أيا حبيب العمر .. بشّرهم..
بشّر كلّ من ظنّ أن حبنا وهم .. وأن قهره سهل
بأنّا قد عدنا كما كنا..
قل لكل من أراد أن يفرق شملنا..
قل للأميال التي كانت تفصل بيننا..
قل للظروف التي سكرت من دمعنا..
قل لكل ليلة .. صارعنا فيها يأسنا ..
قل للوشاة .. للحادقين ..
قل للنمّامين .. والناقصين ..
إننا قد عدنا كما كنا .. أجل والله قد عدنا
برغم الليل الطويل ..
برغم الجرح المرير .. برغم السور .. وانعدام الجسور ..
برغم صلب الحلم .. وتعذيب الشعور ..
برغم طول الايام .. والشهور ..
بقي حبنا صامدا .. يحلّق صقرا بين الطيور ..
لقد فرّقوا بيننا .. وظنوا أن هوانا يقدر عليه النسيان ..
وأني سأسلاك .. وأنت ستبيعني بأبخس الاثمان ..
وأني سأقبل برجل غيرك .. أمنحه قلبي .. بالمجان ..
وأنك ستعود لتتنقل مجددا .. من غصن الى أغصان ..
ولم يعلموا أني هوّيتك وعنوانك .. وأنك عندي أغلى الاوطان ..
فتعال حبيبي .. فقد سئمت وحدتي .. ولقد ضقت بالحرمان ..
فكل ما فعلوه .. حبيبي .. مجرد سحابة من دخان ..
لا تستطيع أن تنزعك من قلبي الذي تسكنه .. كالايمان ..
تعال حبيبي .. ولا تيأس..
فإذا خانت الدنيا .. لن تخوننا أمانينا ..
وستبقى قصائدنا .. أجمل بيت يؤؤينا ..
لقد أخذت الاحزان منا الكثير ..
لكنها لن تدمّر كل ما فينا ..
تعال لنقاسم مستقبلا .. ننسى فيه بؤس ماضينا ..
لقد نما حبنا وترعرع حين روته دموع مآقينا ..
ارفع رأسك بشموخ حبيبي ..
فانتصارنا .. أعظم عزاء يواسينا ..
ذنبنا يا حبيبي أجمل ذنب ..
أحبك .. أحبك ..
ولا أخشى في حبك خنجرا أو سكينا ..
وأنت تهواني ..
وعهدنا سيبقى بصدقه يحمينا .. ويحيينا ..
ويجمعنا مهما تباعدنا ..
ومن رحيق النصر يسقينا ..
فبشرهم يا حبيب العمر ..
أنّا قد عدنا .. أجل والله قد عدنا ..
واتحدت أيادينا ..