مشاهدة مشاركة واحدة (من مجموع 1)
  • الكاتب
    المشاركات
  • #697
    أبو ناصر
    مشارك

    هذه المعلقه لامرؤ القيس بن حجر بن عمرو الكندي

    قفا نبك من ذكرى حبيب ومنزل
    بسقط اللوى بين الدخول فحومل

    فتوضح فالمقراة لم يعف رسمها
    لما نسجتها من جنوب وشمأل

    ترى بعر الأرام في عرصاتها
    وقيعانها كأنه حب فلفل

    كأني غداة البين يوم تحملوا
    لدى سمرات الحي ناقف حنظل

    وقوفاً بها صحبي على مطيهم
    يقولون لا تهلك أسى وتجمل

    وإن شفائي عبرة مهراقة
    فهل عند رسم دارس من معول

    كدأبك من أم الحويرث قبلها
    وجارتها أم الرباب بمأسل

    إذا قامتا تضوع المسك منهما
    نسيم الصبا جاءت بريا القرنفل

    ففاضت دموع العين مني صبابة
    على النحر حتى بل دمعي محملي

    ألا رب يوم لك منهن صالح
    ولا سيما يوم بدارة جلجل

    ويوم عقرت للعذارى مطيتي
    فيا عجب من كورها المتحمل

    فظل العذارى يرتمين بلحمها
    وشحم كهداب الدمقس المفتل

    ويوم دخلت الخدر خدر عنيزة
    فقالت لك الويلات إنك مرجلي

    تقول وقد مال الغبيط بنا معاً
    عقرت بعيري يا امرأ القيس فانزل

    فقلت لها سير وأري زمامه
    ولا تبعديني من جناك المعلل

    فمثلك حبلى قد طرقت ومرضع
    فألهيتها عن ذي تمائم محول

    إذا ما بكى من خلفها انصرفت له
    بشق وتحتى شقها لم يحول

    ويوماً على ظهر الكثيب تعذرت
    علي وآلت حلفة لم تحلل

    أفاطم مهلاً بعض هذا التدلل
    وإن كنت قد أزمعت صرمي فأجملي

    أغرك منى أن حبك قاتلي
    وأنك مهما تأمري القلب يفعل

    وإن تك قد ساءتك مني خليفة
    فسلي ثيابي من ثيابك تنسل

    وما ذرفت عيناك إلا لتضربي
    بسهميك في أعشار قلب مقتل

    وبيضة خذر لا يرام خباؤها
    تمتعت من لهو بها غير معجل

    فجاوزت أحراساً إليها ومعشراً
    على حراصاً لو يسرون مقتلي

    إذا ما الثريا في السماء تعرضت
    تعرض أثناء الوشاح المفضل

    فجئت وقد نضت لنوم ثيابها
    لدى الستر إلا لبسة المتفضل

    فقالت : يمين ا لله مالك حيلة
    وما إن أرى عنك الغواية تنجلي

    خرجت بها أمشي تجر وراءنا
    على أثرينا ذيل مرط مرحل

    فلما أجزنا ساحة الحي وانتحى
    بنا بطن خبت ذي حقاف عقنقل

    هصرت بفودى رأسها فتمايلت
    على هضيم الكشح ريا المخلخل

    مهفهفة بيضاء غير مفاضة
    ترائبها مصقولة كالسجنجل

    كبكر المقاناة البياض بصفرة
    غداها نمير الماء غير المحلل

    تصد وتبدي عن أسيل وتتقي
    بناظرة من وحش وجرة مطفل

    وجيد كجيد الرئم ليس بفاحش
    إذا هي نصته ولا بمعطل

    وفرع يزين المتن أسود فاحم
    أثيث كقنو النخلة المتعثكل

    غدائرها مستشزرات إلى العلا
    تضل العقاص في مثنى ومرسل

    وكشح لطيف كالجديل مخصر
    وساق كأنبوب السقي المدلل

    وتضحى فتيت المسك فوق فراشها
    نؤوم الضحى لم تنتطق عن تفضل

    وتعطو برخص غير شثن كأنه
    أساريع ظبي أو مساويك إسحل

    تضيء الظلام بالعشاء كأنها
    منارة ممسي راهب متبتل

    إلى مثلها يرنو الحليم صبابة
    إذا ما اسبكرت بين درع ومجول

    تسلت عمايات الرجال عن الصبا
    وليس فؤادي عن هواك بمنسل

    ألا رب خصم فيك ألوى رددته
    نصيح على تعذاله غير مؤتل

    وليل كموج البحر أرخى سدوله
    على بأنواع الهموم ليبتلي

    فقلت له لما تمطى بصلبه
    وأردف أعجازاً وناء بكلكل

    ألا أيها الليل الطويل ألا انجلي
    بصبح وما الإصباح منك بأمثل

    فيالك من ليل كأن نجومه
    بأمراس كتان إلى صم جندل

    وقربة أقوام جعلت عصامها
    على كاهل مني ذلول مرحل

    ووادٍ كجوف العير قفر قطعته
    به الذئب يعوي كالخليع المعيل

    فقلت له لما عوى : إن شأننا
    قليل الغنى إن كنت لما تمول

    كلانا إذا ما نال شيئاً أفاته
    ومن يحترث حرثي وحرثك يهزل

    وقد أغتدى والطير ي وكناتها
    بمنجرد قيد الأوابد هيكل

    مكر مفر مقبل مدبر معاً
    كجلمود صخرٍ حطه السيل من عل

    كميت يزل اللبد عن حال متنه
    كما زلت الصفواء بالمتنزل

    على الذبل جياش كأن اهتزامه
    إذا جاش فيه حميه غلي مرجل

    مسح إذا ما السابحات على الونى
    أثرن الغبار بالكديد المركل

    يزل الغلام الخف عن صهواته
    ويلوي بأثواب العنيف المثقل

    درير كخذروف الوليد أمره
    تتابع كفيه بخيط موصل

    له أيطلا ظبي وساقا نعامة
    وإرخاء سرحان وتقريب تتفل

    ضليع إذا استدبرته سحد فرجه
    بضاف فويق الأرض ليس بأعزل

    كأن على المتنين منه إذا انتحى
    مداك عروس أو صلاية حنظل

    كأن دماء الهاديات بنحره
    عصارة حناءٍ بشيب مرجل

    فعن لنا سرب كأن نعاجه
    عذارى دوار في مُلاءٍ مذيل

    فأدبرن كالجزع المفصل بينه
    بجيد معم في العشيرة مخول

    فألحقنا بالهاديات ودونه
    جواحرها في صرةٍ لم تزيل

    فعادى عداءً بين ثورٍ ونعجةٍ
    دراكاً ولم ينضح بماءٍ فيغسل

    فظل طهاة اللحم من بين منضج
    صفيف شواءٍ أو قدير معجل

    ورحنا يكاد الطرف يقصر دونه
    متى ما ترق العين فيه تسفل

    فبات عليه سرجه ولجامه
    وبات بعيني قائماً غير مرسل

    أصاح ترى برقاً أريك وميضه
    كلمع اليدين في حبي مكلل

    يضيء سناة أو مصابيح راهب
    أمال السليط بالذبال المفتل

    قعدت له وصحبتي بني ضارج
    وبين العذيب بعد ما متأملي

    على قطنٍ بالشيم أيمن صوبه
    وأيسره على الستار فيذبل

    فأضحى يسح الماء حول كتيفةٍ
    يكب على الأذقان دوح الكنهبل

    ومر على القنان من نفيانه
    فأنزل منه العصم من كل منزل

    وتيماء لم يترك بها جذع نخلةٍ
    ولا أطماً إلا مشيداً بجندل

    كأن ثبيراً في عــــــــــرانين وبلـــــــــه
    كـــــــــبير أناس في بجــــــــــادٍ مزمل

    كأن ذرى رأس المجيمر غدوةً
    من السيل والغثاء فلكةُ مغزل

    وألقى بصحراء الغبيط بعاعه
    نزول اليماني ذي العياب المحمل

    كأن مكاكي الجواء غديةً
    صبحن سلافاً من رحيق مفلفل

    كأن السباع فيه غرقى عشية
    بأرجائه القصوى أنابيش عنصل

    _________________________

    ((You jump i jump remember, I’ve changed my mind ))

مشاهدة مشاركة واحدة (من مجموع 1)
  • يجب تسجيل الدخول للرد على هذا الموضوع.

يستخدم موقع مجالسنا ملفات تعريف الارتباط الكوكيز لتحسين تجربتك في التصفح. سنفترض أنك موافق على هذا الإجراء، وفي حالة إنك لا ترغب في الوصول إلى تلك البيانات ، يمكنك إلغاء الاشتراك وترك الموقع فوراً . موافق إقرأ المزيد