مشاهدة 15 مشاركة - 1 إلى 15 (من مجموع 17)
  • الكاتب
    المشاركات
  • #68585


    تبدأ زيجات كثيرة عادة بحب عظيم ورومانسية طاغية ، ولكن مع مرور السنين يفتر الحب في بعض الأسر ، وتصبح العلاقات بين الزوجين باردة لا يظهر دفء فيها وقد غادرتها الرومانسية ،

    هل يموت الحب ؟

    بعض الأزواج والزوجات يظن أن الحب في حياتهم الزوجية قد توفاه الله ، ويستسلم إلي الحالة التي وصل إليها ، وتمضي سنون كثيرة وهم علي هذه الحال ، ذلك أنهم يظنون أن الحب انفعال وتأثر ، وطالما أنهم لا يشعرون به فإنه لا مجال لفعل شئ .. ويجعلون الذنب ذنب الطرف الآخر الذي لم يبق محبوباً كما كان من قبل ، وإن كان هنالك ما يمكن فعله فهو واجب الطرف الآخر وعليه وحده تقع المسؤولية ، وهو وحده عليه أن يتغير ليعود محبوباً كما كان .

    أما الأزواج والزوجات الأكثر قدرة علي فهم نفسية الإنسان فيعلمون أن الحب فعل إرادي وقرار يتخذه المحب وليس انفعالاً سلبياً يكون فيه المحب متأثراً ، لا قدرة له علي المقاومة ولهذا أُمرنا في ديننا أن نحب الله ورسوله أكثر مما سواهما ، وأمرنا أن نحب صحابة الرسول صلى الله عليه و سلموأهل بيته ، ولو كان الحب انفعالاً لا يد لإرادتنا فيه ، لكان في أمر ديننا لنا بحب أشخاص معينين تكليفاً لنا بما لا نطيق .

    أسس الحب :

    يقوم الحب علي أساسين هما : الإعجاب والامتنان ،

    و الإعجاب :
    هو الانفعال ، وهو الشعور الذي لا يد لنا فيه ، إذ نحن مفطرون علي الإعجاب بمن تتجسد فيه الصفات والخصال التي نراها مثالية ونقدرها كثيراً ، أما الانتقال من الإعجاب إلي الحب فإنه فعل إرادي ، وبأيدينا أن نحب ( حب الرجل للمرأة ، وحب المرأة للرجل )، ذاك الذي أعجبنا به، وبأيدينا أن نبقي في مرحلة الإعجاب إن كنا نعتقد أن حبنا لهذا الشخص أمر غير متناسب مع ظروفنا وسيكون شيئاً يصعب عيشه بكل مقتضياته وبكل ما يترتب عليه عادة ، أو إنه حب لا حاجة لنا به إذ لدينا محبوب آخر ملأ علينا دنيانا العاطفية ، فاستغنينا به عن غيره .

    و الامتنان :
    هو الدافع الثاني للحب والمقصود هنا امتنان المحب للمحبوب علي ما تلقاه منه من خير يلبي رغبته وحاجته ، لكن هنالك اختلاف بين الحب المتولد من الإعجاب والحب المتولد من الامتنان .

    الحب المتولد من الإعجاب يكون رومانسياً ، أما الحب المتولد من الامتنان فهو حب هادئ سماه علماء النفس ( حب الصحبة ) ، وفي الحياة الزوجية يمهد الحب الرومانسي الطريق لحب الصحبة الذي يدوم عادة حتى النهاية .

    برود الحب الزوجي:

    وبرود الحب في الحياة الزوجية علاجه أن يحب كل من الزوجين الزوج الآخر من جديد ، نعم الحب فعل إرادي ، لكن الكثير من الأزواج والزوجات الذين هم في حالة برود وفتور عاطفي في حياتهم الزوجية يجدون صعوبة في أن يحبوا الطرف الآخر من جديد حتى لو أرادوا ذلك وحاولوه ، إن قلوبهم لا تطاوعهم في ذلك ، وإذا حال شئ بين المرء وقلبه ، فقد الإنسان قدرته علي توجيه مشاعره الوجهة التي يريدها .

    لكن ما الذي يمكن أن يشكل جداراً يحول بين الإنسان وبين أن يحب من يريد حبه وبخاصة في الحياة الزوجية ؟

    إن الحائل إما أن يكون إصابة شديدة في الإعجاب حولته إلي نفور ، وإما أن يكون إصابة في الامتنان حولته إلي غيظ وغل وعداوة مخبوءة أو ظاهرة ، وهذا يعني أن إزاحة العوائق من وجه الحب بين الزوجين تقتضي التخلص من النفور والتخلص من الغيظ والغل والحقد والعداوة قبل أن يكون بمقدور الزوجين أن يحب أحدهما الآخر .

    الحوار الزوجي:

    والمشكلة في الحياة الزوجية تكون في كثير من الأحيان في جهل كل من الزوجين بما ينفر الزوج الآخر منه أو بما هو سبب الغل والحقد والعداوة لدي الطرف الآخر نحوه ، وهذا يعني أنه قبل كل شئ لا بد من جلسة أو أكثر بين الزوجين يستمع فيها كل منهما إلي الآخر استماع من يريد أن يفهم وجهة نظر الآخر ليري, لعل الحق معه فيها ، وليس استماع من يريد الدفاع عن نفسه ورد التهم عنها ، وإثبات أنه ليس مخطئاً وأن كل الخطأ هو خطأ الطرف الآخر ، إذ في هذه الحالة تنعدم المحاولة لفهم الطرف الآخر ، وبالتالي يستحيل أن يفهم كل منهما الآخر ، وبالمقابل فإن علي كل من الزوجين عندما يحكي للآخر شكواه أن يتجنب لوم الآخر ، وأن يتجنب اتهام الآخر ، إذ الهدف من بث الشكوى إنما هو جعل الآخر يفهم معاناة الأول ، ويدرك دوره فيها كي يغير من نفسه أو من سلوكه ، حتي تنتهي هذه المعاناة ، وليس الهدف محاكمة الطرف الآخر ، ومعاقبته علي ما ارتكبه في حق صاحب المعاناة ويتم ذلك بأن يقول صاحب الشكوي للآخر : عندما فعلت كذا وكذا شعرت أنا بكذا وكذا ، وهذا أسلوب يحقق التعبير عن المشكلة دون الاتهام واللوم للآخر ، إذ الاتهام واللوم يجعل الآخر دفاعياً ة وليس مستمعاً يريد الفهم .

    إن هذه المصارحة في إطار من الرحمة ، كثيراً ما تحقق التغيير ، فيقوم الطرف الآخر بتغيير ما يستطيع تغييره في نفسه كي يستعيد بعض إعجاب الزوج الآخر به ، ويقوم بتغيير سلوكه الذي كان يسئ فيه للطرف الآخر بوعي أو دون وعي .

    أما ما لا يستطيع الطرف الآخر تغييره في نفسه من طباع مثلاً ، فلا بد فيه للطرف الأول من التقبل لهذه الطباع التي لا يحبها في زوجه ، ولا بد له من تقبل العيوب الخلقية الجسدية التي من العسير أو المستحيل تغييرها ، فالتقبل يمهد الطريق للحب ، والحب يؤدي إلي مزيد من التقبل .

    وتبقي لدينا مشاعر الغيظ المتراكم في النفس بسبب إساءات سبقت ومضت ، فتحولت إلي حقد وغل وعداوة ، وبخاصة أن المرء تجنب في عملية المصارحة توجيه اللوم والاتهام للطرف الآخر ، إن هذه المشاعر الدفينة في النفس لا تذهب ولا تزول وحدها ، ولا يستطيع الزمن وحده أن يمحوها من النفس ، قد تتمكن النفس من إزاحتها عن دائرة الشعور والوعي لكنها لن تتمكن من النجاة من تأثيرها في مشاعرها وعواطفها ، ومهما خبأها الإنسان فستبقي جداراً يحول بين المرء وحب الزوج الآخر حتى تزول ويشفي الله صدره منها .

    *** الخلاص من تراكمات الغيظ :

    وللشفاء من هذه المشاعر طريقتان :

    الأولي هي الانتقام والعقوبة التي تحقق العدل فتريح النفس ، وتزيل منها مشاعر الغيظ والحقد والعداوة المتراكمة ، وواضح أنه لا مجال لمثل هذه الطريقة في حياة زوجية نسعي إلي إعادة المودة والرحمة إليها .

    أما الطريقة الأخرى فهي المسامحة والعفو والغفران من أعماق القلب ، لا المسامحة بالعقل واللسان فقط ، وحتى تكون المسامحة والعفو من أعماق القلب لا بد أن يتذكر الإنسان أنه هو المستفيد الأول منها ، وأن الله يعوضه عما لقي من الإساءات لأن الله دعانا إلي المغفرة حتى للكفار المعاندين ، ووعدنا بالثواب عليها ، ومستحيل أن يكون ذلك حباً لهم ، بل هو من أجل أن تتخلص نفوس المؤمنين من مشاعر مزعجة للنفس ، فيكون بذلك عفوا وغفروا وسامحوا أنها مسامحة في سبيل الله ترضي الله وتريح النفس ، ولا خلاف في أن الزوج أو الزوجة أولي بها من الكفار أو الغرباء ، ذلك أن الأقربين أولي بالمعروف .

    إن التصرف المثالي عندما نتلقى إساءة ممن نحب هو كظم غيظنا الذي لا بد أن يثور في نفوسنا ، لكن هذا الغيظ لو بقي فيها فإنه يتراكم ويتحول إلي غل وحقد ، وقد ننساه لكنه باق في النفس ليحول بيننا وبين حبنا للزوج أ والزوجة ، لذا لا بد أن يتبع كظم الغيظ عفو عن الإساءة وذلك بعد مرور بعض الوقت وهدوء النفس والمشاعر ، والمرحلة الأرقي والفعالة جداً في التأثير في الزوج ( أو الزوجة ) الذي أساء ، هي الدفع بالتي هي أحسن ، أي الإحسان إليه بإخلاص ومن القلب رغم إساءته وهذا مستحيل ما لم يسبقه العفو والمسامحة ، لذا عندما امتدح الله المتقين قال عنهم : ( وسارعوا إلي مغفرة من ربكم وجنة عرضها السماوات والأرض أعدت للمتقين * الذين ينفقون في السراء والضراء والكاظمين الغيظ والعافين عن الناس والله يحب المحسنين ). [ آل عمران : 133 – 134 )
    إذن (الكاظمين الغيظ ) وبعد كظم الغيظ ( والعافين عن الناس ) وبعد العفو دعوة إلي الإحسان إلي المسئ ، أي إلي الدفع بالتي هي أحسن ( والله يحب المحسنين ) وليس من الزوج والزوجة بهذه المعاملة ، وإذا قدرنا عليها عاد الحب إلي الحياة الزوجية بعد غياب .

    وحتى يكون العفو والمسامحة من أعماق القلب يحتاج الإنسان إلي تكرار هذا العفو بلسانه وفي غياب الطرف المسئ مراراً وتكراراً ، إذ التكرار باللسان مع محاولة الشعور بما يقوله اللسان يجعل الأمر يصل إلي أعماق القلب ليطهره مما فيه .

    منقول


    #786028
    عبدالودود
    مشارك

    أهلا بك أختاه

    تعقيبا بسيطا على الموضوع , إن كل حب في غير الله زائل , لأنه مبني على مصلحة خاصة (جمال , أو مال , أو منفعة خاصة ) , أما الحب الذي يدوم ولا يموت , فهو الحب في الله , سواء كان للأم أو الأخ أو الأخت أو الزوج أو الزوجة أو الصديق , لأنه حب طاهر , و ما اشتد عود الأمة الإسلامية , وقويت شوكتها في عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم , والخلفاء الراشدين من بعده , إلا بحبها لبعضها , و تماسك صفوفها .
    اللهم ارزقنا حبك , وحب من يحبك .
    تقبلي تحياتي

    #786278

    يزاج الله الف خير يالغالية ع الموضوع..
    و مشكورة يالغلا و يعطيج الف عافية..
    و لا تحرمينا من مواضيعج المفيدة ^_^

    #786351

    تسلم ايديكي حبيبتي مهوره

    الحب لا يموت أبداً و كما و سبق ان ذكرتي الحب المتولد من الإعجاب يكون رومانسياً ،
    أما الحب المتولد من الامتنان فهو حب هادئ سماه علماء النفس ( حب الصحبة ) ،
    وفي الحياة الزوجية يمهد الحب الرومانسي الطريق لحب الصحبة الذي يدوم عادة حتى النهاية .

    و عن رأئي ان حب الاعجاب يتحول الى حب الامتنان بعد العشره الزوجيه و الصحبه بين الزوجين

    #788886
    صدى القلب
    مشارك

    في رأي أنا الحب لا يموت دام الحب مبني على الرضاء والتفاهم بين الطرفين ولا ننكر تكون في بعض الأحيان مشاكل بينهما ولا نقول إنه “خلل” وإنما سوء تفاهم ولكن بالتحكم بالتصرفات تجعل من الحبيبين أو الزوجين أو الصديقين أكثر تمسكاً وأكثر تفاهماً من ذي قبل هذا من جانب .
    ومن جانب آخر : طغت على الإنسان حب المادة فأصبح “الحب” متناقضاً عن الحب الحقيقي الذي تجمعه الألفة الطيبة ، والمحبة الصادقة وأصبح “الحب” في نظر البعض (صرافة مال) ، (أو مصلحة في الوظيفة)أو … أو …آلخ و في الأخير تتخلخل هذه الزيجة أو الصداقة لتكون تجربة قاسية يمر بها أحد الطرفين المخدوعين لتصبح عقدة نفسية تجعله لا يصدق الجميع !!

    أولا : أنا أقول إنكِ أبدعتي في طرحكِ هذا وتمنياتي لكِ التوفيق !!
    وأمنيتي : أن يعم الحب والوفاء الصادق على البشرية أجمّع ، ويعيش الناس جميعهم في سعادة أبدية رائعة تملئها المحبة الصادقة

    (صدى القلب)

    #789018

    الرد على :


    برود الحب الزوجي:

    وبرود الحب في الحياة الزوجية علاجه أن يحب كل من الزوجين الزوج الآخر من جديد ، نعم الحب فعل إرادي ، لكن الكثير من الأزواج والزوجات الذين هم في حالة برود وفتور عاطفي في حياتهم الزوجية يجدون صعوبة في أن يحبوا الطرف الآخر من جديد حتى لو أرادوا ذلك وحاولوه ، إن قلوبهم لا تطاوعهم في ذلك ، وإذا حال شئ بين المرء وقلبه ، فقد الإنسان قدرته علي توجيه مشاعره الوجهة التي يريدها .


    موضوع رائع

    شكراااااااااااااااااااااااا

    مهرتى الغاليه

    على هذا الاختيار والطرح الطيب والمفيد

    اكيد دائما الحياة الزوجيه فيها الكثير من المشاكل

    ولا اظن ان الحب ممكن وان يموت داخل

    اسرة سعيده وقويه تتغلب على ما يمر عليها من مشاكل

    #789059
    عطر الوفا
    مشارك

    طبعا كل انسان له رأي ووجهة نظر

    الحب لا يموت موت نهائي طبعا

    يصبح بارداً جداًمع مرور الزمن

    وتبقى العشرة والمعامله الطيبة والحسنه

    يموت الحب الذي ينمو لمصلحه طبعاً وهم كثير في هذا الزمان

    سلمت يديك فراشتي على الموضوع القيم

    دمتي في حفظ الرحمن

    #789410
    جيبت
    مشارك

    الحب لا يموت ابدا اذا كان صادقا يبقى في القلب ولا يعرفه غير صاحبه
    الحب الصادق دائما يكون في الله

    .اخوكم المحبوب جيبت

    #789849
    راويه
    مشارك

    موضوع رائع ومتكامل اختي تسلم اناملك على النقل والاختيار المميز

    فالحب الحقيقي لا يموت اذا بني على اساس قوي من المشاعر الجميله وقدر كبير من الاحترام والتقدير لكل طرف اتجاه الاخر

    #789886

    مرحبا أخى

    شكرا على المرور الكريم و التعليق الرائع الذى زاد موضوعى قيمة

    تحياتى

    #789890


    مرحبا فرفوشة

    مرورك الكريم و طلتك الحلوة تسعدنى

    تحياتى

    #789896


    أهلا بمشرفتنا الغالية: أم الأيهم

    الله لا يحرمنا من طلتك الحلوة

    تحياتى

    #789903

    مرحبا صدى القلب

    مرورك عبق و ردك متميز

    تحياتى

    #789908

    مرحبا ساره

    شكرا على المرور الكريم و التواجد الطيب

    تحياتى

    #794602

    مرحبا حبيبتى : عطر الوفا

    أكيد يبقى الحب الصادق المخلص

    مشكورة حبيبتى

    تحياتى

مشاهدة 15 مشاركة - 1 إلى 15 (من مجموع 17)
  • يجب تسجيل الدخول للرد على هذا الموضوع.

يستخدم موقع مجالسنا ملفات تعريف الارتباط الكوكيز لتحسين تجربتك في التصفح. سنفترض أنك موافق على هذا الإجراء، وفي حالة إنك لا ترغب في الوصول إلى تلك البيانات ، يمكنك إلغاء الاشتراك وترك الموقع فوراً . موافق إقرأ المزيد