(-_*)

إبنتى العزيزة والغالية / ساره سالم

تضيع منى الكلمات ، ويتعصب لسانى ، ويعجز القلم أن يكتب ، فإسلوبك الجميل الراقى ، وكلماتك العذبة النقية ، وطريقة حوارك المرحة هى نوع من كتابات السهل الممتنع ، والسهل الممتنع هو أسلوب بسيط ولكن معانيه قوية صعبه تؤدى إلى هدف فى الكتابه .

وإسلوبك الرائع ، وفكرك الذكى يبشرك بمستقبل رائع فى كتابة الأدب ، ومدخل جميل فى إسلوب الحوار الإجتماعى .

وإن كنت أتفق معكى فى الإسلوب ، فأنا أختلف معكى بخصوص هذا الموضوع الذى نحن بصدده ، إذ أن لنا برسول الله أسوة حسنة ، صلى الله عليه وسلم .

فرسول الله صلى الله عليه وسلم قد تزوج من السيدة خديجة رضى الله عنها وهى تكبره كثيرآ بالعمر ، كما أنه تزوج السيدة عائشة رضى الله عنها ، وهى تصغره كثيرآ فى العمر .

وإن كانت حكمة الله فى زواج نبيينا الكريم من السيدة خديجة رضى الله عنها ، فى حاجته لإمرأة بلغت العقل لمساندته فى رسالته ، وكذلك زواجه من السيدة عائشة رضى الله عنها ، وذلك لحاجة الرسالة لمن تنقل عنه الحديث والسنة ، كما قال صلى الله عليه وسلم ( خذوا مناسككم عن هذه الحميراء ) ( والحميراء هى السيدة عائشة رضى الله عنها وأرضاها ) ، إلا أننا كما قلنا أن الله سبحانه وتعالى قد قال فى كتابه الحكيم ( بسم الله الرحمن الرحيم . إن جاءكم من ترضون دينه وخلقه فزوجوه وإن لم تفعلوا يكن فتنة فى الأرض وفساد كبير . صدق الله العظيم ) .

إذآ فالأصل هنا هو التقوى , والأصل هو أن نتخذ من رسولنا الكريم أسوة حسنة ، ومنها نقول أنه ليس هناك سنآ معينة للزواج ، ولكن أساس الزواج هو القبول ، والقبول هو أهم شرط فى شروط الزواج الصحيح .

وأنا لا أتفق مع من تتزوج الأكبر منها سنآ ، ولا أختلف ، وأيضآ لا أتفق مع من يتزوج ممن تكبره سنآ ، ولا أختلف ، ولكننى أقول أن الزواج والحب ، لا يحكمهما سنآ ، ولكن يحكمهما ، أن يكون رجل ممن نرضى بدينه وخلقه ، وفتاة
تكون ذات دين ( فاظفر بذات الدين تربت يداك ).

أشكرك إبنتى العزيزة ، أدام الله عليكى عقلك ، وأعطاكى موفور الصحة والسعادة ، وأدعو الله العلى القدير أن يوفقك فى حياتك العلمية والعملية ، وأن يسدد خطاكى .

العزيزة الفاضلة / مرسى النسيان

أشكرك على إهتمامك بالرد ، فلقد تعودنا فيكى الأسلوب المميز ، وتعودنا أن نرى فيكى الواقعية بعيدآ عن التخيل.

ويبدو أن فهم أوراقى قد أختلط ، فهناك فرق بين سوق النخاسة وبين أن نتقى الله ، فأنت تتحدثين عن شباب هذه الأيام بقولك………………… ( الصبي في الخامسة عشر وأقل من ذلك كان قائد لجيوش المسلمين ….

كانوا علما وشيوخ أي أناس وهبو نفسهم لدين …. وخدمة الدين ….

وكانت شهواتهم مجرد غرائز مثل حاجتهم لطعام والشراب ….لا أفراط ولا تفريط

أما عصرنا الحاضر بين وسائل الأعلام الماجن والحياة العصريه وثورة تفجير الشهوات

أصبح الجنس هو التجارة الرئجة وهو الطبق المفضل لأختلاف الأعمار ….)

كلامك يؤكد ما أقول عن معظم شباب هذه الأيام ……. أى مسؤلية وأى ترابط إجتماعى فى ظل هذه الظروف .

يا سيدتى …. قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ( يا معشر الشباب ، من إستطاع منكم البائة فليتزوج ) .

وتعلمين سيدتى أننى سبق أن قلت فى ردى أننى لست مع ولا ضد أن يتزوج الرجل ممن تصغره أو تكبره سنآ ، ولا ضد أن تتزوج الفتاة ممن يكبرها أو يصغرها سنآ ولا معها ……. ولكنها مسألة نسبية تختلف من شخص لأخر ومن ظروف لأخرى .

وسبق أن قلت سيدتى أن اصل الزواج القبول أى الرضا …….وأقول لكى أن فى ظل إرتفاع المهور وغلا ء المعيشة وتزايد البطالة إرتفعت نسبة العوانس وإرتفعت نسبة الشباب الغير قادر على الزواج ….فأن يحصن الشاب نفسه مع زوجة تكبره خير من الإنحراف… ولا أقصد أن يتزوجهأ كبيرة السن على أن يكون لها ممرضآ والعكس صحيح بالنسبة للفتاة………
وهو ما قاله رسول الله صلى الله عليه وسلم ( من إستطاع منكم البائه ) .

يا سيدتى إذا تحدثنا عن الأصول فى الزواج ولكن بعيدآ عن هذه الظروف الإجتماعية الصعبة ألتى يعيشها الشباب ، سنجد أن للزواج أصول وضوابط :-

أولها _ التكافؤ الإجتماعى بين الزوج والزوجة من ناحية الأهل والحالة الإجتماعية والمالية والأخلاقية .

ثانيها _ التكافؤ فى السن .

ثالثها _ التكافؤ فى التعليم .

رابعها _ بل أهم الشروط وهو التكافؤ الدينى .

خامسها _ القبول ( أى الرضا ) .

يا سيدتى كما قلت لكى الوضع الأن قاسى جدآ …….بالله عليكى دلينى على كم فى المائة ممن يتزوجون يحقق هذه الشروط الأن .

يا سيدتى هناك أسر عديدة بالمجتمع يستحوذ عليها الفقر تبحث عن زيجة لبناتها لتتزوج وتخفف الأعباء عن كاهل باقى الأسرة .

يا سيدتى إننا لو طبقنا شروط الزواج من تكافؤ لن يتزوج أحد فى ظل ظروف هذا المجتمع ، ولإحتجنا لأن نينى مدينة فاضلة أولآ .

سيدتى………….. أكرر أننى لست مع ولا ضد فوارق السن فى الزواج……..ولكننى أنقل صورة حية من المجتمع يعرض على الكثير منها يوميآ وأتدخل محاولآ أن أجد حلآ لها .

سيدتى أحييك على نظرتك الوردية للمجتمع … فأنا أشكرك عليها … وأحييكى … لأنها حقا تجعلنا نتفائل أن مجتمعنا سوف يكون بخير فى يوم من الأيام .