مسألة إبداء الوجه والكفين ” من كتاب روائع البيان في تفسير آيات الأحكام/ د.محمد بن علي الصابوني”

اختلف العلماء في هذه المسألة على قولين :

القول الأول: ذهب فيه (المالكية والأحناف) إلى أن وجه المرأة وكفها ليس بعورة واعتمدوا

في ذلك على:
1 / قوله تعالى : ( ولا يبدين زينتهن إلا ما ظهر منها )النور “31” فقد استثنت الآية ما ظهر منها أي

ما دعت الحاجة إلى كشفه وإظهاره وهو الوجه والكفين ، ونقل ذلك عن بعض الصحابة والتابعين في تفسير قوله

(إلا ما ظهر منها) بأنه الوجه والكفين ومنهم [ مجتهد وعطاء وسعيد بن جبير ].

2 / استدلوا بحديث عائشه – رضي الله عنها – وفيه أن أسماء بنت أبي بكر دخلت على الرسول – صلى الله عليه وسلم-

وعليها ثياب رقاق فأعرض عنها الرسول – صلى الله عليه وسلم – وقال لها : ( يا أسماء إن المرأة إذا بلغت المحيض

لم يصلح أن يرى منها إلا هذا وهذا ) وأشار إلى وجهه وكفه .

3 / وقالوا مما يدل على ان وجه المرأة وكفيها ليسا بعورة وأن المرأة تكشف وجهها وكفيها في صلاتها وكذلك في

الإحرام فلو كانا عورة لما أبيح كشفهما .

القول الثاني : ذهب فيه الشافعية والحنابلة إلى أن المرأة كلها عورة واستدلوا على الوجه

والكفين عورة بالكتاب والسنة والمعقول .

1 / أما الكتاب فقوله تعالى : ( ولا يبدين زينتهن ) والآية الكريمة منعت المرأة من إبداء الزينة مطلقا

وحرمت عليها أن تكتشف شيئا من اعضائها أمام الرجال أو تظهر زينتها أمامهم وتأولوا قوله تعالى : ( إلا

ما ظهر منها ) أن المراد ما ظهر بدون قصد ولا عمد مثل أن يكشف الريح عن نحرها أو ساقها أو شيء

من جسدها ، ويصبح معنى الآية على هذا التأويل : ( ولا يبدين زينتهن أبدا وهن مؤخذات على إبداء زينتهن إلا ما ظهر

منها بنفسه وانكشف بغير قصد ولا عمد فلسن مؤخذات عليه فيكون الوجه والكفين من الزينة التي يحرم إبداؤها)

2 / اما السنة :
* حديث جرير بن عبدالله ( سألت الرسول – صلى الله عليه وسلم – عن نظر الفجاة فقال : اصرف نظرك)رواه مسلم وأحمد

* حديث علي -رضي الله عنه – ( يا علي لا تتبع النظرة النظرة ، فإنما لك الأولى وليس لك الآخرة ) رواه أحمد وأبو داوود

* حديث الخثعمية ، الذي رواه ابن عباس – رضي الله عنهما – وفيه 🙁 أن النبي – صلى الله عليه وسلم – أردف

الفضل بن العباس يوم النحر خلفه وكان رجلا حسن الشعر أبيض وسيما ،فجاءته إمرأة من خثعم تستفتيه فجعل

الفضل ينظر إليها وتنظر إليه فجعل الرسول- صلى الله عليه وسلم – يصرف وجه الفضل إلى الشق الآخر ..) رواه البخاري ومسلم

3 / المعقول .. فهو أن المرأة لا يجوز النظر إليها خشية الفتنة ، والفتنة في الوجه تكون أعظم من الفتنة بالقدم

والشعر والساق …

هذا إجتهادي في هذا الباب .. واعتذر عن إدماج الكفين مع الوجه لأنني وجدتهما معا في هذه المسألة

وأنا في رأيي أن لبس النقاب الشرعي الذي يستر الوجهه واجب على المسلمة في هذا العصر الذي

كثرت فيه المفاتن .. ولا سيما إذا كانت المرأة تتمتع بقدر من الجمال الملفت للنظر