الحضارة العربية الاســــــــــــــــــــــــــــــــــلامية
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

الجزء الاول

من يغوص في أعماق الحضارة العربية الاسلامية وماحققته للبشرية جمعاء من وسائل التقدم وعوامل الازدهار.ويلم بما ابتدعه الفكر العربي الاسلامي من مفاهيمونظريات تنولت أهم معضلات ذل العصر.يدهشه مدى عمق التفكير الذي بلغه العلماء العرب والمسلمون. ويتضاعف اعجابه بهذا الفيض الزاخر من الافكار العظيمة التي جاد بها الفكري العربي الاسلامي.

فلم يحدث في تارخ الحضارات القديمة والحديثة ان تألق الفكر الحضاري وبلغ أوج عطوته في فترة قصيرة جدا من الزمن كا الفترة التي ولد فيها الفكر الاسلامي ونما وتطور وأدرك معظم أسرار الحياة وسبر أغوار المجتمع.

وتزداد دهشة الدارس..ويتعاظم تمجيده لحركة التحول الفكري الكبرى الخطيرة التي اصابت المجتمع العربي في تلك الفترة القصيره…..فيذهب يتسائل حائرا”…ترى أي سر هذا الذي حول عرب الصحراء الحفاة الجفاة……..
الى فقهاء وعلماء…ومشاعل للحضارة…ومنارات للثقافة.
وأي روح التي رفعت العرب من حالة البداورة التي كانو عليها في جزيرتهم القاحلة الضنينة بكا اسباب العيش الى قادة وابطال مغاوير يفتتحون اعظم الممالك واوسعها..ويحطمون أقوى أمبراطوريتين يعرفها العالم آنذاك.
والى معلمين ومرشدين يهدون انفسهم وغيرهم من الأمم في مدارج الرقي والتقدم…والى بناة ومنشئين عظام لحضارة انسانية ساميه مجيده هي ام الحضارات العالمية الراهنة بأعتراف اعداء العرب وخصوم الاسلام قبل اصدقائهم والمعجبين بهــــــــــــــــــــــم؟

ليس من المعقول ان يطفر الفكر العربي الذي قيدته ظروف الحياة الآسنة اليبوس في اصقاع الجزيرة العربيه الكالحة الى مثل هذه المرتبة الرفيعة من دون ان تكون له ركائز قوية التي اوصلته الى منزلته تلك.ومن غير ان تتوفر المنابع التي يستقى منها اصول نمائه وتفتحه..فماهي ياترى تلك المنابع التي استقى منها الفكر العربي الاسلامي مادة حيوته وتطوره وماهي الموارد التي نهل منها اسباب تكامله ؟

يمكن تفسيم هذه المنابع الى ثلاثة اقسام وهي.

1.المصادر الاسلامية الاصيلة
2.تقافات الشعوب التي دخلت في الدين الاسلامي
3.النقل عن اللغات الاخرى الى اللغة العربية

تتمثل المنابع الاسلامية الاصيلة التي اعتمد الفكر العربي الاسلامي عليها هي..القرآن الكريم..والأحاديث النبويةالشريفة…وسنة الرسول العربي العظيم (ص).

ان اول اثر عظيم اوجده القرآن الكريم في التفكير العربي وتوسيع مداركه أنه شجع على تعلم القراءة والكتابة بين العرب..فالمعروف انه عندما نزل الوحي بالقرآن على محمد (ص) لم يكن في قريش كلها يعرفون القرأة والكتابة.
وكان اول أثر من آثار القرآن الكريم في الفكر العربي اهتمامه الواسع بالعلم …مصدر رقي الامم.. وعنوان مجدها…ومرآة نهضتها وحضارتها…فقد كانت عتاية القرآن بالعلم تفوق حد الوصف…وكانت طريقته في الحث عن العلم هي طريقة الدعوة الى تحكيم العقل والمنطق في مظاهر الخليقه وأحداث الماضي…قال تعالى ( أن في خلق السموات والارض وأختلاف الليل والنهار لآيات لأولى الالباب) وقال أيضا ( فلينظر الانسان مم خلق خلق من
ماء دافق يخرج من بين الصلب والترائب أنه على رجعه لقادر )

لقد دعى القرآن المسلمين الى ان يمعنوا الفكر في هذا الكون الذي خلقه وليستكنهوا اسراره واسباب الحياة فيه قال تعالى قل انظروا ماذا في السموات والارض ) (قل سيرو في الأرض فأنظروا كيف بدأ الخلق ) ( فأنتشروا في الارض وأبتغو من فضل الله ) ( سخر لكم مافي السمورات والارض جميعا”)

وليس من باب المبالغة ان يقول اي مسلم اليوم أن القرآن لم يترك علما من العلوم ألا أحتواها.وأنه أشار
في كثير من آياته الى حقائق علمية عجيبة توصل العلم الحديث الى بعضها ولم يزل عاجزا” عن بلوغ البعض الآخر.