نصيحتي لوزيرنا الجديد . .
إلى وزير التربية الجديد ، أمزج تهنئتي إليك بتولي هذا المنصب بدعاء المولى لك بأن يُنوِر بصيرتك ويشرح صدرك لما فيه خير هذا البلد الغالي . . إنه قريب مجيب .
ونصيحتي لك وأنت في بداية طريقك الصعب أن تُـولي الجانب الأكبر من اهتمامك في هذه المرحلة في التعرف على وضع التربية والتعليم في بلدنا بكل ما تحمله هاتان الكلمتان من معان ومفاهيم وبقدر ما تشير إليه كل كلمة من معطيات وفلسفات وسياسات تقوم عليها مسؤلية إعداد أبناء الوطن .
واعلم أنه بقدر ما توفق في تحديد المشكلة يكن النجاح حليفك في التغلب عليها ، فكم من ساع إلى النجاح لم يوفق إليه لأنه لم يتقن بناء القاعدة التي ينطلق منها .
اعمل يا معالي الوزير على أن تلتقي بالأفاضل المعلمين والذين يشكلون قاعدة الهرم الوظيفي في الوزارة في لقاء مفتوح بينك وبينهم تستمع إلى ما كل ما لديهم من معاناة واقتراحات وآراء تدونها في مفكرتك لتكون عوناً لك في تحديد ملامح الوضع التربوي الحالي ، ذلك لأنني أرى بأن المعلم هو أقدر الجميع على شرح الواقع التربوي بصفته المنفذ الأخير والمباشر للخطط التربوية والأنظمة الإدارية والتعليمية التي تضعها الوزارة ، وهو صاحب الخبرة الطويلة في التعامل مع محاور التربية الأساسية ( الطالب – المعلم – المنهاج ) فلاشك أن لديه الكثير والكثير من الملاحظات البناءة التي يجب أن تفرش على البساط الأحمدي وتناقش بموضوعية تامة وحرية مطلقة لا يشوبها خوف و لا حرج ولا تركب مطايا الإطراء والمجاملة ، فالمعلم أمهر الجميع في وضع المقصل على المفصل والحكم بكلمة الحسم في السياسات التربوية المطبقة والصعوبات التي تواجهها .
هذه نصيحتي من واقع خبرتي كموظف بوزراة التربية أبى شعوري بواجب النطق بالكلمة الصادقة المخلصة خاصةً ونحن نعيش هذا التعديل الوزاري إلا أن يدفعني لتسطيـرها فــي هذا الموقع فكتبتها ولي كبير الأمل في أن تصل لصاحبها فيأخذ سمينها ويتـرك غثها ، وإلا فلــي صغير الأمل في أن تحترم كوجهة نظر ليس إلا . والله من وراء القصد .