يبدو ان السير في الاتجاه المعاكس لصحتنا بالرغم من خطورته الا انه الاتجاه المحبب لدى الكثير من الاشخاص.
فعلى سبيل المثال يصر المدخن على التدخين متجاهلاً التحذيرات التي يطلقها خبراء الصحة العامة المتضمنة ضرورة الاقلاع عن التدخين بسبب مخاطره العديدة على أعضاء الجسم المختلفة، ولا يتجاهل تلك التحذيرات فقط انما يتجاهل أيضاً أصوات جسده المتمثلة في السعال الذي يشتد كثيراً والذي يترافق بخروج المفرزات وضيق التنفس والالام الصدرية وغيرها من المظاهر المزعجة كثيراً. ومع ذلك تبقى السيجارة هي المنتصرة.
القهوة
في كثير من الاحيان لا تحلو الجلسات أو الاستراحات الا بتناول القهوة والتدخين، فالقهوة كما هو معروف للجميع باتت المشروب الاكثر رواجاً واستهلاكاً بين الناس، والقهوة كغيرها من المشروبات لو تم تناولها باعتدال فلا بأس من ذلك، ولكن المشكلة تكمن في كثرة استهلاك القهوة والتي تؤدي لحدوث الاضرار العديدة في الجسم، فالقهوة تحتوي على مادة الكافئين وغيرها من المواد التي تزداد تأثيراتها الضارة بزيادة تناولها.
اضطراب الغدد
يعمل الكافئين كمادة منبهة، فعندما يشرب المرء فنجاناً من القهوة ينبه الكافئين قشر الكظر كي يقوم بانتاج هرمونات بكميات اكبر، ومن جراء ذلك يقوم الكبد بتحليل السكر المخزون في الجسم على شكل غليكوجين إلى الفلوكوز أو السكر الذي يدخل إلى مجرى الدم. وبسبب هذه التأثيرات يشعر الشخص بعد تناوله القهوة بالنشوة الاصطناعية. وبعد ذلك تحدث الاضطرابات لأن جزر لانغرهانس في البنكرياس وهي التي تفرز الانسولين لا يمكنها ان تفرق بين تأثيرات شرب القهوة من تناول الطعام.وفيما اذا كان مصدر السكر الطعام أو الفليكوجين، ولهذا تبدأ هذه الجزر بالعمل كي تحافظ على مستوى السكر في الدم ضمن الحدود الطبيعية.
ومع مرور الوقت وبسبب تكرار تناول القهوة وما ينجم عنها من تأثيرات تصبح جزر لانغرهانس حساسة جداً بحيث انها تستجيب بشكل مفرط للمنبه الطبيعي، وشيئاً فشيئاً يضعف هذا الأمر فعالية جزر لانغرهانس.
واستناداً للعديد من الدراسات التي اجريت في هذا المجال فقد تبين ان تناول القهوة يؤدي لاضطراب كيميائية الجسم بسبب تأثيراتها الضارة على الغدد ومن جراء ذلك تزداد الاصابة بالأمراض الانحلالية وقرحة المعدة والاضطرابات الهضمية، وتزداد عصبية الانسان وتؤثر القهوة على شهية المرء تجاه الطعام ويصاب أيضاً بالصداع والقلق والاكتئاب وتسرع دقات القلب وارتفاع ضغط الدم، اضافة إلى ذلك فان القهوة تقضي على فيتامين سي في الجسم وبشكل عام يمكن القول ان القهوة ينبغي تناولها باعتدال بحيث لا تتجاوز عدد فناجين القهوة ثلاثة فناجين باليوم، فهي مشروب منبه لا يملك أي قيمة غذائية واذا ما زادت كميتها المتناولة في اليوم فانها تضعف الجسم وتؤدي لاضطراب نشاط الغدد وتزداد بذلك الاصابة بالأمراض الانحلالية المختلفة كالسكري وأمراض القلب والاوعية الدموية وغيرها من الأمراض التي تهدد صحة الانسان في اوج عطائه.