19-4-2007 اليمين الدستورية؛
لتنتهي بذلك عملية الانتقال التاريخية الهادئة للسلطة من المؤسسة العسكرية إلى المدنيين.
وخلال حفل تنصيبه في قاعة المؤتمرات بالعاصمة نواكشوط
، تعانق ولد الشيخ عبد الله مع رئيس المجلس العسكري للعدالة والديمقراطية،
العقيد أعل ولد محمد فال،
في إشارة رمزية إلى تبادل السلطة في أول حدث من نوعه تشهده موريتانيا منذ الاستقلال في عام 1960.

ووجّه أعضاء المجلس الدستوري ورئيس المحكمة العليا وممثلو نواب البرلمان التهاني للرئيس المنتخب وسلفه ولد محمد فال.

وحضر الحفل 8 رؤساء أفارقة، وعدد من الشخصيات الدولية من بينها جون نجروبنتي مساعد وزيرة الخارجة الأمريكية، في حين تغيب عنه جميع الزعماء العرب.

التنازل عن الكرسي

وبعيد التنصيب أعرب ولد الشيخ عبد الله عن عرفانه بالجميل لأعضاء المجلس العسكري؛ نظرًا للدور الذي لعبوه لصالح موريتانيا.

وأكد أن التاريخ سينصفهم وسيسجل لهم دورهم في الخروج بالبلاد من عصر مضطرب إلى بر الأمان والديمقراطية.

وجعل وفاء ولد محمد فال بتعهده بتسليم السلطة لمن ينتخبه الشعب، وتنازله عن كرسي الرئاسة في الوقت المحدد، محل تقدير كبير، ليس فقط من شعبه، ولكن من قِبل عدد من الشخصيات والمنظمات الدولية بوصفه ثاني رئيس عربي ينقلب على السلطة، ثم يتعهد بتسليمها لينسحب من المشهد السياسي في هدوء، بعد الرئيس السوداني الأسبق سوار الذهب في الثمانينيات من القرن الماضي.

برنامج الإصلاح

وتعهد ولد الشيخ عبد الله، وهو أول رئيس مدني يصل للسلطة من خارجها، باحترام قوانين الجمهورية الإسلامية، والدستور المصادق عليه من قبل الشعب، والمواد المنظمة لتداول السلطة.

وعن خططه للبلاد أكد الرئيس المنتخب على عزمه تطبيق برنامج الإصلاح الذي قدمه خلال حملته الانتخابية، ومن أهم بنوده تطبيق برنامج يعزز الوحدة الوطنية ويفسح مجال المشاركة السياسية أمام الموريتانيين.

كما تعهد بالإصلاح السياسي من خلال فصل السلطات واحترام القانون وترسيخ الديمقراطية القائمة على التسامح، مع احترام دور المعارضة السياسية، مؤكدًا على تمسكه بإصلاح المجال التربوي وترسيخ قيم المواطنة.

سند للفلسطينيين

وعلى المستوى الخارجي قال ولد الشيخ عبد الله: ستعمل بلادنا على تطوير علاقاتها السياسية مع الأشقاء العرب والأفارقة والدولة الإسلامية، معربًا عن أمله في تطوير الإطار المغاربي. وأضاف أن “موريتانيا ستظل سندًا لكفاح الشعب الفلسطيني العادل من أجل إرجاع أرضه وإقامة دولته”.

وعقب وصوله للسلطة بعد الإطاحة بالرئيس السابق معاوية ولد الطايع في الثالث من أغسطس 2005، تعهد ولد محمد فال بتسليم السلطة لمن ينتخبه الشعب بعد عامين من حكم انتقالي تولى المجلس العسكري فيهما حكم البلاد.

وشهدت موريتانيا أواخر مارس الماضي انتخابات رئاسية نزيهة أسفرت عن فوز المرشح المستقل ولد الشيخ عبد الله. كما شهدت البلاد خلال فترة حكم المجلس انتخابات تشريعية وبلدية نزيهة.