من زهرة الى اخرى وعيناها شاخصتان بأتجاه الشاشة الفضية تارة وتارة أخرى نحـــــــو المربعات

المتراصفة كحضيرة جنود مدربين.

غير أن الحشمة المبالغ فيها كثيرا” والقميص المقفل حد العنق جعلت ذلك الرجل الجالــــــــــــس

قبالتها ينظر أليها بأعجاب شديد…….ونظراتة الفاحصة كانت مثل سماعة طبيب يلامس جســـــدها

الفض المكتنز برقة من كعبي القدمين حتى قمة رأسها وتستريح نظراتها قليلا” عنـــــــد البروزين

الصغيرين ويتنفس الصعداء ويتآوه وكأنه يريد أن يلفي بنفسه الحزينة في تلك الأحضـــــان الدافئة

عله يجد في سريرة ذاتها العميقة مشاعر النشوى( والجور )……

وكم مرة حاول جاهدا” أن يقطع لسان نظراته الملتهبة كقلوب العذارى ولكنه وجد نفسه عاجـــــزا”

عما يريد فالآحساسات الحارة تمر به كالشهاب وتفجر داخله براكين العواطف الثائرة التي عصفت

بها زوابع الاقدار…فلما لايفتح قلبه الصغير لهذا الحب الكبير الذي منحه الدفء وهو يسري فـــــي

عروق جسده المتيبسة ببرود الموت………………..!!!

أليس من حقه أن يبني قصورا” في الهواء الطلق………..؟

وهو كالعصفور ينام عند آخر شجرة يقف عندها الغروب….ذهب الحرمان به مذاهب مختلفة وحروف

الدهرعبثت بشعره الأسود لتحيله الى لون الثلج…فلا عجب من ذلك من أن يمتطي صـــهوة خياله

المرهف الحس كالحلم ليغلف قلبه الموجع ببراقع الأماني الحساس ويحطم بمعــــول التأمل ذلك

البرزخ الأثيري الذي يفصل بينه وبينها ليأخذها الى جزيرة هامدة وها هي حبيبته تجلس أمامـــــــه

القرفصاء ترتدي ثوبها الأبيض تشاكسه بشعرها المجنون المتمايل كالآفعى………….دنى منها شيئا

فشيئا” دس رأسه المتعب بين منحنيات الشباب شعر بتلك الاحساسات الحارة تمــــــــر كالشهاب

ثم أطبق جفنيه بأسترخاء تام ولم يفق ألا وأصابعها الطرية بين خصلات شعــره القصير وبعد تنهيدة

صغيرة سمعها تقول……سيدي لقد أكملت طباعة كتابك فأستميحك عذرا” على التأخير……لم ينبس

ببنت شفة وتناول كتابه من يدها عندها تحسس جهاز الحاسوب بيده ولــــــم يبق في تلك الجزيرة