الرئيسية منتديات مجلس الثقافة العامة آداب السؤال العلمي و الديني

مشاهدة مشاركاتين - 1 إلى 2 (من مجموع 2)
  • الكاتب
    المشاركات
  • #67060

    بسم الله الرحمن الرحيم

    اللهم صلي على الحبيب محمد وال محمد

    لا شكَّ أن للسؤال و الجواب شروط و آداب ، كما و لا شك أن للسؤال الهادف و المدروس و للإجابة المتقنة الخالصة نتائج إيجابية عظيمة جداً إن أُخذت الشروط و الآداب و الأهداف بعين الإعتبار و الجِد من قِبَل السائل و المُجيب .

    وجوب السؤال و ضرورته :

    السؤال واجب على من لا يعلم ، فقد قال الله عَزَّ و جَلَّ : { … فَاسْأَلُواْ أَهْلَ الذِّكْرِ إِن كُنتُمْ لاَ تَعْلَمُونَ } ، فالسؤال واجب على من لا يعلم ، و تركه فيما يجب قد يؤدي إلى نتائج خطيرة جداً لا تُحمدُ عقباه .

    فقد رُوِيَ عن الإمام جعفر بن محمد الصادق ( عليه السَّلام ) أنه سُئلَ عَنْ مَجْدُورٍ أَصَابَتْهُ جَنَابَةٌ فَغَسَّلُوهُ فَمَاتَ ؟

    قَالَ : ” قَتَلُوهُ ، أَلَّا سَأَلُوا ، فَإِنَّ دَوَاءَ الْعِيِّ السُّؤَالُ ” .

    و قالَ الإمام جعفر بن محمد الصادق ( عليه السَّلام ) لِحُمْرَانَ بْنِ أَعْيَنَ فِي شَيْ‏ءٍ سَأَلَهُ : ” إِنَّمَا يَهْلِكُ النَّاسُ لِأَنَّهُمْ لَا يَسْأَلُونَ ” .

    السؤال كنز عظيم :

    رُوِيَ عن النبي المصطفى محمد ( صلى الله عليه و آله ) أنه قال : ” العلمُ خزائن و مفاتيحها السؤال ، فسألوا يرحمكم الله ، فإنه يؤجرُ فيه أربعة : السائلُ و المُجيبُ و المُستمعُ و المُحبُ له ” .

    وَ رُوِيَ عن الإمام جعفر بن محمد الصادق ( عليه السَّلام ) أَنهُ قَالَ : ” إِنَّ هَذَا الْعِلْمَ عَلَيْهِ قُفْلٌ وَ مِفْتَاحُهُ الْمَسْأَلَةُ ” .

    سَلْ تَفَقُّهاً :

    السائل الصائب هو من لا يسأل إلا بغرض تنمية المعرفة و زيادة العلم ، و يتجنَّب طرح الأسئلة السخيفة ، أو التي ليست لها قيمة علمية أو معرفية ، فقد قَالَ أمير المؤمنين علي ( عليه السلام ) لِسَائِلٍ سَأَلَهُ عَنْ مُعْضِلَةٍ : ” سَلْ تَفَقُّهاً وَ لَا تَسْأَلْ تَعَنُّتاً ، فَإِنَّ الْجَاهِلَ الْمُتَعَلِّمَ شَبِيهٌ بِالْعَالِمِ ، وَ إِنَّ الْعَالِمَ الْمُتَعَسِّفَ8] شَبِيهٌ بِالْجَاهِلِ الْمُتَعَنِّتِ ” .

    وَ سَأَلَ رَجُلٌ أَبَا عَبْدِ اللَّهِ ( عليه السلام ) عَنْ طَعْمِ الْمَاءِ ؟ !

    فَقَالَ : ” سَلْ تَفَقُّهاً وَ لَا تَسْأَلْ تَعَنُّتاً ، طَعْمُ الْمَاءِ طَعْمُ الْحَيَاةِ ” .

    فلذلك ينبغي على السائل أن يتوخى النفع و الفائدة من سؤاله ، كما ينبغي عليه تجنب طرح الأسئلة التي لا أثر لها في حياته الدنيوية أو الأخروية ، و لا تجلب له نفعاً معنوياً أو مادياً .

    فقَد رَوَى الإمام موسى بن جعفر ( عليه السَّلام ) أنَّهُ دَخَلَ رَسُولُ اللَّهِ ( صلى الله عليه وآله ) الْمَسْجِدَ فَإِذَا جَمَاعَةٌ قَدْ أَطَافُوا بِرَجُلٍ .

    فَقَالَ : ” مَا هَذَا ؟

    فَقِيلَ : عَلَّامَةٌ .

    فَقَالَ : ” وَ مَا الْعَلَّامَةُ ” ؟

    فَقَالُوا لَهُ : أَعْلَمُ النَّاسِ بِأَنْسَابِ الْعَرَبِ وَ وَقَائِعِهَا وَ أَيَّامِ الْجَاهِلِيَّةِ وَ الْأَشْعَارِ الْعَرَبِيَّةِ .

    قَالَ : فَقَالَ النَّبِيُّ ( صلى الله عليه وآله ) : ” ذَاكَ عِلْمٌ لَا يَضُرُّ مَنْ جَهِلَهُ ، وَ لَا يَنْفَعُ مَنْ عَلِمَهُ ” .

    ثُمَّ قَالَ النَّبِيُّ ( صلى الله عليه وآله ) : ” إِنَّمَا الْعِلْمُ ثَلَاثَةٌ : آيَةٌ مُحْكَمَةٌ ، أَوْ فَرِيضَةٌ عَادِلَةٌ ، أَوْ سُنَّةٌ قَائِمَةٌ ، وَ مَا خَلَاهُنَّ فَهُوَ فَضْلٌ ” .

    و عليه فينبغي للإنسان المؤمن أن يغتنم ما تُتاح له من فرص التعرُّف على العلماء و المفكرين أحسن إغتنام لطرح سؤال من شأنه أن يُساهم في تنمية معلوماته و زيادة علمه أو يُساهم في نشر الثقافة الإسلامية و يحلَّ مشكلة من مشاكل عصرنا الحاضر ، خاصة و أن الأمة الإسلامية تواجه اليوم تحديات كبيرة و هجمات شرسة من قبل الأعداء ـ لم يسبق لها مثيل ـ تستهدف أصول عقيدته و فروعها ، كما و تستهدف كل ما تبقى له من قيم دينية و أخلاق نبيلة و صفات إنسانية رفيعة .

    و هنا لا بُدَّ لنا أن نُذكِّر الذين ينظِّمون المسابقات العلمية أو الدينية أو الإجتماعية سواءً في البرامج التلفزيونية أو المدارس أو المؤسسات الدينية أخذ ما أشرنا إليه بعين الإعتبار ، و نطلب منهم التأمل في ما يطرحونه من أسئلة خشية أن تضييع أوقاتهم و أوقات الناشئين و الشباب و كذلك عامة الناس جراء طرح أسئلة قليلة الفائدة أو عديمتها ، و إستبدالها بما في خير الأمة و صلاحها و لهم الأجر و الثواب .

    تقبلوا تحياتي

    اختكم وريثة

    #773749

    وينكم ما تردوا

مشاهدة مشاركاتين - 1 إلى 2 (من مجموع 2)
  • يجب تسجيل الدخول للرد على هذا الموضوع.

يستخدم موقع مجالسنا ملفات تعريف الارتباط الكوكيز لتحسين تجربتك في التصفح. سنفترض أنك موافق على هذا الإجراء، وفي حالة إنك لا ترغب في الوصول إلى تلك البيانات ، يمكنك إلغاء الاشتراك وترك الموقع فوراً . موافق إقرأ المزيد