لي صديق حميم أمير ذو جاه وسلطان , أحبه منذ أزمان , وله عرش مَلـِكٍ في قلبي على أنه أمير , أنتظر العطلات فأراه وأنهل من صداقته ووفائه ما وسعني حتى إذا رحل لا أشعر بظمأ لصداقته ولكنه ما يلبث أن يرحل حتى أظمأ له . وذات يوم طلب مني قصيدة أصوغها من إبداعي ينشدها في عيد ميلاده وأمهلني أسبوعا وهو مدة طويلة لشاعر يتملك زمام الموهبة فقد تولد القصيدة في بضع دقائق , ومنّاني بهديه ثمينة إذا أعجبته القصيدة . ولا أكذبكم القول بدأت أدير آلة الشعر لكنها ما دارت وقضيت الليل تلو الليل أتحايل على آلة الشعر ولكن صندوق طاقتها كأنه قد نفذ منه وقود الشعر ووصلت من تذللي لها إلى حد البكاء والعويل ولكن لا من مجيب . فتوجهت لمحراث الصنعة كي يحرث قريحتي فيأتيني ولو بنبتة قصيدة مصنوعة ولكن قريحتي فقدت خصوبتها طوال ذلك الأسبوع وكأنها تعاندني .. وفي اليوم الأخير جلست على لوحة المفاتيح أخط له اعتذارا فدارت آلة الشعر فجأة وقذفتني بتلك الأبيات فكتبتها مرتجلة في ذات اللحظة وأرسلتها له كبرقية اعتذار ولكم هالني أن رد علي بأنها أعجبته جدا جدا وقد تلاها في عيدميلاده وأرسل لي هدية قيمة جدا أحتفظ بها رباط صداقة حطمت الحدود وتواصلت أواصرها ليت العرب جميعا يفعلون فعلتنا ويتصادقون صداقتنا والأبيات التي ارتجلتها هي :
قال الأمير ألا تشدو فترضينـــــــــــي ؟ فقلت شعري رهين الفاء والنـــــــــون ِ فلا أرتّل إلا حين يحرقنـــــــــــــــــــي لحن تأوّه في طيات تكوينـــــــــــــــي فلست أملك شعري وهو يملكنــــــي فهل ستسأل حُبلى طلق في الحين ِ؟ فحين يطلق نبضي لحن أغنيــــــــــة ٍ تذوي الجفون وأرغو رغو مجنـــــــــون ِ وحين يصرخ نبض الشعر في رحمـي تأتي الولادة خلقا كان يشقينــــــــــي لو كان شعري رهين المال لانطلقــــت أوتار نفسي وما كلّت أفانينـــــــــــــي يا سيدي ربما بالجاه تأسرنـــــــــــــي وربما ببريق المال تغرينـــــــــــــــــي أنت الأمير وسلطاني تملكنـــــــــــــي بصك رق ٍ بأمر الطاء والعيـــــــــــــــن ِ
همسات الشكر تتمايل بجوار أذنيك خجلى من إطراء قلمك الندي ّ … أدامك الله وحفظك وأبقاك ذخرا لكل صاحب نبض يستمد منك التشجيع على مواصلة الحياة
الكاتب
المشاركات
مشاهدة 3 مشاركات - 1 إلى 3 (من مجموع 3)
يجب تسجيل الدخول للرد على هذا الموضوع.
يستخدم موقع مجالسنا ملفات تعريف الارتباط الكوكيز لتحسين تجربتك في التصفح. سنفترض أنك موافق على هذا الإجراء، وفي حالة إنك لا ترغب في الوصول إلى تلك البيانات ، يمكنك إلغاء الاشتراك وترك الموقع فوراً . موافقإقرأ المزيد