الرئيسية › منتديات › مجلس الأصدقاء والمرح › أميرة الجميلات تحكي حكايات باللهجة العمانية مع مواقف مضحكة
- This topic has 76 رد, 21 مشارك, and was last updated قبل 17 سنة، 8 أشهر by الضـــ شمس ــحـى.
-
الكاتبالمشاركات
-
10 أبريل، 2007 الساعة 7:38 ص #804330الضـــ شمس ــحـىمشارك
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته فـــــــــــــــلـــــــــج الــــــمــــــــــبـــــــروك خرج عامر من المدينة حزيناً عبوساً ، لقد خسر كل شيء ، أمواله وزوجته التي تركته بعد ما أفلس ، حتى أصدقاءه الأعزاء الذين كم قضوا معه سهراته الباذخة ، كل من حوله أنفض عنه ، يذكر أن له أخ فقير كان يتردد عليه ، أين هو ؟؟ يتمنى لو يراه .. لكن هيهات .. لأبد أنه مات .
خرج عامر مدبراً ، وبين حين وحين يلتفت إلى مدينته التي كان فيها الناس عبيداً له ، أو أن بعضهم كان يتمنى أن يعمل خادماً له في قصره ، أخذ يتجول في الصحراء المعشبة ليبتعد عن المدينة التي أصبح فيها خبر كان .
أين الجواري ؟ ليالي الخمر والقمار ، اللهو والمرح ؟؟ أين الصحون الفضية والملاعق الذهبية ؟ أين القناديل التي تضاء بزيت الزيتون ؟ أين المطربات والمطربين والراقصات ؟ أين مائدة الطعام ؟ كل شيء راح .. ليتني حافظت عليها … أخي !!!
مشى عامر .. ومشى .. كلما جاع عصر أوراق الشجيرات .. بعضها مر وبعضها لاذع .. إنها شجيرات صحراوية ، أما إذا تعب استلقى تحت ظل شجرة ،أستمر يهيم على وجهه .. ينام في العراء والجوع والتعب يأكلان من جسمه الذي ضأل بعد أن كان مليئاً ، وبينما هو يمشي بدون سبيل إذا بملامح قرية خضراء ، ففكر عامر في الذهاب اليها عله يجد فيها عملاً ولعله يكون فيها غريباً فلا يعرف عن ماضيه شيء ليبدأ حياته من جديد .
وصل عامر القرية فإذا هي روضة عامرة بالنخيل ، كثيرة الأشجار وافرة الظلال ، فأستغرب من صغر أشجارها وكأنها زرعت منذ وقت قريب ، شاهد عامر شجرة عنب على السياج تتدلى منها العناقيد الناضجة فأمتدت يده لتقطف شيئاً ، إن الجوع قد أعماه عن الأنتظار والسؤال ، وفجأة شاهد بيداراً فلاحاً بالقرب منه ينظر إليه فأرجع يده خجلاً لكن البيدار قال له :
البيدار: تفضل خظ خذ عنب
عامر : أحسنت
البيدار : يا ود أبن الحلال .. خظ راعي صاحب المال أنسان طيب
بعد أن سمع عامر هذا الكلام مد يده وأكل عنقوداً من العنب ثم قال
عامر : مو ما أسمها هاذي البلاد ؟؟
البيدار : ذي هذه أسمها المبروك ، صا إنه الفلج أسمه المبروك صاحبه واحد ود حلال أنسان كريم
عامر : هاذي البلاد ح واحِ وأحد ؟؟!
البيدار : نعم
عامر : وأنت
البيدار : أنا وبياي كمين نفر معي عدد من الرجال ، أحنا بيادير مزارعين والبلاد صا جديد هذا عبيد هو حاله الفلج ، وأثاليته أغلبه يعق يرمي في الوادي ، البيادير ما بادين ما كافيين … تنشتيف ترى أنت كأنك تعبان وفقير كان تبغي تريد تشتغل خلا هيا هتكون ستكون بيانا معنا ( شو بهذه السرعة قررت تشغله أنتظر تعرفهل بده بيعمل أو لا
عامر : مو أشتغل ، أنا ما أعرف شيء !!
البيدار : هتتعلم ، رأعي صاحب الفلج رجال زين ، وأحنا بنعلمك والشغل ما فيه تعب ، وكل يوم نجلس مع الشيخ عبيد ثلاث مرات ، مرة ضحوانيه الضحى ح القهوة للقهوة ، وعند الغداء ورمسه ، والشيخ يوم يرمس يسامر كل يوم يقول لنا في رمسته أمسية قصة ، وحظك اليوم بيقول قصة حياته وكيف عَمّر الفلج .
وافق عامر على العمل في قرية المبروك ، وسجل أسمه ضمن الفلاحين فخصص له مسكنه الخاص ، وفي المساء أتاه صاحبه الفلاح ليأخذه إلى قصر الشيخ عبيد مالك القرية وسيدها ، حيث يجلس في مجلسه وحوله الفلاحيين فيتناولون وجبة العشاء ، وكما كان الحوار بينه وبين البيدار ففي هذه الليلة سيقص عليهم قصة تعمير الفلج .
دخل عامر وزميله الفلاح وسلما على الشيخ عبيد ثم أتخذا مجلسهما متجاورين أخذ عامر يتفرس في وجه الشيخ عبيد ، عله يتذكر هذا الوجه الجميل، التي تظهر عليه النعمة بارزة ، إذا ربما جاء إلى المدينة يتسوق أو يتاجر لكنه لم يتذكره ، بل تأكد بأنه لم يشاهده فحمد الله على ذلك … لأن الشيخ عبيد لا يعرفه ، ولا يعرف عن ماضيه شيء .. بعد تناول وجبة العشاء ، أتكأ الشيخ عبيد على وسادة محشوة بالقش وهكذا استند كل فلاح في مكانه بوسادة قش ، ثم بدأ الشيخ عبيد يسرد قصته حياته .
أنتظرو التكملة لنعرف قصة حياة الشيح عبيد
12 أبريل، 2007 الساعة 6:10 ص #805606الضـــ شمس ــحـىمشارك
نكمل مع بعض قصة فلج المبروك
الشيخ عبيد : أنا من مواليد مدينة صحار ، كان والدي تاجراً مشهوراً ، له عدة متاجر والكثير من المزارع وعدداً من السفن تتأجر بين الهند والبصرة واليمن وزنجبار وبر الصومال ، ولم يكن له سوى ولدين ، أخي الكبير عامر وأنا ، وكانت أم أخي غير أمي … لقد ماتت أمي وأنا صغير فنشأت مع أخي الذي كان رجلاً عندما كنت طفلاً ، وكانت أمه تعذبني لكنه كان يرحمني وكذلك كان والدي يكرمني ، إلا أنه ما لبث هو الأخر أن توفي ، وأنا لا أزال صغيراً ، فتربيت في بيت أخي ، الذي كان بيت أبي إلا أن أخي صار يشدد علي ويضربني بسبب وبدون سبب ، وتحول الأخ الذي يرحمني من قبل إلى عدو شديد ، فصارت معاملة أمه القاسية ألطف من معاملته والأصح أنها أقل قساوة منه ، فشعرت عندما بلغت الحلم أن أخي قد غيره المال ، ورأيت أنه يشعر بأنني سأطالبه بحقي من الميراث يوماً ما ، فأتجهت إلى التعلم لأعوض المال ، ولكن وفاة أم أخي جعلت أخي أشد قساوة عن ذي قبل .
لم يمهلني إلى العلم فنشأت جاهلاً فقيراً ، أطلب لقمة العيش إذا تعذر علي العمل ولم أكن أطلب إلا منه ، فكان يشمئز من زياراتي ويخجل مني أمام أصحابه أصحاب السوء ، وأنا أشعر بذلك ولكن ما العمل؟ إذا تعذر علي العمل يوماً أو بعض يوم .. فلا ملاذ لي إلا هو ، وأدعو له بأن يرزقه الله من فضله ، وكلما دعوت له ضج مني وضجر وأصم أذنيه ، وكانت ثروته تتوالد وتتكاثر حتى غرق في الملذات والسهر والخمر والقمار والسهرات الصاخبة .
صرت أزوره في أيام الأعياد والمناسبات ، لأن عملي في الحطابة وفر علي سؤالي له ، لكنه مع ذلك كان لا يطيق زيارتي .
ثم أني مرضت بالرمد فلزمت الفراش وأستمر بي الرمد شهوراً حتى فقدت بصري بسببه وذلك لعدم مراجعتي للطبيب وعدم أمتلاكي لسعر الدواء ولم تكن محاولاتي للأقتراض من أخي أو طلبات المساعدة مجديه ، حتى شعرت بأنه يتمنى لي الموت أو أن أفقد بصري وهكذا كان
شفيت من مرضي ولكني فقدت البصر ، فصار لزاماً علي أن أعتمد على هذا الأخ ، فليس لي حول ولا قوة ، فلست متعلماً فأعلم الصغار ، ولا أرى فأعمل .. أخذت أزوره من حين إلى حين ، وكان يطعمني بالقدر الذي أعيش به ، ويرسل إلي خدمه بالطعام لئلا أزوره في مجلسه الفخم ، فيراني جلساءه ، إلا أنني لم أتب عن زيارته .
ذات يوم زرته فتفاجأت بترحابه ونحباته العظيمة فشعرت أنه عاد إلى رشده ، وتمنيت لو يعترف بي أخا له ، ثم جلس بجانبي ودار بيننا حوار ..
أخي : أخوي أنا مشتاق أجلس معك … مشتاق سوالفك أحاديثك
أنا : لكنك مشغول … كل يوم ضيوف وعزائم وأنا أعور أعمى
أخي : مادام أنا موجود أنت ما أعور ن مِ اليوم من اليوم أنا ما هدعيك ما اتركك وحدك ، أنا ناوي أزورك لو ما جيتني
أنا : صحيح !!
أخي : نعم وأنا كنت ما صادق بكرة الجمعة وأنا ما جاي أتِ افتح الدكان محل تجاري .. باغي أريد أستريح وأتمشى في السيح بياك الصحراء معك .. كما يوم كنا صغار .. مو شورك ؟؟
أنا : ( بعد أن أعتقدت بأنه عاد إلى رشده ) أنا راضي ولو أني ما أشوف … هسير بياك سأذهب معك وهنمشي وهنسولف .. أتكل على الله
أصبح الصباح ، وكنت جالساً في منزلي ، سارحاً في أخي .. اعتقد أنه لن يأتي ، فلربما أنه وعدني وكلمني وهو ليس على وعي ، ولم تطل ترجياتي حتى سمعت صوته يناديني ، فخرجنا إلى خارج المدينة فمشينا وميشينا حيث طال بنا السير وشعرت بالتعب ، لكن أخي لم يشعر ، وأستمر يسير بي حتى كللت وطلبت منه أن نستريح لكنه يسوف ويؤجل حتى شمل الأرهاق قلبي وأطرافه ، ثم سمح لي بالإستراحة تحت دوحة ضخمة ، وقد أكل الوقت من النهار أعظمه ، فنمت من شدة التعب ، ولم أفق إلا عندما سمعت عوي الذئاب ونباح الكلام وتعيق البوم .
أخذت أنادي أخي أخي ، لكن لا مجيب لندائي ، وأدركت أنه تحايل علي ليتخلص مني ، أما السير في الصحراء ليلاً فليس مجدياً للمبصر فكيف للكفيف مثلي ؟؟ وأدركت أن الحيوانات المفترسة ستأكلني إن بقيت ، فتسلقت الشجرة العظيمة التي نمت تحتها حتى يأتي الصباح فأهيم علني أسقط على قرية أو دار أو بعض البدو .
علوت الشجرة وأرتفعت بين أغصانها ، وكانت ذات ورق وفروع جعلتني اختفي بينها وأستمر بي الليل والنوم بعيد عني ، وأحاطت بي الوساوس فأنا لا أعلم اين أنا وماذا يعيش في هذه الشجرة الضخمة من أفاة ، ولا أزال هكذا لأتجول في الأفكار أنتظر النهار ، فجأة … وبعد أن أخذ الليل من الوقت نصيباً وأفراً ، سمعت رفرفت طيور ضخمة وضجيج ثم سمعت دويتين عظيمتين تحت الشجرة ، وعلمت فيما بعد أنها من علماء الجن حيث دار بينهما الحوار التالي :
الأول : السلام عليكم ورحمة الله يا شيخ الغرب
الثاني : وعليكم السلام ورحمة الله كيف حالك يا شيخ الشرق
الأول : ما أحد حرص ربيعه ماحد أنتظر زميله ، مره جينا ع الموعد بسرعه أتينا على الموعد ( هيك الموعيد ولا بلاش )
الثاني : الحمد لله …
الأول : أروحأشم ريحة إنس .. عن نكون قريبين من سكن الإنس ؟
الثاني : هاءه كلا الريحة حال نفرين لشخصين يمكن كانو جالسين تحت ظله هذي الشجرة نهار أمس
الأول : يمكن .. شوف لو الإنسان يعرف أسرار الأرض كان صار أصبح غني .. شوف ذيك تلك الحصاه .. تحتها كنز من ذهب بو يشيل الذي يحمل منها يتغانى .
الثاني : هذا بسيط .. هذي الحصاه تحتها جرية نبع ماتروي العطشان ، لكنها إذا مسح بها العور الأعمى يصح يشفى ، وصاها إنها الجرية قريب تموت ما ينحاد يتعرف أحد يسطي سطو يحصل عليها واهتيبس ! ستجف
ثم تحدثا في أمور كثيرة وعن كنوز وفيرة في بقاع من الأرض بعيده ، لم أستطيع تذكرها ثم توادعا وطارا .
عند الصباح وبعد أن دفأ الوقت سمعت الطيور تغرد نزلت من الشجرة وعملت لنفسي خط سير مستقيم يبدأ من جذعها .. أحبو منها حتى أعثر على حصاة فأقلبها وأظل كذلك دأبي .. كلما عثرت على حصاة أو صخرة حاولت قلبها .. أبحث تحتها عن ماء أو حتى أثره ، وكلما حمأة الشمس وأدركني الإعياء عدت إلى شجرتي أستمد من ظلها الراحة والنسيم .. فإذا أرتحت قليلاً ورأيت الظلام في عيني والشمس في كبد السماء رجعت إلى البحث عن الحصاه التي تحتها نبع الإبصار ، وقبيل نهاية النهار عثرت على تراب رطب تحت حصاة صغيرة ، فحفرت في الأرض فإذا به ماء ينبع فتعجلت الأخذ منه وغسلت وجهي به وعيني فرأيت العجب .. لقد ابصرت عيناي بعد سنين طويلة من الظلام واليأس وصرت أرى كل شيء ، أن نعمة البصر أيها الناس ليس لها بين النعم مقاس ، ولم أعرف ثمنها عندما فقدتها بمثل ما عرفته في ذلك اليوم ، الدنيا جميلة للذين يشاهدونها ولقد كدت أنسى من شدة الفرح البحث عن الكنز ، لكن الجوع ذكرني فأخذت أبحث عن حصاة الكنز التي من المفروض أن تكون أبعد من الحصاة حسب ما سمعت من العالمين ، لكن الظلام سبق النهار ، وجاء اليل من كل باب فركنت إلى شجرتي وتسلقتها وأنا أرى فأتخذت مكاناً مناسباً اضطجع فيه لأنام ، وتمنيت أن يأتني العالمان فأسمع منهما ، وأتعلم من أسرار الكون أكثر ، كما خفت لو جاءا وشعرا بي ماذا سيفعلان ؟؟ لكنهما لم يأتيا .
أصبح الصباح وأصبحت جائعاً رغم فرحتي بالنظر ، ولم يطفئ ماء النبع جوعي لكن شغفي لأكتشاف الكنز كان أكبر من ذلك ، وأخذت أبحث حتى عثرت عليه ، فحددت مكانه بما حوله من شجر وجبال وأتجهت أبحث عن طريق حتى وصلت طريق للقوافل فتبعته حتى مررت على واد ضخم بجانبه سهل جميل أرضه جيدة للزراعة ، لا ينقصها سوى الماء ، وصادفت قافلة متجهة إلى الحجر ( منطقة جبيلة تقع بين عبري وصحار ) فرافقتهم ، ثم نزلت عنهم في قرية هناك فسكنتها ثم صرت أخرج من القرية إلى مكان الكنز لا تأكد من معرفتي لمكانه حتى حفظته ، بعد ذلك سافرت إلى الظاهرة وفي عبري وجدت خبيراً في حفر الأفلاج فأخذته معي إلى الوادي الذي بجانب السهل الخصب ليرى إمكانية إخراج فلج لذلك السهل ، فأخذ يتجول في الوادي يوماً كاملاً وفي أخر النهار طلب مني مبلغاً ضخماً وعمالاً كثار ، ولم يكن ذلك علي بالكثير فالكنز فيه أكثر .
ذهبت إلى الكنز وأخذت منه ما أستطيع ، وبدأ العمل وخرج الفلج وتناسل الناس إلى المكان ، فأسميت الفلج بالمبروك وبذلت فيه كل مافي الكنز ، وكلما مر رجل على هذا المكان عرضت عليه العمل فنشأت قرية المبروك وصارت كما ترون ، وهذه هي قصتي
هنا قفز عامر ( الغريب ) على قدمي الشيخ عبيد يقبلهما ويطلب منه المغفرة ، فأتضح أن عامر هو الأخ الذي ذكره الشيخ عبيد … عامر هو الذي كان غنياً وأصبح فقيراً … وتصالح الأخوان وأنظما .
هذه الحكاية تذكرنا بقول تعالى …( قل اللهم مالك الملك تؤتي الملك من تشاء وتنزع الملك ممن تشاء وتعز من تشاء وتذلم من تشاء بيدك الخير إنك على كل شيء قدير ) صدق الله العظيم .
-
الكاتبالمشاركات
- يجب تسجيل الدخول للرد على هذا الموضوع.