنها أزهرت اليوم فقط لتعيد الى حياتي . قررت أن أبقى هذا اليم بجوار الزهر علنى اروى ضمأ السنين وأسد جوع الايام سامضي اليوم حراً ،جلست على الارض وأسندت ظهري الى جذع الشجرة ولكن حرارة الاسفلت جعلتني أفكر في أن أتسلقها ، نرى هل تتحمل اغصانها اللبنية ثقل ظلمي لنفسي واوزار الضجيج الذي يطن في أذناي . اذا لاجدوى من الجوار والحل هو الانصهار ساسند رأسي الى جذعها وأمتزج بروحي فيه وأصبح فرعاً من فروعها وليأكل الاسفلت ماشاء من جسدي فلا بد من أن أعود ذات يوم في الى دنيتي القديمة حتى ولو كنت زهرة نيم . ولك ايتها المدينة مخلفات الانسان الذي صنعت
اخب فتى العرين اقدر لك اهتمامك انا دائما موجود وان كانت مشاركاتي قليلة ولكن ثق بأن المجلس هذا هو مكاني المفضل بوجود امثالك . تقبل تحياتي
الكاتب
المشاركات
مشاهدة 5 مشاركات - 1 إلى 5 (من مجموع 5)
يجب تسجيل الدخول للرد على هذا الموضوع.
يستخدم موقع مجالسنا ملفات تعريف الارتباط الكوكيز لتحسين تجربتك في التصفح. سنفترض أنك موافق على هذا الإجراء، وفي حالة إنك لا ترغب في الوصول إلى تلك البيانات ، يمكنك إلغاء الاشتراك وترك الموقع فوراً . موافقإقرأ المزيد