الرئيسية › منتديات › مجلس الثقافة العامة › آداب السؤال العلمي و الديني
- This topic has رد واحد, مشارك واحد, and was last updated قبل 17 سنة، 10 أشهر by وريثة الشهداء.
-
الكاتبالمشاركات
-
7 فبراير، 2007 الساعة 2:22 م #67060وريثة الشهداءمشارك
بسم الله الرحمن الرحيم
اللهم صلي على الحبيب محمد وال محمد
لا شكَّ أن للسؤال و الجواب شروط و آداب ، كما و لا شك أن للسؤال الهادف و المدروس و للإجابة المتقنة الخالصة نتائج إيجابية عظيمة جداً إن أُخذت الشروط و الآداب و الأهداف بعين الإعتبار و الجِد من قِبَل السائل و المُجيب .
وجوب السؤال و ضرورته :
السؤال واجب على من لا يعلم ، فقد قال الله عَزَّ و جَلَّ : { … فَاسْأَلُواْ أَهْلَ الذِّكْرِ إِن كُنتُمْ لاَ تَعْلَمُونَ } ، فالسؤال واجب على من لا يعلم ، و تركه فيما يجب قد يؤدي إلى نتائج خطيرة جداً لا تُحمدُ عقباه .
فقد رُوِيَ عن الإمام جعفر بن محمد الصادق ( عليه السَّلام ) أنه سُئلَ عَنْ مَجْدُورٍ أَصَابَتْهُ جَنَابَةٌ فَغَسَّلُوهُ فَمَاتَ ؟
قَالَ : ” قَتَلُوهُ ، أَلَّا سَأَلُوا ، فَإِنَّ دَوَاءَ الْعِيِّ السُّؤَالُ ” .
و قالَ الإمام جعفر بن محمد الصادق ( عليه السَّلام ) لِحُمْرَانَ بْنِ أَعْيَنَ فِي شَيْءٍ سَأَلَهُ : ” إِنَّمَا يَهْلِكُ النَّاسُ لِأَنَّهُمْ لَا يَسْأَلُونَ ” .
السؤال كنز عظيم :
رُوِيَ عن النبي المصطفى محمد ( صلى الله عليه و آله ) أنه قال : ” العلمُ خزائن و مفاتيحها السؤال ، فسألوا يرحمكم الله ، فإنه يؤجرُ فيه أربعة : السائلُ و المُجيبُ و المُستمعُ و المُحبُ له ” .
وَ رُوِيَ عن الإمام جعفر بن محمد الصادق ( عليه السَّلام ) أَنهُ قَالَ : ” إِنَّ هَذَا الْعِلْمَ عَلَيْهِ قُفْلٌ وَ مِفْتَاحُهُ الْمَسْأَلَةُ ” .
سَلْ تَفَقُّهاً :
السائل الصائب هو من لا يسأل إلا بغرض تنمية المعرفة و زيادة العلم ، و يتجنَّب طرح الأسئلة السخيفة ، أو التي ليست لها قيمة علمية أو معرفية ، فقد قَالَ أمير المؤمنين علي ( عليه السلام ) لِسَائِلٍ سَأَلَهُ عَنْ مُعْضِلَةٍ : ” سَلْ تَفَقُّهاً وَ لَا تَسْأَلْ تَعَنُّتاً ، فَإِنَّ الْجَاهِلَ الْمُتَعَلِّمَ شَبِيهٌ بِالْعَالِمِ ، وَ إِنَّ الْعَالِمَ الْمُتَعَسِّفَ8] شَبِيهٌ بِالْجَاهِلِ الْمُتَعَنِّتِ ” .
وَ سَأَلَ رَجُلٌ أَبَا عَبْدِ اللَّهِ ( عليه السلام ) عَنْ طَعْمِ الْمَاءِ ؟ !
فَقَالَ : ” سَلْ تَفَقُّهاً وَ لَا تَسْأَلْ تَعَنُّتاً ، طَعْمُ الْمَاءِ طَعْمُ الْحَيَاةِ ” .
فلذلك ينبغي على السائل أن يتوخى النفع و الفائدة من سؤاله ، كما ينبغي عليه تجنب طرح الأسئلة التي لا أثر لها في حياته الدنيوية أو الأخروية ، و لا تجلب له نفعاً معنوياً أو مادياً .
فقَد رَوَى الإمام موسى بن جعفر ( عليه السَّلام ) أنَّهُ دَخَلَ رَسُولُ اللَّهِ ( صلى الله عليه وآله ) الْمَسْجِدَ فَإِذَا جَمَاعَةٌ قَدْ أَطَافُوا بِرَجُلٍ .
فَقَالَ : ” مَا هَذَا ؟
فَقِيلَ : عَلَّامَةٌ .
فَقَالَ : ” وَ مَا الْعَلَّامَةُ ” ؟
فَقَالُوا لَهُ : أَعْلَمُ النَّاسِ بِأَنْسَابِ الْعَرَبِ وَ وَقَائِعِهَا وَ أَيَّامِ الْجَاهِلِيَّةِ وَ الْأَشْعَارِ الْعَرَبِيَّةِ .
قَالَ : فَقَالَ النَّبِيُّ ( صلى الله عليه وآله ) : ” ذَاكَ عِلْمٌ لَا يَضُرُّ مَنْ جَهِلَهُ ، وَ لَا يَنْفَعُ مَنْ عَلِمَهُ ” .
ثُمَّ قَالَ النَّبِيُّ ( صلى الله عليه وآله ) : ” إِنَّمَا الْعِلْمُ ثَلَاثَةٌ : آيَةٌ مُحْكَمَةٌ ، أَوْ فَرِيضَةٌ عَادِلَةٌ ، أَوْ سُنَّةٌ قَائِمَةٌ ، وَ مَا خَلَاهُنَّ فَهُوَ فَضْلٌ ” .
و عليه فينبغي للإنسان المؤمن أن يغتنم ما تُتاح له من فرص التعرُّف على العلماء و المفكرين أحسن إغتنام لطرح سؤال من شأنه أن يُساهم في تنمية معلوماته و زيادة علمه أو يُساهم في نشر الثقافة الإسلامية و يحلَّ مشكلة من مشاكل عصرنا الحاضر ، خاصة و أن الأمة الإسلامية تواجه اليوم تحديات كبيرة و هجمات شرسة من قبل الأعداء ـ لم يسبق لها مثيل ـ تستهدف أصول عقيدته و فروعها ، كما و تستهدف كل ما تبقى له من قيم دينية و أخلاق نبيلة و صفات إنسانية رفيعة .
و هنا لا بُدَّ لنا أن نُذكِّر الذين ينظِّمون المسابقات العلمية أو الدينية أو الإجتماعية سواءً في البرامج التلفزيونية أو المدارس أو المؤسسات الدينية أخذ ما أشرنا إليه بعين الإعتبار ، و نطلب منهم التأمل في ما يطرحونه من أسئلة خشية أن تضييع أوقاتهم و أوقات الناشئين و الشباب و كذلك عامة الناس جراء طرح أسئلة قليلة الفائدة أو عديمتها ، و إستبدالها بما في خير الأمة و صلاحها و لهم الأجر و الثواب .
تقبلوا تحياتي
اختكم وريثة
8 فبراير، 2007 الساعة 11:39 ص #773749وريثة الشهداءمشاركوينكم ما تردوا
-
الكاتبالمشاركات
- يجب تسجيل الدخول للرد على هذا الموضوع.