الرئيسية منتديات مجلس القصص والروايات المحاضرة الأولى في نظم الشعر

مشاهدة 12 مشاركة - 1 إلى 12 (من مجموع 12)
  • الكاتب
    المشاركات
  • #67168

    أحبتي الكرام محبي الشعر والراغبين في نظمه

    وعدتكم في إحدى تعليقاتي في منتدى الشعر والأدب أن أسطر لكم محاضرات عملية في كيفية نظم الشعر

    وهذه هي المحاضرة الأولى :

    علينا بدءا قبل تعلم أوزان الشعر وقوافيه أن نعرف ماهية التجربة الشعرية وكيف تتولد القصيدة الشعرية عند الشاعر

    س : فما هي التجربة ؟ وما هي الشعرية ؟

    ج : التجربة : منفردة تعني مجموعة من العناصر الأحادية التي يتم إضافتها إلى بعضها البعض بمقادير محددة لتعطي في النهاية مركبا هو مزيج من كل تلك العناصر .

    والشعرية : تعني أن نفس الشاعر أصبحت كمعمل تتجمع فيه عناصر أحادية أيضا ليكون المركب النهائي للمتلقين قصيدة هي مزيج من كل تلك العناصر .

    س : ماذا تعني القصيدة ؟

    ج : القصيدة سلوك يسلكه الشاعر مثل أي سلوك إنساني والسلوك الإنساني في علم النفس عبارة عن ( مثير ثم استجابة )

    مثال { لو رأى رجلٌ كوبا من الماء فإنه سيمد يده ويشرب ) ” فكوب الماء [ مثير ] ومد اليد لشربه [ استجابة ] ولكن :

    نحن لم نرَ من سلوكه سوى أمرين : 1- رؤيته كوب الماء . 2- مده يده وشرب الماء

    ولكنه هنا وفق ما قاله علماء النفس قد مر بثلاث مراحل :

    1- مرحلة الإحساس بالمثير … ولكن الإحساس وحده لا يكفي .

    2- مرحلة التفكير في المثير وكيفيه الاستجابة : فالتفكير في المثير وكيفية الاستجابة مرحلة مهمة انتقاليه إلى المرحلة الثالثة .

    3- مرحلة التعبير : وهي المرحلة الوحيدة المرئية لنا عبر كل مراحل سلوكه منذ بداية الإحساس بالمثير . فيصدر العقل أو الفكر إشارات كهربائية لليد فتتحرك نحو الكوب لتحمله إلى الفم للتعبير عن حالة العطش التي مر بها الرجل .

    ولو استبدلنا الرجل العادي بـ ( شاعر ) سنجد أن الشاعر سيمر بالمرحلتين الأوليين اللتين مر بها الرجل العادي وهي مرحلة ( الإحساس بالمثير – ثم مرحلة التفكير في التعبير عن ذلك المثير )

    * ولكن الشاعر سيختلف عن الرجل العادي في المرحلة الأخيرة فبدلا من مد يده ليشرب الماء سينظم قصيدة . إذن فقد اختلف بوسيلة التعبير …

    * وإن كان الرجل العادي وسيلة التعبير عنده هي يده فإن الشاعر في قصيدته يملك ثلاثة أذرع للتعبير هي :

    1- اللفظ . 2 – الخيال . 3 – الموسيقى

    وتعالوا نتعرف كيف نوظف آليات التعبير الثلاثة للتعبير عن الحالة التي يمر بها الشاعر .

    1- اللفظ : اللفظ هو وعاء العاطفة … فكلنا نملك نفس المشاعر ونفس المعاني ” وعلم آدم الأسماء كلها ” صدق الله العظيم … ولكن الكثير منا في أحيان كثيرة يبغي التعبير عن إحساس ولكنه يشعر بالعجز عن النطق به على الرغم من وجود المعنى في خياله … إذن فلكي نكون قادرين على حمل معاني نفوسنا في ألفاظ مناسبة لابد من زيادة حصيلة المرادفات في عقلنا ولن يتأتى هذا إلا بالكثير من القراءة لشعراء آخرين حتى نتأثر بألفاظهم ثم القراءة في كل المجالات ما رحبت وكل العلوم ماوسعت دون توقف حتى بعد تمكننا من قول الشعر فنحن نحتاج دائما إلى زيادة رقعة المعجم الخاص بنا في الذاكرة .

    2- الخيال : وهو التصوير الذي نضع فيه تصوراتنا من استعارات ومجازات وكنايات لتمثيل المواقف وتقريب المعاني لجمهور السامعين فمثلا ” لو رأينا سيارة تدهم رجلا ” فسنعبر عن هذه الحالة بطريقتين :

    أ- أحدنا سيقول : ” سيارة دهمت رجلا ”

    ب- الآخر سيقول : ” وجدت أسدا شرسا يهجم على فريسة في الطريق فيلتهمها ويمزق أشلاءها ”

    بالتأكيد سيكون الثاني أكثر تأثيرا فينا من الأول لأنه شبّه السيارة بأسد هصور والرجل المصروع بفريسة مسكينة . من هنا فخيال الثاني الخصب قد حُمّل في تصوير جميل شد مشاعرنا وانتزعها من بين صدورنا ” ولنا وقفة في شرح كيفية استخدام هذا الخيال وتركيبه في محاضرة البلاغة التالية إن شاء الله تعالى ” فقط هنا نتعرف على وظيفة الخيال

    3- الموسيقى : وهي النغمات التي يستخدمها الشاعر ويصب فيها إحساسه وكذلك القوافي التي تمثل الإيقاع النابض في نهاية البيت الشعري .. وهي المسماه بعلمي العروض والقافية فللنغم علم هو ” علم العروض ” و للقافية علم هو ” علم القافية ”

    ملاحظة : من هنا نعلم أهمية أوزان الشعر التي يحاول بعض الشعراء المحدثين التخلص منها حيث يسقطون أهم عناصر التجربة الشعرية …

    وحين كنت صغيرا في سن العاشرة أتعلم العروض والقافية على يد أستاذي الجليل رحمه الله ” أحمد السمرا ” الشاعر المصري العظيم كنت أقول له ” يا أستاذي هل علم العروض والقافية هام لهذه الدرجة ألا يصح أن ننظم من غير وزن على غرار بعض الشعراء المحدثين ” فكان يسبني ويقول لي ” يا …… من يبدع وهو مقيد خير ألف مرة ممن يبدع وهو متحرر . فإبداع المقيد يدل على عبقريته الخالدة وإبداع المتحرر يدل على استوائه بالعامة ”

    وإلي لقاء في المحاضرة القادمة لنخطو أولى الخطوات نحو تعلم البلاغة وهي مرحلة التعبير الثانية التي تخدم الخيال عند الشاعر ……….. حيث أن وسيلة التعبير الأولى ” اللفظ ” متروكة لكم وقراءاتكم الحرة في مجال الشعر وغيره .

    أراكم على خير في مثل هذا اليوم من الأسبوع القادم وسيكون لقاؤنا كل يوم جمعة بإذن الله .

    أخوكم في الله ” أبو القوافي ”

    الجمعة 9-2-2007

    #774289

    أحبائي من يقرأ وله أي استفسار فليكتب تعليقه وأرد عليه على الفور ما وسعني إن شاء الله تعالى

    #774401

    الله الله الله
    كما قلت لك من قبل ابا القوافى دمت لنا ذخرا
    ومعلم مبجل
    لك كل التقدير والاحترام
    سر والله الموفق
    حبيبك
    الباشا

    #774410

    أخي الباشا باركك الله وجعلنا ممن يعيشون لينتفعون وينفعون وكلنا في بحور العلم نلتمس العوم

    #774441


    مجهود طيب

    بارك الله فيك

    تحياتى

    #774603

    شكرااااااااااااااااااااااااااااااااا

    معلومات رائعه ومفيده

    بارك الله فيك

    #774734

    إذا مات ابن آدم انقطع عمله إلا من ثلاث ” صدقة جارية و علم ينتفع به ولد صالح يدعو له ” ندعو الله أن يجعلنا ممن يتعلمون فيفيدون وممن يتأثرون فيؤثرون …
    في ذات مرة مرّ الإمام الشافعي على رجل يبيع الطعام وكان جائعا ولا يملك ثمن الطعام فالتمس الطعام من البائع وكان البائع لا يعرفه فرفض البائع وطرده وكان للبائع ابنٌ تلميذٌ للشافعي فقال لأبيه : يا أبتِ ويلك لقد طردت الشافعي . فسعى الرجل خلف الشافعي واعتذر له وقال : خذ طعامك يا إمام . فرفض الشافعي وقال للبائع : أذلتني لك بطني والآن أذلها …
    نرجو من الله القبول

    #774811
    مجد المجد
    مشارك

    بسم الله الرحمن الرحيـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــم

    الاخ الاستاذ ابو القوافي…………المحترم

    بعد التحية


    الحياة والدنيا…….ممكن تخلق طبيب او مهندس او استاذ….من خلال الدراسة والتعليم
    لكن لايمكنها أن تخلق الشاعر……………لأن الله وحده يخلق الشــــــــــــــــــــــــعراء

    نعم كل أنسا ن يمتلك أدوات الشعر….لكن الشاعر وحده هو الذي يحسن أستخدامها
    والشاعر بحسه المرهف وقدرته الأدراكية يجتاز التناقضات والأزمات في مياديـــــــــن
    السخرية والتهكم والحقائق والمراء والحياة والمـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــوت

    يأتي الشاعر بمشكلات الحياة ويصبها في صياغة جمالية فيكشف النقاب عن معنــى
    الأنسان المعاصر…عن قلقه المنبعث من بحثه عن الأمن والاستقرار وعن محاولاتــــه
    لمعرفة نفسه علي حقيقتها…..ولاغرو أن تعقد الدهشة ألسنتنا تجاه هذا الكشـــــف
    الذ لم نتوصل اليه حتى في تمنياتنا وأنطلاقة أخيلتنـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــا


    موضوع جميل و معلومات جميلة…وسأتابع قرائتها أن شاء الله

    تقبل احترامي وتقديري

    د.انمار السعيد

    #774983

    أخي والأستاذ الفاضل النبيل المهذب د.أنمار كلما زاد الإنسان علما زاد تهذيبا وأرى والله أنك بلغت قمة التهذيب … وإذا نزل الأستاذ لقراءة ما يخطه التلميذ فذلك ليس لروعة التلميذ بل لجلال الأستاذ وشدة علمه فيسعدني بل يطبع قبلة شرف على جبيني أن ترتقي كلماتي بنظرة طرفك إليها فهذا شرف مخيف يدفعني إلى الارتجاف من عين الأستاذ حين تقرأ للتلميذ … زادك الله تواضعا وحبا للعلم … ووالله يا أخي لأنت شاعر عظيم أقرأك بنبضي قبل عيني وعقلي . لذلك فقد رأيت من واجبي أن أوجه إخوتي البادئين في نظم الشعر إلى أصوله وقواعده لأنك – أدامك الله – تعلم أن الموهبة بلا قواعد سفينة بلا ملاح تتلاطم في بحور المعاني لاتجد ما يرشدها إلى طريق المعنى الصحيح خصوصا وقد وجدت بعض الإخوة ينظمون الشعر بصورة جميلة وبأرق المشاعر ولكنها تعرض في صورة ممزقة تفتقد إلى الوزن والقافية وقواعد اللغة وهذا يضيع مواهبهم التي قد تكون يوما ذات ريادة في حياتنا الثقافية … أدامك الله ونفعنا بك دائما

    أخوك في الله ” أبو القوافي ”

    #776728

    أستاذنا الفاضل .. أبو القوافي

    شكرا على هذه الدروس المفيدة

    لما لها أهمية في مجال كتابة الشعر



    #777172

    وشكرا لك يا زحمة الأشواق على مرورك الكريم
    أدامك الله

    #777384
    jaber777
    مشارك

    شكرا على هالموضوع الحلو والى الامام انشاءالله …………………… تحياتي الك

مشاهدة 12 مشاركة - 1 إلى 12 (من مجموع 12)
  • يجب تسجيل الدخول للرد على هذا الموضوع.

يستخدم موقع مجالسنا ملفات تعريف الارتباط الكوكيز لتحسين تجربتك في التصفح. سنفترض أنك موافق على هذا الإجراء، وفي حالة إنك لا ترغب في الوصول إلى تلك البيانات ، يمكنك إلغاء الاشتراك وترك الموقع فوراً . موافق إقرأ المزيد