مشاهدة 6 مشاركات - 1 إلى 6 (من مجموع 6)
  • الكاتب
    المشاركات
  • #68473

    السلام عليكم

    القدرة على القراءة نعمة من نعم الله ، كغيرها من الوسائل التي آتاها الله ابن آدم، وإذا أردت أن تعرف هذه النعمة العظيمة فما عليك إلا أن تقارن بين نفسك وبين من لا يقرأ من أقاربك أو أصدقائك، لترى الفرق الهائل بينك وبينهم، فأنت تنظر إلى الحروف المترابطة التي تتكون منها الكلمات، والكلمات المتتابعة التي تتكون منها الجمل المفيدة، والجمل المفيدة التي تتكون منها الموضوعات الكاملة، التي قد تثمر كتابا أو مجلدات، وأنت تتابعها حرفا حرفا، وكلمة كلمة، وجملة جملة، وسطرا سطرا، وموضوعا موضوعا، وكتابا كتابا، ومجلدا مجلدا، تغذي بمعانيها عقلك، الذي لا يزال ينمو ويترقى في سلم أعالي العلوم والمعارف بشتى أنواعها وهي التي تستحثه بقراءاتك المتكررة، لشتى أنواع الثقافة، إلى أن يكون (العقل) ميزانا لما ينفعك من التصرفات، فيشعل لك بذلك سراج الهداية لتستضيء به في مسير حياتك للتشبث بكل نافع مفيد، وميزانا لما يضرك من النشاطات، فيرفع لك معلم التحذير من سلوك سبل الباطل التي تحرضك على سلوكها نفسك الأمارة بالسوء، والهو المردي والشيطان الرجيم. فيتعاون العقل السليم والفطرة النيرة والوحي المبين، على قيادتك إلى ربك لتحقيق ما ترضيه به في دنياك وآخرتك.
    القراءة تصل القارئ بالعصور الغابرة من التاريخ، بما فيه من خير وشر، وتجعله-إذا دوَّن أفكاره-متواصلا مع الأحقاب اللاحقة، ينقل للأجيال القادمة أحداث عصره، وعادات جيله، وتاريخ أمته، كاشفا لهم تجارب عصره، بما فيها من إيجابيات يدعو لاقتفائها، وسلبيات، يحذر من الوقوع فيها.
    أما من لم يقدر له الله أن ينال هذه النعمة-نعمة القراءة-فلا تراه يفرق بين المكتوب والمرسوم، واللعب والجد، والحق والباطل، مما يسطر في صفحات الكتب والجرائد والمجلات، والألواح والصخور، إلا بأن هذا لون وذلك لون صوَّرتْه له الرؤية، لا يعلم من محتواه شيئا، ولا يدري من مضمونه عرفا ولا نكرا، يرى الحروف والكلمات والجمل والسطور، رؤية قد يعجبه جمالها، دون أن يعرف ما تحمله في أحشائها من جواهر وأصداف، أو ما أثقلت به صنوانها الدانية وأغصانها من ثمار لذيذة يانعة.
    لا فرق بينه وبين صبي خرج لتوه من رحم أمه، أو مجنون فقد عقله، فكلهم حرُِم من التمتع بنعمة القراءة، إلا أن الصبي والمجنون معذوران بسقوط التكليف عنهما، وهو من المؤهلين للتكليف العيني والواجب الكفائي في أمور دينه ودنياه.
    منزلة القراءة في الإسلام:
    ولأهمية القراءة في الإسلام كانت أول كلمة في أول سورة نزلت على الرسول صلى الله عليه وسلم، هي أمره بالقراءة بادئا باسم الله ، كما قال تعالى: ( اقرأ باسم ربك الذي خلق [1] ثم كرر الأمر بها فقال: (اقرأ وربك الأكرم) [3] العلق.
    وكان الأمر بهذه القراءة، فاتحة لقراءة هذه الأمة عالَمَ الأرض والسماوات، وما فيهما وما بينهما، من أفلاك وكواكب وشموس وأقمار ومجرات، وبحار وسحاب، ومطر وبرق ورعد، وبرد وحر وجليد، وحيوانات لا يحصيها إلا خالقها في البر والبحر والجو، وجبال متنوعة في كبرها وصغرها وألوانها، وأنهار هي شرايين الحياة في الأرض، تصل بين الجبال والسهول والبحار، تمد البشر والحيوانات والأرض بماء الحياة، وتمكن الناس من الانتقال بوساطتها من مكان إلى مكان، لا حيلة لهم –في كثير من المناطق- في ذلك التنقل بدونها، يأكلون من طري أسماكها، ويلبسون من جواهرها وحليها، وأشجار وغابات، يتنفس البشر من هوائها النقي
    وأمر الله هذه الأمة بالقراءة في سورة هي من أول السور المكية نزولا فقال لهم: (فاقرءوا ما تيسر من القرءان .. فاقرءوا ما تيسر منه) [20 المزمل]
    وبذلك أصبحت الأمة الأمية التي لا تقرأ ولا تكتب، تُعَلِّم عالَمَ الأرض من ذوي الحضارات العريقة علوم الدنيا والآخرة، ومعارف الأرض والسماء، وسياسة الأمم العادلة التي تجلب لهم السعادة، وتدفع عنهم الضنك والشقاء.
    فسل نفسك هذا السؤال الذي قد تظنه فضولا: هل أقرأ؟

    اخوكم .

    مجنون مطالعه

    #785269

    إن القراءة هى مفاتيح العقول و تنير الدروب للسلوك القويم , فهى ثراء الإنسان و سلاحه فى إدارة حياته, فبالقراءة يتعلم الانسان و يكتسب الخبرات التى تفيده فى حياته فالثراء الفكرى أهم و أقوى من الثراء المادى.

    و اكثر الامم ظلاماً هى التى تفشى فيها الجهل.

    مشكور أخى على هذا الموضوع الرائع

    ننتظر المزيد من موضوعاتك القيمة

    تحياتى

    #785326

    مرحبا أخى
    مجنون مطالعة

    هل أقرأ؟

    بالفعل سؤال يستحق ان نطيل التفكير فيه لانه اذا كانت الاجابة بلا
    فنحن على حافة منحدرة خطرة تهوى بنا الى واد سحيق من الجهل بالامور
    و تسطيح و تهميش الافكار و عرضة للتأثر بكل الاراء
    سواء كانت صائبة او غير ذلك

    و اذا كنت الاجابة بنعم
    نجد السؤال قد حمل فى طياته اسئلة أخرى
    هلى ما نقرأه على مستوى الاضافة لنا ام انه يأخذ منا؟
    هل بالفعل نقتنع بما نقرأ ام اننا مجرد ناقلى للأفكار؟
    هل فى النهاية نستطيع ان نميز المفيد من الموضوعات؟

    ان السؤال يجر علينا الكثير و الكثير من التساؤلات
    و يفتح ابوابا للنقاش مع النفس و التحاور معها
    شكرا لك على سؤالك
    و كعادتك متميز فى انتقاء موضوعاتك
    شكرا لك مرة ثانية
    و تقبل تحياتى و ارق الامنيات
    اختك
    قلـــــ حزين ـــــب

    #785472

    السلام عليكم

    شكراً لكم اخواتي

    مهرة الشرق و قلب حزين

    مداخلة كلاً منكم في محلاها

    اذا ارادت الامم ان تتقدم وجب عليهم التثقيف و التعليم

    بهم تتقدم الشعوب

    نحن نملك من العقول النيره في وطننا العربي الكثير الكثير

    لاكن و ااااا اسفاه

    تدفن العقول النيره في مقبرة النسيان…… و يتم تجاهلهم

    شكراً لكم و ربي ما يرحمني من مداخلاتكم

    تحياتي لكم

    #786154
    أميرالجن
    مشارك

    أخي مجنون مطالعة في البداية سلام الله عليك ، حمدلله على السلامة ، عساك بخير أنا فرح بوجودك معنا .
    شكرا لك اخي على هذا الموضوع الهادف
    ولا شك ان القراءة نعمة عظيمة ولكن احيانا يتجاهل الناس اهميتها
    ووبدعوا ان السبب هو ضيق الوقت ولكن اذا قرأ الانسان ولو صفحة واحدة على الاقل لا اعتقد انها ستاخذ الكثير من وقته …
    كيف للانسان ان يزيد من حصيلته المعلوماتية دون ان يقرأ وهل يمكن ان يكتسب الانسان الثقافة دون ان يقرأ … بالطبع لا …. فالقراءة هي الطريق الى المعرفة .

    #786952

    و عليكم السلام و رحمة الله و بركاته

    اخي امير

    الله يسلمك و يعافيك من كل مكروه

    صحتي و احوالي بخير و لله الحمد

    ارجو ان تكون انت ايضاً بخير و عافيه

    شكراً لك اخي امير على كلماتك الرائعه

    و التي تدل على طيبة قلبك

    انا من هو سعيد بوجود امثالك في المجلس

    لنك فخراً له و علماً من الاعلام النادره

    شكراً على مداخلتك الي في محلها

    كتير ناس بيكسلوا انهم يطالعوا شي كتاب

    مع ان النت سهل علينا عملية المطالعه

    لنه بأمكانك ان تقراء ايه كتاب عن طريق النت

    اسف للاطاله

    اسعدني تواجدك اخي الفاضل

مشاهدة 6 مشاركات - 1 إلى 6 (من مجموع 6)
  • يجب تسجيل الدخول للرد على هذا الموضوع.

يستخدم موقع مجالسنا ملفات تعريف الارتباط الكوكيز لتحسين تجربتك في التصفح. سنفترض أنك موافق على هذا الإجراء، وفي حالة إنك لا ترغب في الوصول إلى تلك البيانات ، يمكنك إلغاء الاشتراك وترك الموقع فوراً . موافق إقرأ المزيد