تعتبر مشكلة العنوسة من أهم المشاكل التي تعاني منها المجتمعات لاسيّما بعد أن بلغت تكاليف الزواج ذروتها في ظل الأسعار الحالية .. هذا وتعتبر نفقات الزواج من أهم المشاكل التي يعاني منها الشاب الذي يفكّر بالأقتران بزوجة وبالتالي فتح أسرة .. وقد وردت أحاديث كثيرة تحثّ على التزويج فقد روي في الحديث ( أذا أتاكم من ترضون دينه وخلقه فزوّجوه ألاّ تفعلوه تكن فتنة في الأرض وفساد كبير ) وفي حديث آخر ( مابني بناء أحب الى الله من التزويج ) وكذلك قال(ص)( النكاح سنّتي فمن رغب عن سنّتي فليس منّي ) ولكنّ المشكلة التي تقف أمام الشباب اليوم هي في غلاء المهر ومتطلّبات أهل البنت من جهة ونسوا و تناسوا آباء الفتيات أنّ الحديث يقول ( من حسن أسلام المرء أن لاتطمث أبنته في بيته ).. ثمّ أنّ هناك مشكلة كبيرة في كساد الحرائر تتمثّل بزواج الشباب العرب والعراقيين من بلاد المهجر حيث ( شقراوات باريس ولندن ) مما أدى بالشاب المغترب بالعزوف عن الزواج من بنت البلد لأنّ بنات المهجر تتمتّع بخلفيّة ثقافيّة تساعدها على كسب الرجل والوقوع في شباك الغرام .. ومن المستحدثات في الزواج العصري هو طلب أهل الفتاة من الشاب الذي يتقدّم لخطبة أبنتهم أن يفتح لها بيتا مؤثّثا لوحدها بينما الحديث يقول ( خيار نساؤكم أقلّهنّ مهرا ) ثمّ من أين يأتي الشاب بأموال البيت أذا كان عاجزا عن جمع أموال المهر التي تثقل كاهله .. ولهذا السبب تحدث المشاكل بين المراهقين وتحدث مشاكل الشذوذ الجنسي والأدمان على المخدّرات وأنحراف الشباب في (المكسّرات ) كما يعبّر عنها في اللغة الدارجة وبالتالي نخسر الطاقات والدماء الشابّة نتيجة عدم توفّر الظروف المعاشيّة المناسبة لجيل اليوم الصاعد من ملبس ومأكل وأمور الزواج التي نحن بصددها .. ثمّ ماذا يفعل الشاب أمام الغريزة الحيوانية الجامحة وكما قيل ( الهوى غلاّب ) وأنّ الشجاع من غلب هواه كما ورد في الحديث ولكننا لا ننسى أنّ الشيطان يجري من أبن آدم مجرى الدّم ، وأنّ شيطان كلّ أنسان نفسه .. فهل يبقى شبابنا بين مطرقة الفضائيات الأباحية وسندان مواقع الأنترنيت اللاّأخلاقية .. أم أنّ هناك حلاّ لهذه المشكلة العويصة والمزمنة والمتجذّرة في مجتمعنا من أجل الحفاظ على البقيّة الباقية من شبابنا المؤمن ؟؟؟