بسم الله الرحمن الرحيم

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

قرأ تهذا الموضوع في كتاب انك ميت وأحببت أ أنقله لكم ..

قال تعالى: ” كل نفس ذائقة الموت وانما توفون أجوركم يوم القيامة”

الموت من سنن الله في خلقه فلا يبقى الا وجه ربك ذو الجلال والاكرام.. وقد أوصتنا كتب السماء وأوصونا رسل الله بأن لا نهمل ذكر تذكر الموت.. وبأننا سنموت وأننا الى الله سنرجع فلنكن على حذر من طول الأمل .. ومن التسويف ومن الاستسلام للهوى .. ومن طاعة النفس التي تدغدغها شيطنة الانس والجان.

لقد رحل الآباء والأجداد … رحلت طفولتنا وأمانينا.. رحل كل شيء ،فهل فينا من استعد للرحيل ..؟ انني فقط أذكركم ونفسي .. فالذكرى تنفع المؤمنين.

والموت.. أمره كحدث ، أمر بسيط .. فما هو الا غفوة كلمح البصر .. ثم انتقال الى حيث الخلود ، وليس ما يفزعنا منه الا قلة استعدادنا للآخرة فقط ، وليس ما يوجعنا فيه الا فراق الأهل والأحباب .. واذا ما جاء الموت.. فهو يجيء بغتة دون انذار أو اشعار .. فلنتقي الله ما استطعنا.. فليست الدنيا الا متاع الغرور.

مصير الجسد
ترى.. ما الذي يحدث لأجسادنا بعد أن تفارقها الروح..؟ وليس هناك من جسد سوى العظام؟!

ان الجسد بعد أن تفارقه الروح لا يبقى على حاله وانما يمر بمراحل متتالية تتغير في حالته تباعا حتى ينتهي الى التراب .. وكأنه يمر بمرحلة عكسية لخلقه الأول قبل أن يخرج الى الحياة.

قال تعالى: ” ولقد خلقنا الانسان من سلالة من طين ثم جعلناه نطفة في قرار مكين ثم خلقنا النطفة علقة فخلقنا العلقة مضغة فخلقنا المضغة عظاما فكسونا العظام لحما ثم انشأناه خلقا آخر فتبارك الله أحسن الخالقين “

فيما يلي استعراض لما يحدث للجسد المتوفى من تغيرات حسب تتابعها الزمني كما يلي.

1- الارتخاء الابتدائي : حيث تفقد العضلات الارادية وغير الارادية قوتها ومقاومتها وتصبح لينة سهلة التحريك دون أي مقاومة الا في حالة الانتحار أو الغرق ، فإن العضلات تتيبس وتسمى تلك الحالة بالتيبس الرمي.
2- الزرقة الرمية أو التلون الرمي : وهو تغير يحدث في لون الجلد في مناطق مختلفة منه .. وذلك بسبب حركة الدم بفعل الجاذبية الأرضية حيث يتحرك الدم في الأوعية الدموية في تجاه أقرب الأماكن من الجسم الى الأرض .. وتستمر حركة الدم لبضع ساعات قبل
أن يتجلط الدم داخل الأوعية الدموية.. وتؤدي حركة الدم وتجمعه في الأماكن المنخفضة الى تلون الأماكن باللون القرمزي أو الأحمر النحاسي .
3- التيبس الرمي : ويبدا بعد الوفاة بحوالي ساعتين حيث تتيبس جميع عضلات الجسم الارادية واللااردية ويبدأ التغير في عضلات الوجه والرقبة ثم ينتشر تدريجيا مرورا بعضلات الجذع واليدين والبطن والفخذين والساقين ويكتمل تيبس العضلات بعد حوالي اثنتي عشرة ساعة ويستمر بعد ذلك لمدة أربع وعشرين ساعة تقريبا .. بعدها تبدأ العضلات في الارتخاء تدريجيا بدءا بعضلات الوجه حتى ترتخي عضلات الجسم كله فيما يعرف بحالة الارتخاء الثانوي.

التعفن الرمي: وهي آخر مرحلة يمر بها الجسم الميت قبل عودته الى حالته الأولى أي مادة الأرض ويتعفن الجسم ويتحلل نتيجة لتأثير الخمائر ( الأنزيمات) الموجودة داخل الخلايا بالاضافة الى الميكروبات المركزة داخل القولون بالقناة الهضمية وأي ميكروبات أخرى تكون داخل الجسم نتيجة المرض الذي يصيب الميت قبل وفاته.

العودة الى الأصل

قال تعالى: ” منها خلقناكم وفيها نعيدكم ومنها نخرجكم تارة أخرى”

ان المتأمل لعملية تحلل الجسد بعد الوفاة لابد وأن يشعر بنوع من التقزز والرهبة والوجل .. ان ذلك المخلوق المغرور المتكبر الطاغي المستهتر قد انتهى.. قد تلاشى.. قد رحل .. ولكنه رحيل عن الأعين فقط.. أما في الغيب فهو خالد مدرك يعيش في أحد الحالين .. اما النعيم .. أو الجحيم .. فلينظر الانسان ماذا قدم لآخرته!

التحلل
تبدأ عملية التحلل الذاتي للخلايا بفعل الخمائر في أنسجة الدماغ والأعضاء اللينة الأخرى مثل الكبد والبنكرياس والغدد والأمعاء ويتصاعد نتيجة لذلك غازات وسوائل عفنة ذات رائحة نتنة، وأما الميكروبات فتهاجم الخلايا من خارجها وتبدأ بمهاجمة أنسجة الأمعاء وتنتشر بعد ذلك بسرعة الى جميع أجزاء الجسم ويساعدها على ذلك وجود الأوعية الدموية التي تعمل كممرات تصل الى كل مكان بالجسم ، وتحتوي في نفس الوقت علة الدم الذي يعتبر من أغنى المواد الغذائية لنشاط الميكروبات ونوها .

ونتيجة لتحلل مكونات الخلايا والأنسجة تتصاعد غازات مختلفة مثل أول وثاني أكسيد الكربون عديمي الرائحة وغاز الأمونيا النفاذ، وغاز كبريتيد الهيدروجين الكريهة الرائحة.. الخ ،ويؤدي تصاعد تل الغازات وغيرها الى انتفاخ البطن بدءا من الجزء الأول للأمعاء الغليظة المسمى بالأعور والذي يقع في الركن الأيمن السفلي للبطن ، ويتغير لون جلد البطن فيميل الى الاخضرار كما يؤدي تكون الغازات داخل الأوعية الدموية الى انتفاخها مما يعطي الجلد شكل الرخام ، كما تتجمع رغاوي عفن الرائحة بالفم وحول الأنف وتجحظ العينان ويبرز اللسان خاج الفم.

وخلال يومين أو ثلاث يزداد البطن انتفاخا وتخرج محتويات الأمعاء خلال فتحة الشرج ويزداد تجمع الغازات داخل البطن مما يؤدي الى انفجارها ويتسلخ جلد الجسم كله خلال الأسبوع الثاني من الوفاة..

ويستمر الحال حتى لا يبقى من الجسد الا عظامه وبعض غضاريفه .. التي تأخذ طريقها في التحلل تدريجيا لينتهي من الوجود كل اثر لذلك المخلوق الذي عاش على الأرض وتنقل بين جنباتها سنينا عديدة..! فيالها من نهاية.