الرئيسية › منتديات › مجلس الفقه والإيمان › **أخي/ أختي… تفكر معي في هذا الموقف….**
- This topic has 0 ردود, مشارك واحد, and was last updated قبل 17 سنة، 9 أشهر by اشراقات.
-
الكاتبالمشاركات
-
16 مارس، 2007 الساعة 6:34 م #69135اشراقاتمشارك
بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
أخي/ أختي… تفكر معي في هذا الموقف….
في النفخ والفزع والحشر من المقابر
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ” كيف أنعم وصاحب الصور قد التقم القرن ، وحنى الجبهة وأصغى بالأذن ينتظر متى يؤمر فينفخ؟”
الصور هو القرن، وذلك أن اسرافيل عليه السلام واضع فاه على القرن كهيئة البوق ، ودائرة رأس القرن كعرض السماوات والأرض وهو شاخص ببصره نحو العرش ينتظر متى يؤمر فينفخ النفخة الأولى ، فإذا نفخ صعق من في السماوات ومن في الأرض أي مات كل حيوان من شدة الفزع الا من شاء الله وهو جبريل وميكائيل واسرافيل وملك الموت.
ثم يأمر ملك الموت أن يقبض روح جبريل ثم روح ميكائيل ثم روح اسرافيل فيأمره أن ينفخ في الثانية فذلك قوله تعال:” ثم نفخ فيه أخرى فإذا هم قيام ينظرون” على أرجلهم ينظرون الى البعث.
فتفكر أخي / أختي … في الخلائق وذلهم وانكسارهم واستكانتهم عند الانبعاث خوفا من هذه الصعقة، وانتظارا لما يقضى عليهم من سعادة أو شقاوة، وأنت فيما بينهم منكسر كانكسارهم متحير كتحيرهم، بل ان كنت في الدنيا من المترفين والأغنياء المتنعمين فملوك الأرض في ذلك اليوم أذل أهل الأرض ، وأصغرهم وأحقرهم، يوطئون بالأقدام مثل الذر.
وعند ذلك تقبل الوحوش من البراري والجبال منكسة رؤوسها يا الله تخيل الموقف كيف يكون أخي / أختي… مختلطة بالخلائق بعد توحشها ذليلة ليوم النشور، من غير خطيئة تدنست بها، ولكن ما الذي حشرهم؟!
حشرتهم شدة الصعقة وهول النفخة وشغلهم ذلك عن الهرب من الخلق وذلك قوله تعالى: ” واذا الوحوش حشرت”فتفكر أخي / أختي… في حالك وحال قلبك هنالك، ثم انظر كيف يساقون بعد البعث والنشور حفاة عراة غرلا الى أرض المحشر أرض بيضاء قاع صفصف لا ترى فيها عوجا ولا أمتا.
فسبحان من جمع الخلائق على اختلاف أصنافهم من أقطار الأرض اذ ساقهم بالراجفة تتبعها الرادفة .
قال الله تعالى: ” يوم تبدل الأرض غير الأرض والسماوات”
حيث تذهب أشجارها وجبالها وأوديتها وما فيها تصير ارض بيضاء مثل الفضة لم يسفك عليها دم ولم ترتكب عليها خطيئة.فأنظر يا عزيزي الى هول ذلك الموقف وشدته فإذا اجتمع الخلائق على هذا الصعيد يا الله ماذا سيحدث؟؟ تناثرت فوقهم نجوم السماء وطمس الشمس والقمر وأظلمت الأرض لخمود سراجها فبينما هم كذلك اذا دارت الشمس من فوق رؤوسهم وانشقت مع غلظها وشدتها خمسمائة عام والملائكة قيام على حافتها وأرجاءها فيا هول صوت انشقاقها في سمعك! ويا هيبة ليوم تنشق فيه السماء مع صلابتها وشدتها ثم تنهار وتسيل كالفضة المذابة تخالطها صفرة فصارت وردة كالدهان وصارت السماء كالمهل وصارت الجبال كالعهن وانتشر الناس كالفراش المبثوث وهم حفاة عراة مشاه.
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ” يبعث الناس حفاة عراة غرلا قد ألجمهم العرق ،وبلغ شحوم الآذان “قالت سودة زوج النبي صلى الله عليه وسلم قلت: يا رسول الله واسوأتاه ينظر بعضنا الى بعض؟ فقالك ” شغل الناس عن ذلك بهم” ” لكل امرئ منهم يومئذ شأن يغنيه”.
فأعظم بيوم تنكشف فيه العورات، ويؤمن فيه مع ذلك النظر والالتفات كيف وبعضهم يمشون على بطونهم ووجوههم فلا قدرة لهم على الالتفات الى غيرهم.
فأحضر في قلبك صورتك وأنت واقف عاريا مكشوفا ذليلا مدحورا متحيرا مبهوتا منتظرا لما يجري عليك من القضاء بالسعادة أو بالشقاء وأحضر هذه الحال فإنها عظيمة.
ثم تفكر أخي / أختي… في ازدحام الخلائق واجتماعهم حتى ازدحم على الموقف أهل السماوات الأرضين السبع من ملك وانس وجن وشيطان ووحش وسبع وطير فأشرقت عليهم الشمس وقد تضاعف حرها وتبدلت عما كانت عليه من خفة أمرها ثم أدنيت من رؤوس العالمين كقاب قوسين فلم يبق على الأرض ظل الا ظل عرش رب العالمين ولم يمكن من الاستظلال به الا المقربون فمن بين مستظل بالعرش ومن مضح لحر الشمس قد صهرته بحرها واشتد غمه وكربه من وهجها. ” اللهم اني أسألك بجلال عرشك وعظيم سلطانك يا أرحم الراحمين أن تظلنا وقارئ الموضوع تحت ظل عرشك يوم لا ظل الا ظلك ” آمين يا رب العالمين.
تخيل أخي/ أختي… تخيل ذلك الموقف بعد ذلك عندما تتدافع الخلائق حيث تدفع بعضها بعضا من شدة الزحام واختلاف الأقدام و وانضاف اليه شدة الخجلة والحياء من الافتضاح والاختزاء عند العرض على جبار السماء فاجتمع وهج الشمس وحر الأنفاس واحتراق القلوب بنار الحياء والخوف ففاض العرق من أصل كل شعرة ثم ارتفع على أبدانهم على قدر منازلهم عند الله فبعضهم بلغ العرق ركبتيه وبعضهم حقويه وبعضهم الى شحمة أذنيه وبعضهم كاد يغيب فيه.
فتأمل أخي/ أختي… في عرق أهل المحشر وشدة كربهم وفيهم من ينادي ويقول : رب ارحني من هذا الكرب والانتظار ولو الى النار ، وكل ذلك ولم يلقوا بعد حسابا ولا عقابا فإنك واحد منهم ولا تدري الى أين يبلغ بك العرق؟
اللهم أعنا على الموت وكربته.. وعلى القبر وغمته.. وعلى الصراط وزلته.. وعلى يوم القيامة وروعته. اللهم آمين
اشراقة:اخي/ أختي… اعلم أن كل عرق لم يخرجه التعب في سبيل الله من حج وجهاد وصيام وقيام وتردد في قضاء حاجة مسلم وتحمل مشقة في أمر بمعروف ونهي عن منكر فسيخرجه الحياء والخوف في صعيد القيامة ويطول فيه الكرب ولو سلم ابن آدم من الجهل والغرور لعلم أن تعب العرق في تحمل مصاعب الطاعات أهون أمرا وأقصر زمانا من عرق الكرب والانتظار في يوم القيامة فإنه يوم عظيم شدته، طويلة مدته.
-
الكاتبالمشاركات
- يجب تسجيل الدخول للرد على هذا الموضوع.