الرئيسية › منتديات › مجلس الثقافة العامة › دور الاعلام العربي في تغيب الوعى
- This topic has 3 ردود, 4 مشاركون, and was last updated قبل 17 سنة، 11 شهر by صابر على الحياة.
-
الكاتبالمشاركات
-
22 يناير، 2007 الساعة 2:13 م #65993عاشق بلا هدف جمسمشارك
دور الاعلام العربي في تغيب الوعي
من المفاهيم التي ترددت على مسامع الناس كثيرًا في عالمنا العربي حتى فقدت معناها مفهوم ‘الغزو الثقافي’, وكان يراد به محاولات الغرب إفساد الأسس الثقافية والتربوية للعالم العربي والإسلامي, ورغم أن هذا المفهوم لم يأخذ حقه في الوصول للجماهير على أهميته, وظل حبيسًا في كتابات ومجالس المثقفين, إلا أن الأحداث الآن قد تجاوزته في الواقع؛ لأن الغزو قد أفلح في التغلغل التام داخل الكثير من المؤسسات الإعلامية العربية, وأصبحت المشكلة في الغزو الذي يأتي من الداخل, خصوصًا بعد تزايد عدد الفضائيات والصحف والمجلات الحكومية والمستقلة.
إن نظرة بسيطة للإعلام العربي في وقتنا الحالي تصيب الناظر بالدهشة والحيرة, فهو إعلام للتسلية وتضييع الوقت في أغلب الأحيان, رغم أن معظم الدول العربية تعاني بشدة من مشاكل اقتصادية, وكلها تقريبًا تعاني من اضمحلال في الثقافة الدينية, ومشاكل اجتماعية حادة, هذا طبعًا بالإضافة إلى نقص الوعي السياسي وغياب فهم الجماهير لحقوقها الأساسية.
الدور الذي يقوم به الإعلام الغربي يتناسب مع ثقافة المجتمعات التي يوجه إليها خطابه فهي مجتمعات تبحث عن المتعة والرفاهية بعد أن وصلت إلى قمة التقدم المادي والتكنولوجي, كما أن الدين لا يمثل عمادًا في ثقافة هذه المجتمعات, والتدين عندهم أمر وجداني ليس له مدلول عملي في أغلب الأحيان, وهو الأمر الذي يتنافى مع ثقافة الأمة العربية التي تدين في معظمها بالإسلام وهو دين لا يمكن الفصل فيه بين العقيدة والعمل.
ومن هنا كان هذا التباين الكبير بين الخطاب الإعلامي العربي وثقافة المجتمعات التي يوجّه خطابه إليها, فهي مجتمعات في طور التنمية ويعيش الإسلام كعقيدة وعمل في وجدانها, حتى لو لم تلتزم بتعاليمه بشكل كامل.
ودعنا الآن نلقي نظرة على بعض مظاهر هذا الخطاب الإعلامي العربي الذي يساهم بشكل مباشر في تغييب وعي الجماهير, وإذا لم تتم معالجة هذه الظاهرة بشكل جدي ستؤدي لطمس هوية المجتمعات العربية:
1- تكريس مفاهيم العلمانية في أوج صورها من خلال الكثير من وسائل الإعلام المرئية والمقروءة, الحكومية والمستقلة, حيث يتم الهجوم على المفاهيم الإسلامية التي تطالب بتطبيق الشريعة, بل ويتم غمز الشريعة الغراء من حين لآخر بدعوى عدم مناسبتها للعصر, وأن تطبيق الحدود ‘همجية’, وبعضهم يهاجم السنة والصحابة الذين نقلوها إلينا حتى يفرغوا الدين من محتواه, ويدعون صراحة لدولة ينفصل فيها الدين عن الحكم, بل وصل الأمر للاستهزاء من الثوابت الدينية بشكل واضح وصريح كما حدث في صحيفة سودانية, وقبل ذلك على لسان كاتبة مصرية وصفت شعائر الحج بأنها شعائر وثنية, ومع ذلك ما زال يتم استضافتها في برامج عديدة وعلى صفحات جرائد كثيرة ويقدمونها باسم الكاتبة المستنيرة التي تكافح التطرف!
2-انتشار الترفيه الساقط والخلاعة بشكل يتنافى مع أبسط الأسس الثقافية للمجتمعات العربية والمستمدة من الدين الإسلامي الذي يدين به الأكثرية من شعوب العالم العربي, وهو الأمر الذي من استفحاله أثار استهجان الكثيرين حتى من غير المتدينين, ويكفي أنه يوجد أكثر من ثلاثة عشر قنوات فضائية عربية خاصة لما يسمى ‘الفيديو كليب’, وهو عدد يزيد عن ثلاثة أضعاف القنوات التي تبث برامح دينية, هذا بخلاف البرامج والأفلام والمسلسلات والإعلانات التي تعتمد بصورة أساسية على جسد المرأة لجذب المشاهدين.
وإذا نظرنا إلى الإعلام المقروء ستجد أن العشرات بل المئات من المطبوعات تعتمد في الترويج لها على الصور العارية وعلى الكلمة العارية, ما جعل بعض الغيورين يطالب بميثاق شرف للإعلام ولكن دون جدوى.
3- الترويج لمفاهيم الإباحية والاختلاط بين الجنسين تحت دعاوى ‘الفن’ والتطور, ومن أصدق الأمثلة على ذلك برنامج ‘ستار أكاديمي’ وبقية برامج ما يسمى بـ’تليفزيون الواقع’ وهي نسخ منقولة طبق الأصل من برامج أجنبية, وهي برامج يجتمع فيها الشباب والفتيات في بيت واحد وتنمو بينهم علاقات متنوعة بحجة تعلم أنواع من ‘الفنون’… هذا إلى جانب صفحات المشاكل العاطفية وأعمدة ‘كبار الكتاب’ التي تروج للتعارف بين الشباب من الجنسين والحب قبل الزواج.
4- الهجوم على الحجاب والاستهزاء به في برامج عديدة ومناقشة موضوع انتشار الحجاب بين الفتيات على أنه ظاهرة دخيلة على المجتمع, وأن السبب الحقيقي وراء انتشاره ظروف اقتصادية وليس عقيدة دينية, بل وصل الأمر أن رئيسة تحرير مجلة مصرية حكومية أكدت أن الحجاب ليس من الإسلام وأنه عادة جاهلية, هذا إلى جانب الاستهزاء المستمر من المتدينين بصفة عامة, ومن المظاهر الدينية عامة, ويكثر ذلك في البرامج والأفلام والمسلسلات على شتى القنوات الأرضية والفضائية.
5- مهاجمة التيار الإسلامي وتخويف الناس منه بدعوى أنه ‘إرهابي’, وإذا وصل للسلطة لن يتركها ـ ماذا يقولون للأنظمة العلمانية التي لا تترك السلطة إلا على فراش الموت؟! ـ وأنه إذا وصل للحكم سيضيق على الناس في كل شيء وسيحرّم كل الأمور, إلى ما هنالك من الافتراءات التي تجدها في برامج وصحف ومجلات تحاول تكريس الأوضاع الحالية مهما كانت فاسدة بشرط عدم وصول الإسلاميين للحكم ولو على سبيل التجربة.
ولا شك أن هناك أسبابًا خلف هذه الموجة المتزايدة التي تحاول طمس ثقافة الأمة وتمييع ثوابتها التي ينبغي أن ترتكز عليها في عالم يموج بالأفكار والتيارات والمصالح, ومن أهم هذه الأسباب:
1- سيطرة العديد من الحكومات على العشرات من وسائل الإعلام سواء بشكل مباشر, أو بشكل غير مباشر عن طريق بعض أصحاب الأموال الذين يرتبطون بمصالح مع هذه الحكومات, حيث يقومون من خلال هذه الوسائل بالترويج لسياساتهم والطعن في المعارضين, ويأتي على رأس هؤلاء المعارضين, المعارضة الإسلامية, وتمثل شعبيتها وسط الجماهير قلقًا شديدًا للعديد من الأنظمة الحاكمة, خصوصًا في الفترة الأخيرة التي كثر فيها الكلام عن رغبة الدول الكبرى في التغيير, بحثًا عن استقرار مفتقد منذ زمن بعيد في الكثير من دول المنطقة, هنا يأتي الإعلام ليلعب الدور الرئيس في تلويث المبادئ التي يقوم عليها الخطاب الإسلامي, وكذلك تلويث الأشخاص أنفسهم.
من ناحية أخرى يحاولون إلهاء الشعوب عن المشاكل الاقتصادية والاجتماعية التي يعانون منها بتقديم وجبات إشعال الغرائز؛ مستغلين الصور العارية, واللعب على الشهوة الجنسية التي تمثل قنبلة موقوتة بين الشباب في المجتمعات العربية؛ نتيجة لتأخر سن الزواج وانعدام الثقافة الجنسية الصحيحة حتى بين المتزوجين.
2- سيطرة مجموعة من اليساريين وبقايا الشيوعيين على العديد من الصحف والمجلات, وتوليهم مسؤولية الإعداد والإشراف على عدد كبير من البرامج التي تبث على المحطات الفضائية والأرضية, وهؤلاء اليساريون كانوا في مرحلة كمون في فترة السبعينيات والثمانينيات من القرن الماضي.
هؤلاء اليساريون عادوا مرة أخرى منتهزين أجواء الحرية النسبية في إصدار الصحف وانتشار الفضائيات, ونظموا صفوفهم, وبدأوا في بث سمومهم, حيث إن المرجعية اليسارية تنطلق على اختلاف مشاربها من أن الدين هو أفيون الشعوب, وأن الشعوب لن تتقدم إلا إذا تخلصت من أية مرجعية غيبية, ويبقى الدين في أحسن حالاته عندهم أمرًا شخصيًا لا ينبغي أن يؤثر في الحياة العملية, ولا أن يتدخل في حياة الناس, ومن هنا بدأت ومازالت حرب ضروس على القيم الدينية والأخلاقية, ولا يمنع ذلك وجود تيارات يمينية علمانية تقوم بنفس الدور.
3- كثير من وسائل الإعلام المقروءة أو المرئية أصبحت مملوكة لرؤوس أموال خاصة, وهؤلاء بالطبع يريدون الربح, وليس أسهل من الربح عن طريق إثارة الغرائز, ومن هنا انتشرت قنوات الغناء والعبث, وبرامج الاختلاط, خصوصًا في وجود تربة خصبة لشباب ترعرعوا في ظل سياسات تجفيف المنابع, والتي يقصد منها عدم تثقيف الشباب دينيًا من خلال قنوات التربية والتعليم والإعلام منعًا لتبنيهم أفكارًا ‘إرهابية’, على حسب ادعاء الأنظمة الحاكمة, ما أفرز أجيالاً من الشباب الضائع عديمي الثقافة والوعي تسهل السيطرة عليهم بالتفاهات والعرائس الملونة.
وفي الحقيقة لا يمكن هنا أن نتجاهل بعض المحاولات الجادة لصنع إعلام راشد في بعض الدول العربية, ولكن مع الأسف فهي قليلة وتأثيرها ما زال ضعيفًا مقارنةً بالتيار الإعلامي الفاسد, لذا وجب شحذ جهود كل الغيورين من أصحاب الكفاءات الإعلامية وأصحاب الأموال لكي يواجهوا هذه الموجة العاتية بإنشاء المزيد من القنوات الإعلامية التي تنسجم في محتواها مع ثقافة الأمة, وتوقظ الوعي في نفوس أبنائها حتى لا نرى مع مرور السنين أجيالاً ممسوخة لا هوية لها.22 يناير، 2007 الساعة 2:46 م #765582ميلاغروسمشاركأخيـ الكريمـ
جيمسـ بوند…..
شكرا أخيـ على الموضوعـ المفيد..جدا
و باركـ اللهـ فيكـ ….
أخيـ
واصل تميزكـ
تقبلـ مروريـ …
23 يناير، 2007 الساعة 9:12 ص #765998متفهممشاركشكرا
لاخى جمس
بارك الله فيك
23 يناير، 2007 الساعة 9:42 ص #766025صابر على الحياةمشاركهلا وغلا جمسوووووووووو شكرا على الموضوع وكفاية كدة علشان متتمسكش ههههههههههههههههههههه.. بالتوفيق ان شاء الله
-
الكاتبالمشاركات
- يجب تسجيل الدخول للرد على هذا الموضوع.